الجزء الثالث والثلاثون

72 2 0
                                    

الجزء الثالث والثلاثون
على سواحل مدينة نيس الفرنسية أحدى مدن الريفيرا الساحرة ظلت (رغد) تجري على الرمال الناعمة و(مراد) يركض خلفها يستمتعان بسعادة لا متناهية ينهلان من الزمن تلك الساعات التي منحها إياهما عن طيب خاطر بعدما نجح حبهما في أثبات هويته وقوته في تحدي الصعاب، فمن كان يتوقع أن تعيش (رغد) للأن بعد ما مرت به في أزمة مرضها الخطير الذي كاد يودي بزهرة شبابها دون سابق أنذار، فجاء ذلك العاشق المتيم بها ليس حد الجنون فقط فهو قد تخطى كل حدود العقل في حبها، هو منقذها الأمين وحاميها الباسل الذي أهداها عن طيب خاطر قطعة من جسده كي تحيا بها، لما لا يعطيها روحه حتى بعدما سلبته قلبه سابقًا تلك المشاكسة الحسناء، رقدت على الأرض تداعب الرمال بيديها وذاكرتها تعود بها لبداية معرفتها به حيث بدأت بشجار عنيف كانت هى المتسببة به حيث كانت تنظر له بتعالي جعلت دمائه الحره تصرخ بعروقه نافرة بغضب ترفض معاملتها له بدونية خاصة من الفتاة الوحيدة التي أختارها قلبه، وبرغم حبه الكبير لها الإ أنه رفض تقبل معاملتها الوضيعة له وعاملها بالمثل وأكثر وقلل من شأنها ثم حجم غرورها مما جعلها تشعر برهبة، رهبة بثت بداخلها خوف كبير منه، لدرجة جعلتها تتجنب رؤيته خشية سحقها بمر كلماته اللاذعة، ابتسمت حينما شعرت بيديه تلتف حول خصرها فتمسكت بهما جيدًا مغمضة عينيها تستشعر حلاوة تلك اللحظات بقلبها، زفرت بعمق وهى تريح جسدها عليه مسترخية من يراها يحسبها نائمة في حضن والدها وليس زوجها من فرط احساسها بالحب والأمان، ضمها (مراد) لصدره مقبلًا جانب عنقها بحب.

- سعيدة معايا يا رغد؟..........

أبتعدت عنه قليلا تنظر له من جانب وجهها ترمقه بنظرات لو ترجمتها عيناه لما أحتاج لطرح سؤاله المتشكك في حبها له، ابتسمت وعانقت وجهه بيديها تطبع قبل على جانب شفتيه جعلته يترنح وكأنها اسقته خمرًا افقده أتزانه وقضى على باقي تعقله.

- انا مش بس سعيدة انا طايرة من الفرحة لأني بقيت مراتك وكلمة بحبك قليلة قوي قوي على وصف أحاسيسي ومشاعري ناحيتك، يمكن انا متحطتش في أختبار حقيقي يبينلك مدى حبي ليك، بس والله انا بحبك قوي، دا انا لما بشوفك نايم جانبي أو معايا في أي مكان مش بصدق وبفضل أحمد ربنا على نعمة وجودك في حياتي وبدعي وهفضل أدعي أن ربنا يخليك ليا لأني مش بتخيل حياتي من غيرك أصلًا.

سالت عبراتها رغمًا عنها وهى تحدثه معبرة عن صدق ما تشعر به، فمد يده يمسحها ثم ضم رأسها لصدره يقبل خصلاتها زافرًا بقوة.

- لما صاحبتك جت وقالتلي أنك تعبانة قوي وتقريبًا بتصارعي الموت مصدقتهاش واتجننت لدرجة أني كنت هضربها لأنها قالت كدا عليكِ، بس هى كتر خيرها قدرت ظروفي وقتها وفضلت تهديني ولما هديت لقيت روحي بعيط زي الطفل اللي ساب إيد مامته ومشي بعيد عنها وفجأة ملقهاش وبقى تايه في الدنيا وحيد بيبكي وهو بيدور عليها عشان خايف يواجه الحياة من غيرها، ولما بدأت استوعب نفسي  أخدت منها عنوان المستشفى وجريت عليكِ وأول ما وصلت وشوفتك نايمة تحت الأجهزة والدكتور واقف عندك بيفحصك اتجننت وبقيت أشد في شعري واكلم روحي معقولة أنتِ يحصلك كدا وانا أخر من يعلم، وأول الدكتور ما خرج من عندك مسكت إيده وشدتيه ورايا وانا تقريبًا بجري عايز أدخل بيه لأي أوضة بعيدة عن الناس عشان أسأله على حالتك كل ده وانا ساكت ومتكلمتش كلمة واحدة، هو يومها الدكتور تقريبًا افتكرني مجنون.

عهد الغادرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن