الجزء السابع عشر

2.2K 39 2
                                    


شغلت تفكيره طوال اليوم ووصلت به للحد الذي جعلته يفقد تركيزه في عمله وهذا الأمر لم يحدث مسبقًا على الاطلاق، حاول وضع حلول جذرية كي يبعدها عن حياة شقيقه، ففكر بالتحدث مع بيجاد وابلاغه بأستبدالها بأخر، لكنه لم يستحسن ذلك الحل لأنه بذلك يتيح لها الفرصة لاصطياد شقيقه بعيدًا عنه وهو في غفلة عنهما، هز رأسه برفض فبعدها عن محيط عينيه ليس بالأمر الجيد، عليه محاوطتها ومراقبتها عن بعد فمازالت علاقتها بعدوه اللدود تمثل له معضلة ولغز كبير محاط بعلامات استفهام كثيرة وعليه حله حتى لا تكون السبب في وضع اصبعه تحت ضرس عدوه ويصبح لقمة سائغة في فمه يلوكها كيفما شاء، امسك برأسه يشد على خصلاته بضيق فحياته الهادئة الميسرة تحولت لبركان ثائر مغطى بطبقة رقيقة من التراب أن فكر احدهم بنخذه انفجر واحرق كل شيئ في طريقه، لذا عليه الصبر وتشديد مراقبته لها حتى يسد عليها كل طريق يمكنها من النفوذ لحياة شقيقه وتدميرها، امسك الورقة البيضاء التي تحمل توقيعها بيده ينظر لها بتركيز شديد وحدث نفسه.

- لو حاولتي بس أنك تاخدي اخويا من حياته أو تتعاوني مع عبدالحميد شعلان وتسربيله اسرار من شغلي هدفعك التمن غالي قوي يا وعد هخليكي تندمي على اليوم اللي اتولدتي فيه، هذلك واحطك تحت رجلي، عشان قبلتي على نفسك تاخدي واحد من مراته وابنه وتبيعي ضميرك بالفلوس، هو رماكي زمان لما لاقاكي متستهليش تكوني مراته المفروض يكون عندك كرامة وترميه زي ما رماكي، بس الظاهر انك ميهمكيش غير الفلوس وعشان هو غني اتنازلتي عن كبريائك وقررتي تعملي المستحيل وتستغليه عشان تستمتعي بفلوسه، لكن لأ انا واقفلك بالمرصاد وهخليكي تقولي حقي برقبتي.

- طرقات رقيقة على بابه اخرجته من شروده فأذن للطارق بالدخول: ادخل.

- دخلت على استحياء كعادتها : السلام عليكم.

- رماها بنظرات تسخر من حيائها الذي ظنه مصطنع: وعليكم السلام، خير يا وعد فيه حاجة؟

- وضعت امامه ملف كبير يحوي اوراق كثيرة: اه يا فندم دي الملفات اللي حضرتك طلبت مني اخلصها بسرعة، الحمدلله مردتش حتى اخد بريك غير بعد ما خلصتها وراجعت عليهم كمان، اتفضل شوفها وامضيها.

- اشار لها بالجلوس على المقعد امامه: اتفضلي اقعدي لغاية ما اخلصها مراجعة وامضي عليها.

- لاحظ حيرتها وعدم جلوسها فنظر لها مرة أخرى: مقعدتيش ليه في حاجة؟

- بخجل اشارت له على الخارج: هو انا ممكن اروح مكتبي شوية واجي تاني؟

- رناها بنظراته المتسائلة: ليه؟!!!!!!

- زاد خجلها بحرج: اصل انا بعمل قهوة عشان مصدعة وهروح انزلها من على السبرتاية عشان ممكن تغلي وتدلق.

- وقف من جلسته ودار حول مكتبه ووقف امامها: هوافق بس بشرط.

- ضيقت عينيها وأمالت رأسها قليلا ناحية يمينها: شرط ايه يا فندم.

عهد الغادرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن