الجزء التاسع والعشرين
بدأت تستعيد وعيها ببطئ، أعياء شديد يحتلها يتركها ضعيفة لا تقوى على النهوض شعرت كأن أحدهم أمسك مدية ثقيلة وضربها بها حتى هشم عظامها حتى باتت كجماد لا حياة فيه، أدارت رأسها للجانبين تتبين أين ترقد أو كم أصبح الوقت فتيه الألم يجعلها عاجزة عن استدراك ما فيه أو ما حدث لها، ظلت لبعض الوقت في محاولة لتذكر ما جعلها تنام هكذا حتى تذكرت، تنفست بعمق ونظرت حولها تستطلع لكم من الوقت بقيت فاقدة وعيها لكن عندما ابصرت نور الصباح يغمر الغرفة علمت أن الفترة التي رقدت بها طالت بعض الشيء، مسحت جبينها بوهن ثم استندت بساعديها على الأرض حتى تستطيع النهوض وبعد عدة محاولات أعتدلت جالسة، ومن حسن حظها أن حقيبتها كانت بالقرب منها فسحبتها وأخرجت قنينة عقار طبي صغيرة منها ثم فتحتها وأخرجت حبة دواء بحجم حبة القمح وضعتها تحت لسانها، ظلت جالسة لبعض الوقت حتى شعرت بتأثير العقار يسري بأوردتها يمنحها بعض من قوتها المفقودة، استغفرت ربها ونهضت بوهن تجلس على مقعد خلفها نزلت دموعها وهى تحمد الله أن أبنتيها لم تراها بهذه الحالة، لأنهما كانتا ستصران على ترك حياتهما الخاصة التي ما كادت أن تبدأ من أجل الأعتناء بها وفحصها جيدًا ومعرفة ما أصابها للأطمئنان عليها فهى بالنسبة لهما كل شيء، وقفت متجه للمرحاض وبعد فترة خرجت منه يقطر الماء منها، ثم جلست مرة أخرى على المقعد تستقبل القبلة وسمت بسم الله وبدأت تصلي فرضها، وعندما شعرت بالعافية تتلحفها ثانيًا اتجهت لغرفة أعداد الطعام حتى تعد عدة أصناف تحبها نور وزوجها كي تأخذها معها أثناء زيارتها لهما مساءً، وبينما هى منشغلة في الطهي استمعت لصوت هاتفها ينبهها بمكالمة واردة مسحت يدها بالمنشفة ثم خرجت تجيب عليه، فوجدتها من وعد كما توقعت، ابتسمت بحنو وهى تستقبل مكالمتها.- صباح الخير يا قلبي عاملة ايه طمنيني عليكِ؟،.....
- اغمضت عينيها براحة وهى مازالت نائمة بفراشها: انا الحمد لله بخير يا حبيبتي، انتِ اللي عاملة ايه اصل قلقت عليكِ قوي لأنك أول مرة تباتي لوحدك في البيت من غير حد فينا.
- سحبت نفسيًا عميقًا ثم زفرته بمهل: متخافيش عليا يا حبيبتي انا بخير وبعدين انا لازم اتعود على كدا خلاص انتم كبرتوا وكل واحدة وبقى ليها حياتها، ربنا يسعدكم ويريح بالكم يا كل عمري، المهم خدي بالك من نفسك وحافظي على حملك أوعي تجهدي نفسك في حاجة فاهمة.
- وضعت يدها تدلك بطنها برفق: حاضر يا ماما متخافيش انا بعمل بنصايحك كلها وكمان رصان مش مديني فرصة اني اتعب عامل زي حضرتك وبيخاف عليا اكتر من نفسي وحاطط لستة ممنوعات ليا طولها مترين.
- مسحت إلهام دموعها الصامتة وجاهدت لأخراج صوتها طبيعيًا كي لا تقلق فلذة كبدها عليها: الحمدلله طمنتيني أن فيه بديل هيخاف عليكِ قدي.
- خوف تملك قلبها من جملتها الأخيرة: لا يا ماما متقوليش كدا عمر ما في حد هيعوض مكانك أبدًا ولا هياخد حبك في قلوبنا، ربنا يخليكِ لينا وميحرمناش ربنا منك يا حبيبتي، دا أنتِ كل دنيتنا وكل حاجة حلوة في حياتنا.
أنت تقرأ
عهد الغادر
Gizem / Gerilimالعهد كلمة منا من يستخف بها ومنا من يقدسها قدسية الحياة فلا يعاهد أحدكم أحداً بعهد أن لم يكن قادرا علي الوفاء به حتي لا يدمر بها حياة هذا الإنسان دونا أن يدري الاب عندما يعد الابن بشئ ويفشل في تحقيق وعدة بذلك يدمر القدوة والمثل الأعلى له والحبيب عند...