الطيف الثاني والعشرون:
=====
*أصفر*
=====
_أين ذهبتِ اليوم ؟! خرجتِ دون علمي ثانية ؟!
يهتف بها راغب بضيق وهو يدخل شقتهما لترد رؤى مدافعة :
_خرجت ؟! وهل يسمى الذهاب للمحل على أول الشارع خروجاً؟! رُبَى أرادت بعض الحلوى وخرجت لأبتاعها لها .
_أنا أشتري لكم كل طلبات البيت ..لم تكوني في حاجة لهذا ! كنتِ أرسلتِ أحد أبناء عمها لشرائها !
يهتف بها بالمزيد من الضيق لترد بمكابرة :
_بذمتك هل يستحق الأمر الشجار ؟! ثم من أخبرك أني خرجت ؟! هيام!! يالله!! تلك المرأة لم تكتفِ بإفساد حياة عزة فتنفث سمها في حياتي أنا الأخرى!!
ثورتها المبالغ فيها تدفعه للمزيد من الشك وهو يشعر بتغير طباعها الطفيف في الفترة الأخيرة ..
فرغم ضيقها الدائم من تصرفات هيام الفجة لكنها كانت دوماً تجد لها تبريراً عاطفياً يلائم طبيعتها الوديعة ..فلماذا هذه الثورة الآن ؟!
يتأفف بضيق وهو يشيح بوجهه منتظراً ترضيتها لكنها تهتف به :
_أنا أتقبل كل أوامرك ..أحبس نفسي في البيت لا أكاد أغادره إلا معك ..حتى عبد الله لم أعد أزوره وحدي رغم تعلق ربى بابنته ورغم رجاءات صفا المتكررة لي أن أذهب إليها ..هل ترى وضعي هذا طبيعياً ؟!
_وضعنا لم يكن أبداً طبيعياً لو تذكرين !!
يهتف بها بحدة غلبه فيها طبعه العصبي لتحمّل هي عبارته ما يفوق معناها وهي كالعادة تتحسس بطحة رأسها القديمة هاتفة :
_هذا هو ما كنت أنتظر سماعه! ليتك تملك نفس الشجاعة فتخبرني بالضبط متى سيمكنني العيش بطريقك طبيعية كأي امرأة يثق فيها زوجها؟! متي سأفي بديني ؟! متى؟!
ثورتها الهادرة غير الاعتيادية تنتهي بفيض من دموعها وهي تركض من أمامه نحو غرفة نومهما بما ظاهره غضب وباطنه ..هروب!!
تعرف أنها مخطئة وشعورها بالذنب يتعاظم يوماً بعد يوم ..
المزيد بشعورها بالخوف من غضبه ..
والأدهى شعورها أنه لا يحق له الغضب وأنها تمارس حقها الطبيعي!!
لماذا يفعل بها هذا؟!
لماذا يضطرها للكذب كي تحصل على أبسط حقوقها ؟!
هي لم تفعل ما يشين ..
شركة أعلنت عن حاجتها لمن يصمم لها منشورات دعائية للتسويق "أونلاين" وهي شاركت في المسابقة وربحت ..
تسلمت العمل ..وكل هذا وهي في بيتها لم تغادره ..
لكنها اضطرت لتغادر المنزل اليوم كي تتقاضى الراتب ..خافت أن يرسلوه على حسابها فيعلم هو !!
تود لو تخبره ..
لو ترى في عينيه فخره بها كما تفخر بنفسها لكنه لا يعطيها الفرصة ..
وشعورها أنها تكذب عليه ينغص عليها فرحتها ..
أنت تقرأ
من يعيد قوس قزح الجزءالثاني لسلسلة وهل للرماد حياة(ماسةوشيطان) لـنرمين نحمدالله
ChickLit_لن تقنعني ببرودك هذا.... تحت الرماد نار أكاد احسها تلفحني بلهيبها.... فأتسعت إبتسامته القاسية موازية لصرخة أدهشتها وهي ترأه يغرس"سيجارته"المشتعلة في معصمه لتتجمد ملامحه بألم بدأ كأنه اعتاده... قبل أن يتصبب جبينه بعرق خفيف وهو يتناول مطفأة سجائره...