الخاتمة القسم الاول

1.7K 76 2
                                    

                                   
                                         

الخاتمة:
(الجزء الأول)

_يمكنك الدخول..

الصوت الصارم يرهبها بعض الشيء فتتجمد قدماها للحظات قبل أن تستجمع قوتها لتدخل..
هل يمكن أن يطوف العمر كله في عينيك في لحظة؟!
هكذا كانت تشعر دينا الآن وهي تستعد للقاء شقيقها ريان..

جزء بداخلها يلومها على القدوم..
لماذا تعود لجدار ماضٍ لن يسترها..بل ربما سينقض فوقها من جديد؟!
لكن جزءاً آخر كان يقاتل ليتشبث بما بقي لها من هوية!

ترفع عينيها إليه ببطء من تخشى الخذلان من جديد..
لازالت تذكر آخر مرة رآها فيها بعدما ثبت جرمها المشهود ليعلن تبرأه منها قبل أن يهددها بالقتل لو ظهرت في حياته مرة أخرى..
تعذره!
والله تعذره!
لكنها تمنت فقط لو كان قد سمعها!
لو كان قد علم أنها كانت أجبن من أن تقول لا!) أول مرة لخطأ بسيط فانقلب الأمر لجرم تلو جرم!

كم تكره نفسها في كل مرة تتذكر كيف كانت تستسهل الحرام بخوف استغله شيطانها..
والآن تحمد الله أن تاب عليها..
فإن كان الله يعفو.. فهل يعفو الناس؟!

_من؟!

سؤاله يصفعها فتدمع عيناها وهي تتحسس ملامحها..
هل تغير شكلها إلى هذا الحد؟!
أم أنه هو من نسي؟!
نسي شقيقته؟!!

تنفرج شفتاها بجواب لم تعرفه بعد..
لتتسع عيناه بصدمة وهو يتعرف إليها ليتمتم مشدوهاً :
_دينا؟!

الخوف يجمد جسدها كعهدها معه!
تكاد تفر لاعنة نفسها أن عادت لهذه الدوامة!
لماذا لم تقنع بحياتها الجديدة قاطعة كل جذور ماضيها؟!
هل ظنت أن مثلها قد يكون له رجوع؟!

تتراجع خطوة للخلف وهي ترى كفه يرتفع نحوها فتكتم صرخة خوفها..
لكنها تراه يضمها إليه بلهفة فيرتخي جسدها فجأة كأنها نسيت معنى (عناق أخ)؟!
جسده يرتجف واشياً بنشيج خافت دفنه على كتفه فتنهمر دموعها غزيرة وهي تجد الطاقة أخيراَ لتشدد قوة عناقها له..

_أي معجزة جاءت بكِ إلى هنا؟!

يتمتم بها بذهول وكأنه لا يصدق أنها حقاً هنا فيجف حلقها وهي ترد بين دموعها:
_أعرف أنه لا يشرفك حضوري لكن..
_يشرفني ؟!
يقاطع بها عبارتها ضاحكاً بهستيرية كالمخابيل فتتراجع للخلف بالمزيد من الخوف لتتحول ضحكته لبكاء وهو يشير بذراعيه حوله مردفاً :
_ما عاد لي أن أتحدث عن الشرف! ليس وأنا أحمل على رأسي عاراً فوق عار.. ليس فقط عار زوجة خائنة قتلتها.. ولا عار مبادئي التي خنتها يوم وضعت كفي في أكف الصهاينة.. بل عار أولادي الذين سيبقى ذنبهم في عنقي.. عار يولاند التي ضلت طريقها مذبوحة بخيانتي.. وعار صديق العمر الذي بعته بأبخس ثمن.. شرف؟! أين هو مني؟؟

                                 

             
                   

من يعيد قوس قزح الجزءالثاني  لسلسلة وهل للرماد حياة(ماسةوشيطان) لـنرمين نحمداللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن