الطيف الثالث عشر
======
*أحمر*
======
_أين كنتِ يا سمرا؟! كيف تتركينني في هذه المصيبة وحدي؟!
تهتف بها هبة بحدة عصبية وهي تستقبلها عقب عودتها من الخارج لتهتف يسرا بجزع:
_هل حدث شيئ؟!
_ما الذي تريدينه أن يحدث أكثر مما كان؟! خالي ربيع وإبراهيم وأولاد عمه في الحبس ولا ندري ما الذي يحدث..ولا متى سيخرجون !
تهز يسرا رأسها بعينين زائغتين وبوجه شاحب يجعل لهجة هبة ترق وهي تسألها :
_أين كنتِ؟!
ترفع إليها عينيها الضائعتين وهي لا تدري بماذا ترد ..
لقد كانت في بيت رفعت الصباحي!!
أجل ..كانت قد عادت إليه بعدما حدث هاربةً كأنها تتنصل من كل هذا !!
مالها وللشرطة ولإبراهيم هذا ؟!
ما يدريها ما فعله ولماذا ألقوا القبض عليه؟!!
هي لم تأتِ هنا لتحمل هماً ..هي جاءت ل..تلعب!!
لهذا وجدت نفسها دون وعي تعود لبيت رفعت الصباحي ..
تفتح خزانة ملابسها تشم ثيابها ..تستعيد عطر سطوتها القديم ..
تفتح خزانتها فتستخرج جواز سفرها الذي يمكنها من السفر لأي بلد تشاء ..
تناظر مجوهراتها القيمة ..
خاتم زواجها من حسام ..
خاتم زواجها من فهد ..
خاتم زواجها من فادي ..
فصوصها كلها كانت تلمع لها ببريق يكاد يسلب الأبصار إنما بعيني روحها كانت تراها كلها ..كلها باهتة ..
زائفة ..مثلها تماماً !!
هل تصف نفسها بالحماقة لو زعمت أنها تود مقايضتها كلها ب"ورقة نعناع"!!
ورقة نعناع واحدة خضراء تضيف المذاق لمشروبها فقط لأنها من يد تهتم لها ..لها هي ..سمرا أو يسرا ..لا تهم الأسماء إنما ..هي فقط ما يهم !!
هل تصف نفسها بالمزيد من الحماقة وهي ترى كوثر وقتها تدخل عليها ..
تنصحها أن تكف عن هذا العبث وتعود لحياتها فتصرخ فيها أن حياتها هذه لم تعد لها ..
أنها وجدت حياتها الحقيقية التي لا تريد عيش غيرها ..
تخرج لترى أمها فيزداد قلبها لوعة وهي تراها لا تزال على عهدها لا تذكرها ..ولا تذكر أي شيئ..
تعانقها بقوة وهي تشعر بحاجتها لهذا العناق ..
لكنه لم يعد يكفي ..لم يعد يكفي ..
هي تريد حياة !
تريد "ربيعاً" كهذا الذي منحه له رجلٌ بنفس الاسم ..
ربيعاً لا يسلمها لذبول "خريف" ولا يخونها بسيل "شتاء" ولا يخدعها بسحابة "صيف"!!
ربما لهذا عادت من جديد إلى هنا ..
بإرادتها ..
لا لتكمل لعبة ..بل لتستجدي حياة !!
_لا تريدين إخباري أين كنتِ ؟!
تنتزعها بها هبة من شرودها لتتنحنح بارتباك هاتفة بأقرب ما جال في خاطرها:
_كنت أحاول البحث عمن يمكن أن يساعدنا .
_وهل تعرفين أحداً؟!
تهتف بها هبة بتشكك فتهز رأسها بسرعة نافية :
_لا ..أبداً ..تعرفين أنني مقطوعة من شجرة كما يقولون ..أنا فقط حاولت الاستعانة بصاحب المحل الذي كنت أعمل فيه ..شقيقه محامٌ وقلت ..
_دعكِ من هذا ! أنا كلمت جنة وأخبرتها .. تعرفين جنة ؟! كانت زوجة حسن شقيق إبراهيم ..قالت أنهم لم يمكنوها من معرفة شيئ لكنها وعدتني أنها ستكلم زوجها فهو رجل ذو شأن ..ياربي! أمن دولة! سترك يارب! لا أتخيل أن يكون لإبراهيم دخل في شيئ من هذا ..وعمي ربيع كذلك ..لماذا تهور هكذا ؟! هذا ليس طبعه ..
أنت تقرأ
من يعيد قوس قزح الجزءالثاني لسلسلة وهل للرماد حياة(ماسةوشيطان) لـنرمين نحمدالله
Chick-Lit_لن تقنعني ببرودك هذا.... تحت الرماد نار أكاد احسها تلفحني بلهيبها.... فأتسعت إبتسامته القاسية موازية لصرخة أدهشتها وهي ترأه يغرس"سيجارته"المشتعلة في معصمه لتتجمد ملامحه بألم بدأ كأنه اعتاده... قبل أن يتصبب جبينه بعرق خفيف وهو يتناول مطفأة سجائره...