الطيف الأول
=====
_لماذا تصرخين هكذا؟!
هتف بها عاصي بقلق وهو يندفع نحو غرفة الصغيرين حيث كانت نور تصرخ بغضب غريب على طبيعتها الهادئة فيما وقف ضياء جوارها عاقداً ساعديه أمام صدره بينما الصغيرة تهتف بقهر طفولي:
_ضياء أفسد لوحتي ...وألقى علبة ألواني من النافذة .
عقد عاصي حاجبيه وهو يرى اللوحة التي رسمتها ابنته قد مزقت إلى نصفين فالتفت نحو ابنه بنظرة متسائلة ليهتف الأخير بطبيعته المسيطرة:
_طلبت منها اللعب معي فرفضت ...الآن لن يشغلها عني شيء .
عنفه عاصي بكلمات زاجرة وقد توعده بعقاب صارم فخرج الصغير عدواً من الغرفة ....
بينما تقدم عاصي من ابنته ليحملها ويضمها إليه ثم جمع نصفي اللوحة ليضعهما متجاورين قائلاً باعتزاز:
_كم تجيدين الرسم!
ابتسمت الصغيرة لهذا الإطراء وقد بدت وكأنها نسيت أن اللوحة مقطوعة فمسحت دموعها لتحتضنه بدورها عندما سمعا صوت ماسة خلفهما تقول بحنان:
_خطوطها قوية كأبيها ...
_وألوانها دافئة كأمها !
قالها عاصي وهو يلتفت نحوها ولازال يحمل صغيرته ...
غابات الزيتون في عينيه تتوهج بحنان عاطفته...مع معنى جديد غاب كثيراً عن
عالمه...معنى "الرضا"!
ابتسمت ماسة وهي تداعب شعر الصغيرة لتقول لها مواسية:
_ضياء يغار عليكِ...أنتِ صديقته الوحيدة هنا ...لهذا يجن جنونه عندما يراكِ مشغولةً عنه ...
ثم رمقت عاصي بنظرة جانبية ذات مغزى لتردف:
أنت تقرأ
من يعيد قوس قزح الجزءالثاني لسلسلة وهل للرماد حياة(ماسةوشيطان) لـنرمين نحمدالله
ChickLit_لن تقنعني ببرودك هذا.... تحت الرماد نار أكاد احسها تلفحني بلهيبها.... فأتسعت إبتسامته القاسية موازية لصرخة أدهشتها وهي ترأه يغرس"سيجارته"المشتعلة في معصمه لتتجمد ملامحه بألم بدأ كأنه اعتاده... قبل أن يتصبب جبينه بعرق خفيف وهو يتناول مطفأة سجائره...