الطيف السابع عشر
======
*برتقالي*
======
لقاء العيون يبدو أكثر حرارة مما توقعت وهي قادمة إلى هنا ..
فيض نظراته السخي بعاطفة لا يدعيها -ولا تنكرها- كان أكبر من أن تتجاهله ..
لكنها كانت تصده بعنف "درعها المعهود"!!
طيف الصالح لن تمد يدها لتتسول ..لكنها ستنتزع حقاها انتزاعاً بأي طريقة ..
وعاصي الرفاعي الآن ليس سوى مجرد "جسر" ستمر فوقه لبغيتها !!
_طيف!
صوته القوي يأتيها مشبعاً بزخات من حنان لا تريد تصديقه ..
فيتزاحم الدمع "العزيز" في عينيها خلف بابه الموصد لا يعرف متى يؤذن له بحرية !
لهذا تمد يدها ببرود كي تصافحه لكنه لا يمنحها فرصة للمزيد لتجد نفسها فجأة مغمورة بين ذراعيه !!
لا!
لا!
تكاد تصرخ بها رافضة وهي تستعيد مذاق عناقهما الأول منذ سنوات ..
وقتها كان أعمى!
كان مضرجاً بدماء خطاياه وكانت هي فوق قمة جبلها تناظره بعزة وتمنحه صفحها بإباء ،فكان عناقه يرفعها درجة في سلمها الطويل نحو سماء لا تعرف حدوداً !
الآن هي المضرجة بدماء جرحها وقد تعثرت في درجات سلمها لتجد نفسها في القاع من جديد ..
لا حاجة بها لعناقه ..
لا تريده ..
لا تريده ..
لا ...
شهقة خائنة تنفلت من صدرها تقاطع نزف أفكارها وتفتح الباب الموصد ل"الدمع العزيز"!!
شهقة يحتويها صدره وذراعاه يضمانها بقوة تليق "به"وبحنان يليق "بها"!
شهقة تخرجها من "هيكلها المزعوم"..
تذيب برودها المصطنع ..تعري كل عورات ضعفها ..
تصفعها بعرض شريط العمر الأسود ..
تحكم سيطرتها على جوارحها فلا تشعر بأناملها وهي تستجيب لحرارة عناق مثل هذا فترتفع ..
ببطء ..ببطء ..
أناملها هي ترتفع كي تتشبث به !!
بعض العناق حياة ..
بعض العناق عدم ..
بعض العناق حرية ..
وبعض العناق اعتقال ..
وعناقه هو كان مزيجاً من كل هذا !
وكيف لا؟! وهو ينقلها بسرعة البرق بين كل عصورها فلا تدري أي طيف هي؟!
لهذا كانت رفعة رأسها من القوة بمكان وهي تنتفض أخيراً بتمرد هاتفة :
_أنا أتيت كي ..
لكنه يقاطعها من جديد وهو يعاود غرس رأسها على صدره هاتفاً بهيمنته الحنون :
_لا يعنيني لماذا أتيتِ ..المهم أنكِ أتيتِ !
الشهقة الخائنة تتبعها أخواتها ..
الأنامل الواهنة تزداد تشبثاٌ ..
والدمع العزيز ما عاد يستنكف إراقته فوق صدره ..
كأن كل مقاومتها للأيام السابقة قد انهارت في هذه اللحظة!
كأنما لم يعد عاصي الرفاعي مجرد محطة في طريقها ..
بل صار منتهى الطريق!!
أنت تقرأ
من يعيد قوس قزح الجزءالثاني لسلسلة وهل للرماد حياة(ماسةوشيطان) لـنرمين نحمدالله
Chick-Lit_لن تقنعني ببرودك هذا.... تحت الرماد نار أكاد احسها تلفحني بلهيبها.... فأتسعت إبتسامته القاسية موازية لصرخة أدهشتها وهي ترأه يغرس"سيجارته"المشتعلة في معصمه لتتجمد ملامحه بألم بدأ كأنه اعتاده... قبل أن يتصبب جبينه بعرق خفيف وهو يتناول مطفأة سجائره...