الطيف الثالث والعشرون
=====
*أصفر*
=====
_راغب.
يتلقفه نداء هيام على سلم البيت وقد عاد من الورشة مبكراً على غير عادته فيقف مكانه لينظر إليها بتوجس فتتلفت حولها ثم تقترب منه قائلة :
_أنت تعرف كم أحترمك ..ويعز عليّ أن يحدث في بيتك ما لا تعلمه ؟!
يكز على أسنانه كاتماً غضبه دون رد لتنفث المزيد من سمها :
_زوجتك تحدث رجالاً من خلف ظهرك .
_اخرسي!
يهتف بها زاجراً وهو يلوح بسبابته في وجهها ليردف بانفعال:
_ولا كلمة ! رؤى بالذات لا أقبل في حقها أي كلمة فادخري قاذوراتك لنفسك ..ولي مع زوجك كلام آخر .
تتلعثم لترد بارتباك:
_ماذا فهمت؟! أنا لا أقصد شيئاً يمس سمعتها (لا سمح الله) ..أنا فقط أظن أنها تعمل في مكان ما ..رأيت بعض الصور والرسائل على حاسوبها وعندما فتشت ..
_ولماذا تفتشين في حاسوب زوجتي؟! من سمح لك؟! اسمعي إذن ..بيتي محرم عليك دخوله بعد اليوم ..وأنا سأبلغ فهمي بنفسي .
يقولها بعنف رادع لتشتعل عيناها بالمزيد من الحقد لكنه يتجاوزها بسرعة ليصعد الدرج بخطوات راكضة نحو شقته ..
ولم يكد يغلق بابها خلفه حتى استند على ظهره ليسمح لغضبه بالظهور ..
هل تفعلها رؤى حقاً دون علمه ؟!
يندفع نحو غرفة الصغيرة ليجدهما نائمتين فيرمقهما بنظرة طويلة ضائقة قبل أن يغادر الغرفة ليبحث عن حاسوب رؤى ..
تغلقه بكلمة سر ..لكنه يعرفها ..
هي أخبرته بها وقد جعلتها تاريخ زواجهما قائلة يومها أنه ليس بينهما أسرار ..
فهل توجد الآن ؟!
ينعقد حاجباه وهو يفتح الحاسوب ليتفقده ..
ملف للصور كتبته بعنوان (تصاميم) ..
بعض المراسلات بينها وبين شركة كبيرة علم منها أنها فعلاً تعمل لديهم ..
يحتقن وجهه بغضب وهو يعيد كل شيء لحاله قبل أن يغلق الحاسوب بعنف !!
كل هذا كان يجري من خلف ظهره !!
كيف جرؤت على فعلها ؟!
كيف؟!
ينتفض مكانه بالمزيد من الغضب وشيطان غيرته يدفعه لإيقاظها من نومها ومواجهتها بأنه يعلم كل شيء!!
لكن ..هل يعلم حقاً كل شيء؟!
ما يدريه ما الذي تخفيه عنه أيضاً؟!
شيطانه يوسوس إليه بالمزيد مشعلاً براكين الماضي الخامدة ..
فيدور في البيت كالمجنون وخيالاته تصور له جحيماً حقيقياً ..
ينتهي به المقام في غرفة نومهما الخالية منها فينهار جالساً على الفراش مستسلماً لشياطينه ..
![](https://img.wattpad.com/cover/281204427-288-k544285.jpg)
أنت تقرأ
من يعيد قوس قزح الجزءالثاني لسلسلة وهل للرماد حياة(ماسةوشيطان) لـنرمين نحمدالله
ChickLit_لن تقنعني ببرودك هذا.... تحت الرماد نار أكاد احسها تلفحني بلهيبها.... فأتسعت إبتسامته القاسية موازية لصرخة أدهشتها وهي ترأه يغرس"سيجارته"المشتعلة في معصمه لتتجمد ملامحه بألم بدأ كأنه اعتاده... قبل أن يتصبب جبينه بعرق خفيف وهو يتناول مطفأة سجائره...