الطيف السابع والأربعون
=======*بنفسجي*
=========تراقبه ديمة من خلف زجاج شرفة البيت المطلة على حديقته بعينين ملهوفتين.. ومسجونتين بقيود غير مرئية!
تراه يلاعب سند وقد أحضر له أحد جراء سلطانة ليعلمه كيف يعتني به فتشعر وكأنه هو..
هو هو لم يتغير..!
لكنها تتذكر انه لم يسأل الخادمة عنها هي ولم يطلب رؤيتها..
كأنه سيكتفي بزيارة سند ككل مرة منذ طلاقهما ويرحل دون أن يتحدث إليها فتهمس لنفسها بحسرة هي للخوف أقرب :
_لم يعد هو!تتحرك نحو مرآة قريبة لترى صورتها..
سلسلته التي أهداها لها بحجر الكونزيت الذي يبدو جماله في الظلام أكثر..
تتحسسها اناملها ببطء وهي تراها تصنع مع قرط هالة بوهجه "الجديد" مزيجاَ صار لا يمنحها جمالاً او أناقة فحسب.. بل هوية!!لا تزال تنقسم في حضرته اثنتين!
واحدة تريد أن تهرع إليه معترفة بعشق لم تعرفه إلا معه..
وواحدة تريد أن تهرب منه ومن كل شيء راضية بركضها الحر دون قيود.. أي قيود!!
ولا تزال عاجزة عن الاختيار!!وبهذه الحيرة الخانقة تتحرك نحو المطبخ القريب لتحضر له ما يشربه..
لو كان هو زاهداً في رؤيتها فهي أبداً ليست بزاهدة!(موز باللبن دون سكر)
تبتسم دامعة العينين للذكرى وهي تستعيد ما سمحت به ذاكرتها (المشوشة) من تفاصيل..
كيف أخرجها من السجن يومها .. كيف قاد بها سيارته لبيت أمه..كيف أطعمها بيديه.. وكيف أعاد لها حقيبة البروكار..
الذكرى تتخضب بحمرة ذنب وهي تستعيد طيبة أمه..
ذنب يكاد يودي بها في دوامات تكرهها لكنها تتذكر نصائح دكتور كنان فتهز رأسها بقوة كأنها تمنع نفسها من المزيد من الانزلاق في هذا الجرف المهلك.._سيدتي.
نداء الخادمة ينتزعها من شرودها فتصب العصير بسرعة وهي تسألها عما تريد لتخبرها وهي تحتضن سند الذي بدا ضائق الملامح أن حسام يبلغها برسالته :
(لن يستطيع زيارتهم قريباً).لم تشعر بنفسها وهي تحمل الكأس لتركض نحو الخارج.. يسقط قرابة نصفه منها كما تسقط دموعها وهي تستوقفه عند باب البيت بنداء اخترق قلبه قبل أذنيه..
(حسام)
يتجمد مكانه وهو يعد نفسه لمعركته القادمة التي ود لو استطاع تأجيلها..
لكن لا بأس.. جرح قريب أرحم من جحيم الانتظار!يلتفت نحوها متحاشياً النظر لعينيها.. تتعلق عيناه بأناملها المرتجفة التي احتضنت الكأس وهو يسمعها تهتف عبر انفاسها اللاهثة :
_أعددته لك.. اجلس فقط.. حتى تشربه.. أعتذر لو سقط مني بعضه.. خشيت ان ترحل قبل ..قبل.. قبل..تكررها عدة مرات بدوي مرتفع وجد صداه في روحيهما معاً.. حروفها تتلعثم بين حيرة واحتياج لتتهدج حروفها ويتراخى كتفاها باستسلام وهي تلفظها حارقة.. ومحرقة :
_خشيت أن ترحل فحسب!
أنت تقرأ
من يعيد قوس قزح الجزءالثاني لسلسلة وهل للرماد حياة(ماسةوشيطان) لـنرمين نحمدالله
ChickLit_لن تقنعني ببرودك هذا.... تحت الرماد نار أكاد احسها تلفحني بلهيبها.... فأتسعت إبتسامته القاسية موازية لصرخة أدهشتها وهي ترأه يغرس"سيجارته"المشتعلة في معصمه لتتجمد ملامحه بألم بدأ كأنه اعتاده... قبل أن يتصبب جبينه بعرق خفيف وهو يتناول مطفأة سجائره...