الطيف التاسع والعشرون
=======
*أبيض*
======
_ماذا تقول؟! ماذا تعني بأنه تزوجها؟!
يهدر بها عاصي بغضب عارم عبر الهاتف ليرد فهد محاولاً تهدئته :
_أنا تفاجأت بالأمر مثلك تماماً.. صدقني هو لا يريد تحديك ولا إهانتك.. يمكنك أن تفهم منه الأمر أكثر لو تحدثتما بصورة ودية.
لكن عاصي يقول ببرود صارم :
_أغلق الاتصال الآن وسأفهم بطريقتي ما حدث.. لن أنسى لك أنك لم تكن على قدر ثقتي.
_عاصي!
تهتف بها ماسة بعتاب وهي تراه يغلق الاتصال لكنه لا ينظر إليها وهو يجري اتصالاً آخر..
_ماذا حدث عندك؟!
يهتف بها لمحدثه بصرامة ثم يستمع قليلاً ليهتف بعدها بثورة عارمة اشتعلت لها غابات الزيتون في عينيه :
_ولماذا لم تخبرني؟! لا! ليس عادياً! .. لست أنت من تحكم على ذلك.. دبة النملة عندك يجب أن تصلني هنا.. أثق أن الأمر لن يتكرر فأنت تعرف العاقبة!
يغلق الاتصال بعنف ليلقي الهاتف جانباً ثم يتوجه نحو نافذة غرفتهما في الفندق القريب من المركز الصحي الذي تحتجز فيه الرضيعة لمتابعة حالتها..
فتتنهد بحرارة وهي تتوجه نحوه لتحتضن ظهره بساعديها فتشعر بتوتر جسده المشدود كالقوس..
ترفع راحتها ببطء تتلمس موضع خافقه ثم تقبل ظهره المقابل لها في نفس الموضع كأنما تمنحه شعوراً أنها تحيط بقلبه من كل اتجاه..
هذا الشعور الذي وصله تماماً ليسترخي جسده رويداً رويداً..
كعهدها ماسته تجيد امتصاص هذا الغضب الذي يقتات على روحه كمارد أسود!
تبقى على صمتها لدقائق مكتفية بعناقها إياه وهي تدرك ما تشعر به الآن..
مرض شمس..
سفرهما المفاجئ..
غيابهما الطويل لأول مرة عن طفليهما..
وأخيراً.. زواج حسام الغريب من ديمة بمجرد سفرهما كأنه انتهز فرصة غياب عاصي ليتحداه!!
كل هذا كثيرٌ على احتمال رجل بماضيه خاصة وهي تدرك كيف يفكر..
عاصي لا يزال يجلد نفسه بذنبه القديم!!
لهذا ما كادت تشعر بهدوء خفقاته حتى أدارت كتفيه نحوها لتحيط وجنتيه براحتيها قائلة :
_قبل أن تأخذ أي قرار.. دعني أخبرك أن دكتور كنان هاتفك اليوم.
يعقد حاجبيه بشدة لتردف :
_كنت مشغولاً مع الطبيب بخصوص شمس.. وأنا فتحت الاتصال لأنه كرره كثيراً.
يزداد انعقاد حاجبيه لتزدرد ريقها ببطء قائلة :
_يريد الحديث معك بشأن سند.. وديمة كذلك!
_ماذا عنهما؟!
_أفضل أن تسمع له بنفسك!
أنت تقرأ
من يعيد قوس قزح الجزءالثاني لسلسلة وهل للرماد حياة(ماسةوشيطان) لـنرمين نحمدالله
Genç Kız Edebiyatı_لن تقنعني ببرودك هذا.... تحت الرماد نار أكاد احسها تلفحني بلهيبها.... فأتسعت إبتسامته القاسية موازية لصرخة أدهشتها وهي ترأه يغرس"سيجارته"المشتعلة في معصمه لتتجمد ملامحه بألم بدأ كأنه اعتاده... قبل أن يتصبب جبينه بعرق خفيف وهو يتناول مطفأة سجائره...