"اسفة تأخرت.. فلنذهب"
تكلمت عند ركوبها سيارة يونغي لكنه سرعان ما امسكها من رسغها مستفهما
"ماذا حصل؟ لا تبدين بخير.."
هزت برأسها نافية تنظر عبر النافذة متهربة من نظرات صديقها المتفحصة "انا بخير.."
امسك أسفل وجهها مديرا اياه
"لا تنسي اني الاحظ الصغيرة والكبيرة.. لا تتهربي مني لطفا.. والآن كوني فتاة جيدة و أخبريني ما حل بك"
"يونغي حقا يا صديقي لا اطيق الكلام الآن.. فلنؤجله لوقت لاحق ارجوك"
اومأ برأسه ليعدل جلسته منطلقا في القيادة لوجهته
" مارأيك ببعض الموسيقى " قال لتجاوب بسرعة
" ارجوك "فتحت شباك السيارة مخرجة رأسها سامحة البرودة وهواء الجو بمداعبة خصلاتها... تتأمل اضواء روما متنفسة هواءها تحاول تهدأت نفسها وروحها مستمعة بما يخرجه المذياع من عزف بيتهوفن المحبب لقلبها الندي.... والصمت الذي غلف المكان لم يكن سوى ترياقا ساعدها في تجنب وايقاف غليان صدرها...
وبعد مدة من القيادة
ترجلا من السيارة متجهين ناحية احد المطاعم البسيطة على أطراف روما... يقع بالقريب من منزل نيومي...
مكان يسوده الهدوء والسلام بعيدا عن ضوضاء الحياة ومشاكلها يزوره قلة من الناس فقط
جلسا مقابلين الحائط الزجاجي الذي يطل على نهر مشهور به هذه المنطقة...
تضع بيدها على خدها مطلة على ما يحويه العالم خلف الزجاج وهالة من الهدوء تحيط بها
لتجفل اثر نقرة اصابت جبهتها من اصابع ثلجية نحيلة
لتلتفت له مهددة رافعة سبابتها "حتما ساغتصبك في يوم من الايام ولن أتردد في فعل ذلك بواسطة سلك حديد ساخن"
وهاهي ذي ضحكة صاخبة عمت المكان مسببة التفات بعض الجالسين ناطرين له بانزعاج.. ومن تقابله تغطي وجهها بكفها لاعنة ذلك الذي لم يشأ السكوت بعد....
وبعد مدة من المحاولة سكت واخيرا لقدوم النادل الذي رمقه بنظرة انزعاج مسببا قهقهة نيومي لملامح وجهه
" كيف اخدمكم.. ؟! "
وماكاد يونغي يتكلم حتى أغلقت نيومي فمه قائلة
"صحن من الباستا الحمراء من فضلك واضف عليها الكثير من الجبن لو سمحت
اما بالنسبة لقليل الأدب فاحضر له بيتزا الخضار
وعلبتين من الكولا"
زفرت أنفاسها بعد سلسلة الكلمات هذه لينحني النادل المصدوم راحلا
لتزيح بذلك يدها من فم من استمر في عض كفها
واضعة اياها فوق رأسه تشد على خصلاته جاذبة اياها بقوة وهي تضحك
" لن تحرمني من الباستا يا لعيين لن اسمح بهاذا مجددا "
" حسنا ان افعل وسنرى من سيزداد وزنها بعشرين كيلوغرام في ضرف شهر
لا تأتي لي شاكية لطفا"
"you're such a mother fucker bro"
"thank sis I appreciate that"وهاهو الطعام قد أتى اخيرا لتنطلق في تناوله بنهم سارقة بعض قطع البيتزا من يونغي طبعا
تتصرف على سجيتها مع صديقها مما اسكن الراحة في دواخلها
فيونغي حقا هو ذلك الصديق الذي تذهب إليه حاملا الأسى.. فتعود منه وصدرك وسِع المدى.."لن تأتي غدا للشركة وبعد غد والذي بعده أليس كذلك" سأل يونغي لتهمهم "أجل سأزور ماما وبابا غدا.. لكن قبل ذلك لدي موعد مع السيدة اوليفيا.."
"اوه نسيت أمرها... لم اذهب لتلك الشركة منذ مدة"
"لا تقلق فامورها تسير على نحو جيد"
قالت ماسحة فمها تشرب من كولتها... ليفعل الآخر المثل
" لكم من الزمن عليك تحمل زلات الآخرين و تصحيحها؟! " سأل يونغي بجدية لتجاوب
" لقد تعودت على هاذا يونغي.... واجبي هو السعي لهاذا "
" لكن-"
"لا بأس يونغي... سأكون بخير
لن اتخلى عن موقفي لكنني بالطبع لم اترك من اسهم تلك الشركة تنحدر.."
امسكت بيده مطمأنة الذي لا يكف عن القلق عليها
ليضع بدوره يده فوق رأسها مربتا
"ما رأيك بأخباري ما حدث
انه جونغكوك أليس كذلك؟ "
لتهز برأسها مهمهمة.. متخطية الصدمة من كونه يعرف حقا صغيرتها وكبيرتها فلقد اعتادت على الأمر
" سألني إذ ما كنت حبيبي "
ليقهقه يونغي بخفة...
"ومالذي قلته؟"
"لم اجاوبه... كما أنه قال انه لا يزال واقعا في حبي"
" وما رأيك في الأمر؟ "
رفعت رآسها ناظرة للخارج وما يغلف عيونها ماكان غير بعض الحزن
"عيونه لا تكذب..
تلك اللمعة
وتصرفاته الجسدية
كيف يحملق بي
وكيف يحاول فتح مختلف المواضيع معي..
لا تذكري هذه التصرفات سوا في جونغكوك العاشق والذي لا يزال عاشقا....قدرتي على التحليل لا عيب فيها وانت ادرى بهذا..
لكنني بالطبع ردعته يونغي.. هو حقا منفصم يحاول من جهة تدميري ثم يأتي طالبا العفو مصرحا بحبه المستمر لي....منفصم هو هاذا الرجل
نظر لها يونغي بتمعن واضعا يده تحت ذقنه مفكرا
" هل ستسامحيه؟ "
" لا..في كلتا الحالتين لن افعل.. خيانته المؤلمة لي في الماضي وتخطيطه لخيانتي حاليا افعال حقا لن أسامح عليها
لكن في حالة ما تراجعه عن ما يخطط له حاليا ربما ساتعايش معه مستقبلا..."
"نيومي....يبدو أنك لم تتخطي الأمر بعد.."
قال بثقة لتضحك بخفوت مجاوبة
لربما تخطت نيومي أمر الخيانة..
لكن ماعاشته نابي لا يمكن أن يُتخطى....."
إبتسمت نهاية حديثها لتعاود رسم ملامحها المرتاحة..
"بالمناسبة سأذهب لفرنسا برفقته الأسبوع القادم...ماركو يقيم حفلة للكوليكشن الجديدة..
وسيكون قبول الدعوة كموافقة على العقد... "
" سأذهب معك.. "
هزت برأسها نافية
" مستحيل.. ومن ذا الذي سؤأمن شركتي له هاه؟"
"ماذا لو خطط جونغكوك لايذائك....لا يمكن الوثوق به نيومي ارجوكي اسمحي لي بالذهاب
"لا تقلق... انا لست بالغبية عزيزي... لا تستهن بي"
أراد يونغي التكلم أكثر لكنه فضل السكوت مقررا تنفيذ ما تمليه رئيسته عليه
شعر بالقليل من الحزن لاكنه سرعان ما تبخر عند إحساسه بكف ناعمة تمسك بخاصته مخرجة اياه من المطعم .....
وقفا على ضفة النهر أين لعبت النسمة الخفيفة بخصلات شعرهم معقمة بمستخلصها ما تنفسه كلا من يونغي و نيومي...
أنت تقرأ
انكسارة يراعة
ActionEverything is a secret.. But if you think about it... You'll absolutely find it