16

32 0 0
                                    

ايطاليا....

مقاطعة فاتينيا... شريان الدين والحياة في ضاحية روما المرفهة....
كان المطر يتساقط بلا توقف في اواسط شهر جويلية...

دقت اجراس الكنيسة وتعالت وركض

وداخل احد منازل المقاطعة المظلمة التي لا ينيرها سوى بعض اعمدة النار التي تشعرك وانك في احد قصور او منازل عصور اوروبا المظلمة...
احتضنت غرفة طاولة ترأسها رجلان ليبقى كرسي ثالث فارغ بصدد انتظار صاحبه....

رجلان من ابرز رجال المنظمات والاتحاديات العالمية التي تتحكم بالعالم اقتصاديا سياسيا وعسكريا....
اولهم كان روبيرتو اسكانور رئيس الاتحاد الاروبي...
والثاني كان جوزيف ايسكوبار زعيم الاستخبارات المسيرة للسلم والامن العالميين...
يتنهدان يشعران بالغضب من سلوك من كان عليه ان يتواجد هنا قبل ربع ساعة َ...
والذي لم يقرر الظهور سوى الان...
بقامته العاتية وشعره الاشقر الذي يرفعه للاعلى مبرزا عيونه الأوروبية المصبوغة بلون مياه البحر الأبيض المتوسط..
سيجارته بين يده ينفث دخانها بلا اهتمام امام من رمقوه بنضرات مستنكرة لتصرفه المقلل من مكانتهم....

"صباح الخير يا سادة... شكرا على الانتظار"
لم يكبد نفسه عناء الاعتذار... بل جذب الكرسي خاصته ليقابل ذوي البدلات السوداء....
"لا بأس يا ابن ماتاريلا... فلنبدأ اجتماعنا فلاداعي للاتاخر اكثر... فالقضية قضية حياة او موت"
نطق ايسكوبار رئيس الاتحاد الاوروبي بنبرته الثقيلة ليهز الاشقر رأسه
" لا مشكلة لدي... ما يهمني هو ان شروط الاجتماع محققة"
"كما طلبت تماما..."
اومأ ماتاريلا برأسه
يجوب بعينيه حول المكان متأكدا من خلوه من اي كميرات مراقبة او رجال مسلحين تماما كما تأكد من خلو المحيط الخارجي للمنزل...
وهاهو ذا يحط بعينيه فاقعة الزروقة على هيئة ذاك الذي التزم الصمت محافظا على حدة ملامحه..
" ما الامر يا سيد جوزيف.. اراك متهجما... وهاذا ما يعني ان الامر وسبب الاجتماع لا يبشر على الاطلاق بالخير..."

ابتسم رئيس الاستخبارات العالمي بجانبية نحو المدعو بماتاريلا.. يظم يديه ناحية ذقته يداعب تلك الشعرات التي تلونت ببعض الشيب ينظر لمن يصغره سنا قبل ان ينطق قائلا :
"ايطاليا.... بلد العجائب والحب.. المال والازدهار ...
يذكر اسمها فلا يتسنى للجميع سوى تخيل جمالها..
غافلين عن كونها بؤرة الشر.. ومحجر الافعى التي لم تبخل ببث سمها في عظام من يقترب منها...
مسقط رأس لهالة سوداء غزت العالم بشكل مفاجئ وكانها تحقد على كل سكان الارض منذ ان فتحت عينيها على الحياة هذه... وعرش لشيطان حكم العالم السفلي والعالم الخارجي بطريقته الخاصة......
وشبح اخاف المافيا وارعب رجال الاعمال والمنظمات في كل العالم وتحكم بهم كالعاب ماريونات يحركهم بين انامله عن بعد...
متخفي وراء الظلام ولا نستشعر سوى ظله وريحه...
كاسطورة تحكى للاطفال حتى يرتعبون خوفا حتى ينامون او كحقيقة تشبه يوم القيامة يدركها الجميع ويهابها دون القدرة على فعل اي شيء لكون الامر قضاء وقدرا مسطرا من عند الرب...
وكلي علم انك يا ابن ماتاريلا على دراية بالامر .... فايطاليا تحتضن خاصتكم تحتضن الشر بام عينه..."
لم يكن على المقصود سوى القهقهة بصوت زادت حدته تدريجيا ليلاقي استنكار الرجلين
" هل قلت نكتة او شيئا من هاذا القبيل؟ فلتحترم نفسك بحكم انك استخلفت والدك رئيس الوزراء الايطالي في الاجتماع هاذا... لا تقلل من احترامه "
"

انكسارة يراعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن