...
لم تكن. لحظة صمت....
بل لحظات صمت....
اكتفى يونغي فيها بالتنفس بهدوء تحت ترقبات نيومي....
وهاهي ذي تراه يرفع رأسه ناحيتها....
لينظر ناحيتها بابتسامة
"هذا مايفسر كون شعره اشقر.. فوالده روسي"
كلماته جعلتها تقهقه بخفة..
" والان... هل تحبه.. "
طرحت نفس السؤال مرة اخرى ليتنهد مجيبا
"اعشق الارض التي يسير فوقها...
فما بالك به"
هزت رأسها بتفهم... فهي ابدا ليست في موقف يسمح لها بمعاتبته او مناقشته حول الامر...
لذا اكتفت بفتح يديها تدعوه للغرق بها ليلبي طلبها بسرعة اين تمددت قدماه على طول الكنبة وعانقت يداه خصرها مستلقيا وسط قدميها...لتلاعب شعره تجعل من لغة الاجساد طاغية ترسل له بهالتها الدافئة التي لا تظهر الا للقليلين سيلا من المواسات َ.....
"ما الذي ستفعله الان..."
"لا اعلم... لا فكرة لدي..."
"لدي فكرة..."
همهم ينتظر اجابتها...
"اجعله يندم يونغي...
"كيف... "
" لا اعلم بطريقتك الخاصة ربما...
اسمع اعتبر وكأننا طلاب ثانوية الان...
ليس نيومي كاسانو او مين يونغي البالغين ذوي المشاكل الجدية
لذا اجعله يغار مثلا.. "
صوتها كان منفعلا... مما اثار قهقهات يونغي حول الامر. ..
"ماذا هل علي تغيير لون شعري؟؟"
" ربما؟"
"على جثتي "
" فقط افعل ماتريد..."
هي كانت تحاول التقليل من جدية الأمر.. فهو مؤلم جدا...
قبلت فروة رأسه بعمق... تطبطب على ظهره تعامله معاملة طفل يعاني من كابوس منعه من النوم...
"اعلم يا عزيزي ان هذه الايام ستمر ثقال عليك... اثقل حتى من كتفك على حملها... ستحزن وتتعب... لكن تذكر للابد انني هنا.. افتح ذراعي لك واغدق عليك بكل ما احمله من حب..
مالنا في الدنيا سوى بعضنا البعض
فاشدد لقلبي اضلعك لا تخف فالليل لم يسهر سدى ربما كان الضياء مطلعك
وها انا دوما وابدا آتيك طيفا سادرا
ادفن الآلام حتى ارفعك
فاذا اشرقت من
صحت من تحت الاسى ما اروعك...
انت صديقي الذي اخترته بنفسي والقريب الذي فضلت ان تكون الوشيجة التي تربطك بي اهم من الجينات.. وانصع من الدم واطول من سلسلة الاجداد.. انت مرتبط بروحي يونغي
انت ائتلافي واندماجي الذي لا يستطيع تفسيره اي جهاز في الدنيا وكل نظريات الكون... انت صديقي.. ولا اعتقد ان هناك ماقد يفرقنا او ينقص من حبي لك في يوم من الايام...
افعل ماشئت.. سأكون معك لتستند علي..
اراسو؟ "
لم يجبها...
بل احست به يتحرك ناهظا لتتقابل اعينهما احداهما مليئة بالحنان والأخرى بالامتنان... قبل ان يرفع كفها مقبلا ظهرها
" محظوظ هو انا لتناولي صحن الرامن من الفتاة اللطيفة ذات السبعة أعوام تحت شجرة الساكورا"
" حتى وان لم تتناول الرامن كنت ساجعلك صديقا لي يا فتى رأس البلوط العابس"
قهقه بخفة على اللقب قبل ان يغرس رأسه في رقبتها...
"احبك كثيرا"
"احبك اكثر..."
"بالمناسبة انا لست قطتك
Shadow..."
قال لاثر تربيتاتها على رأسه
" اغلق فمك.. انت للابد قطتي يوني... "
ادخلت يديها بين خصلات شعره تدلك فروة رأسه... يونغي دوما ما كان سيئا في التعبير عن الحزن... لذا هي تحاول التخفيف عنه...
لمحت هاتفها من بعيد.. تتذكر وصول رسالة من لوكاس لكنها لم تقرأها َ..
لتمد يديها فوق الطاولة تفتح الرسالة...
ومضمونها جعلها تقضم شفتيها تنظر لمن بادلها باستفهام...
"ماذا هناك"
"اوه...
كيف ساقول..."
"فقط تحدثي"
امالت رأسها نحوه بينما تعقد حاجبها. بخفة
"اخبرني لوكاس ان جيمين في المستشفى..."
انتظرت ردة فعل منه....
لكنه اكتفى بالنظر ناحيتها بهدوء تام...
جعلها تقلق نوعا ما...
ساد الصمت لمدة دقيقتين قبل ان يهمس
" اين سانام الليلة؟ "
تفاجئت قليلا من حديثه الا انها جاوبت فيبدو انه لن يهتم...
" نم في غرفة ليكسي.. "
" الم يعد ذلك. المشاكس بعد؟ هو كذلك اخبرني انه سيضحك علي كذلك... الرابطة بينكما عجيبة "
ابتعد عنها ينظر لمن طغى الحزن على عيناها قبل ان تهز رأسها
"لم يعد بعد"
"سيفعل....صدقيني "
انهى جملة بنقرة خفيفة على جبهتها لتبتسم له...
لكن في داخلها نار...
تريد من طفلها العودة... تتخيل انه ينادي احداهن بماما َ...
فيشتعل صدرها...
ووسط رغبتها في الدموع جاوبته
"اتمنى ذلك"
............
"يونغبوك... تعال لقد حظرت بعض الحليب بالفانيليا
انا قادم "
"tante Rachel
نطق فيليكس ناهظا من على الكنبة...
نظر للساعة ليجد انها تشير لما يقارب الواحدة والنصف صباحا
وهاهو ذا يدخل المطبخ لتقابله امه البيولوجية التي يبدو عليها العبوس
" الم اخبرك ان لا تناديني ب tante.. "
جلس فوق الكرسي قبل ان يهمس
" اسف.. اعتدت على الامر..."
هو لم يعتد على الامر... بل من المستحيل ان ينادي غير نيومي بأمي حتى وان كانت امه الحقيقية...
"لا بأس صغيري...
هيا اشرب حليبك"
ابتسم لها ليشرع في شرب مالا يروقه...
فهو يحب حليب الشوكولا فقط...
او بالاحرى حليب الشوكولا الذي تعده نيومي...
" لما لم تنامي بعد... اولم يتأخر الوقت؟"
تكلم بعد ان ارتشف من ما بيده..
"اوه فقط اردت التحدث اليك.."
ظهرت معالم التفاجئ على وجه فيليكس... قبل ان ينضع الكأس فوق الطاولة رادفا
"كلي آذان صاغية..."
تنهدت الام... تشابك يديها تهر قدمها بنوع من التوتر...
"حسنا...
اوه كيف سأبدأ في الامر "
" لا بأس... قولي ما شئتي..."
"يونغبوك... عليا العودة إلى استراليا...
مدرسة شقيقتك ستبدأ بعد اسبوعين...
وتعلم انه لا يمكننا البقاء في ايطاليا للابد...
لذا من فضلك.. فلتجهز امتعتعك"
كلامها جعله يعقد حاجبيه... لا بخفة بل بقسوة
عن اي استراليا تتحدث؟
عن اي امتعة؟
من ذا الذي قال لها اصلا انه سيعود معهم؟؟
وعلى اساس ماذا هي تتحدث بكل ثقة؟"
كل هذه التساءلات كانت قد دارت في رأس فيليكس... لكنه لم يجاوبها بل اكتفى بعدها بالايماءة هامسا..
" تصبحين على خير... "
" وانت على الف خير عزيزي... "
دخل العرفة المخصصة له بعد ذلك يغلقها بالمفتاح...
قبل ان يرتدي حذاءه يزيل ربطة الشعر من على رأسه يطلق العنان لشعره الاشقر المموج بالانسدال على جمال عيونه العسلية....
وهاهو ذا يقف على النافذة قافزا منها ليصل للارض..
ينفض يديه يعدل الشورت الخاص به مع وضع سماعاته في اذنه
يريد الاختلاء بنفسه للمرة الاخيرة والتي ستكون مرة القرار الحاسم...
يسير وسط الشارع واضعا يديه في جيبيه...
يدندن مع كلمات اغنية كونان ڨراي التي يستمع اليها...
"when i was younger...
I knew a boy and a boy..
Best friend with each other...
But always wished they were more..."
ابتسم لوطئ الكلمات التي يغنيها
يفكر لو ان ضمير
They
يتغير الى اسمه.... فهو لا يعتقد ان هيونجين يراه اكثر من ذكرى طفولة.. او بالاحرى... ولد منسي من الماضي
" cuz they love one and other but never discovered cuz they were too afraid of what they'd say.. Move to different states..
أنت تقرأ
انكسارة يراعة
ActionEverything is a secret.. But if you think about it... You'll absolutely find it