الفصل الثامن

8.6K 409 7
                                    


« قال الطبيب نيول أن بإمكانه أن الجراحية يوم الخميس . »

« هذا يمنحنا يومان . »

« نعم ... يومان . »

« كنت أفضل أكثر من هذه المدة . »

« لا ... يمكنني أن أنتظر أكثر . »

ادرك أنها رفضت اقتراحه بمدهـا بـالـمبلغ دون أن تقول له ذلك ، وتساءل لو أنه ثار عليها قد يبدل من موقفها ، لكنه تراجع عن ذلك لأنه مهما ثار فهي ، سترفض رفضاً قاطعاً المبلغ منه .

لأن الصراع في داخل كل منهما كان قوياً ، غير الماركيز دفة الحديث قائلا : « ما رأيك لو تقرأين الجريدة لي ؟ أريد أن أعرف ماذا يجري في العالم من حولي ، وقد يمنحني ذلك فرصة كي أتكيف مع مثل هذا الطلب الذي لا يتصوره العقل"

حركت يدها بطريقة يائسة وكأنها تقول له بأنه ليس لها من خيار آخر . ثم حملت الجريدة وأخذت تقرأ له العناوين الرئيسية ومن بعدها المواضيع التي تهمه .

كان من عادة الماركيز أن ينتظر منها قراءة الجريدة ، لكن هذه المرة لم يسمع كلمة واحدة من كل الذي قرأته جيسيلدا . لقد كان شارد الفكر يراجع الأمر من كافة نواحيه كي يجد طريقة تمنع جيسيلدا من أن تضحي بصحتها لانقاذ شقيقها.

تأكد الماركيز من الحديث الذي دار بينه وبين جيسليدا بأنها كانت بريئة كل البراءة ، ووجد نفسه لا يريد أن يتركها تغادر وتعمل بشقاء في الحقول ، إنما كيف بإمكانه أن يقنعها وأن يمنعها عن ذلك .

ثم قال بينه وبين نفسه بحدة : ما الذي يمكنني أن أفعله لها ؟ وعندما انتهت جيسيليدا من قراءة الجريدة ، لم يكن الماركيز قد توصل إلى حل يمكنه أن يقدمه لها ، وبينما كانت تنظر إليه بتساؤل ، دخل باتلي إلى الغرفة قائلا : « اعذرني يا سيدي ، لكن الكابتن هنري سومرکوت جاء لزيارتك ويرغب في مقابلتك فـي الـحـال . »

أنقذت هذه الزيارة المفاجأة الماركيز من الموقف الذي كان يتخبط به ولا يجد منفذا له . « يسعدني جداً كما تعرف يا باتلي ان أرى الكابتن سومرکوت ، اطلب منه الدخول . »

وقفت جیسيلدا بيأس فاسرع الماركيز يقول : « سنتكلم ذلك في وقت لاحق . »

« شكرا يا سيدي . »

فـلـمـح الـمـاركيز في وجهها قبل ان تخرج ، معاناة وآلام أكثر من ذي قبل .

ففكر : يجب ان اجد حلا لهذه المشكلة . دخل الكابتن سومركوت في تلك الاثناء فهتف الماركيز قائلا : « هنري ! تسعدني رؤيتك من جديد ! ما الذي جاء بك إلى شلتنهام ؟ »

اجاب هنري سومركوت : « ظننت انك كنت تتوقع قدومي . »

لقد كان هنري سومرکوت شاب الطلعة ويصغر الماركيز ببضعة سنوات ، وقد خدما في نفس الفوج وحاربا جنباً إلى جنب في معركة واترلو . كما انه تربطهما قرابة بعيدة نوعاً ما وقد عرفا بعضهما منذ نعومة اظفارهما .

[مكتملة✓] سر الخادمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن