راقب الماركيز خروجها ثم تناول كوب ماء وأخذ يرشف منه مفكراً .لأول مرة في هذا العالم ، وجد لنفسه شيئاً يسليه أثناء علاج ساقه . لقد كان رجلا تملؤه الحركة والنشاط ، وقد قضى العشرة أعوام الماضية اما في ساحة المعركة أو في ممارسة الرياضة ، وها هو منذ عام تقريباً عاجز عن الحركة بسبب الجرح البليغ في ساقه .
كان مستاء كل الاستياء من حالته هذه التي اقعدته في الفراش ، فبنظره هذا ضعف يحتقره لنفسه ، لكنه حارب هذا ضعف بإرادة وعزم وكأنه عدو لدود يجب أن يقضي عليه قبل أن يقضي هو عليه .
إذا ، ليس من سبب يجبره كي يقضي أوقاته بمفرده .
فمنتجع شلتنهام يغص بالناس الذين يعرفون مكانته الرفيعة في المجتمع و بضباط خدموا تحت لوائه لفترة طويلة .
لقد كانوا فيما مضى يسرهم جدأ زيارته في منزله ويسرون أكثر عندما يرد لهم زياراتهم .
لكن الماركيز لـم يكن في حالة صحية سيئة فقط ، بل كان أيضاً رجلاً سيء الطبع .
لقد كان كذلك رجلاً بارزاً ومهماً ، أما الآن فهو يكره ويشمئز من هذا الوضع الغير الصحي الذي أجبره على القعود في السرير .
بالحديث عن حياته الشخصية ، نجد أن ما من شيء كان يثيره في المجتمع الذي يعيشه والذي يعتبره مملاً للغاية ، أما الآن ، وبصورة غير متوقعة وجد بمحض الصدفة امرأة بإمكانها أن تسليه خاصة بعدما اكتشف أنها تخفي شيئاً غامضاً .
ما يشعر به تجاه جيسيلدا ليس فقط بداعي الشفقة عليها بسبب سوء التغذية التي تعاني منها ، إنما أيضاً لأنها كانت تثير اهتمامه کشخص غامض .
ولكم تساءل ، كيف من الممكن أن تكون امرأة مثقفة يدل مظهرها على أنها من عائلة محترمة ، أن تصل بها الأحوال إلى الجوع المميت ؟ ليست وحدها فقط ، إنما والدتها وشقيقها الاصغر أيضاً .
كيف تدهورت بهم الحال إلى درجة الفقر الشديد ؟ فلو أن موت والدها جلب لهم أزمة مادية ، ألم يكن لديهم أقرباء يلجأون إليهم ليقدموا لهم على الأقل كوخاً صغيراً يأويهم ؟ ظل في السرير ولـم يستسلم للنوم كما طلبت منه جيسيلدا ، بل أخذ يفكر بها ويتساءل كيف بإمكانه أن يقنعها بالتكلم عن نفسها .
لكنه وبالرغم من أنه ضحك على نفسه لاهتمامه الزائد بها . امضى فترة بعد الظهر وهو يشعر بالفضول لمعرفة قصة حياتها .
عندما بدأت الشكوك تخامره لعدم عودة جيسيلدا ، فتح الباب فجأة ودخلت منه .
لقد بدلت ثوبها وقد لاحظ ذلك على الفور ، ولاحظ أيضاً أنه مثل الثوب السابق لا يتماشى مع الموضة الحديثة .
أنت تقرأ
[مكتملة✓] سر الخادمة
Romanceهل سبق لك أن كنت يائسًا لدرجة أنك ستفعل أي شيء مقابل المال حرفيًا؟ هذا هو الوضع المأساوي الذي تجد جيسيلدا نفسها فيه ، مع عدم وجود مال لإجراء عملية يحتاجها شقيقها الأصغر بشدة لإنقاذ حياته ، ولا أحد تلجأ إليه وبسبب الفقر ، تستجمع شجاعتها لتقدم الشيء...