كانت الينابيع المعدنية تعج كعادتها بالوافدين إليها ، فشعرت جيسيلدا بالراحة النفسية ، فجوليوس ووسط هذه الكثافة من الناس لن يكلمها بالموضوع الذي يشغل رأسه .
لقد شعرت منذ أن غادرت الماركيز بشيء يطبق على صدرها ، لأنها لم تكن تحتمل التفكير بأن الماركيز اعتقد بأنها قد توافق على عرض الكولونيل ، وهو الآن من المؤكد غاضب منها ، وها هي الآن تتكلم مع جوليوس بصعوبة وعناء بسبب أفكارها التي تتعلق بالماركيز . حين وصلا إلى الكافيتيريا ، قدم جوليوس لجيسيلدا كوباً من المياه المعدنية قائلاً لها : « تبدين في غاية الاناقة أيتها السيدة باروفيلد . »
أسرعت تقول وقد شعرت بالخجل من كلامه : « من الغرابة أن نجد كل هذا الجمع قد جاء لوجود بعضاً من طير الحمام . »
دهش جولیوس وسألها : « طير الحمام . »
فبادرته جيسيلدا بسؤال آخر : « ألم تسمع بتلك الاسطورة ؟ إن هذه الأماكن اكتشفت منذ مئة عام حين لاحظوا طير لحمام يحوم حول الينابيع المعدنية . »
لم يبد على جوليوس الاهتمام لحديثها ، لكن جيسيلدا تبعت تقول : « كما وجدوا أن المياه غنية بالملـح الطبيعي ، - نشر أهالي شلتنهام هذا الخبر وأشاعوه في جميع الاقطار . »
فعلق جوليوس قائلاً : " ممالمؤكد أن هذا الامر جاء - بثروة لأهل البلدة . »
كان في نبرة صوته الحسد ، فكرت جيسيلدا بعد أن لمست ذلك ، أنه لا يسعه التفكير بشيء سوى المال والثروة .
ثم سألته وقد خشيت أن يتطرق إلى موضوع الزواج بعد أن رأت شاباً ذو لحية صغيرة وشاربان مقؤصان يدلان على أنه من طبقة راقية : « هل هذا اللورد أورلينز ؟ »
التفت جوليوس إلى الاتجاه الذي كانت تنظر إليه وقال : « نعم . إنه هو . »
« لقد سمعت بأنه هنا وبأنه سيذهب لحضور مسرحية الكولونيل الجديدة . »
فسألها جوليوس : « كيف عرفت بذلك ؟ »
أجابت جيسيلدا : « لقد وصل الكولونيل بينما كنا نتناول طعام الفطور ليدعو الماركيز لحضور المسرحية مع هنري سومرکوت . » وابتسمت قبل أن تتابع : « من المؤكد بأنهما سيلهوان.
فقال جوليوس أخيراً بشيء من الحدة : « لن تذهبي معهما لأنك ستتناولين طعام العشاء معي اليس كذلك ؟ »
« نعم بالطبع ، فأنا لم أنس ذلك ، كما أن الكولونيل لم يشركني بهذه الدعوة ، على أية حال ليس لي مكان في الغرفة . »
" لو دعاك ، لكنت قد طلبت منك أن تحافظي على وعدك لي . »
« وأنا عند وعدي لك »
لمست الرضى التام على وجه جوليوس ، وفكرت ولم تكن مخطئة في تفكيرها هذا ، انه حتى لو كان سيطلب يدها للزواج منه من أجل ثروتها ، فهو يشعر تجاهها بشعور قليل من المودة .
أنت تقرأ
[مكتملة✓] سر الخادمة
Romanceهل سبق لك أن كنت يائسًا لدرجة أنك ستفعل أي شيء مقابل المال حرفيًا؟ هذا هو الوضع المأساوي الذي تجد جيسيلدا نفسها فيه ، مع عدم وجود مال لإجراء عملية يحتاجها شقيقها الأصغر بشدة لإنقاذ حياته ، ولا أحد تلجأ إليه وبسبب الفقر ، تستجمع شجاعتها لتقدم الشيء...