شعرت جیسیلدا بنوع من الذنب لرفضها بغباء مقابلة لورد ويلينغتون ، لذلك فقد طلبت للماركيز عشاء خاصاً الليلة ما بعد زيارة الساعة الثالثة من بعد ظهر ذاك اليوم .
لقد تباحثت بأمر العشاء مع الطباخ واختارت الأنواع التي يستطيبها الماركيز والذي كان قبل الآن قد ترك لها حرية اختيار وجباته ، هذا بالرغم من انه أحياناً كان ينتقدها عندما لا تستحسن اختيارها .
فقد قال لها مرة : « على كل امرأة أن تتعلم كيفية اختيار أصناف الطعام . »
وهذا ما حصل بالفعل ، لأنها لاحظت على نفسها أنها اكتسبت هذا الأمر بالإضافة إلى العديد من الأمور الأخرى منذ مجيئها إلى شلتنهام .
تأخرت جيسيلدا يوم في زيارة الماركيز عن تعمد ، وعندما عادت ، عرفت من الخدم بأنه غادر عند الساعة السادسة ، وبما ان عشاءه كان في الساعة السابعة والنصف ، فكرت أن تحضر إليه قبل هذا الموعد بعشر دقائق .
كانت تأمل أن يكون اللورد قد أزال استياء وامتعاض الماركيز بزيارته له لأنه من المؤكد انهما تحدثا بتجاربهما خلال الحرب .
طرقت الباب بلطف ثم فتحته ودخلت إلى الغرفة التي خلت من الماركيز ، فوقفت تحدق في سريره بذهول تام . مشت في الغرفة باتجاه الباب الآخر المفتوح الذي ينفذ إلى غرفة الجلوس والتـي لـم تدخلها مرة قبل الآن .
لقد كانت الغرفة أنيقة أعجبت جيسيلدا ، فنوافذها واسعة تطل على الحديقة الخلفية لهذا المنتجع ، حتى انه بالامكان رؤية تلال مالفن الرائعة .
كان الماركيز يقف أمام لوحة بديعة ، فلاحظت جيسيلدا انه ما يزال غاضباً منها لعدم اعطائه سبباً مقنعاًم برفضها مقابلة اللورد . ثم قال لها بصوته العميق حين وجدها تقف صامتة : "مساء الخير يا جيسيلدا . »
وعندما لازمت الصمت ولم ترد التحية تابع يقول : « انك مندهشة لرؤيتي خارج السرير ! لكن هل من المعقول ان استقبل قائدي وأنا تحت الأغطية ؟ على أية حال ، لا أنكر عانيت الأمرين بارتداء ملابسي لاستقباله بمظهر لائق بعد مكوثي الطويل في السرير . »
سألته جيسيلدا بصوت منخفض : « أرجو أن لا يكون قد أتعبك ذلك كثيراً . »
« ألن تمتدحي مظهري ؟ »
« تبدو رائعاً ... كما أنني متأكدة انك تعرف ذلك ، لكن ما يقلقني هو انك قد تكون قد استعجلت الأمور بنهوضك من السرير طالما أنني لن أغيب عنه كثيرا . »
فقال الماركيز : « كان أملي أن أدهشك ، وقد نجحت في ذلك . على كل ، لقد قال نيول ان بامكاني مغادرة السرير طالما لن أغيب عنه كثيراً . »
« أليس من الأفضل لك أن تتناول العشاء في السرير ؟ »ا
أجاب الماركيز بحزم : « سنتعشی هنا ، كما انني عرفت بأنك اخترت وجبة خاصة لهذه المناسبة ، انك والحق يا جيسيلدا تملكين حدة الادراك . »
أنت تقرأ
[مكتملة✓] سر الخادمة
Romanceهل سبق لك أن كنت يائسًا لدرجة أنك ستفعل أي شيء مقابل المال حرفيًا؟ هذا هو الوضع المأساوي الذي تجد جيسيلدا نفسها فيه ، مع عدم وجود مال لإجراء عملية يحتاجها شقيقها الأصغر بشدة لإنقاذ حياته ، ولا أحد تلجأ إليه وبسبب الفقر ، تستجمع شجاعتها لتقدم الشيء...