أجاب الماركيز : « أجل ، انني لـم اجد فـي بـاتلـي خبرة تلك الفتاة في تضميد الجراح وتطهيرها ، حتى ان الطبيب الجراح نيول يثني على براعتها . انها والحق يقال سيدة محترمة ، ولقد علمت بأن عائلتها مرت بظروف مادية صعبة . »
فقال الكولونيل متأملاً : « اعتقد انها جذابة مع انني القيت عليها نظرة سريعة . »
اسرع الماركيز يقول بحزم : « ابتعد عن هذا الأمر يا فيتز ! »
أجاب الكولونيل بركلي : « طبعاً طبعاً ، لكنني مندهش فأنا اذكر انك قلت لـي مرة بأنك لا تجد شيئاً ممتعاً في خدمك أو في خدم الآخرين . »
« وسیبقى ذلك حقيقة ، ولن اسمح لك بالتكلم مع من يخصني . »
فسأله الكولونيل بركلي بدهشة : « هل هذا تحد منك ؟ »
اجاب الماركيز : « حاول وستری کیف سادق عنقك ، قد اكون مريضاً ولا اقوى على السير في الوقت الحاضر ، لكنك تعلـم كمـا اعلم يا فيتز ، كم انني بارع في الملاكمة خاصة بعد ان اتعافى . »
توقف الماركيز عن الكلام ليضحك بملء فيه ثم تابع يقول : « اننا نتكلم بجدية مبالغ فيها ، لكنني اطلب منك ان تترك جيسيلدا وشأنها ، فهي لم يسبق لها أن تعرفت بشخص مثلك ، كما انني لا اريد ان تفسد اخلاقها . »
لكن وفي الوقت نفسه ، وبما انهما صديقان قديمان ويعرفان بعضهما جيداً ، فكر الماركيز بأن جيسيلدا ستكون بأمان ما دامت ستبقى تحت رعايته ، وتساءل بينه وبين نفسه فيما لو عندما يتعافى قد توافق جيسيلدا على ان تعود معه إلى دياره ، لكنه كان متأكداً دون ان يسألها بأنها سترفض منه ذلك رفضاً قاطعاً .
وشعر مرة أخرى بالاحباط لأنه لا يعرف سوى القليل عنها . كيف يمكن لعائلتها ان تكون بهذا الفقر ؟ ولماذا لا تتكلم ابدأ عن والدتها وعن شقيقها الاصغر ؟ هذا أمر غير طبيعي , فكر الماركيز وقد عقد العزم على ان يجبرها على الكلام .
عادت جيسيلدا بعد مضي ساعة من الوقت بينما كان الماركيز يراقب عقارب الساعة بنفاد صبر .
فقال بحنق عندما شاهدها : « لقد تأخرت كثيراً . »
اجابت جیسیلدا : « هناك ازدحام شديد في السوق ، خاصة مكتبة ويليام . »
ضحكت بعد ذلك ثم تابعت : « تمنيت لو بامكانك ان تشاهد الناس تقف صفوفاً طويلة لاجل ان تزن نفسها فوق آلة الوزن . »
فسألها الماركيز : « آلة الوزن ؟ »
« نعم ، كل المشاهير ، بل كل من يأتي إلى شلتنهام يجرب هذه الآلة ، فالبدناء يأملون من المياه المعدنية ان تخفف وزنهم ، والنحيلون مقتنعون بأن وزنهم سيزيد في مثل هذا المنتجع . »
تابع الماركيز يسألها : « هل وزنت نفسك ؟ »
« لن اضيع قرشي على مثل هذه السخافات ! »
أنت تقرأ
[مكتملة✓] سر الخادمة
Romanceهل سبق لك أن كنت يائسًا لدرجة أنك ستفعل أي شيء مقابل المال حرفيًا؟ هذا هو الوضع المأساوي الذي تجد جيسيلدا نفسها فيه ، مع عدم وجود مال لإجراء عملية يحتاجها شقيقها الأصغر بشدة لإنقاذ حياته ، ولا أحد تلجأ إليه وبسبب الفقر ، تستجمع شجاعتها لتقدم الشيء...