فصل واحد و عشرون

5.2K 297 3
                                    

أحضرها للسيد بلاكت ، ستكون لك أيضاً ، في وقت لاحق وبعد أن نصبح بمفردنا ، يمكنني أن أكلمك بالكلام الذي كنت عازماً على أن أكلمك به هذه الليلة . »

نقلت جیسیلدا نظرها بين الرجلين بحيرة وارتباك مفكرة لو فقط كان الماركيز  موجوداً الآن ، لكان عرف كيف يتصرف معه ، لكنها لن تراه قبل ساعتين على الاقل حين يعود إلى المنتجع .

شعرت باليأس والاحباط ، وأدركت أنها لو أصرت على موقفها في طلب العربة من جوليوس ، سوف تثير ثائرته وقد يحدث بلبلة . ثم وبمجهود منها ، قالت للسيد بلاكت : « هل كانت الطرقات سيئة من لندن إلى هنا ؟ »

" لا يا سيدتي ، إنها أفضل حالاً في هذا الوقت من السنة كما أنها أفضل من أي وقت سابق . »

« لقد عرفت بأنه يصعب اجتيازها . »

هذا صحیح كما أنني مررت سابقاً برحلات غير مرضية . »

كانا يتحدثان معاً بطريقة حضارية ، لكن جوليوس الذي لم تره جيسيلدا على مثل هذه الحالة السيئة قبلا ، تدخل قائلاً : « إن كل رحلاتك يا سيد بلاكت غير مرضية لشخص واحد . هل هذه احدى خصائصك ؟ »

لم يجب السيد بلاکت ، فقرع جوليوس الجرس بعنف ثم قال بفظاظه : « لنتناول طعام العشاء ، فالسيد بلاكت يعتقد أن هذا العشاء سيكون آخر وجبة قد أتناولها ، لكني سأسخر منه ، لأنه سيعود غداً إلى لندن مخيب الآمال . »

قال السيد بلاكت عند ذلك : "أؤكد لك يا سيد ليند بأنني أفضل أن استعيد مالي بدلاً من رفقتك هذه . »

أجاب جوليوس : « هذا تماماً ما ستحصل عليه ، مالك »

حاولت جيسيلدا أن تفكر ما يمكن أن يعني كل هذا ، فهل كان يتصور أنه متى طلب الزواج منها ، بأنها ستسرع لدفع دیونه ؟ لا يمكن لأحد أن يقبل مثل هذا الوضع ، حتى ولو كانت تحبه كمـا تـحبه تلك المرأة البائسة اميلي كلترباك .

وخلال تناول العشاء لم تتوقف جيسيلدا عن التفكير والتساؤل دون أن تتوصل إلى اجابة مرضية . كما أنها لم تتناول شيئاً يذكر من الطعام بينما تناوله السيد بلاكت بنهم وجشع ولا تعنيه فظاظة سلوك جوليوس .

لقد كانت هذه الرفقة غير مريحة وكم ذاقت نفس جيسيلدا بالعودة إلى المنتجع أخيراً ، وعندمـا لـم يستطع السيد بلاكت تناول المزيد من الطعام ، طلب الحلوى والقهوة ، فشعرت جيسيلدا بالملل حين عرفت أن الساعة لـم تتجاوز التاسعة إلا قليلا ، لذا قالت بينها وبين نفسها : عندما أنتهي من القهوة ، سأرحل من هنا .

نظرت إلى الحالة السيئة التي وصل إليها جوليوس و أدركت أنه لن يستطيع منعها . ثم قال جوليوس بطريقة عصبية كمن فقد السيطرة على أعصابه : « لهذا السبب تلاحقني يا بلاكت ، لكن ستصاب بخيبة أمل مدمرة وسأسخر منك بدلاً من أن تسخر مني وتزجني السجن ! »

[مكتملة✓] سر الخادمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن