ذهبنا إلي مكاننا ولايزال كيڤين معنا وإن صح التعبير لا يازال كيڤين معي انا فقط فلا يراه أحد غيري، ذلك السراب الذي يعد صديقي المفضل مُنذ طفولتي، لا أستطيع أن أثق في أي شئ حولي بعد الآن فيمكن أن يكون هذا كله سرابًا واضحًا.
-ها قد وصلنا لغرفتنا السرية يا إيڤيلين ماذا بعد؟
-إسمعني يا إستيڤين وليسمعني كل من حولنا!
-كلنا آذان صاغية فقط وضحي لنا ذلك الآمر الغريب من نوعه، وضحي لي هذا السراب!
-كيڤين هو جانبك المنير يا إستيڤين.
-ألا يمكن أن أحظي ببعض التوضيح؟
-يا إستيڤين أنت وُلدت نتيجة مريض انفصام مظلم قذر، وخارقة رائعة جميلة، وأنت ورثت كلًا منهما..
-أستظلين ترددين كلامًا عرفته، فلتوضحي ذلك الأمر اللعين فقط يا إيڤيلين، وضحي سبب وجود كيڤين في حياتي، وأسرعي قبل أن أفقد صوابي.
-ألا يمكنك أن تهدأ قليلًا؟
-لا لا يمكنني فلتسرعي وحسب!
-كيڤين هو جزء منك يا إستيڤين، جزء لا يتجزء منك، إنه نصفك المنير، روحك المنيرة التي تمنعك من خوض تلك الأمور المظلمة، نصفك الذي يدفعك نحو الصواب، لا وجود لكيڤين إلا بداخلك، إنه أنت، إنه انفصامك، لكن لحسن حظك كان انفصامك نظيفًا بعض الشيئ بسبب وجود أمك في حياتك، فهي من قومت سلوكك.
-ماذا تعنين بهرائك هذا، لا كل هذا فخ لأشعر بضعفي، كيڤين هو صديق طفولتي، كيڤين تواجد في شدتي بينما غاب الجميع، وجد في موت إليزابيث، وجد في موت أمي ميليسا، وجد في كل شيئ، كيڤين هو صديقي الوحيد، أليس كذلك يا كيڤين؟
نظرت إلي كيڤين، نظر إلي بابتسامة تملؤها الدموع، ثم بدأ أن يتلاشي شيئًا فشيئًا من أمامي، حينها وثقت أن كل ما قالته إيڤيلين صحيح.
-إنه يختفي، إنه يتلاشي، كل ما قلتيه صحيح يا إيڤيلين، لكن كيف قلتِ أنك تستطيعين رؤيته؟
-وجدتك العديد من المرات تتحدث إلي نفسك ولكن بأمور جيدة يملؤها الخير ففهمت انفصامك ولكنه انفصام أبيض منير عكس كل هؤلاء المختلين في الأسفل.
-لا أستطيع الشعور بنفسي، أشعر أن كل هذا مزيف، لا لا ليس هناك وجود لإيڤيلين ولا للمدرسة ولا لكل ذلك الهراء، لا وجود لأحد هنا، ذلك كله من عقلي المريض.
-إهدأ يا إستيڤين أرجوك.
-لا لا هذا كله من وحي خيالي لا وجود لأحد منكم، لا وجود لا بد أنني في مشفي نفسي، أو في منزلي وغرفتي، أنا أتخيل كل هذا.
اقتربت مني جيسيكا وأمسكت بقميصي وقالت:
-لا يا إستيڤين كل هذا حقيقي، صدقني، نحن هنا، بجانبك، لم ولن نتخلي عنك.
-ابتعدي عني، أأنتِ شخصية آخري خلقها عقلي المريض المختل؟
دفعتها عني فانقطع قميصي وأصبت بخدش في كتفي بسبب أظافر النسر التي تملكها.
-ابتعدوا عني جميعًا.
أجابت إيڤيلين:
-إسمع يا إستيڤين نحن أقرب الناس إليك، نحن الوحيدون في هذا العالم من نريد الخير لك بعد وفاة أمك و إليزابيث.
-إليزابيث، إنها إليزابيث، عندما ماتت إليزابيث أردت من كيڤين أن يهتم بمراسم دفنها و وافق علي هذا، لابد من أنه قام بدفنها إذا كان موجودًا، علي فقط الذهاب والتأكد.
-إستيڤين، لا يسير الأمر بتلك الطريقة، لابد أن ميليسا اعتنت بجثتها.
-لا أخبرني كيڤين أنه سيهتم بالأمر.
-إستيڤين، هل بدأت في فقدان عقلك، لقد عاقبك الكبير لأنك كنت في منزلك، مع أمك، لو كانت جثة إليزابيث هنالك لكنت قمت بدفنها.
-لعل الكبير وكل ما حدث اليوم من وحي خيالي أيضًا.
-لا يوجد شئ من وحي خيالك سوي كيڤين أتفهمني؟
-لا كلكم خيال.
اقتربت مني جيسيكا وأمسكت بمجامع ثيابي ثم أعطتني لكمة وقالت:
-أهذا يكفي لأن نكون حقيقين؟
-هل جننتِ؟
-أنت المجنون يا إستيڤين، نحن هنا لمساعدتك، وأنت تتلعثم بكلمات غبية، نحن نؤكد لك أن كل شيئ حقيقيًا، المدرسة، الكبير، المرضي، الشياطين، الخارقون، كائنات المونتك، هانك الحقير، ذلك الشر المتأصل في تلك المدرسة، والمهم هو قتل أمك وإليزابيث يا إستيڤين، كان حقيقيًا مائة بالمائة.
-حتي لو كان ذلك حقيقيًا، لا أستطيع أن أكمل ما بدأته، صديقي الوحيد كان سرابًا يا جيسيكا، أتفهمين معني ذلك، كان هو الوحيد الذي يقف بجانبي ويجعلني أواجه كل تلك الفوضي،
-توقف عن قول ذلك، جميعنا هنا أصدقائك، جميعنا هنا إخوتك، نتمني لك الخير، لكن أرجوك، لا تتركنا، أنت أملنا الوحيد في الخروج من هذا المكان البشع.
جلست علي ركبتاي ووضعت وجهي في كفي وبدأت في البكاء وبعدها وجدت جميع الخارقون يقتربون مني ويحتضنوني ويقولون أنهم بجانبي، وسيظلون بجانبي إلي النهاية.
قالت إيڤيلين:
-آكره أن أقطع عليكم هذا العناق الجماعي لكن علينا العودة للمدرسة قبل أن يلحظ أحد غيابنا، وبالمناسبة، وددت المشاركة في العناق لكن للأسف أنا روح بدون جسد.
والآن، هيا أعيديهم يا فتاتي إلي المدرسة وأنا سأختفي، وداعًا.
عدنا إلي المدرسة وعدت أنا إلي المبني الخاص بي، مبني هؤلاء المرضي المثيرين للإشمئزاز، ولكن قبل دخولي أوقفني كائن مونتوك أطلقت عليه اسم دان، فعادة لا تمتلك تلك الكائنات أسماء، لكنني أفضل أن أسميهم.
أوقفني دان وقال لي:
-سيدي أود أن أخبرك بشيئ ما.
-ماذا هناك يا دان، لماذا أنت مرتعد هكذا، تكلم لا تخف.
-بينما كنت أخدم في المبني الخاص بك، سمعت سيدي هانك وأحد المرضي يتحدثان بشأنك.
-ماذا قالًا؟
-أرجوك، لا تخبر أحدًا، إذا أخبرتهم سوف يضعونني عشاءً للكبير.
-لا تقلق، لا أحد يمكنه أذيتك، أو أذية أحد منكم طالما أنا متواجد!
-سمعتهما يقولان أن لديهم خطة لتعذ......
جاء هانك وركل دان بقدمه فطار دان بعيدًا وهو يصرخ من الألم وقال:
-لماذا تقف وتتحدث مع ذلك الخادم النتن؟
-ألم أقل لك يا هانك توقف عن معاملتهم بهذا الأسلوب؟
-لن أتوقف، وسأظل أؤذيهم واحدًا تلو الآخر، أتمتع برؤية الناس تتعذب.
-إنه انفصامك النتن، أليس كذلك.
-نعم، إنه انفصامي الذي ورثته مني، والذي يكون متأصلًا فيك أكثر مني، إنه الانفصام الذي تمتلكه منذ ولادتك.
اقتربت منه في غضب وتحولت عياني للون الأسود بالكامل وقلت له:
-حسنًا، فلتأخذ حرصك من انفصامي القوي أيها الجِرذ، لأن حياتك شارفت علي الإنتهاء.
-كنت متأكدًا من ظهور ذلك الإنقلاب علي وعلي المدرسة بعد قتل أمك الجميلية الموهوبة ميليسا (قالها بتهكم)
استمر في تهكمه واستفزازه قائلًا:
-للأسف، كانت رائعة وقوية، لكنها كانت حمقاء تمتلك الحب و العطف، لكن لم ينفعها هذا، لم يجدي إخلاصها نفعًا، فقد قتلت وصارت جثة هامدة لا حول لها ولا قوة.
اقتربت منه ومسكته من عنقه ورفعته إلي أعلي وقلت له:
-أيها الحقير، سأقطعك إلي أشلاء سأجعل كل قطعة فيك أصغر من الآخري ثم أرمي بأشلائك إلي تلك الكائنات التي تستمر في ضربها.
وبينما كنت أفعل ذلك وجدت شيئًا ثقيلًا يسقط علي رأسي ولم أشعر بأي شيئ بعدها.
استيقظت في اليوم التالي ووجدت نفسي في سريري في منزلي، وأحمل في يدي سكينًا ملطخًا بالدماء، يا إلهي، من أعادني إلي المنزل، وما تلك السكين، نهضت من فراشي مرعوبًا لأري شيئًا لا يمكن حدوثه، لأري جثة شخص لا أعرفه قط ملقاه بجانبي مطعونة عدة طعنات، وكل الطعنات تطابق السكين الذي في يدي!
بقلم:
#منة_الله
Part 13
يتبع
أنت تقرأ
انفصام مُنذ الولادة (مُكتملة)
Mistério / Suspenseما تلك الجثة التي تنظر إلي في مشرحتي في منتصف الليل، ما تلك المدرسة التي انضممت إليها، من ذلك الشيطان الكبير الذي يديرها وما تلك الدماء والأعضاء البشرية التي تزين غرفته، تري ما قصة تلك المدرسة التي تضم ثلاث من الفئات المظلمة(شياطين وخارقون ومرضي نفس...