الجزء السادس(فرحة لم تكتمل)

88 30 10
                                    

أدرت وجهي و لم أستطيع أن أفهم تلك الصدمة الغريبة ، أدرت وجهي لأجد ميليسا تقف أمامي و تخبرني أنها أمي ، و أنها ظلت بجانبي كل تلك الفترة و لم تغفل عني لحظة ، يالها من صدفة لا أستطيع تصديقها..!
و قاطع تفكيري حضن أمي ميليسا الدافئ الذي طالما ما شعرت به ، أحتضتني ميليسا التي تجعلني أنسي ذلك الجانب المظلم بداخلي .
قالت لي ميليسا بصوت يملؤه الدموع:
-صغيري الجميل ، اشتقت إليك يا صغيري ، أرجوك سامحني عن كل ذلك الوقت الذي لم أخبرك فيه من أنا صدقني لم يكن بيدي فعل شئ!
-أمي.... إليزابيث أخبرتني بكل شئ ، أحبك يا أمي اشتقت إليكِ يا أمي ، اشتقت لهذا الحب ، اشتقت لهذا الأمان الذي لا أشعر به إلا عندما أراكِ ، أمي أبقي بجانبي يا أمي، أنا لست مريض معكِ يا أمي ، حينما تكونين بجانبي يبتعد عني ذلك الظلام ، يختفي هذا الأنفصام اللعين ، أرجوكِ يا أمي أبقي هنا لا تذهبي مرة آخري ، لا تتركيني أبدًا يا أمي ...!
ثم عانقتها و استمريت في البكاء و كأنني عدت طفلًا صغيرًا و كانت تشاهدنا إليزابيث و تبكي ، حتي ناديت عليها قائلًا:
-أمي إليزابيث تعالي و عانقينا أرجوكِ ، هذا العناق ينقصك يا أمي
-أحتضنا كلنا بعضنا البعض ، كان هذا العناق جماعي رائع ، شعرت فيه بذلك الدفئ الذي لم أشعر به من قبل ..!
لكن و مع كل اسف كل شئ جميل لا يدوم ...!
لم نفق من بين هذا كله إلا علي صوت تحطيم جميع نوافذ البيت و تكسير كل زجاج في البيت ولكن لحسن الحظ كانت رد فعل إليزابيث و ميليسا سريعة فقد تحكمو في ذلك الزجاج و أبعدوه عنا لكن سمعت صوت تحطيم و لم يكن صوت تحطيم زجاج ولا أي شئ ، حقًا في ذلك الوقت تمنيت أن يكون صوت تحطيم عظامي بديلًا من هذا ، كان هذا صوت تحطيم أمي ، ميليسا ، تلك الأم المخلصة لصديقتها و ابن صديقتها ، تلك من ربتني و دفعت حياتها كلها لي و لأمي ، كان هناك قوة تكسر عظامها وهي حي ، وكانت تستمر في الصراخ من شدة الألم ، كان ذراعيها تتحطم و تلتوي و كأنها عجيب خبز ، و ساقيها اديرت بنسبة ١٨٠ درجة مما أدي إلي تحطيمها تمامًا وفي وسط كل ذلك ، صرخت ميليسا و قالت :
-إليزابيث إذهبي ، و اختفي و انقلبي
إذهبي ، واختفي. ، وانقلبي
و نظروا إلي بعضهم البعض فترة طويلة ، حتي استطعت رؤية كرة شفافة تحطي بأمي و كأنها تحميها ثم قالت لي ميليسا سأراك لاحقًا يا صغيري ، أعذرني فهروبي الآن إنقاذًا للبشرية كاملة ، اختفت ميليسا من أمامي لا أعلم إلي أين ذهبت و لكنها اختفت ، و بعدها اقتربت مِني إليزابيث و قالت :
-صغيري الجميل لا طالما أحببتك يا صغيري ، ولكنهم قتلوني ، قتلوني لأنني كنت أحميك منهم كل تلك المدة ، ولكن ضعفت قواي و لم أستيطع الصمود و الآن إمسك بيدي جيدًا سأنقل لك ما تبقي من قوتي لعله يفيدك و يحميك يومًا ما و لكن كن حذرًا ولا تدع أحدًا يعرف أنك فعلت هذا أرجوك..!
ثم أمسكت إليزابيث يداي و بعدها شعرت بتصلب عروقي و شعرت بطاقة غريبة تتسرب من عروقي إلي خلايا عقلي ، شعرت بطاقة و قوة غريبة تسللت إلي عقلي و جسدي بأكمله و حتي توقف هذا الشعور كانت إليزابيث ماتت وقعت علي الأرض مستنزفة القوي و عظامها مكسورة ماتت بطريقة مرعبة و مؤلمة....!
ماتت تلك المرأة المخلصة التي ظلت تحميني أنا و أمي إلي آخر لحظة في حياتها ، ماتت تلك المرأة التي تحملت انفصامي اللعين ، قتلوها لأنها تحميني ، قتلوها لأنهم يريدوني ...!
نظرت إلي إليزابيث و عينياي مليئة بالدموع و قلت لها :
والله يا أمي إليزابيث لأرجع لكِ حقك كاملًا ، والله لأدمرن هذه المدرسة علي بكرة أبيها ، والله لأقتلن كل من أذاكي أو مسكِ بسوء ..!
و أفقت مِن البكاء و حديثي مع جثة إليزابيث الهامدة علي شعور غريب في ظهري و كأن أحدهم واقفًا أمامي و يلفحني ببعض الهواء ، أدرت وجهي مسرعًا لم أري أي أحد ، سمعت صوت تحطيم في غرفتي العلوية و بعدها سمعت صوت أقدام تقفز علي أرض غرفتي باستمرار ، فذهبت إلي أعلي و ذهبت إلي غرفتي لأجدها مرتبة كما هي ، لذلك لم أستطع تفسير تلك الأصوات حتي صرخت بأعلي صوت و قلت أظهر لي نفسك أيها الوغد أنت من قتلت أمي.....!
ثم وجدت إنبوبة الرش ذات اللون الأحمر تتحرك بمفردها ثم وجدتها تكتب علي الأرض ، اذهبي و انقلبي ..!
فهمت أنها أمي ولكنها تخاف أن يعرف هذا ، و الآن فهمت ما قالته إليزابيث لميليسا ، أرادت أن تذهب و تنقلب في هيئتها ، صارت الآن أمي خفية .
فقلت لها: هل ستبقي معي يا أمي؟
كانت ستكتب علي الأرض مرة آخري ، فذهبت و أحضرت لها ورقة و قلم فكتبت :
-نعم يا عزيزي سأظل فلم أستطع تركك.
-لماذا لا تتحدثين؟!
-فكتبت لا أحد يستطيع أن يراني أو يسمعني الآن يا صغيري و أنت فقط من سأحدثه بتلك الطريقة .
-حسنًا سأذهب أنا كي أعد مراسم الدفن لإليزابيث..!
زلت إلي أسفل لأجد روح إيڤيلين واقفة أمامي و تقول لي :
-خالص التعازي يا ستيڤين !
-أغربي من وجهي بالتأكيد أنتِ من فعلتي كل هذا..!
-وكيف لي أن أفعل هذا و أنا مجرد روح و هم لا يستطيعون حتي رؤيتي بعدما أنت أغلقت جسدي و حررتني من بين أيديهم!!
-سأنتقم يا إيڤيلين و إن عرفت أن لكِ يد في هذا أقسم أنني سأنزل إلي هذا القبر الذي دفنتك به و سأقطع جثتك إربًا من الداخل و الخارج و أضع كل جزء في بلد مختلفة...!
-توقف عن قول ذلك الكلام الغبي ، أنا هنا لمساعدتك أيها الأحمق!
-لا أريد أي مساعدة بعد الآن ، أريد أن يبتعد الجميع عني ..!
-هدفنا الآن واحدًا يا استيڤين ، كلانا يريد الأنتقام من تلك المدرسة اللعينة.!
-لا تذكري اسمها أمامي ، فما بداخلي طوفان من الكره و الإنتقام..!
-تلك هي الروح التي أُريدها يا إستيڤين ، علي ببدء التخطيط..!
قاطع حديثنا صوت هاتفي فوجدت كيڤين يهاتفني و يتصل بي فأجيت علي الهاتف:
-إستيڤين كيف حالك يا صاح؟
-لست بخير إطلاقًا يا كيڤين!
-ما بال صوتك يا صديقي ، هل حدث أي شئ سئ؟
-ماتت أمي يا كيڤين ماتت أمي!
-يا إلهي أنا حقًا آسف ، سآتي إليك حالًا!
-فالتآتي ، فأنا حقًا أريد رؤيتك..!
أنهينا المكالمة و كانت إيڤيلين تنظر لي و كأنها متعجبة من شئ ما و لكنها لم تتحدث ، و بعد قليل وجدت شخصًا يدخل إلي البيت ، فقلت لإيڤيلين:
-إذهبي فلا يجب أن يراكِ أحدًا!
-أنا أظهر لمن أحب فقط لا تقل...... يا إلهي إنه هانك ، والدك يا إستيڤين!
ارتبعت أهذا هو ذلك الرجل الذي قتل إليزابيث للتو ، أهذا هو من دمر حياتي أنا و أمي و إليزابيث ، لا يمكن أن يكون هذا أبي أبدًا ..!
أقترب مني و قال :
-كيف حالك يا صغير؟
حاولت أن أظهر عدم معرفتي به حتي لا تصاب روح إيڤيلين بأذي
-من أنت أيها الرجل ؟
-أنا أباك يا صغيري ، اشتقت إليك؟
كنت أود لو أنني أضع ذلك الزجاج المتتاثر في جميع أجزاء المنزل الناتج من تكسير النوافذ و أضعه في جسده دون أن أترك قطعة صغيرة ..!
فأجبته بلهجة منكسرة....!
-أبي .. لماذا غبت كل تلك المدة يا أبي ، ماتت أمي ...!
-كل التعازي لك يا صغيري ، أنا حقًا آسف لموتها ، و لكني الآن أريدك أن تأتي معي ، لن أتركك لتعيش بعيدًا عني مرة آخري!
-جاءت أمامي إيڤيلين و ظلت تشير إلي بالرفض ، و لكنني لم كنت قررت الذهاب معه ، فكيف سأبقي هنا و ماذا سأفعل من مكاني هذا لذلك قررت الذهاب معه و حسمت موقفي!
فقلت له : ومن سيهتم بمراسم دفن إليزابيث؟
-سنحدث بعض الأشخاص في طريقنا و سننهي كل شئ!
-عدني بذلك!
-أعدك
لم أكن أريد أن أترك إليزابيث أبدًا ولكنني لم أستطع الصير فوافقت و قلت له:
-حسنًا يا أبي ، دعني فقط أصعد إلي غرفتي أفعل بعض الأشياء !
ذهبت إلي غرفتي وأغلقتها بإحكام و أغلقت جميع النوافذ مسكت القلم و الورقة فوجدتهم يسحبون من بين يداي .
فكتبت ميليسا:
-هل أباك بالأسفل ، أنا خائفة و مرعوبة!
-توقفي عن الخوف يا أمي أنا معكِ و أقسم لكِ أنني لم أدع أي أحدًا يؤذيكي لو كلفني هذا الأمر موتي ، يريدني الذهاب معه يا أمي ، سأذهب.
فوجدت أمي تكتب مسرعة و بخط يملؤه السرعة:
-لا يا صغيري ، أرجوك ، لا يمكنك الذهاب ، ستصير وحشًا!
-لا تقلقِ علي يا أمي ، أريد الذهاب معه ، سأذهب ، أعتني بنفسك يا أمي ، سوف تجديني معك كل فترة !
كانت ستكتب أمي مرة آخري و لكنني سمعت صوت طرقات علي الباب فأخذت منها الورقة مسرعًا و لم أعلم ماذا أفعل بها فلو حرقتها لأحدثت دخان لذلك قمت بابتلاعها ثم فتحت الباب فوجدت أبي يخبرني بأن علينا الذهاب ، فخرجت و أغلقت باب غرفتي و قلت له هيا بِنا و لكنني كنت ذاهبًا معه فوجدت كيڤين أمام منزلي يناديني ليحدثني قليلًا ، فتركت أبي قائلًا له لحظة واحدة ، وذهبت إلي كيڤين فقال لي:
-إلي أين أنت ذاهب يا إستيڤين؟
-سأذهب مع أبي!
-ومراسم دفن إليزابيث
-سنعتني بها.
-إستيڤين لا تذهب أرجوك!
-لا تقلق يا كيڤين سوف أعود إليك كل فترة لا تقلق.
تركته و ذهبت لأبي ، كان أبي ينظر إلي نظرة غريبة جدًا و أنا أقف مع كيڤين لم أستطع تفسيرها و كأنه يعرف أمرًا ما..!
-فلنذهب يا أبي..!
-فلنذهب يا صغيري
ذهبت معه و أنا لا أدري في أي طريق أنا ذاهب ، كنت مضطرب المشاعر، خائف ، حزين ، لا أعلم ماذا أفعل ، ولكنني يبدو أنني سأدخل علي مرحلة يشيب لها شعر الرأس .
لا تخاف فقط تابع القراءة فالقادم كله لم و لن تتوقعه ، أرجوك لا تتخلي عني ، فقط تابع القراءة ، فقراءتك تنقذني..!
بقلم:
#منة_الله
Part 6
يتبع

انفصام مُنذ الولادة (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن