أدرت وجهي و لم أستطيع أن أفهم تلك الصدمة الغريبة ، أدرت وجهي لأجد ميليسا تقف أمامي و تخبرني أنها أمي ، و أنها ظلت بجانبي كل تلك الفترة و لم تغفل عني لحظة ، يالها من صدفة لا أستطيع تصديقها..!
و قاطع تفكيري حضن أمي ميليسا الدافئ الذي طالما ما شعرت به ، أحتضتني ميليسا التي تجعلني أنسي ذلك الجانب المظلم بداخلي .
قالت لي ميليسا بصوت يملؤه الدموع:
-صغيري الجميل ، اشتقت إليك يا صغيري ، أرجوك سامحني عن كل ذلك الوقت الذي لم أخبرك فيه من أنا صدقني لم يكن بيدي فعل شئ!
-أمي.... إليزابيث أخبرتني بكل شئ ، أحبك يا أمي اشتقت إليكِ يا أمي ، اشتقت لهذا الحب ، اشتقت لهذا الأمان الذي لا أشعر به إلا عندما أراكِ ، أمي أبقي بجانبي يا أمي، أنا لست مريض معكِ يا أمي ، حينما تكونين بجانبي يبتعد عني ذلك الظلام ، يختفي هذا الأنفصام اللعين ، أرجوكِ يا أمي أبقي هنا لا تذهبي مرة آخري ، لا تتركيني أبدًا يا أمي ...!
ثم عانقتها و استمريت في البكاء و كأنني عدت طفلًا صغيرًا و كانت تشاهدنا إليزابيث و تبكي ، حتي ناديت عليها قائلًا:
-أمي إليزابيث تعالي و عانقينا أرجوكِ ، هذا العناق ينقصك يا أمي
-أحتضنا كلنا بعضنا البعض ، كان هذا العناق جماعي رائع ، شعرت فيه بذلك الدفئ الذي لم أشعر به من قبل ..!
لكن و مع كل اسف كل شئ جميل لا يدوم ...!
لم نفق من بين هذا كله إلا علي صوت تحطيم جميع نوافذ البيت و تكسير كل زجاج في البيت ولكن لحسن الحظ كانت رد فعل إليزابيث و ميليسا سريعة فقد تحكمو في ذلك الزجاج و أبعدوه عنا لكن سمعت صوت تحطيم و لم يكن صوت تحطيم زجاج ولا أي شئ ، حقًا في ذلك الوقت تمنيت أن يكون صوت تحطيم عظامي بديلًا من هذا ، كان هذا صوت تحطيم أمي ، ميليسا ، تلك الأم المخلصة لصديقتها و ابن صديقتها ، تلك من ربتني و دفعت حياتها كلها لي و لأمي ، كان هناك قوة تكسر عظامها وهي حي ، وكانت تستمر في الصراخ من شدة الألم ، كان ذراعيها تتحطم و تلتوي و كأنها عجيب خبز ، و ساقيها اديرت بنسبة ١٨٠ درجة مما أدي إلي تحطيمها تمامًا وفي وسط كل ذلك ، صرخت ميليسا و قالت :
-إليزابيث إذهبي ، و اختفي و انقلبي
إذهبي ، واختفي. ، وانقلبي
و نظروا إلي بعضهم البعض فترة طويلة ، حتي استطعت رؤية كرة شفافة تحطي بأمي و كأنها تحميها ثم قالت لي ميليسا سأراك لاحقًا يا صغيري ، أعذرني فهروبي الآن إنقاذًا للبشرية كاملة ، اختفت ميليسا من أمامي لا أعلم إلي أين ذهبت و لكنها اختفت ، و بعدها اقتربت مِني إليزابيث و قالت :
-صغيري الجميل لا طالما أحببتك يا صغيري ، ولكنهم قتلوني ، قتلوني لأنني كنت أحميك منهم كل تلك المدة ، ولكن ضعفت قواي و لم أستيطع الصمود و الآن إمسك بيدي جيدًا سأنقل لك ما تبقي من قوتي لعله يفيدك و يحميك يومًا ما و لكن كن حذرًا ولا تدع أحدًا يعرف أنك فعلت هذا أرجوك..!
ثم أمسكت إليزابيث يداي و بعدها شعرت بتصلب عروقي و شعرت بطاقة غريبة تتسرب من عروقي إلي خلايا عقلي ، شعرت بطاقة و قوة غريبة تسللت إلي عقلي و جسدي بأكمله و حتي توقف هذا الشعور كانت إليزابيث ماتت وقعت علي الأرض مستنزفة القوي و عظامها مكسورة ماتت بطريقة مرعبة و مؤلمة....!
ماتت تلك المرأة المخلصة التي ظلت تحميني أنا و أمي إلي آخر لحظة في حياتها ، ماتت تلك المرأة التي تحملت انفصامي اللعين ، قتلوها لأنها تحميني ، قتلوها لأنهم يريدوني ...!
نظرت إلي إليزابيث و عينياي مليئة بالدموع و قلت لها :
والله يا أمي إليزابيث لأرجع لكِ حقك كاملًا ، والله لأدمرن هذه المدرسة علي بكرة أبيها ، والله لأقتلن كل من أذاكي أو مسكِ بسوء ..!
و أفقت مِن البكاء و حديثي مع جثة إليزابيث الهامدة علي شعور غريب في ظهري و كأن أحدهم واقفًا أمامي و يلفحني ببعض الهواء ، أدرت وجهي مسرعًا لم أري أي أحد ، سمعت صوت تحطيم في غرفتي العلوية و بعدها سمعت صوت أقدام تقفز علي أرض غرفتي باستمرار ، فذهبت إلي أعلي و ذهبت إلي غرفتي لأجدها مرتبة كما هي ، لذلك لم أستطع تفسير تلك الأصوات حتي صرخت بأعلي صوت و قلت أظهر لي نفسك أيها الوغد أنت من قتلت أمي.....!
ثم وجدت إنبوبة الرش ذات اللون الأحمر تتحرك بمفردها ثم وجدتها تكتب علي الأرض ، اذهبي و انقلبي ..!
فهمت أنها أمي ولكنها تخاف أن يعرف هذا ، و الآن فهمت ما قالته إليزابيث لميليسا ، أرادت أن تذهب و تنقلب في هيئتها ، صارت الآن أمي خفية .
فقلت لها: هل ستبقي معي يا أمي؟
كانت ستكتب علي الأرض مرة آخري ، فذهبت و أحضرت لها ورقة و قلم فكتبت :
-نعم يا عزيزي سأظل فلم أستطع تركك.
-لماذا لا تتحدثين؟!
-فكتبت لا أحد يستطيع أن يراني أو يسمعني الآن يا صغيري و أنت فقط من سأحدثه بتلك الطريقة .
-حسنًا سأذهب أنا كي أعد مراسم الدفن لإليزابيث..!
زلت إلي أسفل لأجد روح إيڤيلين واقفة أمامي و تقول لي :
-خالص التعازي يا ستيڤين !
-أغربي من وجهي بالتأكيد أنتِ من فعلتي كل هذا..!
-وكيف لي أن أفعل هذا و أنا مجرد روح و هم لا يستطيعون حتي رؤيتي بعدما أنت أغلقت جسدي و حررتني من بين أيديهم!!
-سأنتقم يا إيڤيلين و إن عرفت أن لكِ يد في هذا أقسم أنني سأنزل إلي هذا القبر الذي دفنتك به و سأقطع جثتك إربًا من الداخل و الخارج و أضع كل جزء في بلد مختلفة...!
-توقف عن قول ذلك الكلام الغبي ، أنا هنا لمساعدتك أيها الأحمق!
-لا أريد أي مساعدة بعد الآن ، أريد أن يبتعد الجميع عني ..!
-هدفنا الآن واحدًا يا استيڤين ، كلانا يريد الأنتقام من تلك المدرسة اللعينة.!
-لا تذكري اسمها أمامي ، فما بداخلي طوفان من الكره و الإنتقام..!
-تلك هي الروح التي أُريدها يا إستيڤين ، علي ببدء التخطيط..!
قاطع حديثنا صوت هاتفي فوجدت كيڤين يهاتفني و يتصل بي فأجيت علي الهاتف:
-إستيڤين كيف حالك يا صاح؟
-لست بخير إطلاقًا يا كيڤين!
-ما بال صوتك يا صديقي ، هل حدث أي شئ سئ؟
-ماتت أمي يا كيڤين ماتت أمي!
-يا إلهي أنا حقًا آسف ، سآتي إليك حالًا!
-فالتآتي ، فأنا حقًا أريد رؤيتك..!
أنهينا المكالمة و كانت إيڤيلين تنظر لي و كأنها متعجبة من شئ ما و لكنها لم تتحدث ، و بعد قليل وجدت شخصًا يدخل إلي البيت ، فقلت لإيڤيلين:
-إذهبي فلا يجب أن يراكِ أحدًا!
-أنا أظهر لمن أحب فقط لا تقل...... يا إلهي إنه هانك ، والدك يا إستيڤين!
ارتبعت أهذا هو ذلك الرجل الذي قتل إليزابيث للتو ، أهذا هو من دمر حياتي أنا و أمي و إليزابيث ، لا يمكن أن يكون هذا أبي أبدًا ..!
أقترب مني و قال :
-كيف حالك يا صغير؟
حاولت أن أظهر عدم معرفتي به حتي لا تصاب روح إيڤيلين بأذي
-من أنت أيها الرجل ؟
-أنا أباك يا صغيري ، اشتقت إليك؟
كنت أود لو أنني أضع ذلك الزجاج المتتاثر في جميع أجزاء المنزل الناتج من تكسير النوافذ و أضعه في جسده دون أن أترك قطعة صغيرة ..!
فأجبته بلهجة منكسرة....!
-أبي .. لماذا غبت كل تلك المدة يا أبي ، ماتت أمي ...!
-كل التعازي لك يا صغيري ، أنا حقًا آسف لموتها ، و لكني الآن أريدك أن تأتي معي ، لن أتركك لتعيش بعيدًا عني مرة آخري!
-جاءت أمامي إيڤيلين و ظلت تشير إلي بالرفض ، و لكنني لم كنت قررت الذهاب معه ، فكيف سأبقي هنا و ماذا سأفعل من مكاني هذا لذلك قررت الذهاب معه و حسمت موقفي!
فقلت له : ومن سيهتم بمراسم دفن إليزابيث؟
-سنحدث بعض الأشخاص في طريقنا و سننهي كل شئ!
-عدني بذلك!
-أعدك
لم أكن أريد أن أترك إليزابيث أبدًا ولكنني لم أستطع الصير فوافقت و قلت له:
-حسنًا يا أبي ، دعني فقط أصعد إلي غرفتي أفعل بعض الأشياء !
ذهبت إلي غرفتي وأغلقتها بإحكام و أغلقت جميع النوافذ مسكت القلم و الورقة فوجدتهم يسحبون من بين يداي .
فكتبت ميليسا:
-هل أباك بالأسفل ، أنا خائفة و مرعوبة!
-توقفي عن الخوف يا أمي أنا معكِ و أقسم لكِ أنني لم أدع أي أحدًا يؤذيكي لو كلفني هذا الأمر موتي ، يريدني الذهاب معه يا أمي ، سأذهب.
فوجدت أمي تكتب مسرعة و بخط يملؤه السرعة:
-لا يا صغيري ، أرجوك ، لا يمكنك الذهاب ، ستصير وحشًا!
-لا تقلقِ علي يا أمي ، أريد الذهاب معه ، سأذهب ، أعتني بنفسك يا أمي ، سوف تجديني معك كل فترة !
كانت ستكتب أمي مرة آخري و لكنني سمعت صوت طرقات علي الباب فأخذت منها الورقة مسرعًا و لم أعلم ماذا أفعل بها فلو حرقتها لأحدثت دخان لذلك قمت بابتلاعها ثم فتحت الباب فوجدت أبي يخبرني بأن علينا الذهاب ، فخرجت و أغلقت باب غرفتي و قلت له هيا بِنا و لكنني كنت ذاهبًا معه فوجدت كيڤين أمام منزلي يناديني ليحدثني قليلًا ، فتركت أبي قائلًا له لحظة واحدة ، وذهبت إلي كيڤين فقال لي:
-إلي أين أنت ذاهب يا إستيڤين؟
-سأذهب مع أبي!
-ومراسم دفن إليزابيث
-سنعتني بها.
-إستيڤين لا تذهب أرجوك!
-لا تقلق يا كيڤين سوف أعود إليك كل فترة لا تقلق.
تركته و ذهبت لأبي ، كان أبي ينظر إلي نظرة غريبة جدًا و أنا أقف مع كيڤين لم أستطع تفسيرها و كأنه يعرف أمرًا ما..!
-فلنذهب يا أبي..!
-فلنذهب يا صغيري
ذهبت معه و أنا لا أدري في أي طريق أنا ذاهب ، كنت مضطرب المشاعر، خائف ، حزين ، لا أعلم ماذا أفعل ، ولكنني يبدو أنني سأدخل علي مرحلة يشيب لها شعر الرأس .
لا تخاف فقط تابع القراءة فالقادم كله لم و لن تتوقعه ، أرجوك لا تتخلي عني ، فقط تابع القراءة ، فقراءتك تنقذني..!
بقلم:
#منة_الله
Part 6
يتبع
أنت تقرأ
انفصام مُنذ الولادة (مُكتملة)
Mistério / Suspenseما تلك الجثة التي تنظر إلي في مشرحتي في منتصف الليل، ما تلك المدرسة التي انضممت إليها، من ذلك الشيطان الكبير الذي يديرها وما تلك الدماء والأعضاء البشرية التي تزين غرفته، تري ما قصة تلك المدرسة التي تضم ثلاث من الفئات المظلمة(شياطين وخارقون ومرضي نفس...