استيقظت مرعوبًا، تري لمن تلك الجثة التي بجانبي، من ذلك الرجل المقتول بجانبي، وما الذي آتي بي إلي هنا، لابد أنه ذلك الحقير النتن هانك، وبعد قليل وجدت أحدهم يطرق بابي، ارتعدت، تري من يطرق بابي، ماذا أفعل في تلك الجثة الملقاه بجانبي، وضعت ذلك السكين المغطي بالدماء أسفل السرير وخلعت قميصي الملطخ بدماء ذلك المسكين، تري من أنت وما قصتك؟
أخذت غطاء سريري وضعته علي جثة هذا الشخص المجهول وخرجت لفتح الباب، كانت غرفتي في الطابق العلوي، نزلت إلي الطابق السفلي لأجد المنزل في حالة فوضي عارمة، وكأن هناك حربًا كانت تدور في هذا المكان، كل شيئ رأسًا علي عَقِب، يا إلهي ما الذي حدث في هذا المكان!
نزلت في وسط تلك الفوضي كدت أن أقع بسبب كل ذلك الأساس المقلوب رأسًا علي عَقِب، فتحت الباب لأجد شخصًا أبيض البشرة يبدو عليه الغباء مبتسم ويقول:
-مرحبًا يا سيدي، انتقلنا أنا وعائلتنا في الجوار منذ يومان، أريد فقط أن أسألك عن أقرب صيدلية موجودة هنا لأن إبنتي تعاني من الحمي المفرطة وعلي وشك الموت.
-دعني وشأني، أنا لا أعيش هنا ولا أعرف شيئًا.
-أرجوك يا سيدي، إبنتي سوف تموت.
-قلت لك لا أعرف شيئًا فلتسأل شخصًا آخر.
-لا يوجد في هذه المنطقة القريبة سوي أنا وأنت، لذلك أود معرفة أقرب صيدلية أو طبيب لنا.
-إسمع يا غريب الأطوار، لقد أجبتك، لا أعرف شيئًا، أغرب عن وجهي الآن.
-يا لك مِن وغد قاسي لا يعرف للرحمة معني.
تركني ذلك الرجل عاضبًا تملؤ الدموع عيناه وأغلقت الباب خلفت وبعدها أدرت وجهي لأصعد لأجد كيڤين واقفًا أمامي يقول:
-مرحبًا يا صديقي.
-لا لا هذا محض خيال في عقلي.
-أنا جزء منك يا إستيڤين فلتسمعني!
-إنه مرضي اللعين، لست حقيقيًا، عقلي اللعين يتلاعب بي.
-فلتستمع إلي أيها الأحمق، ذلك الرجل إبنته علي وشك الموت، عليك مساعدتهم.
-والآن سأمارس يومي بشكل طبيعي كأن لا أحد في الغرفة.
وبعد أن قلت تلك الجملة وجدت استيڤين منقض علي يلكمني في وجهي، وحقًا شعرت بأثر الضربة لكنني لم أُبالي، واستمريت في الصعود، لكن حينما تجاهلته ركلني بقوة في بطني فطرت للخلف حوالي مترين.
-من أين تمتلك تلك القوة يا كيڤين، ألست خيالًا؟
-لا أحد يستطيع إيذائك سوي نفسك يا إستيڤين، أنا جزء منك، أستطيع أن أؤلمك وأؤذيك، فقط أنا من بين كل تلك الناس.
-ماذا تريد مني؟
-إذهب وساعد ذلك الرجل أيها الوغد القاسي!
-وماذا عن تلك الجثة التي بالأعلي؟
-لا أعلم عنها شيئًا لكن لا تفكر الآن سوي في إنقاذ تلك الطفلة المسكينة!
-لا تدع أحد يدخل المنزل في غيابي!
-يا أحمق، أنا أنت وأنت أنا.
- يا إلهي، صرت أتعامل مع إنفصامي بطريقة غريبة!
ذهبت إلي المنزل الذي كان بجانبنا، ذلك المنزل الذي لاطالما كان مهجوراً طرقت بابه وفتح لي والد الطفلة وقال:
-ماذا تريده أيها الوغد المتعالي؟
-آسف لما فعلته منذ قليل، كنت مضغوطًا، أنا طبيب، يمكنني مساعدة إبنتك.
-ولماذا التأخير، الحمي ستقتل إبنتي!
-فلتدخلني إليها سريعًا!
دخلت إلي الفتاة، كانت طفلة جميلة، ذات شعر أصفر وعينان مثل الزيتون، كان وجهها شديد الإحمرار بسبب إرتفاع درجة حرارتها، اقتربت منها وطلبت مِنهم بعضًا مِن المياه الباردة و القماش لعمل كمادات لحفض درجة حرارتها، وبينما أنا أطببها دار هذا الحديث الذي غير مجري تفكيري تمامًا:
-ما إسمك أيها الطبيب الغامض؟
ضحكت وقلت:
-اسمي إستيڤين، وأنتِ أيتها الطفلة المشاغبة؟
-اسمي كلوي، ويلقبنونني بالأميرة الشقراء.
-يلقبوكِ هكذا لشدة جمالك أليس كذلك؟
-نعم أيها الطبيب الغامض إستيڤين.
-يا لكِ من فتاة مرحة، أأنتِ بخير الآن؟
-أنا بخير بسببك يا طبيبي المفضل، أتعلم، أود أن أكبر وأغدو مثلك تمامًا، أُكون طبيبة أساعد الأطفال والناس مِثلك، لا بد أنك شخص جيد جدًا ليضعك الله في هذا المنصب وفي هذا المجال.
-أتمني أن أكون كذلك حقًا يا طفلتي.
-أنت كذلك، لن يضعك الله في مكان إلا وكان لك دورًا بارعًا فيه.
-أتعتقدين أنه بإمكاني هزيمة الأشرار يا أميرتي كلوي؟
أمسكت بغطائها وغطت نصف وجهها وقالت:
-يا إلهي هل الأطباء يقاتلون الأشرار؟
-لا لا أمزح معكِ فقط لما كل هذا الخوف؟
-لأنني أخاف الأشرار والشياطين، ودائمًا يضايقونني في نومي.
-من الذي يضايقك؟
-أحلم دائمًا برجل بشيطان يقفان أمامي ويحاولان إخافتي.
-لا تقلقِ يا صغيرتي، أيمكنكِ وصفه لي؟
-لا لا أريد أن أتذكره، أرجوك.
-حسنًا لا بأس، إهدأي فقط!
-سأبحث عن ذلك الشيطان وأجعله يتوقف عن إزعاج أميرتي الصغيرة.
-حقًا؟
-آجل أيتها الشقراء المشاغبة.
-حسنًا شكرًا لك.
-والآن وداعًا علي العودة إلي منزلي، وداعًا.
-أريد أن أُخبرك بشيئ.
-فلتقولين ما تشائي.
-إنك حقًا تستطيع هزيمة الأشرار، فلديك قلب ناصع البياض.
-شكرًا لكِ يا صغيرتي.
-علي الرحب أيها الطبيب الغامض.
ابتسمت وضحكت لكل تلك البراءة التي تمتلكها تلك المشاغبة الجميلة وخرجت احتضني والدها وشكرتني والدها وكانت الدموع تفيض من أعينهم وأعطيتهم بعضًا مِن الأدوية التي علي كلوي الإنتظام عليها وبعدها عدت إلي منزل، صعدت إلي غرفتي لأجد تلك الجثة مازالت قابعة في ذلك المكان، تري من هذا، وهل أنا من قتلته، لا أعرف ماذا أفعل، لا أعرف، من أنت يا هذا وماذا فعلت بِك.
نزلت إلي المنزل بالأسفل بتلك الحالة الفوضوية وأعدت ترتيبه بقوتي، نعم لقد أخبرتك من قبل أنني أستطيع التحكم في كل ما حولي، رتبت تلك الصالة حتي لا أكون محلًا للشكوك لكل من دخل إلي منزلي، وبينما أرتب سمعت صوت خطوات أحدهم في منزلي، لكنني التفت ولم أري شيئًا، ارتعبت، لعلها روح هذا الرجل المقتول بالأعلي، صعدت إلي الأعلي لأجد الجثة هامدة كما هي.
لا أعلم كيف أتصرف، فكرت في عودتي إلي المدرسة لكنني رفضت تلك الفكرة، لمن أترك تلك الجثة، كيف أدفنها وبجانبي تلك الطفلة التي تثق بي، وبجانبي هؤلاء الأشخاص الذين أنقذت حياتهم للتو، حل الظلام وشعرت بالتعب، فضلت النوم وعدم التفكير في أي شيئ، خلدت إلي النوم.
وبعدها كانت تلك الطفلة كلوي التي طببتها بالأمس كانت واقفة وكان واقف أمامها واحدًا من شياطين المدرسة يحاول إخافتها ويخرج من يداه الكثير من الأفاعي لتلتف حول قدميها، وكانت تلك المسكينة تصرخ وبعدها نظر إلي هذا الشيطان وقال لي:
-هذا بسببك، هذا سيحدث لكل نسلك!
كنت واقفًا لا أستطيع الحراك، لا أستطيع التحدث، لا أستطيع أن أفعل أي شيئ لتلك المسكينة، لكنني أحاول الدفاع عنها ولكن بدون أي جدوي، وكانت كلوي تستمر في الصراخ الشديد وبعدها استيقظت علي صوت صراخ، وفهمت أن هذا كان كابوسًا ذهبت إلي شرفتي لأجد كلوي تصرخ بهستيرية في غرفتها وتقول أرجوك لا تؤذيني، أرجوك ابعد تلك الثعابين عني، وكان والديها يحاولان تهدأتها، فهمت بعدها أنني كنت في حلم كلوي المسكينة، لذلك لم أكن قادرًا علي الحراك، لكن ماذا يقصد بكل نسلك سيؤذي.
أغلقت شرفتي وأنا في غاية الآسف علي تلك المسكينة ولكنني لم أذهب إلي منزلها في هذا الوقت ولن أستطيع ترك تلك الجثة هنا، لا أعلم ماذا أفعل، راودتني فكرة تقطيعها و إطعامها للكلاب ولكن هذا سيوقظ جانبي المظلم، ولا أود لهذا أن يحدث مهما حدث.
وبينما كنت عالق في تفكيري وفي وجود تلك الجثة ليوم كامل في غرفتي غلبني النعاس، وغفوت قليلًا، كانت غفوة رائعة خالية من الكوابيس المزعجة، ولكنني استيقظت و الشرطة تحاوط منزلي وتوقظني وتهددني بالسلاح ويخبرني ذلك الشرطي:
-إستيڤين أنت رهن الإعتقال بتهمة القتل!
لم استطيع استيعاب أي شيئ مما حدث، ما كل هذا ما كل تلك الأحداث المتتالية، ما الذي يحدث لي حقًا؟
اعتقلوني في ذلك السجن النتن المليئ بالوحوش البشرية، وبينما أنا كنت جالسًا لا حول لي ولا قوة علي تلك أرض السجن الباردة جاء ذلك الشرطي الضخم واصطحبني إلي غرفة الإستجواب، بكل تأكيد رفضت استخدام قوتي، هؤلاء الشرطيين الأبرياء يحاولون تأدية واجبتهم فقط لكنهم لا يفهمون شيئًا مما يحدث عني لكن كل ما يعرفونه أنني قالت محتل، وبعدها دخل المحقق إلي غرفتي وقام باستجوابي:
-إستيڤين لماذا قتلت هذا الرجل؟
-عن أي رجل تتحدث، أنا حتي لا أعرفه، لا أعرف حتي اسمه.
-إستيڤين لن تفيدك المرواغة في شيئ، لقد عثر علي سلاح الجريمة والجثة في غرفتك وأنت نائم، كل الأدلة ضدك، حدثني لأساعدك أرجوك!
-إذا أخبرتك الحقيقة هل ستصدقني؟
-أجل سأفعل ذلك.
قصصت عليه كل ما حدث أخبرته بكل شبئ عن المدرسة وعن الكبير وهانك وكل تلك المؤامرة لكنه نظر إلي باستغراب شديد وقال:
-يجب عرضك علي خبير نفسي فلا ندري إذا كنت تتلاعب بِنا أم لا.
-صدقني أنا أقول الحقيقة، صدقني.
خرج من غرفتي دون أن يجيبني وعدت إلي ذلك السجن البغيض وفي اليوم التالي تم عرضي علي الخبير النفسي ولكنها كانت الصدمة والمفاجأة بالنسبة لي دار بيننا حديث جعلني أود أن أقتل نفسي قال لي:
-آسف يا إستيڤين، لديك انفصام حاد في شخصيتك، عقلك اخترع كل ذلك العالم الذي تعيش فيه، اخترع تلك المدرسة واخترع هانك و إليزابيث وجميعهم، للأسف لا يوجد لهذا أي شيئ من الصحة، كل هذا من وحي خيالك فقط، أنت ليست لديك أي قدرات، لا وجود للكبير، لا وجود للخارقين، لا وجود لإستغلال المرض النفسي بتلك الطريقة التي تتحدث بها، كل ما نعرفه أنك قتلت ذلك الشخص، قتلت ذلك الشخص وأنت متخيلًا أنك لم تفعل ذلك، وكنت في حالة إفاقة من انفصامك بعض الشيئ، لكنك لا تستطيع التخلي عن الدائرة التي وضعك بها عقلك!
-لكن صدقني كل هذا كان حقيقيًا، صدقني.
-آسف يا إستيڤين لكن لا بد لك من معرفة الحقيقة، أنت مجرد مريض نفسي، وكل ما قصصته علي كان خيالًا!
-لكن من هذا الرجل الذي مات؟
-إنه جونج، من أصول كورية، كبيرًا جدًا في السن، حقًا أشفق علي موته.
-صدقني، لا يمكنني القتل أبدًا، لم أسمح لنفسي بفعل ذلك قط.
-آسف يا إستيڤين، أنت من فعل هذا، وإذا تركناك، ستصير قاتلًا متستسلًا خطيرًا للغاية، والآن ستمكث معنا في المشفي ولكن ستكون في غرفة بمفردك وذلك لخطورتك الكبيرة.
-صدقني أيها الطبيب، كل ما أقصه عليك صحيح.
-ليس صحيح ما أنت إلا مختل عقلي وقاتل محترف.
-قاتل محترف، أنا، لم أؤذي شخصًا قط.
-والآن وقت الذهاب لغرفتك، وداعًا للجلسة القادمة.
أخذني الممرض إلي غرفتي، دخلت إليها تائهًا، من أنا، أيمكن أن يكون كل ذلك سراب، أستكون كل تلك الفترة السابقة كانت في مخيلتي أنا فقط؟
يا إلهي، في بداية الأمر أكتشفت عدم وجود صديقي كيڤين والآن لا يوجود إيڤيلين لا يوجد جيسيكا لا يوجد الخارقون الطيبون لا يوجد الكبير لا يوجد هانك لا يوجد لا يوجد لا يوجد يا إلهي جن جنوني!!!
استمررت في الصراخ والشعور بالألم، أنا ضائع، لا أعلم ما الذي في حياتي حقيقي أو غير حقيقي، لا أعلم ما كل الذي يحدث حقًا لا أعلم من أنا ومن حولي لا أعلم أي شيئ ياله من شعور أحمق!!
تظنني الآن قد جعلتك تقرأ ثلاثة عشر جزءًا من مذكرات مريض نفسي، لكن اعذرني يا صديقي، تلك مرحلة مميتة في حياتي صدقني، كل ما حدث في حياتي ليس من ترتيبي، لكنني أود أن أخبرك أنه حدث شيئ، غير مجري كل ما يحدث، غير مجري كل ذلك الهراء الذي يحدث، شيئًا بسيطًا قد قلب كل تلك الموازين......!
بقلم:
#منة_الله
Part 14
يتبع
أنت تقرأ
انفصام مُنذ الولادة (مُكتملة)
Misteri / Thrillerما تلك الجثة التي تنظر إلي في مشرحتي في منتصف الليل، ما تلك المدرسة التي انضممت إليها، من ذلك الشيطان الكبير الذي يديرها وما تلك الدماء والأعضاء البشرية التي تزين غرفته، تري ما قصة تلك المدرسة التي تضم ثلاث من الفئات المظلمة(شياطين وخارقون ومرضي نفس...