الجزء الرابع(جثة إيڤيلين)

98 28 7
                                    

التحقت بالجامعة و كنت أدرس الطب الشرعي  فأنا أشعر بانجذاب نحو رؤية الدم و الأموات في نفس الوقت أحب مساعدة أهالي المرضي في معرفة سبب الوفاة لأريح قلبهم ، يا إلهي كم هذا التنافر مرهق جدًا!
وفي يوم من أيامي بالجامعة ناداني أُستاذي بالجامعة  و أخبرني أن هناك جثة يجب أن أتدرب عليها و أن أكتشف سبب الوفاة و أن ذلك مشروع التخرج الخاص بي.
ذهبت لرؤية تلك الجثة  فوجدتها تشبه إيڤيلين إلي حد كبير ، لا بد أنها إيڤيلين مع اختلاف بعض الملامح لنموها !
ارتعدت و ذهبت إلي أُستاذي و توسلت إليه أن أغير تلك الجثة فأجابني بالرفض فلا طالما ذلك الطبيب كان صارمًا .
عدت إلي تلك الغرفة الموجودة بها إيڤيلين كانت ميتة جاحظة العينين كأنها مرعوبة من شئ ما و كانت تنظر إلي الأعلي و كأنها رأت شيئًا ما مرعبًا و كانت هناك علامات أذي في جميع أنحاء جسدها ، و لكن المثير للأمر أنها كانت لا تمتلك حنجرة ، أي أنها كانت لا تستطيع الصراخ أو التحدث وقت وقوع ذلك الحادث !
لكن ذلك لم يكن سبب الوفاة لأن تلك الحنجرة ليست منزوعة ولا مقطوعة بل تبدو و كأنها مولودة هكذا ، ولكن ذلك أيضًا مستحيل !
تري ما ذلك اللغز الذي وضعت فيه !
تفحصت تلك الكدمات الموجودة في جميع أنحاء أجسادها و لكنني وجدت أنها ليست من علامات ضرب أو أذي و لكن كل ذلك كان يحدث من جسدها ذات نفسه و ليس هناك جلطة دموية أو ما شابه!!!!!
يا إلهي ما هذا!
و لكن ليس هذا أيضًا سبب وفاتها فلم ينتج عن ذلك أي شئ في جسدها!
ذهبت إلي عيناها  يبدو أنها كانت مرعوبة من شئ ما حقًا تلك النظرة ينظرها شخص يهاجم من شئ ما كما أنها كانت تنظر إلي أعلي ، لحظة.!!!!!!!!!
أيمكن أن تكون خنقت!
تفحصت رقبتها ولكن ليس هناك أي علامات للخنق و اختفاء الحنجرة هذا حقًا مريب كيف يمكن أن ينتزع أحدهم حنجرة الآخر دون خدش واحد!
تفحصت الجثة من الخارج و لكنني لم أصل لشئ فبدأت بتشريحها و عندما قمت بتشريحها قد صدمت!
كل إنش في أعضاءها مجروح من الداخل!
معدتها ممزقة ، كبدها مقطع إلي شرائح ، الكليتان مقطوعات إلي نصفان ، القلب مقطع الأوردة و الشرايين ، الرئتان محولتان إلي فتات ، حتي جلدها من الداخل عليه آثار صدمات كثيرة!!!
يا إلهي ما هذا الرعب!
خرجت و ذهبت مسرعًا إلي ذلك الأستاذ الذي أعطاني هذه اللعنة و قلت له:
-أُريدك أن شيئًا
-ليس الآن لدي إجتماع مع باقي أعضاء هيئة التدريس.
-أرجوك إنه بشأن تلك الجثة ، إنه أمر مرعب!
-حسنًا سآتي و من الأفضل لك أن يكون شيئًا هامًا!
ذهبنا إلي غرفة التشريح و قلت له :
-إنها ممزقة من الداخل كل أعضائها ممزقة ولا يوجد علي جلدها أي آثار لفتحها و الوصول لتلك الأعضاء!
-لا يمكن لهذا أن يحدث!
-أنظُر بنفسك!
نظر الطبيب إلي الجثة و قال:
-أتريد الذهاب إلي مصحة نفسية يا ستيڤين!
-ماذا ؟
-أين كل ذلك الهراء الذي قلته؟!
نظرت إلي الجثة وجدتها مقطعة حقًا!
-ألا تري كل هذه الجروح يا أستاذي؟
-ستيڤين أنت طالب متفوق لا تدعني أُعاقبك ، ولكن إما إنت مجنون أم تحاول الهروب من المشروع لأنه صعب بعض الشئ!
دخل علينا أحد الطلاب لينادي الأستاذ لتأخره عن الأجتماع فذهب الأستاذ و ناديت أنا لذلك الطالب و قلت له :
-أتري هذا ؟ أتري تلك الأعضاء الممزقة؟
-أي أعضاء ! جميع أعضائها بخير! أإنت بخير يا فتي؟!
-نعم نعم أنا بخير إذهب أنت حتي أستكمل عملي!
خرج الفتي متعجبًا و نظرت أنا إلي إيڤيلين لأري كل ذلك و لكنني أدركت أنه لا أحد يستطيع رؤية ذلك غيري أنا ولكن لماذا!
كيف يمكن أن يحدث ذلك ؟
كيف تتقطع إيڤيلين بتلك الطريقة و لماذا أتت إلي لتشريحها و لماذا لا أحد يري هذا غيري!
بالطبع كل ذلك التمزق الذي بداخلها أدي إلي موتها ولكنني لا أستطيع أن أقول أن هذا سببًا للوفاة لأنه لا أحد يراها غيري!
يا إلهي حقًا قُضي علي سأفشل في هذا بالتأكيد!
وجدت هاتفي يصدر صوتًا ، لقد كان كيڤن يتصل
فأجبته :
-مرحبًا كيڤين
-مرحبًا يا صديقي ، أين أنت.
-أنا في الجامعة أعمل علي مشروع التخرج.
-أكل شئ يسير علي ما يرام ؟!
-لا يا كيڤين فأنا حقًا واقع في معضلة لا أستطيع حلها!
-ماذا يحدث أأنت بخير؟
-لا لست كذلك!
-خمس دقائق و ستجدني أمامك !
-لن يسمح أمن الجامعة بالدخول ، سأقابلك حينما أنتهي من هذا.
-حسنًا أحسن التصرف يا فتي.
-حسنًا ، الوداع.
أغلقت الخط و بعدها نظرت إلي إيڤيلين و لكنني لاحظت تغيير بسيط ، كانت عيناها جاحظة ناظرة إلي سقف الغرفة و لكن بعدها شعرت و كأنها حركت عيناها و نظرت إلي !
يا إلهي ماذا يحدث!
شعرت برعشة في جسدي شعرت بهزة في غرفة التشريح سمعت صوت يهمس لي في أذناي ، أنت سبب كل هذا ، أنت السبب ، ذلك يحدث منذ سنوات ، هذا التعذيب يحدث منذ سنوات!!
أرتعدت و جلست في الأرض أضم رُكبتاي إلي خوفًا من كل هذا .
سألت نفس قائلًا كيف لي أن أكون سببًا كيف هذا !
نظرت إلي أعضائها الممزقة و حاولت استعادة تركيزي!
نظرت إلي كبدها كان يبدو أنه مر علي تقطيعه وقتًا حقًا و يبدو أنه تمزق ببطء ثم نظرت إلي معدتها وجدت أنها قطعت من زمن و لكن قد تم تقطع الكبد أولًا ثم نظرت إلي كُلياتاها يبود أنهم ظلو يعصرو في أنفسهم وقت طويل حتي انقطعو ثم نظرت إلي رئتيها يبدو أن تم تقطيعها من فترة قريبة يا إلهي ما كم هذا التعذيب أما قلبها فقطعت شرايينه و أوردته حديثًا و هذا سبب وفاتها!
يا إلهي سبب الوفاة هو تمزق شرايينها و أوردتها وليس تمزق باقي اعضاءها !!
كيف عاشت بتلك الأعضاء الممزقة ، كيف عاشت بكل ذلك الألم ، و لما هذا ، و كيف أنا السبب؟!
حينما اكتشفت كل هذا كانت الساعة حوالي الثانية بعد منتصف الليل لذا عدت إلي منزلي .
حينما دخلت إلي المنزل وجدت إليزابيث أمي متعبة بشدة وكانت تتحدث في الهاتف إلي معلمتي ميليسا ولكنها لم تشعر بدخولي فوجدتها تقول:
لن أستطيع الصمود أكثر من ذلك ، إنه يقتلني ، أرجوكي حاولي مساعدتي يا ميليسا ، إنه في النهاية يخصك أنتي وليس إنا!
دخلت عليها و بمجرد دخولي قالت في الهاتف حسنًا إنك طلبت الرقم الخاطئ ، لا بأس وداعًا !
علمت أنها تخفي شيئًا ما ، حاولت أن أُناقشها و لكنني لم أستطع كانت في حالة مزرية حقًا ، ذاك الجزء الطيب جعلني أشعر بالشفقة فقبلت رأسها و ذهبت إلي غرفتي!
خلدت إلي النوم بعد يوم مُتعب .
ولكنني شعرت بشئ يلمسني من كتفي ، ظننت أنها إليزابيث فقلت لها لا أريد الطعام ، اتركيني و شأني ، أشعر بالتعب.
سمعت صوتًا يشبه فحيح الثعابين يقول :
-لست إليزابيث يا أحمق ، أنا إيڤيلين!
نهضت مفزوعًا ، إيڤيلين ألستِ ميتة ! يا الهي!!!!!! كانت إيڤيلين واقفة أمامي مقطوعة الجلد مشرحة كما فعلت بها عندما كنت أقوم بتشريحها!!! يا إلهي كم هذا مرعب واقفة أمامي بهذا المنظر تتحدث إلي!
-أنت من فعل بي كل هذا يا استيڤن!
-لم أراكِ منذُ الأبتدائية و اغلب جروحك بعد تلك الفترة!
-لست أنت من قام بهذا و لكنك أنت السبب!
-ماذا تقصدين؟!
-ألا تذكر عندما رفضت عرضي ثلاث مرات؟
-ذلك العرض الذي كنتي تودي أن تحوليني فيه لشرير مظلم؟
-أجل ، و أنت رفضت هذا العرض ثلاث مرات لذلك أنا قد فشلت و تمت معاقبتي!
-معاقبتك من من؟ ظللتي تُعاقبي كل تلك الفترة لأنك فشلتِ في إقناعي!
-حاولت الوصول إليك يا أحمق لكنك كنت محمي مني!
-محمي ؟
-أجل و كنت كلما فشلت في الوصول أُعاقب بتلك الطرق!
-ولماذا توفيتي!
-لأنه إذا وجد غيري أفضل مني يستطيع إكمال المهمة التي فشلت بها يقتلوني و يبعثون ذلك الشخص لإتمام المهمة ، و كنت أنت مهمتي يا ستيڤين و لكنني فشلت و تلك كانت النتيجة!
-ولكن كيف يمكنك أن تأتي إلي و أنتِ ميتة!
-قبل موتي كنت أعرف أنني سأموت فحولت و خبأت كل طاقتي و قوتي إلي روحي حولتها من جسدي و خبأتها في روحي و بعدها تم قتلي!
-لهذا تستطيعين الخروج بروحك و التحكم بها ؟
-أجل !
-ولكن لماذا هيأتك هكذا !
- كل ما يحدث في جسدي يجسد علي روحي لذا لدي طلب صغير إليك!
-ماذا؟
-عليك أن تغلق جسدي و تخيطه و تقوم بدفني !
-سيحدث كل هذا بعد أن أثبت سبب وفاتك أولًا و أنتِ تعرفي أن لا أحد يري هذا!
-سأجعل تمزق شرايين قلبي و أوردتي ناتج من تجلط الدم يظهر و تخبرهم أن هذا هو سبب الوفاة و بعدها تخيطني جيدًا و تدفنني حتي أستطيع أن أسير بشكل معتدل!
-حسنًا أعدك بذلك! و لكن أريد أن تحدثيني من قتلك و من يريدني!
-سأخبرك بكل شئ لاحقًا .
-الآن سوف أذهب و تذكر ما عليك فعله غدًا ، وعليك أن تعرف سوف تواجه الكثير من الصعوبات الفترة التالية !
و الآن علي الذهاب ، علي الإنتقام!!
اختفت إيڤيلين من أمامي و لم أفهم عن أي انتقام تتحدث ، حاولت النوم و لكنني لم أستطع النوم ، فكيف لي النوم وسط كل هذا!!
بقلم:
#منة_الله
Part 4
يتبع

انفصام مُنذ الولادة (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن