الجزء الثاني(طفل مظلم)

165 37 15
                                    

اقتربت من إيڤيلين ببطء شديد و قلت لها:
-كيف تأكلين تلك الثعابين أمام الجميع؟
- لا يراها إلا أنت يا مسكين!
-كيف؟!
-ألست أنت من وضعتها في طعامي ليلة أمس أيها الصغير الجبان؟
-ولكنني رميتها في النهر حتي لا تأكليها!
-أبله لأنك فعلت ذلك!
-ألن تصيبك بالسم؟!
-أنا أتحكم في الثعابين يا أحمق أجعلها تخرج سمها و تجعل طعمها كاللحم المشوي؟
-من أنتِ يا إيڤيلين ألستِ صغيرة لكل هذا؟
-ألست أنت صغير لكل تلك الأفكار المظلمة؟!
نحن كبيران بما فيه الكفاية يا  ستيڤين رغم سننا نحن أكبر من كل هذا!
-ولكنكِ لطيفة محبوبة !
-أحمق أنا اؤذي الجميع في صمت و جانبي المظلم الذي اخفيه عن الجميع هو من يجعلني هكذا وجئت لكي أجعلك مثلي!
-ماذا يعني بأن تجعليني مثلك؟
-أن أقتل ذاك الجانب المنير في حياتك أن أجعل ذلك الشر الرائع يتغلل في داخلك و يتملكك أن تصبح كيانًا آخر غير ذلك الكيان الطيب الغبي المسير الذي يسمي إنسانًا!
-لماذا أنا!
-لأنك ولدت بتلك القوة المظلمة ، ولدت بذلك الكره و ذلك البغض للحياة ، ولدت بجانبك المظلم وجانبك المضئ !
ولدت كالمريض النفسي الذي يعاني من الأنفصام في شخصيته!
دق جرز المدرسة و قد أنتهي وقت البريك لكن إيڤيلين فعلت شيئا غريبًا
أوقفت الوقت جعلت المدرسة بأكملها ثابتة مكانها إلا أنا و هي !
ثم قالت لي بصوت يملؤه الحزم:
اسمعني جيدًا يا ستيڤن !
-لن أتركك إلا و أنت مظلم تمام الظلمة لن أتركك إلا وأنت مؤذي لكل من حولك .
-لن أفعل ذلك يا إيڤيلين لن أؤذي حتي شخصًا واحدًا!
-يا إلهي ذلك الجانب المنير اللعين يتحدث إنتظر بعض الوقت حتي يأتي الجانب المظلم و ستأتي بنفسك إلي أيها المختل!
-أنتِ المختلة يا إيڤيلين لا يوجد مختل غيرك!
-بوسعي أن أحولك لثعبان كتلك الثعابين التي أتلذذ بأكلها ولكنني أريد ظلمتك ، و الآن سأعيد المدرسة كما كانت!
عادت المدرسة كما كانت و انتهينا من تلك الحصص المملة و بعدها كنت خارجًا قابلتني معلمة العلوم ميليسا و حاولت أن تتكلم معي وجدير بالذِكر أنها معلمتي المفضلة و الوحيدة التي لا أستطيع إظهار جانبي المظلم معها لا أعلم لماذا و لكن شيئًا ما يمنعني !
كنت غاضب لعدم حصولي علي كأس العلوم ولكنها أوقفتني و قالت لي:
-ستيڤن صدقني أنت من استحق كأس العلوم يا ستيڤن لا أعلم كيف ذهب لإيڤيلين و لكنني حاولت منع ذلك ولم أستطع!
-أنتِ من سلمها الكأس بنفسك !
-لست أنا صدقني لست أنا يا ستيڤن!
لا تغضب مني يا صغيري فأنت تعلم كم أُحبك!
-أدركت حينها أن كل ذلك كان مدبرًا كان مدبرًا أن تأخذ إيڤيلين الكأس فأغضب فيتحكم في ذاك الجانب المظلم فأخطط لقتلها و لكني أتراجع فتظهر لي فتدعوني لذلك الأمر يا إلهي !
كم أنا مغفل !
أفقت من تفكيري العميق علي صوت معلمتي ميليسا وهي تقول :
-أتسمعني يا صغيري ؟
-حسنًا يا معلمتي لست غاضب منكِ أنا أحبك
أحتضنتني المعلمة و قالت لي :
-هذا هو صغيري
-علي الذهاب يا معلمتي !
-لقد أنهيت حصصك مبكرًا يمكنك البقاء و اللعب مع باقي الأولاد!
-ليس لدي أصدقاء للعب معهم علي الذهاب ، وداعًا يا معلمتي
انصرفت و جريت إلي منزلي خائفًا مرتعدًا من تلك اللعينة إيڤيلين !
ذهبت إلي منزلي كان باب المنزل مفتوحًا فوجدت أمي تنظف المنزل و تعد الطعام و لكنني لاحظت شيئًا غريبًا !
وجدتها تتحكم بكل شئ حولها عن بعد و تغني بصوت ملائكي ولكن من أين تلك القوي؟
أمي لم تمتلك قوي كهذه طوال حياتها!!!!
-قرعت الباب لأري ردة فعلها فوجدتها تترك كل ما تتحكم به وتوقفت عن الغناء و  بدأت بالعمل بنفسها كأي امرأة عادية دخلت مندهشًا لما تفعله أمي كيف هذا حقًا.
نادت علي لكني لم أجب عليها و ذهبت إلي غرفتي حاولت النوم و لكنني لم أستطع!
شعرت بذلك التغير السئ،  بتلك الظلمة تتسلل إلي ، بذلك الكره يجري في عروقي مكان الدماء ، بسحب النور من بين ضلوعي!
سيطر علي ذلك الجانب المُظلم مرة أخري
وجدت نفسي أفكر في كلام اللعينة إيڤيلين و حاولت الذهاب إليها ولكن ذلك النور لا زال يمنعني شعرت برغبتي في الأنتقام من أمي لأنها أخفت علي سر تحكمها بما حولها لكن شيئا خفيًا منيرًا يمنعني كأن ثلاثة أرباعي تحاول الذهاب إلي إيڤيلين و معاقبة أمي و الربع الآخر يحاول المنع!
قفزت من الشباك فقد كنا في الطابق الأول و سهل علي الأمر و مشيت في الطريق ثلاثة أرباعي ذاهب إلي إيڤيلين حتي يسيطر و يطغو و يؤذي و الربع المتبقي يحاول الرجوع للمنزل !
تري أيهما سينتصر أي الأمرين سيحدث لي!
هذا ما سأخبرك به الصفحات القادمة
لكن أرجوك لا تتخلي عني أنا في أشد الحاجة لمساعدتك!
Part 2
بقلم:منة الله
يتبع

انفصام مُنذ الولادة (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن