الجزء الخامس ( أمي المزيفة)

95 26 2
                                    

نهضت من فراشي بعد تفكير عميق في كل تلك المصائب التي تحدث و التي لا أري لها أي تفسير .
خرجت من غرفتي كانت في الطابق العلوي ثم نزلت إلي الأسفل لأجد إليزابيث واقفة تستند إلي الحائط بيد و واضعة اليد الأخري علي معدتها كأنها تعاني من شيئًا ما ، نزلت إليها مسرعًا لأراها هل هي بخير أم ماذا.
-أمي ماذا يحدث أأنتِ بخير؟
-عليكَ الذهاب إلي الجامعة يا إستيڤين !
-لا يا أمي لن أتركك هكذا!
-نفذ أوامري يا إستيڤين أرجوك أنا بخي.....
لم تلبث أن تكمل جملتها حتي سقطت علي ركبتيها و يداها و استمرت في إخراج سائل أسود من أعماقاها !
-أمي ماذا يحدث يا أمي.
-سأموت يا إستيڤين إن لم تذهب ، أرجوك إذهب و حرر جسد إيڤيلين و سوف أشرح لك كل شئ!
-أهذا سيجعلك بخير؟
-هذا سيجعلني أحيا ، أسرع يا استيڤين أرجوك!
-حسنًا يا أمي أعتني بنفسك لن أتأخر!
خرجت مسرعًا ، أوقفت أحد سيارات الأجرة و اتجهت إلي الجامعة مباشرة ، هرعت إلي غرفة التشريح خاصتي ، فوجدت إيڤيلين ممددة كما حدث ليلة أمس و لكن باختلاف أن جميع أعضاءها بسلام عدا قلبها كما أخبرتني أمس بدأت في كتابة تقرير سبب الوفاة و بدأت في خياطة جلدها و لكني كلما مسست جلدها وجدت شيئًا ما يدفعني للخلف ، ولكنني كنت أقاوم من أجل إليزابيث ، كنت أتقدم للأمام ، و أحاول خياطة هذا الجلد و دفن جثة إيڤيلين و فجأة قد أظلمت الغرفة تمامًا رغم أننا كنا في النهار و كانت جميع أضواء باقي الجامعة منيرة ، وجدت الغرفة مظلمة ، وجدت جميع أدوات الجراحة من حولي تتحرك ، يا إلهي ماذا يحدث!
تتجه نحوي و كأنني قطعة مغناطيس تجذب كل ذلك الحديد ، و لكنني كنت متمسكًا بإيڤيلين و أستمر في الخياطة ، ثم اقترب ذلك المقص الجراحي مني و أدخل دبه الحاد في أعماق ذراعي صرخت بألم شديد ، حقًا تأوهت من شدة الألم ، لقد اخترق عظامي!!
ولكنني أوشكت علي خياطة جرح لذا حاولت الأ أستسلم و لكنني كنت أوشكت علي غلق الجرح تمامًا حتي وجدت أداة جراحية آخري تطعنني في ذراعي الأخر ، حقًا لم أستطيع التماسك ، كدا أتهاوي قد اخترقت تلك الأداة جسدي أيضًا هذه المرة بل و نفذت من الجهة الأخري فسقطت أرضًا و أغمضت عياني و لم أستطع المقاومة ، و بعد دقائق قليلة وجدت كيڤين يدخل إلي و يوقظني و يسألني هل أنا بخير أم ماذا!
-كيف دخلت إلي هنا يا إستيڤن ؟
-كنت لا تجيب علي هاتفك و أعطيت للأمن بعضًا من النقود فدخلت للأطمئنان عليك ، فأنت أخبرتني إمس أنك لست بخير ، من فعل بك هذا؟
-سأقص عليك كل شئ و لكن أرجوك ساعدني في تكملة خياطة تلك الجثة سريعًا!
-ماذا أفعل يا صديقي؟
-تعال و امسك يداي بيداك و حركني كما أقول لك ، فحقًا لا أستطيع تحريك ولا إصبع واحد حتي!
-حسنًا سأفعل ما تشاء..!
-أمسك كيڤن بيداي و حاول مساعدتي و تمكنا أخيرًا من غلقها ولكنني حقًا لا أعرف كيف لم أهاجم الآن و كيڤين معي؟
ولكنني لم ألقِ لهذا بالًا .
أخبرت كيڤين أن يذهب و أنا سأعود لأحدثه مرة آخري ، ثم تركته و ذهبت مسرعًا مهرولًا لطباعة سبب الوفاة و أعطيته للأستاذ الذي كلفني بتلك المهمة!
ثم طلبت منه إصدار قرار بدفن تلك الجثة ، كان يجيبني أن هذا ليس من اختصاصي و لكنني أخبرته أنها صديقة طفولتي و أنه سيفعل ذلك كرمًا لها لذا فوافق !
جدير بالذكر أنه لم يلحظ تلك الجروح في ذراعاي ولكن كيڤن قد لاحظها و لكنني ظننت ذلك وقتها لأن كيڤين حاول مساعدتي في الخياطة لذا فظهر له كل هذا ، ولكن الأمر لم يكن كذلك قط..!
كنت عائد فظهرت لي إيڤيلين و لكنها كانت تبدو في حالة جيدة وبعدما قابلتها وجدت جروح ذراعاي تمضي بيعدًا عني قالت لي:
-شكرًا لك يا ستيڤين !
-أتشعرين بتحسن الآن؟
-بعض الشئ.
-أسيقومون بمواجهة الذاهبين لدفنك؟
-لا لقد انتهي كل شئ الآن فقد تملكت من قوتي و روحي فلن يجدي ذلك نفعًا.
-حمدًا لله !
-ماذا ألا تحب أن تري موت الآخرين؟
-ذلك الجزء يختفي بداخلي يا إيڤيلين !
-علي الذهاب إلي أمي الآن لقد كانت في حالة مزر....
لحظة !!!!!!
-إيڤيلين ما علاقتك بمرض أمي؟! لقد أخبرتني صباحًا أن أساعدك حتي يتوقف ذلك المرض..!
-لا أستطيع أن أفوح بكلمة بمجرد دخولك المنزل ستخبرك هي بكل شئ!
-سحقًا لكِ يا إيڤيلين !
خرجت و عدت إلي المنزل مسرعًا إلي إليزابيث لأجدها جالسة علي أريكة لا أري سوي رأسها و شعرها فقد كنت أراها من الخلف و بمجرد أن دخلت قالت بصوت يملؤه الضعف :
-تعال يا إستيڤين أريدك!
ذهبت إليها و جلست بجانبها وقلت:
-أأنتِ بخير الآن يا أمي؟
-أجل يا عزيزي لقد أنقذتني ، ولكن إسمعني أرجوك!
-ماذا يا أمي ؟
-أول شيئًا يجب عليك معرفته أنا لست أمك!
-ماذا ؟ ماذا تقصدين؟
-كنت صديقة أمك المقربة يا إستيڤين !
-ولماذا تربيني صديقة أمي؟
-سأقص عليك كل شئ!
عندما كانت أمك شابة صغيرة يا إستيڤين كنا أنا و هي نتدرب علي فنون القتال و التحكم في عقلنا كاملًا ، وحقًا كنا أروع فتاتان في زماننا ، وجدير بالذكر أن أمك الحقيقية كانت تفوقني براعة ، و كان يتدرب معنا في المبني الأخر شباب من نفس عمرنا ، و في يوم ما آتي هانك إلي المعلم و تبادل الحديث معه ثم ذهب ، هانك كان طالبًا ماهرًا أيضًا ، و بعد أن ذهب نادي علي أمك و طلبت مني أن آتي معاها فذهب ، فقال لها المعلم أريدك بمفردك ، تأسفت منه و قالت إنها صديقتي المقربة يا معلمي ، حتي بدأ بالتحدث و قال أن هانك فتي ذكي و نجيب و طيب و ذو خلق رفيع طلب مني أن أعرض عليك زواجك منه ، أحمرت أمك خجلًا و وافقت ثم قالت أنه عليه الذهاب إلي منزلها للتحدث مع والديها في لا تسطيع ان تعطيه الموافقة الكاملة إلا بإذنهم ، و وافق الآباء و تزوجت أُمك و هانك ، و بعد فترة من الزواج بدأت تلاحظ أمك أشياء غريبة علي زوجها ، كأنه يتحدث مع نفسه ، يصفعها و يضربها حينًا ، و يعتذر و يهاديها حينًا آخر ، حتي اكتشفت أنها سترزق بطفل ، و كنت أنت طفلها الأول و الأخير يا إستيڤين ، فرح هانك كثيرًا ، و لكن في الشهور الأول من حمل أمك كانت تصرفاته غريبة كان يجلس بمفرده كثيرًا و يخرج من البيت كثيرًا كأنه يتردد علي شيئًا ما ، و بعدها عرض علي أمك عرض لم تكن تتوقعه إطلاقًا حيث دار بينهما ذاك الحوار بالحرف الواحد :
-أنتِ تمتلكين قوة رائعة في التحكم بعقلك و التحكم في كمية الكهرباء في جسدك و كل شئ من حولك تستطيعين التحكم به ، كما أنكِ رائعة في الفنون القتالية ، لذا أريدك معي!
-ماذا تعني بأنك تريدني معك ، أنا معك بالفعل.
تقدم هانك إلي أمك بضع خطوات و أمسكها من كتفيها وقال :
أريدك معي في مدرسة تعزز قوتكِ فتصيرين أقوي و أقوي و تطيحين بمن تشائي و تقتلي من تشائي و تفعلي كل ما يحلو لك ، جربي لن تخسري لقد أخذوني و صرت قويًا لا أُقهر و أريدك كذلك و أريد لأبننا كذلك!
-أمجنون أنت يا هانك؟!
-أتريدني أن أصبح قاتلة لعينة؟
-لم أقل قاتل... لم يكمل جملته حتي قالت
-إبتعد عني يا هانك لن يحدث هذا إلا في أحلامك!!
-حسنًا سأخذك بالقوة يا عزيزتني..!
ظلا يتشاجران ولكنها كانت أبرع منه في فنون القتال و التحكم لذا هربت وذهب مسرعة إلي المعلم و أخبرته بما حدث ، لحسن حظها كان المعلم ودودًا طيبًا نافعًا خيرًا ، لذا فقرر مساعدتها ، نادي علي و قال تعالي يا إيليزابيث ، صديقتك في خطر ، ستساعدين في بعض الأشياء ، أمرني بأن أأخذ أمك في غرفة أرضية لا يمكن لأحد الوصول إليها حتي تقوم بولادتك ، و ظللنا أسفل بأمان حتي جئت أنت يا إستيڤين ، و بعدها نزل إلينا المعلم و قال لأمك :
إليزابيث ستأخذ إبنك لتربيه هي و كأنها أمه و انتِ سأغير مظهرك تمامًا مستخدمًا قواي لكي لا يمكن لأحد التعرف عليكِ ، بدأت أمك في البكاء حتي أخبرها المعلم أنها ستجعلك قريبة منك و ستطمئن عليك دائما ، و قبل أن أذهب علمني المعلم العديد من القوي الجديدة للتحكم بعقلي جيدًا و تطويعه لفعل الكثير من الأشياء  !
ولكن حاول هانك و مساعديه الوصول إليك ، إنهم يريدونك للإنضمام لتلك المدرسة و بشدة ..!
قاطعتها قائلًا لماذا يريدوني و يسعون ورائي كل ذلك الوقت ؟
-أنت مصاب بلأنفصام مثل والدك منذ ولادتك يا إستيڤين ولكن هناك إختلاف بسيط أن والدك كان مظلم بطريقة مخيفة ، كان إنفصامه مختلف ، كأنه نصف شيطانًا و نصف بشري بشع ، لكنك أنت تملك جزء أبيض شديد النقاء من والدتك يا إستيڤين و هذا ما يجعلك محمي حتي الآن !
لذلك هم يريدون ظلمتك ، يريدونك أن تتحول إلي وحش ينفذ مطامعهم
-كيف أنا محمي منهم ولماذا كنتي مريضة بتلك الدرجة صباح اليوم و ما علاقتك  بإيڤيلين؟
-تحكمت في عقلي كل تلك المدة لحمايتك يا إستيڤين ، كنت أمنع أي قوي مظلمة من الوصول إليك و ذلك مع الوقت جعلني أمرض و أتعب بتلك الصورة المزرية التي تراني بها يوميًا!
- ما علاقتك بإيڤيلين؟
-إيڤيلين لعنت بسببي و سببك ، لم تتمكن من الوصول إليك فعذبوها حتي الموت ، و إن لم نستطع إنقاذ روحها ستأخذ تلك المدرسة روحها و تعذبها مرة آخري بطرقهم البشعة و ستعرف منها سر حمايتك الذي لم تعرفه إيڤيلين من قبل و عرفته بعد أن قتلت و صارت روحًا  يا إستيڤن سيعرف أباك ى تعرف المدرسة أنني من أحميك و تكسر تلك الحماية و تقتلني و تأخذك إلي طريق الظلام هذا  ، لذلك أخبرتك بالذهاب لأنهم كانو بدأو في الوصول إلي روحها و كسر حمايتي لذلك مرضت مرضًا شديدًا ولم أستطع حمايتك حينما أذوك بالأدوات الجراحية في ذراعيك!
-كيف علمتِ بهذا؟
-أشعر بكل شئ فأنا من أحميك ، لذلك بعد أن أستعدت قوتي أعدت إليك ذراعيك كما كانا!
-كنت تتحكمين في الأشياء و انتِ تنظفين بعقلك أليس كذلك؟
-نعم يا صغيري !
-أكنتِ تلقي بنفسك إلي التهلكة لحمايتي؟
-لم تكن أمك صدقتي فقط كانت أقرب الناس إلي ، كنت و سأظل أفعل كل شئ لحمايتك و حمايتها
-إذن من هي أمي الحقيقية يا إليزابيت ، أهي حية أم ميتة ؟
بعد سؤالي هذا وجدت أكد يضع يداع علي كتفاي و ينادي بصوت يملؤه الحنان:
-اشتقت إليك كثيرًا يا صغيري..!
ثم قالت إليزابيث :
ها هي أمك
أدرت وجهي و لم أكن أتمالك نفسي من الصدمة ، فكيف يمكم لهذا أن يحدث ؟
بقلم :
#منة_الله
Part 5
يتبع

انفصام مُنذ الولادة (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن