نهضت من فراشي بعد تفكير عميق في كل تلك المصائب التي تحدث و التي لا أري لها أي تفسير .
خرجت من غرفتي كانت في الطابق العلوي ثم نزلت إلي الأسفل لأجد إليزابيث واقفة تستند إلي الحائط بيد و واضعة اليد الأخري علي معدتها كأنها تعاني من شيئًا ما ، نزلت إليها مسرعًا لأراها هل هي بخير أم ماذا.
-أمي ماذا يحدث أأنتِ بخير؟
-عليكَ الذهاب إلي الجامعة يا إستيڤين !
-لا يا أمي لن أتركك هكذا!
-نفذ أوامري يا إستيڤين أرجوك أنا بخي.....
لم تلبث أن تكمل جملتها حتي سقطت علي ركبتيها و يداها و استمرت في إخراج سائل أسود من أعماقاها !
-أمي ماذا يحدث يا أمي.
-سأموت يا إستيڤين إن لم تذهب ، أرجوك إذهب و حرر جسد إيڤيلين و سوف أشرح لك كل شئ!
-أهذا سيجعلك بخير؟
-هذا سيجعلني أحيا ، أسرع يا استيڤين أرجوك!
-حسنًا يا أمي أعتني بنفسك لن أتأخر!
خرجت مسرعًا ، أوقفت أحد سيارات الأجرة و اتجهت إلي الجامعة مباشرة ، هرعت إلي غرفة التشريح خاصتي ، فوجدت إيڤيلين ممددة كما حدث ليلة أمس و لكن باختلاف أن جميع أعضاءها بسلام عدا قلبها كما أخبرتني أمس بدأت في كتابة تقرير سبب الوفاة و بدأت في خياطة جلدها و لكني كلما مسست جلدها وجدت شيئًا ما يدفعني للخلف ، ولكنني كنت أقاوم من أجل إليزابيث ، كنت أتقدم للأمام ، و أحاول خياطة هذا الجلد و دفن جثة إيڤيلين و فجأة قد أظلمت الغرفة تمامًا رغم أننا كنا في النهار و كانت جميع أضواء باقي الجامعة منيرة ، وجدت الغرفة مظلمة ، وجدت جميع أدوات الجراحة من حولي تتحرك ، يا إلهي ماذا يحدث!
تتجه نحوي و كأنني قطعة مغناطيس تجذب كل ذلك الحديد ، و لكنني كنت متمسكًا بإيڤيلين و أستمر في الخياطة ، ثم اقترب ذلك المقص الجراحي مني و أدخل دبه الحاد في أعماق ذراعي صرخت بألم شديد ، حقًا تأوهت من شدة الألم ، لقد اخترق عظامي!!
ولكنني أوشكت علي خياطة جرح لذا حاولت الأ أستسلم و لكنني كنت أوشكت علي غلق الجرح تمامًا حتي وجدت أداة جراحية آخري تطعنني في ذراعي الأخر ، حقًا لم أستطيع التماسك ، كدا أتهاوي قد اخترقت تلك الأداة جسدي أيضًا هذه المرة بل و نفذت من الجهة الأخري فسقطت أرضًا و أغمضت عياني و لم أستطع المقاومة ، و بعد دقائق قليلة وجدت كيڤين يدخل إلي و يوقظني و يسألني هل أنا بخير أم ماذا!
-كيف دخلت إلي هنا يا إستيڤن ؟
-كنت لا تجيب علي هاتفك و أعطيت للأمن بعضًا من النقود فدخلت للأطمئنان عليك ، فأنت أخبرتني إمس أنك لست بخير ، من فعل بك هذا؟
-سأقص عليك كل شئ و لكن أرجوك ساعدني في تكملة خياطة تلك الجثة سريعًا!
-ماذا أفعل يا صديقي؟
-تعال و امسك يداي بيداك و حركني كما أقول لك ، فحقًا لا أستطيع تحريك ولا إصبع واحد حتي!
-حسنًا سأفعل ما تشاء..!
-أمسك كيڤن بيداي و حاول مساعدتي و تمكنا أخيرًا من غلقها ولكنني حقًا لا أعرف كيف لم أهاجم الآن و كيڤين معي؟
ولكنني لم ألقِ لهذا بالًا .
أخبرت كيڤين أن يذهب و أنا سأعود لأحدثه مرة آخري ، ثم تركته و ذهبت مسرعًا مهرولًا لطباعة سبب الوفاة و أعطيته للأستاذ الذي كلفني بتلك المهمة!
ثم طلبت منه إصدار قرار بدفن تلك الجثة ، كان يجيبني أن هذا ليس من اختصاصي و لكنني أخبرته أنها صديقة طفولتي و أنه سيفعل ذلك كرمًا لها لذا فوافق !
جدير بالذكر أنه لم يلحظ تلك الجروح في ذراعاي ولكن كيڤن قد لاحظها و لكنني ظننت ذلك وقتها لأن كيڤين حاول مساعدتي في الخياطة لذا فظهر له كل هذا ، ولكن الأمر لم يكن كذلك قط..!
كنت عائد فظهرت لي إيڤيلين و لكنها كانت تبدو في حالة جيدة وبعدما قابلتها وجدت جروح ذراعاي تمضي بيعدًا عني قالت لي:
-شكرًا لك يا ستيڤين !
-أتشعرين بتحسن الآن؟
-بعض الشئ.
-أسيقومون بمواجهة الذاهبين لدفنك؟
-لا لقد انتهي كل شئ الآن فقد تملكت من قوتي و روحي فلن يجدي ذلك نفعًا.
-حمدًا لله !
-ماذا ألا تحب أن تري موت الآخرين؟
-ذلك الجزء يختفي بداخلي يا إيڤيلين !
-علي الذهاب إلي أمي الآن لقد كانت في حالة مزر....
لحظة !!!!!!
-إيڤيلين ما علاقتك بمرض أمي؟! لقد أخبرتني صباحًا أن أساعدك حتي يتوقف ذلك المرض..!
-لا أستطيع أن أفوح بكلمة بمجرد دخولك المنزل ستخبرك هي بكل شئ!
-سحقًا لكِ يا إيڤيلين !
خرجت و عدت إلي المنزل مسرعًا إلي إليزابيث لأجدها جالسة علي أريكة لا أري سوي رأسها و شعرها فقد كنت أراها من الخلف و بمجرد أن دخلت قالت بصوت يملؤه الضعف :
-تعال يا إستيڤين أريدك!
ذهبت إليها و جلست بجانبها وقلت:
-أأنتِ بخير الآن يا أمي؟
-أجل يا عزيزي لقد أنقذتني ، ولكن إسمعني أرجوك!
-ماذا يا أمي ؟
-أول شيئًا يجب عليك معرفته أنا لست أمك!
-ماذا ؟ ماذا تقصدين؟
-كنت صديقة أمك المقربة يا إستيڤين !
-ولماذا تربيني صديقة أمي؟
-سأقص عليك كل شئ!
عندما كانت أمك شابة صغيرة يا إستيڤين كنا أنا و هي نتدرب علي فنون القتال و التحكم في عقلنا كاملًا ، وحقًا كنا أروع فتاتان في زماننا ، وجدير بالذكر أن أمك الحقيقية كانت تفوقني براعة ، و كان يتدرب معنا في المبني الأخر شباب من نفس عمرنا ، و في يوم ما آتي هانك إلي المعلم و تبادل الحديث معه ثم ذهب ، هانك كان طالبًا ماهرًا أيضًا ، و بعد أن ذهب نادي علي أمك و طلبت مني أن آتي معاها فذهب ، فقال لها المعلم أريدك بمفردك ، تأسفت منه و قالت إنها صديقتي المقربة يا معلمي ، حتي بدأ بالتحدث و قال أن هانك فتي ذكي و نجيب و طيب و ذو خلق رفيع طلب مني أن أعرض عليك زواجك منه ، أحمرت أمك خجلًا و وافقت ثم قالت أنه عليه الذهاب إلي منزلها للتحدث مع والديها في لا تسطيع ان تعطيه الموافقة الكاملة إلا بإذنهم ، و وافق الآباء و تزوجت أُمك و هانك ، و بعد فترة من الزواج بدأت تلاحظ أمك أشياء غريبة علي زوجها ، كأنه يتحدث مع نفسه ، يصفعها و يضربها حينًا ، و يعتذر و يهاديها حينًا آخر ، حتي اكتشفت أنها سترزق بطفل ، و كنت أنت طفلها الأول و الأخير يا إستيڤين ، فرح هانك كثيرًا ، و لكن في الشهور الأول من حمل أمك كانت تصرفاته غريبة كان يجلس بمفرده كثيرًا و يخرج من البيت كثيرًا كأنه يتردد علي شيئًا ما ، و بعدها عرض علي أمك عرض لم تكن تتوقعه إطلاقًا حيث دار بينهما ذاك الحوار بالحرف الواحد :
-أنتِ تمتلكين قوة رائعة في التحكم بعقلك و التحكم في كمية الكهرباء في جسدك و كل شئ من حولك تستطيعين التحكم به ، كما أنكِ رائعة في الفنون القتالية ، لذا أريدك معي!
-ماذا تعني بأنك تريدني معك ، أنا معك بالفعل.
تقدم هانك إلي أمك بضع خطوات و أمسكها من كتفيها وقال :
أريدك معي في مدرسة تعزز قوتكِ فتصيرين أقوي و أقوي و تطيحين بمن تشائي و تقتلي من تشائي و تفعلي كل ما يحلو لك ، جربي لن تخسري لقد أخذوني و صرت قويًا لا أُقهر و أريدك كذلك و أريد لأبننا كذلك!
-أمجنون أنت يا هانك؟!
-أتريدني أن أصبح قاتلة لعينة؟
-لم أقل قاتل... لم يكمل جملته حتي قالت
-إبتعد عني يا هانك لن يحدث هذا إلا في أحلامك!!
-حسنًا سأخذك بالقوة يا عزيزتني..!
ظلا يتشاجران ولكنها كانت أبرع منه في فنون القتال و التحكم لذا هربت وذهب مسرعة إلي المعلم و أخبرته بما حدث ، لحسن حظها كان المعلم ودودًا طيبًا نافعًا خيرًا ، لذا فقرر مساعدتها ، نادي علي و قال تعالي يا إيليزابيث ، صديقتك في خطر ، ستساعدين في بعض الأشياء ، أمرني بأن أأخذ أمك في غرفة أرضية لا يمكن لأحد الوصول إليها حتي تقوم بولادتك ، و ظللنا أسفل بأمان حتي جئت أنت يا إستيڤين ، و بعدها نزل إلينا المعلم و قال لأمك :
إليزابيث ستأخذ إبنك لتربيه هي و كأنها أمه و انتِ سأغير مظهرك تمامًا مستخدمًا قواي لكي لا يمكن لأحد التعرف عليكِ ، بدأت أمك في البكاء حتي أخبرها المعلم أنها ستجعلك قريبة منك و ستطمئن عليك دائما ، و قبل أن أذهب علمني المعلم العديد من القوي الجديدة للتحكم بعقلي جيدًا و تطويعه لفعل الكثير من الأشياء !
ولكن حاول هانك و مساعديه الوصول إليك ، إنهم يريدونك للإنضمام لتلك المدرسة و بشدة ..!
قاطعتها قائلًا لماذا يريدوني و يسعون ورائي كل ذلك الوقت ؟
-أنت مصاب بلأنفصام مثل والدك منذ ولادتك يا إستيڤين ولكن هناك إختلاف بسيط أن والدك كان مظلم بطريقة مخيفة ، كان إنفصامه مختلف ، كأنه نصف شيطانًا و نصف بشري بشع ، لكنك أنت تملك جزء أبيض شديد النقاء من والدتك يا إستيڤين و هذا ما يجعلك محمي حتي الآن !
لذلك هم يريدون ظلمتك ، يريدونك أن تتحول إلي وحش ينفذ مطامعهم
-كيف أنا محمي منهم ولماذا كنتي مريضة بتلك الدرجة صباح اليوم و ما علاقتك بإيڤيلين؟
-تحكمت في عقلي كل تلك المدة لحمايتك يا إستيڤين ، كنت أمنع أي قوي مظلمة من الوصول إليك و ذلك مع الوقت جعلني أمرض و أتعب بتلك الصورة المزرية التي تراني بها يوميًا!
- ما علاقتك بإيڤيلين؟
-إيڤيلين لعنت بسببي و سببك ، لم تتمكن من الوصول إليك فعذبوها حتي الموت ، و إن لم نستطع إنقاذ روحها ستأخذ تلك المدرسة روحها و تعذبها مرة آخري بطرقهم البشعة و ستعرف منها سر حمايتك الذي لم تعرفه إيڤيلين من قبل و عرفته بعد أن قتلت و صارت روحًا يا إستيڤن سيعرف أباك ى تعرف المدرسة أنني من أحميك و تكسر تلك الحماية و تقتلني و تأخذك إلي طريق الظلام هذا ، لذلك أخبرتك بالذهاب لأنهم كانو بدأو في الوصول إلي روحها و كسر حمايتي لذلك مرضت مرضًا شديدًا ولم أستطع حمايتك حينما أذوك بالأدوات الجراحية في ذراعيك!
-كيف علمتِ بهذا؟
-أشعر بكل شئ فأنا من أحميك ، لذلك بعد أن أستعدت قوتي أعدت إليك ذراعيك كما كانا!
-كنت تتحكمين في الأشياء و انتِ تنظفين بعقلك أليس كذلك؟
-نعم يا صغيري !
-أكنتِ تلقي بنفسك إلي التهلكة لحمايتي؟
-لم تكن أمك صدقتي فقط كانت أقرب الناس إلي ، كنت و سأظل أفعل كل شئ لحمايتك و حمايتها
-إذن من هي أمي الحقيقية يا إليزابيت ، أهي حية أم ميتة ؟
بعد سؤالي هذا وجدت أكد يضع يداع علي كتفاي و ينادي بصوت يملؤه الحنان:
-اشتقت إليك كثيرًا يا صغيري..!
ثم قالت إليزابيث :
ها هي أمك
أدرت وجهي و لم أكن أتمالك نفسي من الصدمة ، فكيف يمكم لهذا أن يحدث ؟
بقلم :
#منة_الله
Part 5
يتبع
أنت تقرأ
انفصام مُنذ الولادة (مُكتملة)
Misterio / Suspensoما تلك الجثة التي تنظر إلي في مشرحتي في منتصف الليل، ما تلك المدرسة التي انضممت إليها، من ذلك الشيطان الكبير الذي يديرها وما تلك الدماء والأعضاء البشرية التي تزين غرفته، تري ما قصة تلك المدرسة التي تضم ثلاث من الفئات المظلمة(شياطين وخارقون ومرضي نفس...