ذهبت مع أبي إلي حيث لا أدري إلي أين نحن ذاهبون ، دخلنا في طريق شديد الظلمة ، مرعبًا ، يملؤه الأشجار الكبيرة المرعبة ، تملؤه الأزهار السوداء ، حتي أوقفني أبي و قال لي:
-وصلنا يا بني!
-إلي أين؟
-وصلنا إلي مصيرك الرائع يا ولدي!
-أيمكنك التوضيح يا أبي؟
-تلك مدرسة الظلام يا صغيري!
حاولت إظهاري عدم فهمي لأي شئ و قلت له:
-أبي لقد أنهيت دراستي الجامعية!
-لن تدرس فيها تلك المواضيع التي لا قيمة لها يا فتي، سوف تتعلم كيف تكون قويًا لا تقهر!
-فلنستكشف ذلك يا أبي!
اقتربنا أنا و هو من ذلك الباب حتي وجدت غصن شجرة ينتشلني من مكاني و يمسكني و يكاد أن يعصرني ثم سمعت صوتًا و كأنه يأتي من أعمق أعمق أعماق الجحيم و يقول :
-ألم أقل لك ممنوع الغرباء يا هانك!!!
-سيدي العظيم أحضرت ما أبتغيته ، إنه ولدي هانك!
و بمجرد أن قال أبي هذا ، تركتني تلك الشجرة اللعينة ، ثم قام بفتح الباب شيئًا صغيرًا أزرق اللون و ذا شعر أسود في أغلب أنحاء جسده و قال لأبي:
-سيدي هانك ، لقد اشتقنا إلي.....
لم يلبس أن يكمل جملته حتي ضربه أبي بقدمه و رماه بعيدًا ، نظرت له بتعجب وقلت له :
-لماذا؟
-إنهم مخلوقات المونتوك يا ولدي !
-كيف شكلهم هكذا ، ما قصتهم؟!
-عثر سكان شاطئ مونتوك بنيويوك ، والسائحون على جثة لكائن غريب من نوعه على الشاطئ، وبادروا بالتقاط الصور له، وبحلول الليل تركوه وأتوا في اليوم التالي ليحملوه لم يجدو له أثرًا.
ويرى بعض السكان أن الحكومة تسترت على هذا المخلوق واخفته حتى لا تثير ذعر السياح، وتدمر السياحة في المنطقة، ورفض مجموعة من العلماء الذين بحثوا صور الوحش، فكرة أنه حيوان جديد يضاف إلى الأصناف الموجودة، متوقعين أنه مخلوق بحري منقرض ظل في البحر طويلًا، فكثيرًا ما يقذف البحر بكائنات غريبة ولكنه ليس مخلوق بحري الأن!
-كيف أتي إلي هنا ، و لماذا؟
-هذا المخلوق يتمتع ببعض القدرات أهمها زيادة درجة حرارة الوسط الذي يتواجد به ، كما أنه يستطيع التكيف مع أي بيئة موجود بها ، تواجد هذا المخلوق في البحر و لكن تم طرده إلي البر بواسطة باقي الكائنات البحرية لأنه يزيد من درجة حرارة المياة مما يؤدي إلي قتل تلك الكائنات ، وفي ذلك اليوم وجده أحد أفراد مدرستنا ليلًا ملقي علي الأرض يفارق الحياة فأخذه إلي المدرسة و عرضه علي كبيرنا فوافق عليه ، ثم بدأ هذا المخلوق في الإفاقة من غيبوبته و غير من وضع جسده و استبدل خياشيمه بأنف صالحة لتنفس الهواء ، ثم طلب من الكبير أن يحضر بني جنسه إلي هنا حتي لا يقتلهم البشر ، ولأن كبيرنا رائع و ذو قلب كبير وافق و جاءو جميعًا إلي هنا.
-جاءو ليحيوا حياة الخدم ، أهكذا إنقذتموهم؟
-كان مصيرهم الموت يابني!
-كان الموت أفضل لهم يا أبي!
قاطع حديثنا شخص طويل القامة يرتدي قميصًا طويلًا لونه أسود ، جسده خالي تمامًا من الشعر ، يرتدي قفازان في يده ، يرتدي نظارة غريبة، و أذناه طويلتان و قال :
-مرحبًا بك أيها المستجد ، خذه يا هانك إلي الكبير إنه يريد رؤيته!
أجابه هانك قائلًا :
-حسنًا يا سيدي علي الفور!
أخذني أبي من يداي و تحركنا ، كانت حقًا مدرسة واسعة ، شديدة الإتساع فسألت أبي قائلًا:
-من هذا الذي قابلناه يا أبي؟
-إنه السيد هانيبال يا صغيري ، إنه مساعد الكبير!
-ومن هو هذا الكبير يا أبي؟
-ستتعرف عليه الأن !
وصلنا إلي غرفة كبيرة جدًا و بابها ضخم جدًا ، إنحني أبي واضعًا إحدي ركبتاه في الأرض و قال ، أيسمح سيدي و عظيمي للرجل الفاني بالدخول!
سمعت نفس الصوت الذي سمعته عندما اعتصرني ذلك الغصن و قال:
-إدخل أنت و من معك!
دخلت إلي تلك الغرفة الكبيرة ، يا إلهي لم أكن أتوقع هذا ، كان الجدران مطلية بالدماء الحقيقية و كانت يبدو أن تلك الدماء حديثة ، يبدو أنه كلما تجف الدماء تجدد بطبقة آخري!!
كانت الأجزاء البشرية تزين جميع أرجاء تلك الغرفة و كأنها لوحة فنية ، كانت تلك الغرفة مخيفة لدرجة الاشمئزاز ، شعرت بالغثيان ولكنني تمسكت ، حقًا أنا طبيب شرعي ، ولكنني لا أستطيع تحمل كل ذلك!
و كان هذا الرجل أحمر العينين ، ضخم الجسد ، لديه لحية طويلة جدًا ، يملؤ حاجبيه الشعر و لكن كان هناك خطبًا ما في شكله لم أفهمه ، حتي التف ، يا إلهيي!!!!!!!!!!!!!!
هذا الكائن له عينين في رأسه....!!!
يا إلهي أنا حقًا لا أفهم هذا !!
قاطع صوته تفكيري المضطرب قائلًا :
-تلك العيون لمراقبة من يحاول فعل أي شئ مِن ورائي ، أتفهم هذا!
حاولت أن أبطئ ضربات قلبي التي كادت أن تفضحني و أجبته:
-أتحدثني أنا؟
-نعم يا صغير، أراعي أنك عضو جديد في مدرستنا ، ولكني أشم فيك رائحة شئ شديد البياض ، علي عكس ذلك الجرذ النتِن(يقصد هانك)
ابتسم أبي و قال يشرفني يا سيدي!
-إسمك إستيڤين أليس كذلك؟
-نعم !
-منذ ولادتك و أردناك في مدرستنا و لكن الحصول عليك صعب المنال!
-ولكن لماذا أنا؟!
-ستفهم هذا لاحقًا ، أما الآن فعلينا تدريبك للتخلص من هذا النور الذي بداخلك!
كان شعوري في هذا الموقف غريبًا ، أشعر بالرضا و أشعر بالانتقام ، أشعر بالراحة و أشعر بالتعب الشديد ، أشعر بضميري يعذبي ، و أشعر بارتياح شديد!
حقًا تبًا لهذا الإنفصام اللعين!
حتي قاطع صوت الكبير تلك المشاعر اللعينة قائلًا:
-و الآن سأحضر أحد التلميذات لتعرفك علي المدرسة و جميع أقسامها.
ثم نادي قائلًا:
- جيسيكا...!
و في نفس اللحظة جاءت جيسيكا و قالت:
- في طاعتك يا سيدي!
كانت جيسيكا فتاة ذات شعر قصير ترتدي بنطالًا أزرق من نوع (الجينس)
كانت ترتدي نظارة ، و ترتدي معطف ، كانت عيناها سوداء و ذات بشرة خمرية .
-خذي إستيڤين و عرفيه علي كل إنش في هذه المدرسة!
-أمرك يا سيدي!
خرجت أنا و جيسكيا ، كان يبدو عليها التمرد و السخط علي تلك المدرسة و قالت لي:
-و أنت أيها المستجد ، ما قوتك؟
-ليس لدي قوي؟
-شيطان أم خارق أم مريض؟
-ماذا؟
-أوه ياه يبدو أنني أمامي الكثير لأريه لك ، حقًا كم أكره هذا!
-دعنا نبدأ بمبني الشياطين.
-ماذا؟
-أتبعني في صمت أرجوك فأنا أفعل ما أكرهه حقًا الآن!
صمتت و ذهبت معها و نزلنا إلي الطابق السفلي ، فقد كانت غرفة الكبير في الطابق العلوي و ذهبنا نتجول و كان حولنا العديد من الشياطين تقوم بإنجاز المهام الشيطانية ، و رأيت شيطانًا يحمل بين يديه رأس بشرية ، و آخر يعلم الشياطين الصغار كيفية التحكم في سحرهم الشيطاني ، أحدهم يغير هيئته إلي قطة و الآخر إلي بشري ، كانو مختلفين ، مرعبين ، يصيبوني بالرعب حقًا ، ثم قاطعت جيسيكا تفكيري المضطرب قائلة:
-هذا هو مبني الشياطين يا إستيڤين ، إنه في نفس مبني الكبير ، لأن الكبير مِن فصيلتهم ، و هنا يخدمون الكبير فقط ، و يعتبرو الطبقة الأولي و ذلك لأنهم نفس فصيلة الكبير ، هنا يقومون بتلبية طلبات الكبير ، مسؤولون عن تخطيط الجرائم ، كما أنهم مسؤولن عن معاقبة الفاشلين في مهمتهم!
تذكرت إيڤيلين تلك التي فشلت في جعلي أنضم حتي قاطعت تفكيري قائلة:
-من يفشل في مهمته مرة يعاقب و مرة آخري يعاقب عقابًا أكبر و مرة آخري يعاقب حتي الموت! ، و عاقبو أعز صديقاتي منذ مدة ، لا أستطيع تذكر هذا ، كانت تتألم كل يوم حتي ماتت ، لم أستطيع تخطي هذا حقًا .
فهمت أنها تتحدث عن إيڤيلين لكني لم أخبرها و لم أتحدث مرعاة لشعورها لأنني في وجهة نظرها سبب موتها!
-هيا بنا لنذهب للمبني الأخر!
وجدت جيسيكا تمسك بي
-مهلًا ماذا تفعلين؟
-أرجوك لا أريد السير المبني الآخر بعيد بعض الشئ!
-ماذا ستفعلين؟
-فقط أصمت!
وجدت جيسيكا تخرج جناحات من بين ضلوعها ، و أمسكتني و طارت بي.
-كيف تستطيعين فعل ذلك الأمر المذهل؟
-ستري الآن!
كانت جيسيكا تجيد التحليق حقًا كان شعورًا رائعًا ، هبطنا إلي مبني رائعًا ، حقًا إنه مبني لا يمكن لأحد أن يتخطي جماله!
قالت جيسيكا:
-مرحبًا بك في المبني الأروع علي الإطلاق ، مبني الخارقين ، إنني أنتمي إلي هنا.
-بالطبع تنتمي بتلك الأجنحة البيضاء الرائعة!
-تلك الأجنحة الرائعة اللعينة هي سبب إستدعاء الكبير لي لكي أري أي طالب مستجد المكان بسهولة ، دعني أريك المزيد.
دخلت معها إلي ذلك المبني لأري ذلك الكم من السوبر هيروز الذي ظللت أسمع عنه في القصص و التلفاز ، يا إلهي كان خذا حقيقيًا طوال هذا الوقت ، أحدهم يقذف لهبًا من يديه ، و تلك الفتاة تخرج ثلجًا من يداها يا إلهي حقًا قوة الثلج هي قوتي المفضلة ، و ذلك الصبي يتحكم بالوقت و تلك تتحكم بالنباتات و تلك تختفي و هذا ينتقل من مكان لآخر عبر الأختفاء السريع و هذا يجري مسرعًا و تلك تتحكم في الأشياء و هذا يقرأ الأفكار ، يا إلهي ما هذا العالم الرائع!!!
ثم قالت جيسيكا:
-هذا المكان للخارقين اللذين لا يعلم أحد لوجودهم و يعتقد الجميع أنهم أسطورة و لكنهم الآن أمام عينيك ، حقيقين تمامًا ، هنا يقومون بإنجاز المهام التي تطلب منهم ، بسبب قوتهم الرائعة المختلفة.
-أيمكنني البقاء هنا يا جيسيكا؟
-إذا كانت لديك قوة أو موهبة يمكنك البقاء!
-كيف أعرف هذا؟
-دعني أريك المبني الآخير.
-هل سنحلق !
-بالطبع ، أأحببت الأمر؟
-بالتأكيد هيا بنا!
أمسكتني جيسيكا و حلقنا مرة آخري في سماء تلك المدرسة المرعبة حتي وصلنا إلي المبني الآخير !
كان مبني يعمه الصمت و الهدوء فهناك من يلعب اليوجا و هنا من يتأمل و هناك من يحدث نفسه ، فهمت أن هذا المكان الممل مكاني ، إنه مبني المرضي النفسيين !
قالت جيسيكا:
-هذا مبني المرضي النفسيين ، هم ذوات الأمراض النفسية و غيرها و أهم الأمراض النفسية التي يحبها الكبير هي مرض الإنفصام!
-ما فائدة المرضي النفسيين لديكم!
-إنهم الأعظم أهمية هنا ، حيث يحاول المدربين الشياطين ان يقوموا بتنمية الجانب المظلم لديهم و تحويلهم إلي شياطين علي هيئة بشر ، قتلة ، لا يعرفون للرحمة معني!
-أهذا هو مكاني؟
-ما نوع مرضك يا إستيڤين؟
-لدي إنفصام منذ ولادتي؟
-منذ ولادتك؟
-بل منذ و أنا في رحم أمي!
-ماذا تقول؟
-هذه حقيقتي ، لدي انفصام منذ الولادة!!!!
-يا إلهي ، لهذا يريدك الكبير بشدة ، لهذا أرادك منذ أن ولدت !
-حقًا؟!
-أجل لقد ذكرت لي إيڤيلين شيئًا عن هذ...... أأنت من قتلت إيڤيلين بسببه أيها الوغد الحقير ، و في النهاية إنضممت إلينا ، كان كل هذا بسببك ، سأقتلك الآن سأرسل كل أصدقائي و أصدقاء إيڤيلين لقتلك!!
-إهدأي أرجوكي ، لم أكن أنا الفاعل،
ثم أخرجت جيسيكا جناحيها وأخرجت من يداها أظافرها و كانت ستنقض علي لتقطعني إربًا حتي وجدت الكثير من الخارقين جاءو إلي ثم صرخت بصوت عالي و قالت
نعم ، هذا هو من قتل إيڤيلين ، فوجدتهم جميعًا يلتفو حولي و جميعهم يريدون قتلي و جميعهم قد حضرو قوتهم الشخصية الخارقة لقتلي ، يبدو أن إيڤيلين كانت محبوبة بشكل كبير هنا ، و ألتفو جميعًا حولي و الجميع مستعد لقتلي....!
بقلم :
#منة_الله
Part 7
يتبع
أنت تقرأ
انفصام مُنذ الولادة (مُكتملة)
Mistério / Suspenseما تلك الجثة التي تنظر إلي في مشرحتي في منتصف الليل، ما تلك المدرسة التي انضممت إليها، من ذلك الشيطان الكبير الذي يديرها وما تلك الدماء والأعضاء البشرية التي تزين غرفته، تري ما قصة تلك المدرسة التي تضم ثلاث من الفئات المظلمة(شياطين وخارقون ومرضي نفس...