الجزء السابع عشر(ماضي هانك)

54 26 4
                                    

والآن يا صديقي قد عُدنا، أود منك التركيز في كل ما قاله هانك، فلتتعلم أرجوك، فبمشاهدتك لما حدث وقراءتك وتعلمك هو سر خلاصي ونجاتي، والآن دعني أقص عليك ما حدث.
-ها أنت يا هانك، مُقيد ومربوط بقنبلة وتطلب الرحمة.
-إسمعني يا ولدي، أرجوك، أنا شخص صالح.
-تقتل أمي وجدي وخالتي وتقول أنك شخص صالح، يستحسن ألا تغضبني فأضغط علي هذا الزر فأفتتك إربًا.
-وقتلت والدي أيضًا يا إستيڤين، أرجوك اسمعني وحسب.
-قص علي ما تشاء، فأنا أود الجلوس معاك أطول فترة قبل وفاتك.
- لقد تعرضت لعُنف أُسري شديد يا ولدي، كنت طفلًا صغيرًا يا ولدي، كنت بريئًا، لا أعرف معني أي شيئ وحين كبرت وصرت في ذات أربع أعوام، كنت قد بدأت فهم ما يحدث، كان أبي وأمي في شجار دائم، كانوا دائمًا يتبادلون الألفاظ الحقيرة في وسط مشجاراتهم، كان أبي يضرب أمي ويعنفها يوميًا، وكانت أمي تدعوا كل يوم التخلص مِن ذلك الرجل، حتي جاء ذلك اليوم الذي تخلص هو منها.
بدأ هانك في البكاء الشديد واستكمل حديثه قائلًا:
-كانت أمي امرأة شديدة الجمال، كانت طيبة وتحبني وتعانقني، وكانت بعد كل شجار تحضنني بقوة وتقول لا تقلق يا صغيري سنخرج أنا وأنت من كل هذا.
وفي يوم ما عندما كنت في السادسة من عمري، كان أبي يود أن يضربني لكن احضتني أمي بقوة، وقالت له علي جثتي إن مسسته بسوء، قال لها فليحدث هذا إذًا، ثم ثم.....
بدأ هانك في البكاء بصوت عالي وخرجت الدموع من عيناي أنا أيضًا ثم استكمل تلك القصة المؤلمة شديدة الألم وقال:
-ثم كسر أبي كرسي بجانبه وأخذ منه عصا ضخمة وجاء ليضربني فاحضتنتي أمي بقوة وظلت تتلقي هي الضربات بدًلا مني، كان يضرب بكل قوته، وحينما رأي أمي لا تستسلم أو تتركني حتي بعد تكسير عظامها ذهب إلي المطبخ وسحب سكينًا، لكن أمي المسكينة كان مغشي عليها من التعب وكانت ممسكة بشدة وبعدها قال لها ذلك الوغد أنه سيجعلها جثة حتي يستطيع ضربها، ثم قام بطعنها واستمر في الطعن الشديد، كنت أقوم بعد الضربات والطعنات التي تلقتها أمي وهي تحضنني وتحميني من ذلك الحيوان الذي لا يعرف للرحمة معني، تلقت أمي ٩٧ ضربة بالعصا وتلقت ٣٤ طعنة بذلك السكين الحاد، وحينما جاء أبي ليسحبها من علي جسدي، كانت ممسكة بي بشدة، ماتت وهي تحميني وتحضنني وتمسكني بشدة، ماتت وأنا بين ذراعيها، ماتت وأنا أحتضنها، ماتت تلك الصالحة الوحيدة التي كانت في حياتي.
وبعدها أخبرني أبي أنني إذا أخبرت أحدًا سيقتلني أنا أيضًا، وبالتأكيد أنه لم يقتلني آن ذاك، لأنه لن يجد شخصًا يمارس عليه ذلك العنف المختل.
وبعدها مرت السنين وكنت أتعرض للضرب المُبرح، وكان ذلك المختل لا يفوت يومًا إلا وكنت أتعرض فيه للضرب الشديد.
وبعد وفاة أمي بأربع سنوات، كنت في العاشرة من عمري، بدأت أتخيل شخصية في رأسي وأتحدث معها، كان لطيفًا في البداية، لكنه كان يتحول للأسوأ ويحولني معه، لدرجة أن تلك الشخصية لم تكن شخصًا أراه أمامي، بل كانت في جسدي أنا شخصيًا، أوقات تأتي تلك الشخصية لتسيطر علي جسدي وتتحكم فيما أفعله، بدأت في قتل الحيوانات، وقتل الطيور، بدأت أقتل الأشياء الأضعف مني واستمريت علي تلك التصرفات دون علم والدي حتي لا يقتلني.
وبعده استمرار تلك التصرفات لمدة عامين، زارني أحذ شياطين الكبير ولكنه كان في هيئة  بشري وقتها، كنت أبلغ الثانية عشرة من عُمري، تعلقت بأي حبل نجاة يُخرجني من بين يداي ذلك الحيوان البشري القاسي، وافقت دون تفكير في الإنضمام إليهم، وبعدها بدأ الكبير في تنمية مواهبي الحيوانية القاتلة حتي صرت قاتل محترف تمامًا، وصارت شخصية هانك الحقير المُظلم هي المسيطرة علي، واختفت تلك الشخصية الجيدة منذ أن كان عمري عشر سنوات، والكبير هو من دفعني لأنضم لمدرسة جدك والزواج من أمك، لأنه كان يعلم مدي قوة جدك وأمك وكان يخشي أن ذلك يهدد له مُراده ومدرسته، ولكنك يا إستيڤين لم تكن في الحسبان، ولدت أنت وكنت أكثر قوة مني ومن أمك ومن جدك.
-وما هو مُراده.
-قتل كل رؤساء دول العالم للسيطرة عليه.
-كيف سيحقق ذلك؟
-آخر ما توصلت له أنه سينفذ تلك الخطة يوم الأربعاء، حيث أنه سيقوم بتوزيع كل طلاب المدرسة باستثناء الخارقين ليغزو كل تلك الدول وقتل الرؤساء، ويسيطر علي العالم ويصير هو الحاكم الوحيد للكرة الأرضية.
-يا إلهي، اليوم هو الثلاثاء، هذا يعني أنه سيسيطر علي العالم بأكمله غدًا، علي إيقاف ذلك.
-أسرع يا ولدي، لأن خطوات الكبير من الصعب تعقبها.
-سأفعل، لكن أريد أن أسألك سؤالًا، ألم تحب أمي قط؟
-المريض النفسي لا يستطيع الحب يا ولدي.
-كاذب، أنا مريض ولكنني أحببت أمي، وتعلقت بتلك الصغيرة التي طببتها واكتشفت أنها ابنة خالتي، وتعلقت واحببت جميع اصدقائي الخارقون.
-أنت نصف مريض نفسي، لحسن حظك قد ورثت ذلك الجانب المنير من أمك.
-ماذا أفعل بك يا هانك، لقد قتلت الكثير والكثير والكثير، لكن ما أنت إلا مريضًا نفسيًا يحتاج إلي الحبس والعلاج.
-أتعرف يا ولدي، مُنذ سنين، لم تحضر تلك الشخصية المنيرة في جسدي، لكنها ظهرت الآن.
-ماذا افعل يا هانك؟!
-افعل ما يمليه عليه قلبك وضميرك يا ولدي، لكنني لم أكن أقابل أو أقتل عائلتك قط لولا وجود الكبير، لكنني مازلت قاتل.
-فلتذهب يا هانك، وتختفي عن ناظري تمامًا، اذهب وعالج نفسك، واقسم لك إذا قتلت شخصًا آخر، أنت تعلم مدي قوتي، سأفتتك إربًا صغيرة.
-لا أستحق تلك الرحمة يا ولدي، فلتخلص هذا العالم مني.
-جميعنا نحتاج إلي فرصة آخري، وأنت لم تحظي بها قط يا هانك، أنت لم تجد غير ذلك الطريق، وانضممت إليه وانغمست فيه بعدم رضاك، سأعطيك فرصة ثانية يا هانك، أتمني أن تكون شخصًا آخر.
-أنا فخور بما أنجبت يا إستيڤين.
-والآن، خذ ها هو مفجر القنبلة، وفك نفسك من تلك القنبلة، وداعًا يا هانك.
خرجت من عند هانك، واتجهت مباشرة إلي ذلك البرج الذي حدثني عنه إسبانوزا المحبوس فيه الخارقين، ولكن كما توقعت تمامًا الجميع يريد قتلي، يبدو أنني معرض للهجوم والقتل من جيش كامل، تري كيف سأخرج من بين كل تلك الجيوش التي تود قتلي، مرضي نفسيين وشياطين لم أراها من قبل تصوب إلي أسلحتها وتنظر إلي بكامل الغضب تود قتلي والتهامي، ماذا سيحدث في هذا الموقف الملحمي، هذا ما سأخبرك به في الصفحات التالية.
لكن دعني أخبرك شيًئا وهو أهم شيئ، أريدك أن تنقل تلك الرسالة لكل الأشخاص الذين تعرفهم:
إن كنت والدًا أو والدًة حذاري علي أولادك من العنف، لأنه يدمر شخصية ولدك وسيصير مريضًا نفسيًا مثل هانك أو قد يكون أبشع من ذلك، وإن كنت طفلًا أو شابًا، فلا تستمع لجانبك المظلم، لا تستجيب له، لأنه يريد تدميرك، وتدمير أقرب الأقربين إليك، لا تستلم لذلك الوحش الذي يريد السيطرة عليك، لا تستمع لصوت عقلك الذي يحدثك ليل نهار ويريد أن يقتلك، حذاري من الإستماع إليه.
تلك هي الرسالة الذي أود منك حملها لكل من تعرف، أتعلم أن هذا سيقلل من حدة ألمي، لكن تابع القراءة فهناك المزيد والمزيد الذي أريد أن أخبرك به.
بقلم:
#منة_الله
Part 17
يتبع

انفصام مُنذ الولادة (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن