الجزء الأول (ولادتي)

473 49 17
                                    

بدأ كل شئ في ذاك اليوم!
بدأ كل الشر في ذلك اليوم!
عندما ولدتني إيليزابيث !
لم تحمل في إيليزابيث تسعة أشهر بل حملت في عام كامل وكان ذلك خارقًا للقواعد البشرية ، تقول دائمًا بمزاح أنني لم أرِد النزول إلي العالم ولكن الطبيعة البشرية لفظتني إلي الخارج.
وليتني لم أُلفظ إلي الخارج قط !!
دعني أقص لك ما حدث سابقًا ولكن علي تحذيرك لا تأخذني قدوة أبدًا! ،
إياك و أن تقلد ما أقصه عليك !
و أرجوك إن أتممت القراءة حاول أن تنقذني فأنا عالق الآن و أقص عليك كل هذا لمساعدتي ، فلتسمعني بتمعن أرجوك فوقتي ليس طويل!!
كنت أشعر بكل شئ وأنا داخل أمي حتي أنني أتذكر ذلك الشعور كان شعورًا أسود مظلم من الصعب أن يشعر به طفل لم يخرج للحياة قط!
وعندما خرجت للحياة لم أصرخ لم أبكي لم أتألم كنت ساخطًا علي الحياة كنت متمردًا حتي علي ذلك الطبيب الذي اخرجني من بطن أمي ولدت أمتلك عينان سوداء سواد قاحل و كان شعري ثقيلًا جدًا و أسود أشد سوادًا من ظلمة الليل كما أنني ولدت بشعر في جسدي و ليس في رأسي فقط .
كانت أمي يوم ولادتي في حالة مزرية كانت شاحبة الوجه بصورة لم تراها عين قط كان ضعيفة هازلة كأن عروقها لا يسري بها الدماء!
علي أن أعترف لك بسبب هذا كنت دائمًا أحاول أن أؤذيها دائما كنت أراها مذنبة بأنها حملت بي و ستكون سببًا في مجيئي لتلك الحياة البائسة لذلك كنت أسحب الكثير من دمائها و غذائها لا أعلم كيف فقد كنت صغيرًا ولكن كانت لي طرقي الخاصة ولكن عندما ولدت و كنت في مرحلة الرضاعة كنت أشفق علي أمي مما فعلته بها سابقًا لذلك كنت أخذ قسط صغير من اللبن حتي أعوضها عن ما فعلته بها كنت أستمر دائمًا علي ذلك أؤذيها حينًا و أمد لها يد العون حينًا آخر !
حتي كبرت و كبرت تلك الظلمة وذاك النور معي يحكمني هذا حينًا و يحكمني هذا حينًا آخر.
إلي أن كنت في المدرسة الابتدائية كنت طفل شديد الذكاء متمرد غاضب يخافني الجميع و يسمونني ستيڤن المختل أو ستيڤن المسخ (وذلك لكثر شعر جسدي و لونه الأسود الداكن)ولكن يطلقون تلك الأسامي في غيابي خوفًا مني .
وكانت لي صديقة تسمي إيڤيلين كانت لطيفة ذكية يحبها الجميع ، حتي أنها كانت شديدة اللطف معي الوحيدة التي تحدثني دون خوف ولكنني كنت أغار منها فكيف تحتوي علي هذا الكم من النور أين ظلمتها؟
و في يوم ذهبت إلي المدرسة و قد حان وقت جائزة أكثر الطلاب تفوقًا في العلوم ولم يكن هناك أبرع مني في العلوم لذلك كنت أنتظرها بفارغ صبري فمكثت في مكاني منتظرًا اسمي حتي سمعت اسم إيڤلين !!
لا يمكنني وصف ذلك الشعور وقتها تمنيت أن تختفي إيڤلين من علي وجه الكرة الأرضية ، بل من علي وجه العالم بأكمله!
تركت تلك المدرسة الغبية وذهبت مسرعًا غاضبًا إلي البيت .
و بمجرد أن دخلت نادت علي أمي في صوت مرتعد :
-صغيري حان وقت الغداء.
-لا أريد أي طعام تعدينه لي سأفعل كل شئ لنفسي بنفسي !
-آسفة يا صغيري لم أقصد مضايقتك.
لا أعلم ماذا أقول لك ، لكن أمي تخشاني دائما تخاف من جانبي المظلم تفعل لي ما أريد دون نقاش و أنا أحب ذلك و أكره ذلك أيضًا ، أحب أن الجميع يخشاني و أكره أن تخشاني أمي التي تحبني و ترعاني!
ذهبت إلي غرفتي أخطط للأنتقام ولكنني شعرت بالجوع فذهبت و أعددت بعضًا من شرائح اللحم و الأرز و أخذت البعض و ذهبت بهم إلي أمي و أخبرتها ألا تطبخ اليوم حتي لا تتعب و كان ذلك بالنسبة إلي تعويض لما فعلته بها صباحًا!
أكلت طعامي و ظللت أفكر في انتقامي من إيڤلين كيف تتحداني و تحصل علي كائس العلوم ؟!
فكرت في الكثير من الافكار وخطرت لي فكرة صغيرة وهي أنني أضع في طعامها بعض من الثعابين الصغيرة السامة فإما أن تراها و ترميها من بين يديها و إما أن تراها متأخرًا و تلدعها وتصاب بسمها !
ذهبت و وضعت في حقيبة طعامها تلك الثعابين وانتظرت وقت الغداء بفارغ الصبرو لكن عندما حان وقت الغداء ذهبت مسرعًا و سرقت منها حقيبة الطعام ورميتها في النهر و ذهبت مسرعًا إلي منزلي و أغلقت علي باب غرفتي و بدأت في البكاء بشدة و خلدت إلي النوم
راودني حلمًا لكنه لم يكن حلمًا عاديًا كان يحتوي علي كثير من الألغاز جاءت إلي إيڤيلين في منامي كانت ذات عينان سوداء مثل عينياي رغم أن عيناها بنيتان ، كان جسدها ملئ بالشعر مثل جسدي بل أكثر من جسدي !
وجدتها في الحلم تقترب مني و تخبرني أنها تعرف بأنني وضعت لها الثعابين في طعامها و أنها كانت ستأكلهم لأنها سيدتهم ثم أقتربت مني و همست في أُذني اليمني بصوت يملؤه الشر:
دع ذاك الظلام بداخلك يسيطر ولن يكن لك مثيل!!
و بعدما همست في أُذني هكذا وجدت نارًا تشتعل في أُذني فاستيقظت خائفًا مرتعدًا أشعر بحرارة قاسية في أُذني اليمني مما جعلني أصدق أن هذا لم يكن حلمًا عاديًا أو أن عقلي يتلاعب بي.
استيقظت و ذهبت إلي المدرسة خائفًا فتلك الفتاة التي يراها الجميع منيرة هي مظلمة أشد ظلمة مني فمن هي بحق السماء!
ذهبت إلي المدرسة فوجدت إيفيلين جالسة أمامي تحمل حقيبتها التي رميتها في البحر أمس و تأكل طعامًا يخرج منه الثعابين و تبتسم لي بكل شر...!
بقلم:منة الله
يتبع

انفصام مُنذ الولادة (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن