ارتعد جسدي بمجرد ظهور أمي الغالية التي قُتلت أمام عيناني، ظننت في بداية الأمر أن عقلي يخونني مجددًا لكن الجميع ردد قائلًا ميليسا وهذا معناه أن الجميع يراها، ذهبت إلي أمي مُسرعًا ومهرولًا، فقد اشتاق قلبي إليها بقدر الكون.
-أمي، كيف، هل أنتِ شبح مثل إيڤيلين، هل حررتي روحك من جسدك يا أمي؟
-لا يا صغيري، كل ما في الأمر أنني قُمت بِخُدعة صغيرة.
كان الكبير وجيشه المُتبقي من الشياطين(فقد تم هزيمة علي المرضي النفسيين) في حالة ذهول تام، فلم يسبق لهم أن يتعرضوا لهذا الكم الكبير من الخداع.
ثم قال أحد الشياطين:
-هل نقوم بالهجوم رقم إثنان يا كبير؟
-ليس الآن، دعني أسمع خدعة تلك المرأة الحمقاء!
فقلت له في صوت غاضب:
-إحفظ لسانك يا صغير، من الأحمق الآن؟
-إسمي الكبير أيها المُبتدئ.
-كان هذا سابقًا، أما الآن فأنت أحقر وأقل وأصغر مِن أي شيئ في هذا الوجود.
-سنري هذا بعد أن تقص سيدتنا العبقرية خُدعتها، فعلي التعلم من أخطائي حتي لا يخدعني أحد في سيطرتي علي العالم بعد قتلكم.
-لديك طموح شاسع يا كبير، ويُعجبني هذا، قصي عليه خُدعته يا أُمي!
قالت ميليسا في صوت يملؤه الفخر:
-هل نسيتم تعويذة الإخفاء والحماية التي ألقتها علي عزيزتي إليزابيث قبل قتلها، هل نسيتم أنني مُخفاه وأستطيع خداعكم، حينما تكلمت عَلمت أنه سيتم قتلي بواسطة هذا الوغد (تقصد الكبير) ، ولحسن حظي كنت أنا أراكم وأنتم لا تروني، وحينما قام الكبير بإلقاء تعويذته القوية، كانت تعويذة الحماية و الإخفاء هي التي تنكسر، لكنني أنا كُنت سالمة غانمة، ففضلت خداعهم بأنني مت حتي أظهر وأُساعدك في تلك المرحلة الأخيرة يا ولدي، لذلك فمثلت سقوطي على أرض الغُرفة، وخداعهم بأنني مِت، وكانت التعويذة تبدأ في الإنكسار والذهاب و زحفت أسفل السرير الذي كُنت واقفة بجانبه دون أن أُصدر أي صوت واختبأت، حتي رحلو مُسرعين، ومثلت الموت عليكم جميعًا، علمت أن هذا سيؤذي قلبك يا صغيري، لكنني لم يكن لدي خيارًا آخر.
وبمجرد أن انتهت أمي من حديثها، شعر الكبير بإهانة كبيرة لقلة ذكائه فصرخ بصوت عالي:
-هجوم رقم إثنان الآاااااااااان!
وبمجرد أن قال هذا وجدنا أفواجًا هائلة من الشياطين تهجم علينا ولكن كان من السهل التحكم بهم، ولكن لم يكن في حسباني أن هناك شياطين ستشق الأرض وتخرج مِنها، فأن الآن متحكم في مجموعة كبيرة، كيف لي أن أتحكم في مجموعة آخري، يا إلهي ماذا أفعل، فإذا تركت أحدهم سيهاجم الآخر، لم تكُن تلك الخطوة في حُسباني أبدًا.
بدأ الشياطين الأرضية في مُهاجمة الخارقين وكنت أنا وأمي قد تسرعنا وتحكمنا في جيش الشياطين الذي كُنا نراه، وكنا ممسكين بِهم.
ظل الخارقين يستخدمون قواتهم ، فهذه تجمد الشيطان بقوتها الثلجية ثم تكسره إلي أشلاء، وهذا يرمي بأحد صخوره القوية الثقيلة علي شيطان فيدمره، وهذا يجرح سكينًا جارحًا من بين ذراعيه فيفتتهم، ولكن جيسيكا تلك المُتألقة القوية التي لا أكف عن الإنبهار بها، طارت في السماء وفردت جناحيها كالصقر المُفترس ولكن المُفاجأة أن جناحيها ممتلئ بالريش الحاد، ذلك الريش عبارة عن سكاكين حادة جدًا، وقامت برمي العديد من السكاكين علي الشياطين فقتلت عددًا كبيرًا منهما في وقت واحد، وعندمي رأي الكبير هذا فقام بإلقاء سكينًا شيطانيًا ضخمًا عليها، حاولت تجنبه ولكنه أصاب قدمها فكاد أن يقطعها، لكنها حاولت الصمود وعدم الإستسلام ، فألقي الكبير سكينًا آخر فأصاب جناحها الأيمن، فسقطت جيسيكا علي الأرض تتأوه مِن شدة الألم الذي حل بها، فقد أخبرتي سابقًا أن نقطة ضعفها تتمثل في نقطة قوتها، أي أن جناحيها يتأثران بالألم أكثر من أي شيئ في سجدها، عندما رأيتها في تلك الحالة أسقطت الشياطين من بين يداي، وصرخت في صوت عال بأسمها وهرولت مُسرعًا إليها وأخذتها بين يداي وقلت لها:
-جيسكا لا لا أرجوكي، حاولي الصمود، سنصلح كل شيئ!
-إن فني جناحي فسأفني أنا أيضًا يا إستيڤين، أرجوك، حاول الصمود، وخلص أصدقاؤنا والعالم مِن تلك المصائب التي ستحل!
صرخت أمي والجميع بقوتها، إستيڤين، إحترس!!!
ثم قلبتني جيسيكا بكامل قوتها علي الأرض وتلقت سكينًا كبيرًا في قلبها بدًلا مني، كان الكبير ألقي ذلك السكين الشيطاني حتي يقتلني، لكن جيسكيا أعطتني روحها!
نهضت وركضت نحو جيسكيا وقلت وعيناي تملؤها الدموع:
-جيسكيا لا لا، لما فعلتي هذا؟ كنت تركتيني لأموت يا جيسيكا!
-وكيف لي أن أترك شخصًا أحببته أن يموت يا إستيڤين، لطالما أحببت ذلك النور الذي يُشع من قلبك، لطالما أحببت إخلاصك لمن تُحب، لطالما أحببت عدم قدرتك علي القتل، لطالما أحببتك يا إستيڤين، فكيف لي أن أتركك لتموت؟!
-لا لا أرجوكِ يا جيسيكا لا تفارقيني، أنا أيضًا أُحبك، لكنني كنت أقنع نفسي أنني مريض لا أستطيع الحب، لكنني كُنت مُخطئ، أرجوكِ يا جيسيكا، لا تموتي، أرجوكِ!
-انقذ العالم يا إستيڤين، ودعنا نلتقِ في العالم الآخر، وداعًا أيها البطل.
-لا لا أرجوكِ، جيسكا، جيسيكا أجيبيني، جيسيكاااااااااا!!!
احتضنت جثتها وصرت أصرخ وأُنادي بإسمها كالمجنون، أتمني لو تعود لي تِلك المُخلصة، لكنها فارقتني الآن، قبلت جبينها وتركتها ثم أدرت وجهي للكبير وعيناني تمتلئ بالدموع، وصرخت بكامل قوتي وقلت له:
-لماااذاااا، لماذاا كل من أُحبهم أيها الوغد، لماااذااااااااا؟
-هذا ما أحب أن أراه، أُحب رؤيتك تتألم وتضعف، أُحب أن أري تلك الدموع تتدفق علي وجنتيك، أحب أن أري قواك تنهار!
نهضت مِن مكاني وتقدمت بخطواتي نحوه في بطء وأنا أنظر إليه نظرة تحمل الكثير من الكراهية وقلت له:
-مُخطئ، فأنا علي علم كبير، بأنك لا تُريد أن تراني وأنا غاضب.
كُنت أسير نحوه في بطء شديد، كان ذلك الوحش الذي بداخلي يخرج غاضبًا، كانت عيناي تتحول لسواد كامل، كنت أفجر رؤوس الشياطين مِن حولي طوال طريقي، حتي شعر الجميع بالذعر، حتي يمكنني أن أشعر بشعور الكبير بالذعر لكنه يخفي ذلك ويحاول أن يبقى متماسكًا.
قال الكبير في صوت يملؤه الخوف:
-توقف عن قتل جيشي، توقف الآن!
صرخت بصوت عال وقلت:
-ولما لم تتوقف أنت عن قتل من أُحب؟!!!!
صرخت بكامل قوتي وغضبت بأشد غضب يمكن أن يحدث فانفجرت رؤوس جميع الشياطين الموجودة، وقد أغرق دمهم الأزرق جميع أنحاء المكان، كما أن الأرض قد تشققت مِن شدة غضبي وصرنا أنا والكبير وأمي والخارقين فقط.
قلت بصوت غاضب:
-فليرحل الجميع مِن هنا، أُريد أن أبقي معه بمفردي.
رد أحدهم وقال:
-لكن يا إستيڤين....
-فليغاااادر الجميع، الآن!
خرج الجميع بناءً علي أوامري بما فيهم أمي وصرت أنا والكبير بمفردنا!
-والآن، دعني أُذيقك كُل ما ذُقته أنا!
جريت نحوه بسرعة هائله فأسقطته أرضًا وصرت أضرب فيه ضربًا شديدًا، لكن من الغريب أنني لم أجد مِنه أي مُقاومة، حتي شعرت بوخذًا في ذراعي الأيسر، ثم ظهر إسبانوزا الحقير الذي يمتلك قدرة علي الإخفاء وهو يعطيني مُخدًرا قويًا في ذراعي، حاولت الصمود لكنني لم أستطع، فسقطت أرضًا!
أفقت فوجدتني مُقيدًا في غرفة غريبة والكبير يجلس أمامي وإسبانوزا واقفًا بجانبه ينظران إلي بإزدراء، حاولت التحرك والحركة وأن أفك تلك القيود الحديدية التي تُحيط بي من جميع الجهات ولكنني فشلت، حاولت إستخدام عقلي لكنني كنت لأول مرة أفشل في إستخدام قوتي حينها نظر الكبير إلي وقال:
-لست وحدك الذكي يا إستيڤين، أنت مُحاط بصندوق زجاجي مُتلي عليه أقسي وأبشع أنواع التعاويذ السحرية السوداء، إنه يمتص قوتك كلما حاولت إستخدامها، لذا فلتتريث وتحاول الهدوء حتي لا تفقد قوتك.
كان يملؤني الغضب ولكنني حاولت السيطرة علي مشاعري لأنني أُريد أن أحتفظ بها وقلت له:
-ماذا تُريد، كدت أن تقتلني بالخارج؟!
-ولكن حظك جيدًا في البقاء، لذا دعني أعرض عليك عرضًا صغيرًا.
-أتظن بعد قتلك لعائلتي وقتلك للفتاة الوحيدة التي انجذب لها قلبي أن أضع يدي في يدك وأكون شريكًا لك؟!
-سنسيطر علي العالم سويًا، جميع الشياطين المُرسلة إلي دول العالم مُتصلين بي هُنا (أشار إلي عقله حيث يقصد أن جميع الشياطين مُتصلة بعقله) وبمجرد إن أخبرهم بالهجوم سيهجمون، وستكون أنت شريكي في هذا العالم، تخيل أن يكون لك نصف العالم، تحت إمرتك جميع البشر خادمون لطاعتك فقط، ستكون إلهًا!
-خسئت، هذا الكون ليس له سوي إله واحد فقط، وستفشل جميع مخططاتك يكل تأكيد، لكن لماذا تعرض علي كل هذا، يُمكنك قتلي بكل سهولة، لماذا لا تفعل ذلك!
-قواك، إنها قواك، أُريد تلك القوى أن تحكم معي العالم.
-هيهات لك يا كبير، لكني لن أُشارك في هذا مهما حدث.
أنت من قرر ذلك، آسف لما سيحدث لك.
ألقي ذلك الوغد تعويذة علي الصندوق فبدأ الصندوق الزجاجي اللعين في سحب قواي شيئًا فشيئًا، كأن جلدي يُنتزع عني، كنت أتأوه وأتألم بأقصي ما يمكن، حتي توقف كل هذا في لحظة إلقاء هانك تعويذة مضادة لتعويذة الكبير.
نعم إنه هانك، لقد جاء ليُنقذني، ولم يكن هانك وحده، كان منظرًا كافيًا ليجعلني سعيدًا لسنوات قادمة، إنهم كل من ساعدتهم في حياتي، إنه هانك وأمي وإبنة خالتي الصغيرة وتلك الهرة التي ساعدتها حينما كنت طفلًا وكائنات المونتوك وروح إيڤيلين وجميعالخارقين، ها هم جيشي، ها هم جيشي الذي لم أكونه أنا، بل كونته أعمالي الطيبة، كونه صدقي وحُبي الصادق، كونه حُب الخير، كم أنا فخور يالجانب المُشرق الذي ورثته منكِ يا أمي.
أوقف هانك تلك العويذة ااتي كانت تُفككني ثم ألقت أمي تعويذة كسرت ذلك الصندوق الزجاجي ثم جاء أحد الخارقين الذي يتميز بسرعته الفائقة وأخرجني من هذا الصندوق وأوقفني في وسطهم ثم تقدموا جميعًا أمامي وقالوا، إذا أردت أخذه فلتعبر من خلالنا أولًا!
إختفي إسبانوزا فوجدت إبنة خالتي كلوي تتحرك وتوقفه وأمسكت به ثم رمته بقوة عالية وقالت:
-أتظن أنك الوحيد الخارق هنا.
فهمت أنها تستطيع الرؤية بالإشعة تحت الحمراء كما أنها تمتلك السرعة والقوة الشديدة.
ضحكنا جميعنا بشدة وأمسكت كائنات المونتوك بإسبانوزا التي لا طالما كانت تكرهه وقيدته وبعدها إنحني الكبير أمامنا وقال أشعر بالخذلان مِن نفسي وبمجرد أن انحني رفعني الجميع لأعلي وهتفو بإسمي وبعدها نهض الكبير وكاد أن يلقي سكينًا حتي أمسك به هانك وقال له :
-اخبر شياطينك بالإنسحاب وإلا فجرتك فهنا قنبلة ممسكة بي وبك!
-ماذا دهاك يا هانك، ستموت معي أيها الوغد.
-قُلت أخبر شياطينك بالإنسحاب، الآن!
-إنسحبوا الآن!
وبمجرد أن قال الكبير هذا وجدنا العديد من الشياطين أمامنا وكانو مذهولين لوضع الكبير، ثم قال هانك:
-اخبرهم بأن يقفوا خلفنا!
-قفوا خلفنا ولا تقوموا بأي حركة دون إذني!
-وبعدها حرك هانك رأسه لأمي، فقالت أمي الآن.
فوجدت الخارقين يخرجون دفعة واحدة وهما يحملوني وخرجنا جميعًا من المبني وبعدها تم تفجير المبني، تم تفجير المبني وبداخله الكبير وهانك و الشياطين، لقد ضحي هانك بنفسه من أجلنا جميعًا، تعويضًا عما فعله بنا!
وعندما خرجنا عانقتني أمي وقالت:
-لقد آتي إلي هانك، وهو من توقع مكانك، وهو من اعتذر لي وكان مدرك أن اعتذاره لا يكفي وطلب مني أن أُعطيك تلك الورقة.
فتحت الورقة فوجدت مكتوبًا بها:
صغيري إستيڤين، أشكرك لأنك حررتني أخيرا من بين يداي هانك المُختل، لأنك جعلتني أشعر بالذنب وإن صح تعبيري فإني كنت أموت بشعوري بالذنب منذ أن جعلتني أفيق، شكرًا لأنك ساعدتني أن أعود إنسانًا بعد أن كُنت وحشًا وإذا كنت تقرأ تلك الورقة فهذا معناه أنني مت من أجلك ومن أجل أمك، مت من أجل عائلتي، أتمني أن أكون قد عوضت قدرًا بسيطًا من الألم الذي تسببت لكم به، فلتسامحني وليسامحني الله يا صغيري.
الوداع
والدك هانك
كانت عيناي حمراوتان من شدة البكاء وبعدها احتضنتني أمي وعانقتني عناقًا شديدًا وبعدها عانقتني ابنة خالتي وبعدها عانقني جميع من حولي ومن ساعدوني، فقلت لهم بصوت يملؤه الإدماع والإنتصار:
-أُعلن الآن عن افتتاح مدرسة الخير لتعليم كيفية حماية الخير ومُحاربة الشر.
#تمّت
بقلم: مِنّة الله |بِنت مُحمَّد|
أنت تقرأ
انفصام مُنذ الولادة (مُكتملة)
Misterio / Suspensoما تلك الجثة التي تنظر إلي في مشرحتي في منتصف الليل، ما تلك المدرسة التي انضممت إليها، من ذلك الشيطان الكبير الذي يديرها وما تلك الدماء والأعضاء البشرية التي تزين غرفته، تري ما قصة تلك المدرسة التي تضم ثلاث من الفئات المظلمة(شياطين وخارقون ومرضي نفس...