(23)

7.5K 203 18
                                    

(23)
جه رأفت من الشغل..و طبعا الخدم واقفين في استقبال معاليه..
السكرتيرة:حضرتك نورت
رأفت ببرود:مش مهم...كلمي رفعت المحامي و حصليني على المكتب في عقود عايز اراجعها
دخل رأفت المكتب و على غير العادة..لقى حسام في المكتب...و مبتسم!؟...و الأنقح من كده مبتسم لرأفت
رأفت:خير الله ما اجعله خير
حسام بأبتسامة:طبعا خير ولا انت شاكك...بقولك يا بابا...انا عايز نمرت الدكتور اللي عمل العملية لياسمين
رأفت بأستغراب:ليه؟
حسام:هطمئن عليه و اشكره...الراجل بردوا تعب معانا
رأفت بتوتر:خلاص...انا هبقى اقوله
حسام:لا..حضرتك مشغول و مش عايز اتعبك
رأفت و توتره بيزيد:قولتلك هبقى اقوله و ملكش دعوة بشغلي
حسام:هو انت مش عايز تدهولي ليه؟..خايف؟
رأفت و توتره قلب خوف:و انا هخاف ليه يعني؟
حسام:يعني لا يكون في حاجة كده...ولا كده مخبيها عليا
رأفت:انت بتقول ايه...عيب اللي انت بتقوله
حسام و بدأ يفقد صبره:و انت مش عيب اللي بتعمله
رأفت بعدم فهم:انت بتتكلم على  ايه؟
حسام:لا و النبي بلاش جو البرئ ده...اوراقك فاضحاك...كل عمايلك الوسخة بانت
لم يستوعب رأفت ايه اللي حصل....مقدرش يصدق ان الورق اللي فضل محافظ عليه 20 سنة من غير ما حد يشم خبر...اتكشف بسبب عيلة!!
حسام بصوت عالي:ساكت ليه...ما ترد...ولا اجيبلك كل اللي في البيت علشان يعرفه
حسام مش كان محتاج انه يجيبهم لأنهم جم لوحدهم...بسبب صوته العالي...و خوفا على رأفت بيه اللي فاكرينه كويس...دخلوا مكتبه تحسبا لأي تهور حسام هيعمله و هو بالحالة ديه
رأفت بعصبية:ايه اللي جابكوا هنا...اتفضلوا برة
حسام:ليه ما تسيبهم...ولا خايف يعرفوا حقيقتك..
عم محمد الجنايني:اهدى يا حسام بيه...ده بردوا والدك...
حسام:بس بلاش تقول والدي....عم محمد بنتك فين؟
عم محمد بحزن:الله يرحمها..عاشت بعد العملية بشهرين و بعدين ماتت
حسام:و العملية اتعملت فين؟
عم محمد:في مستشفى رأفت بيه..اللي ياسمين هانم عملت فيها العملية
حسام:بالظبط....تفتكر يا رأفت بيه ليه 95% من المرضة اللي عندك بيموتوا...
رأفت بتوتر واضح:قدر ربنا...انا عندي دكاترة من احسن الدكاترة في لندن
حسام:قصدك من اوسخ الدكاترة في لندن...و بعدين هو قدر ربنا انهم يموتوا عندك انت بس...معظم المستشفيات لا يتخطى عدد موتاها 30%...و بيبقى بسبب خطئ طبي طفيف او عدم مراعاة المريض لحالته..اشمعنى المستشفى بتاعتك فيها 95%
عم محمد:عيب يا ابني اللي انت بتقوله ده
حسام:لو سمحت يا عم محمد خليني اكمل..علشان انت لما تعرف الباقي...مش هيبقى فيه عيب
رأفت بعصبية:ايه اللي ات بتقوله ده...قولتلك بيبقى قدر..انا مش مسؤول عن القدر و عن اهمال الناس لحالتهم
حسام:و ليه مش تقول اهمالك في الناس...تحب تعرف ليه نسبة الموت عندك اكتر...علشان حضرتك بتاجر بالأعضاء بتاعت المرضة
عم عبده بزعيق:عيب يا دكتور...ايه اللي انت بتقوله ده
حسام بأبتسامة جانبية:ايه ما ترد عليه...ما تقوله ان كلامي مش صح...تعالا بقى اكملك..الأدوية اللي بتتباع عندك بيغيروا في التركيبة...علشان يقليلوا من التكاليف...تحب اكمل...ولا
رأفت:اطلع بره و مش عايز اشوف وشك
حسام:لا وانت الصادق انت كده كده مش هتشوف وشي...يأما انا همووت يأما انت هتدخل السجن...خد الورقة ديه اقراها بتركيز
خرج حسام و هو سايب عاصفة في مكتب رأفت ..
عم محمد و الدموع في عينيه:حسبي الله و نعم الوكيل فيك...بنتي ضاعت مني
رأفت بزعيق:غور انت و بنتك...غوروا كلكوا ...كلكوا مرفودين...و انتي يا جانيت
جانيت (السكرتيرة):تحت امرك
رأفت:الورق يجيلي...و حسام مش عايز اشوفوا على وش الأرض
جانيت:حاضر يا فندم هندور عليه و هخليهم يرحلوا لمصر
رأفت:لا...يترحل ميرجعش...انا عايزة يموت!!!
.....
خرج حسام و هو حاسس انه عمل حاجة صح في حياته...مش اتبقى غير انه يعرف سبب موت ياسمين...
راح حسام المستشفى و طلب انه يقابل...الدكتور اللي اجره العملية...كان واضح اووي ان رأفت مش هياخد عضو من بنته و يتاجر بيه...بس هيعمل حاجة تخليها تموت...و هو ايده بره الموضوع
الدكتور:اخبار البنوتة الصغيرة ايه؟
حسام بأبتسامة حزن:الله يرحمها ماتت
الدكتور و كأن الموضوع بيتكرر كتير:الله يرحمها و يحسن اليها
حسام:بقولك يا دكتور..هي كانت العملية علشان ايه؟
الدكتور:هو مش حضرتك اللي كنت معاها
حسام:اه بس بابا هو اللي كان متابع
الدكتور:اه ..كانت عملية لوز
حسام بدهشة:يعني مكنش فيه ورم
الدكتور بأستغراب:ورم ايه؟...مين اللي قال لحضرتك كده...هو مش كان في التهاب في الوز...بس رأفت بيه اصر انه يعملها تحسبا للمستقبل..
حسام في سره:حتى هي ماسلمتش منك
حسام:تسلم يا دكتور...
الدكتور:نورتنا والله..و البقية في حياتك
حسام:عقبالك...قصدي و حياتك الباقية
...
مشي حسام و قرر انه يسافر...لأن هنا مش هيفيدوه بحاجة..و خصوصا ان ابوه مش عنده الجنسية...حجز حسام على اول طائرة لمصر...و اول ما وصل مصر..اتصل بياسين
ياسين:يا زيدي يا زيدي...ثلث شهور ولا تسأل طبعا هايص مع ياسمين
حسام:ياسمين ماتت يا ياسين
ياسين:انت بتقول ايه؟
حسام:زي ما بقولك كده
سكت ياسين...من غير ما يتكلم...مش عارف هو حاسس بالذنب انه عمل كده في اقرب الناس ليه...ولا فرحان ان الشغلانة انقضت
حسام:انت معايا
ياسين:اه...البقية في حياتك...
حسام:انت فين
ياسين:انا في مصر بقدي كام شغلان كده
حسام:انا عايز اقابلك حالا
ياسين:بس انا عندي...
حسام قاطعه:حالا يا ياسين...في ميدان طلعت حرب...لو مجتش هجيبك من قفاك..
....
وفعلا مشي حسام وركب عربيته اللي ركنها..من ساعة ما سافر....فضل حسام يتمشى في شوارع مصر...و بيبص على الناس ازاي...للناس الغلابة انها تتحمل مسؤولية ناس زبالة...ليه دايما الغني بيبص للأنسان البسيط اللي معندوش
BMW
او اللي معندوش فيلا في الساحل الشمالي...على انه غلطة من غلطات الحياة....انه حشرة الغني ميسمحش انها تدخل فيلته اللي بيقضي فيها الصيف مع ميمي و ريري...ليه؟ ليه لازم يبقى عندي شاشة بلازما 50 بوصة علشان ابقى من ولاد الذوات..؟ كان كل ده بيدور في مخ حسام...و كل ما يفتكر ان اللي بيعمل ده هو ابوه...بيستحقر نفسه اكتر....كان ماشي في الشوارع و بيشوف عينيها في كل الناس...كان هيموت و يشوفها بس هو مقرر انه يدي الورق لياسين الأول..و بعدين يطلع عليها...مين ادرى مش ممكن يكون الموت بيطرق على ابوابه...و هو عامل مش سامع!!؟
وصل حسام ميدان طلعت حرب و فضل مستني ربع ساعة...و هو خايف ان ياسين مش يجي...فضل يفتكر حاجات كتيرة على مر ال 26 سنة...اللي عاشها...عد كام شخص عرفه و مات...
ياسين:البقية في حياتك
حسام بأبتسامة حزن:و حياتك الباقية...
ياسين:كنت عايزني في ايه..
بص حسام وراه:سوق بالعربية ....و كأنك مش تعرفني...وقابلني عند معهد السينما
ياسين:ليه كل ده...ما احنا مع بعض اهو
حسام:اخلص
و فعلا بدأ حسام يسوق...من طريق و ياسين من طريق تاني...كان حسام عارف ان رأفت باعت وراه...فأكيد مش هيحط صاحبه و اخوه في الخطر ده...و مش يعرف ان اخوه...حطه في موقف اقوى من ده...باعه
وصل حسام المعهد...و ياسين وراه..و الشخص الغريب
برده وراهم..دخلوا الأتنين بسرعة و فضلوا يمشوا في اتجاهات مختلفة علشان يتقابلوا...بعد اما ضيعوا الشخص..دخلوا على القاعة..
ياسين و هو بياخد نفسه:يخربيت اللي يمشي ورا دماغك ايه يا ابني

املي في الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن