10

595 51 57
                                    


وصلت هازان إلى مكان الحفل نظرت بأنبهار لما ترآه كل شيء منظم ينطق بالفخامة و الرقى دخلت وهي تنظر حولها :- أين أيان تطلعت بأشمئزاز لما ترآه من ملابس يرتدينها الفتيات أو بالأحرى ال يرتدين شيء.. أفاقت من شرودها على صوت أيان وهو يتطلع إليها بتفحص أربكها قليلا قائلا وهو يصفر :- هازان ياإللهي ما كل هذا الجمال بربك يا فتاة ارأفي بحالنا قليلا سيغمى علي من جمال..
خجلت من اطرائه كثيرا وضعت خصلة من شعرها خلف أذنها وهي تهمس :- شكرا لك.. أنت تخجلني كف عن هذا أيان
ضحك بخفوت من خجلها ثم رفع يديه قائلا :- حسنا حسنا لن أتكلم ثانية يمكننا الدخول الآن الحفل ينتظرنا ثم مسك يدها ساحبا إياها خلفه ولم يعطيها فرصة للأعتراض..
مر تقريبا ساعة على وجودها هنا بالحقيقة الأمر لم يعجبها كثيرا ولم تندمج معهم كما تصورت بالعكس أحست أنها من كوكب وهم من كوكب آخر تضايقت كثيرا من نظرات الشباب إليها ينظرن إليها بوقاحة و جرأة لم تتقبلها و أيان كان قد تركها و يرقص مع هذه و يتكلم مع هذه وكأنها غير موجودة بالحفل و يشرب دائما ما هذا لم تتوقع أن يكون أيان بمثل هذه الأخلاق.. شهقت بخوف وهي تشعر بيدين ملتفين حول خصرها و جسد صلب يلتصق بها طريقة مقززة التفت لتنصدم ب أيان.. نظرت إليه بخوف وهي تشتم رائحه كحول كريهه خرجت من فمه.. صرخت به برعب وهي تدفعه عنها :- إيان ما بك أبتعد أنت تخيفني أرجوك..
تطلع إليها بلا وعي وهو يقترب منها يريد أن يقبلها :- هيا عزيزتي قبلة مجرد قلبة لن تضر..
حاولت أن تدفعه وهي ترى جنونه و دموعها قد أخذت مجراها على وجنتيها لكن بلا فائدة فهي بالأخير فتاة ضربته على صدره بكل ما أوتيت من قوة وهي تصرخ لينجدها أحد لكن لا أحد يفعل.. ينظرون إليهم وهم يضحكون كأنهم فاقدين عقولهم صرخت بقوة وهي تنادي :- ياااااااز.. تعلم أنه غير موجود لكنها تريده.. أمانها أين هو و فجأة شعرت بيدين تسحبها من خصرها تلقيها على الأرضية رفعت رأسها بألم لتشهق برعب مما رأته.. تشتت ..ضياع ..فقط هاتين الكلمتين تستطيعان التعبير عما أشعر به الآن وهي بين يدين هذا الغريب الذي يحاول بكل ما أوتي من قوة أن ينتهك حرمة جسدها يحاول أخذ ما ليس له.. عينيها الزائغه هنا و هناك تبحث عنه علها تجده بينهم يمد يده لها ينتشلها من هذا العالم الغريب يضعها في مكانها الصحيح بين أضلعه ستسمع كلامه ستنفذ كل ما يقوله لها ولكن ليأتي فقط ليأتي تريده الآن صرخت حتى أحست بحبالها الصوتية تتقطع وهي تنادي عليه :- ياااااااز.. تعلم أنه غير موجود لكن قلبها يخبرها أنه لن يتركها و سيأتي الآن لأنقاذها أليس هو حاميها.. أليس هو أمانها.. و بينما هي تدفع عنها جسد ذلك المخمور شعرت بقبضه قوية تسحبها من خصرها حتى أحست أن لحم جسدها خلع من محله وفي ثواني كانت ملقاة على الأرض بكل عنف و غضب و أيان مرمى على الأرضية و هناك من يجثوا فوقه يكيل له اللكمات من كل جانب حتى تكاد تجزم أنه لم يبقى جزء من جسده سليم.. نظرت برعب إلى دماءه وقد عادت إليها نوبتها تصرخ بهستيرية بينما جسدها ينتفض بعنف لم تتبين شيء بسبب خوفها و لكن ما أن رفعت رأسها حتى تمنت أن تنشق الأرض و تبتلعها من هول المنظر..
نظر إليها و الشرر تتطاير من عينيه.. الموت فقط من يسكن بهما شعره مبعثر على جبينه قميصه قد قطعت أزراره من شده صلابة جسده وغضبه.. يجز على أسنانه بغضب يديه متكوره على شكل قبضة مليئة بالدماء كان يعلم أن تلك الغبية لن يأتي من ورائها إلا المصائب لم يستطع أن يتركها هو يعرفها أكثر من نفسها تثق بالناس بسهولة تفكر أن الناس مثلها طيبين يتعاملون بحسن نيه لكن هو يعلم ما يدور بعقولهم جيدا هم ليسوا لطفاء كما تظن هم فقط ينتظرون الفرصة حتى تسلم لهم فينقضوا عليك و ينهشو لحمك كما تنهش الذئاب فريستها.. أخرج هاتفه من جيب بنطاله يتكلم مع أحدهم وفي ثواني كان قد أتى رجلان ضخمان البنية من حيث لا تعلم يلبسون ثياب سوداء مخيفه أشار إلى ناحية المرمى على الأرضية بدماءه اخذوه بأهمال منفذين لأوامر سيدهم بطاعة متناهيه.. تكلم بحدة و فكه متشنج بغضب :- إلى المخزن القديم ولا أحد يمسه إلى أن أتى فهمتم..
أوماو له بسرعة قبل أن يشير لهم بالذهاب..
التفت مرة أخرى إلى تلك التي لأتزال على حالها تبكي بهستيرية و تنتحب على الأرض تقدم منها بهدوء جالس أمامها رفع ذقنها ببرود شديد ثم نظر إلى عينيها يمسح عنها دموعها بجمود ثم حملها وهي تتعلق بعنقه وقد أحست بالأمان وسط دهشة الحضور مما حدث..
في السيارة تجلس على ركبتيه منذ نصف ساعة وقد أجبرها على هذه الوضعية لم تستطع إلا تنفذ أوامره بسبب شكله الذي يشبه المجرمين وقطاع الطرق.. يجلس أمامها ينفخ دخان سيجارته بهدوء مرعب ينظر إليها وهي تضع يديها الاثنتين على وجهها تبكي وتنتحب..
ألقى سيجارة ببرود ثم زفر بضيق مسح على وجهه بنفاذ صبر نطق بحدة من بين أسنانه :- ياإللهي إلا تشبع بكاء.. كفي عن البكاء.. ولكن ما زادها كلماته إلا نحيبا و أرتجاف أمسك ذراعيها وهو يهزها بقوة قائلا :- أقسم يا هازان أن لم تكفي عن البكاء و الآن لأعود إليهم و أحول ذلك الحفل اللعين إلى بحر دماء ولن يثنيني أحد..
جفلت من صوته العالي ازاحت يدها عن وجهها نظرت إليه بعتاب وهي تشهق و تزم شفتيها بطفولة أفقدته عقله أبتلع ريقه وهو ينظر إليها يرى ما فعلته يداه بها وهو في غمرة غضبه آثار أصابعه قد طبعت على وجنتها بعنف نعم لقد صفعها.. تحمد ربها أنه لم يقتلها بعد ما فعلت.. الم يحذرها بعدم الذهاب.. لكنها خالفته بكل غباء و عناد ماذا لو حدث لها شيء.. ماذا لو لم يأتي في الوقت المناسب و تركها كيف كان سيعيش بدونها هو لم يكن ليسمح أبدا لأحد بأن يمس ما هو له.. هي له سواء آبت أم رضيت.. أمسك يديها بحنان متناهي قربها من فمه وهو يطبع عدة قبل ناعمة على كفها الصغير يتمتم :- أعتذر يا روحي.. لا تبكي حبيبتي أبكي من يبكيك دما..
نظرت إليه بخجل و قلبها يطرق بعنف من كلماته تلك حاولت سحب يديها منه وهي تهمس بغضب طفولي و مازالت شهقاتها لم تختفي :- أبتعد أنا..أنا أكرهك..
أنكمشت على نفسها بشدة وهي تسمع صوت ضحكاته المخيفة و كأنه ليس هو من كان يعتذر لها و يقبل يديها منذ ثواني كان يضحك بقهر وغضب هذا ما شعرت به..
نظر إليها و فكه أشتد بغيظ أمسك ذراعيها مرة أخرى وهو يهزها بعنف أخافها :- أكرهيني.. أكرهيني.. نعم أنا أستحق ذلك أكرهي من انقذك من ذلك المخنث أليس هو من كذبتي علي بشأنه ماذا كان أسمه أمم دعيني أتذكر أيان نعم أيان أقسم سأوريه النجوم بمنتصف النهار سأوريه كيف يتجرأ و يمد يده على ما هو لي.. كان يتكلم كأنه قد جن.. رأته هو يضرب على صدره بعنف :- أتعلمين الذنب ليس ذنبك الذنب على قلبي اللعين الذي عشق طفلة مثلك..
توقف قلبها عن الخفقان وهي تسمع أعترافه لها بحبه عاد قلبها يرقص فرحا وهي لا تصدق أنه يحبها يعني ذلك أنه لم يكن يخدعها قلبها لم يكذب عليها وهو يخبرها أنه يعشقها كما تعشقه أرتجفت شفتيها بشدة وهي تعود لنوبه بكائها مرة أخرى..
أظلمت عينيه برغبه وهو يرى أرتجاف شفتيها كأنها تترجاه لأن يحتضنها بشفتيه ومن غيره مناسب لتلبيه هذا النداء بصدر رحب.. سحبها من خصرها بيده و اليد الأخرى برأسها حتى أطبق على شفتيها بعمق يوقف أرتجافهما وهو يتلذذ بتلك الشفتين المخملتين..
حاولت أن تدفعه عنها بضعف ولكن جسدها أرغمها على إستسلام لذلك الدفئ الذي سر بجسدها جراء قبلته سرت يداها ببطء تمرر أناملها على صدره بأغراء غير مقصود إلى أن لفتهما حول عنقه تقربه إليها أكثر
بينما هو منشغل بالتهام أكبر قدر من شهد شفتيها يروي عطشه الذي لا ينضب إليها يقبلها بنهم ولا يكتفي شفتيه سافرت من وجنتيها و عينيها لتعود بلهفة تلحق شفتيها آلتي تجاهد للاتقاط الهواء بينما هو لا يوفر جهد في سحب أنفاسها.. ليطفئ القليل من شوقه إليها أبتعد ببطء عنها بعد ما أحس بقرب فقدانها لوعيها.. وقد فصل قبلته بصعوبة حتى اصدرت صوتا لطيفا وهو يسحب شفتها السفلى بين أسنانه.. نظر إليها ليجدها تطلع إليه بعينين خاملتين و شفتين منفرجتين حمراوين بتورم بسيط اقتربت منه مرة أخرى لتدس رأسها بعنقه و كأنها منومة ثم سرعان ما غطت بنوم عميق رفع حاجبيه بأستغراب لثواني ثم أبتسم بشغف على تصرفاتها بريئة الطفولية وهو يدرك أنها في الصباح لن تتذكر شيء مما حدث.. أرجع كرسيه إلى الوراء ثم أعدلها بنومها حتى أصبحت تنام فوقه تماما وهو أسفلها.. مسح على شعرها بحنان وهو يتمتم من بين قبلاته على رأسها :- لم أكن لأدع أحد يؤذيكي.. يؤذي روحي و ذاك اللعين سيريه كيف يمكنه أن يلمس شيء من أمالكه.. آفاق من شروده على صوت هاتفه رد عليه بهدوء :- نعم.. جيدا.. لا أحد يقترب منه كما حذرتكم.. أقفل هاتفه ثم وضعه بجيبه وضع يده تحت رأسه ثم قبل جبين تلك النائمة على صدره وهو يتمتم :- يبدو أننا سنعود لأسالبينا القديمة..
قبل الفجر بساعات قليلة عاد بها ياغيز إلى المنزل يحتضنها بين ذراعيه بقوة و كعادتها هي بلا وعي تشد على عنقه تدس رأسها به.. أوصلها إلى غرفتها جلس على السرير بهدوء ومازالت هي بين أحضانه كالطفل الصغير جسده لا يطيعه بتركها.. ماذا لو بقيت بين أحضانه هكذا إلى الأبد.. حينها سيترك كل شيء ليبقى معها يتنعم بدفئها و برائتها :- حسنا سيحدث هذا عما قريب لا بأس.. لا تقلق تمتم في نفسه بينما يتأملها بال هوادة.. بلا ملل أو تعب دنى منها قليلا ليدفن رأسه بعنقها يستنشق بعمق و شغف يطبع قبلاته الساخنة هناك بقي طويلا على هذه الحالة حتى وعى على نفسه وضعها على سريرها برقة.. خلع حذائها الذي يبلغ طوله ضعف طولها وقد لبسته ظنا منها أنها ستكسب عن طريقه بعض الطول.. أبتسم بجاذبية وهو يهمس بحب :- طفلتي القصيره.. أقترب منها ليخلع عنها مشابك شعرها حتى لا يؤذي رأسها وهو يعرفها كم هي كثيرة التقلب في نومها قبل جبينها بحب شديد وضع أنفه على أنفها مغمض عيناه بأنتشاء يأخذ جرعته اليوميه من عطر أنفاسها أرضاء لرئتيه التي تأبى النوم بدون تلك المخدرات المنعشة و كأنه بحياته لم يتنفس حتى أستنشاق انفاسها.. رفع رأسه بعد مدة ناظر لها كيف تنام بعمق يحسدها عليه بينما جسده ينكوي باللهيب ليحتويها بين أضلعه.. خرج من غرفتها متجها إلى غرفته لكن قبل أن يدخل جأءه صوت جده الحاد :- ياغيز..
التفت إليه بكسل بعد تلك جرعة من العسل التي خدرت جسده بالكامل ليرد عليه ببرود :- نعم جدي ماذا هناك..
خرج صوت جده الحاد :- إلى المكتب ولا تناقشني.. ثم تركه و ذهب..
هز ياغيز رأسه بملل واضعا سترته على كتفه يمشي بألا مبالاة تابع جده إلى حيث قال..
في المكتب ارتفعت أصواتهم في جدال حاد لم يصلوا فيه إلى أتفاق يرضي الطرفين فهذه المشكلة لا تحتمل أي حل وسط.. أما نعم.. أما لا..
تنهد الجد بتعب و نفاذ صبر وهو يرى نسخته المصغرة عنه ياغيز لطالما كان فخور به لأنه يشبه لكن الآن فعلا يتمنى أنه لو لم يكن يشبهه.. نفس التهور.. نفس العناد.. نفس البرود.. ياإللهي ألهمني الصبر همس بها الجد لنفسه وهو يرى أصرار حفيده على قراره..
نظر إليه يستجديه بعطف عله يفهم :- بني وماذا بعد ذلك إلى أين سينتهي هذا الموضوع أتركها بحالها و عش حياتك هذه الدوامة التي تصر على العيش بها لن ترضى أو تسعد أحد أبدا.. لا أنت ولا سيرين ولا هازان.. أفهمني حياة ثالث أشخاص معلقة بقرارك فكر بحكمة و دعك من التهور فهو والله لن يفيدك..
زفر ياغيز بملل من كلام جده الذي يكرره كل دقيقة بلا تعب مع أنه يعلم أنه أتخذ قراره ولن يترجع عنه أبدا مهما حدث نطق ببرود مستفز :- لا أستطيع هي تحتاجني أكثر مما أحتاجها..
رد عليه جده بأستنكار شديد :- لا هذا غير صحيح.. هي لا تحتاجك.. أنا سأكون معها أقدم لها العون و أحميها.. هي حفيدة أختي و أنا الوصي عليها إلى أن تستيقظ حياة من غيبوبتها..
ياغيز بضيق من كلام جده وقد ضاق ذرعا من هذا النقاش العقيم الذي لا ينتج أي حلول :- قلت ما عندي و لن يثنيني أحد عن قراري.. ثم هم واقفا للخروج ولكن قبل أن يتحرك سمع جده يتكلم بحدة و توعد جعله يشعر بالقلق قليلا :- إذا تحمل العواقب إذا حصل أي شيء و لنرى كلمة من ستسري بهذا البيت
التفت إليه ياغيز ينظر إليه بأستغراب من لهجته التي تحمل في طياتها التهديد.. ثم مالبث حتى أبتسم بأستهزاء يقابل تحدي جده بتحد أكبر :- نعم أرني ما عندك أنتظر.. هذا آخر ما قاله قبل أن يخرج صافقا الباب خلفه بعنف تاركا الذي مازال واقفا مكانه بصدمة من تصرفات حفيده التي لا تطاقي..

أنتي العشق ( مكتملة )   Where stories live. Discover now