24

477 42 31
                                    

تحسس بيديه مكانها بجانبه إلا أنه كان فارغا وضع سبابته و أبهامه بين عينيه يزيل عنها إثر النعاس فكر بنفسه :- أين من الممكن أن تكون ذهبت بهذا الوقت.. كانت الساعة 3 فجرا تقريبا.. لم يناما إلا منذ ساعة على الأرجح بعد ليلة أخرى من لياليهم المميزة.. التي لم يمل من إعادتها مرار و تكرار بعد ما تأكد أن صحتها أصبحت جيدا ويمكن إعادة العلاقة إلى طبيعتها بينهما دون خوف أو خطر عليها.. ولكن بالرغم من ذلك هو حذر دائما معها مازال ذلك الهاجس من خوف عليها يطل برأسه لن يتحمل أبدا إذا حدث لها شيء بسببه.. حملها هذا لم يزده إلا تعبا و أرهاقا دلالها الزائد عليه يكاد أن يقتله لأزال يتذكر تلك الليلة حين كانت لأزالت بشهرها الثاني من الحمل.. أيقظته من نومه الهانى وهي تلكزه بكتفه مرة بعد مره :- ياز.. ياز أستيقظ..
قفز من نومه بفزع معتقدا أن شيء سيء قد أصابها تكلم بقلق واضح :- حبيبتي ما بك هل أنتي بخير... أين تتألمين سأذهب ألخبر الطبيبة دقائق و إتي أمسكته من ذراعه تتكلم بتذمر :- لا أنا بخير أنا فقط أريد شيء ما..
تنفس براحه بعد ما تأكد من سلامتها تمتم بأستغراب وهو يزيح خصلاتها عن وجهها الناعم :- ماذا تريدين حبيبتي.. تكلمي أفزعتني حقاً.. أعتقدت أنك قد أصابك مكروه أو ما شأبه.... ما بك..
بللت شفتيها استعداد للكلام :- أنا.. أنا أريد بطيخ..
عقد حاجبيه يهمس بتعجب :- بطيخ.. والآن بهذا الوقت بالتأكيد تمزحين...
زمت شفتيها بعبوس :- لا أنا لا أمزح أريد بطيخ والآن أريد أن آكله صدقني أشعر إني سأموت أن لم آكله ولن أستطيع النوم أرجوووك.. حبيبي ياااز أرجوك اجلبه لي أشتهيه بشدة حسناً هو لا يفهم مالذي يجري معها لا يفهم أن هذا وحام و معروف لدى الجميع معناه إلا هو بالطبع لم يحدث معه شيء هكذا من قبل.. لم يستوعب لم تريد البطيخ هذا بأصرار لذا تكلم محاولا تهدئتها :- حسناً يا روحي سأجلبه لكي ولكن ليس الآن.. فالان حان موعد نومنا ننام الآن وفي الصباح سأذهب لأجلبه أنا بنفسى لكي ما رأيك هااا
أبعدته عنها بعصبية قائله :- لا لن أتحمل إلى الصباح أريد أن آكله و الآن...
فتح فمه للرد إلا أنه لم يدري كيف أصبحت جدتها هذا الوقت بداخل عرفتهم تحتضن حفيدتها قائله بقلق :- ما بك هازان حبيبتي.. لم صوتك عال هل فعل هذا ونظرت إلى ياغيز الثور لكي شيء..
هزت هازان رأسها بالنفي وهي تحتضنها مجيبة :- لا لم يفعل شيء لكنه لا يريد أن يجلب لي البطيخ أفهمني جدتي أقسم أني لا اتدلل.. لكني أشعر برغبة كبيره بأكله في هذا الوقت بالتحديد ولا تسألني لماذا لأني حقاً لا أعرف...
عقدت الجدة حاجبيها تهمس :- بطيخ... إلا أنها سرعان ما فهمت بفطنتها أن ما تعاني منه هو وحام لذا تكلمت بحزم لذلك الناظر إليهم بعدما رضى :- ولم مازالت جالسا بمكانك إلى الآن.. إذهب و أجاب لها ما طلبته على الفور...
الان تأكد أن الجدة و حفيدتها مجانين.. مالذي يهذون به بالتأكيد لن يذهب بهذا الوقت المتأخر من الليل تكلم بهدوء محاولا إلا يفقد آخر ذرة به من التعقل :- تمزحين بالتأكيد  أتعلمين كم الساعة الآن.. لنتركنا من الوقت حتى.. أين ساجد محل مفتوح إلى الآن بهذه الساعة
تمتمت الجدة بأمتعاض :- أفهمني يا أحمق أن زوجتك تعاني من شيء أسمه وحام وإن لم تجلب لها ما تطلبه قد يسبب تشوهات خلقيه لا سمح الله للجنين...
للحقيقة لم يفهم الاثنان شيء مما نطقت به.. غير ان هذا الأمر المسمى بالوحم جدي للغاية ولا يجب أهماله.. لذا و بدون أضافه أي كلمة آخر أرتدي ملابسه الثقيلة في هذا الجو البارد اخذا مفاتيح سيارته استعدادا لهذه المهمه الشاقة... بعد مدة طويله من البحث بهذه الشوارع الفارغة من الناس و أخيرا وجد ما أراده وبعد تعب طويل .. تنفس براحه يحمد الله أنه قد وجد ما أراده بمعجزة توجه على الفور إلى المنزل.. دخل المطبخ غسل البطيخ جيدا و أزال عنه القشر مقطعا إياه قطعا صغيره في طبق حتى يسهل عليها آكله.. نظر إلى الطبق برضى يهمس :- ها قد أنتهينا و أخيرا.. توجه ناحية غرفته فتح باب ليجدها جالسه على السرير تقضم أظافرها تهز قدميها بتوتر كأنها مدمنة ما.. قبل أن ينطق بكلمة كانت قد أنتبهت إليه.. قفزت من على السرير بخفة تجري عليه ثم نشلت من يده الطبق حتى دون أن تشكره... جلست على السرير تأكل منه بنهم و تلذذ شديد و تصدر أصوات تدل على أستمتاعها الشديد بما تأكله.. أشتعل جسده من حركاتها و شكلها المغري هذا ليتقدم منها جالس على السرير متابعها بأفتراس بعينيه الجائعتين
كان يود التهامها بهذه اللحظة لكنه تماسك منتظرا إياها لأنهاء طبقها.. تنهدت براحة تلمس على معدتها بعد ما أكلت آخر قطعة في الطبق.. التفتت إليه وقد تذكرت توا أن تشكره.. وقبل أن تتكلم وجدت فمه يغلق فمها بعنف يمتصه بنهم و تلذذ.. بدون مقاومة لفت يديها حول عنقه تبادله بشغف.. مددها على الفراش الدافئ تحتهم وهو فوقها.. عرفت يديها طريقها إلى سحاب ثوبها ليزيله عنها بسهولة بينما فمه يلتهم بشرتها البيضاء بجوع.. امتدت يده للكابس يقلل من الأضواء قليلا وهي ذائبه بين يديه.. ليقضوا ليلة أخرى من لياليهم الساخنة المليئة بالعشق و الحب.. مرر لسانه على فمه بمكر على أثر تذكر تلك الليلة الساخنه.. أزاح الغطاء عنه لينهض من على الفراش.. تجولت عينيه بالغرفة بحث عنها لكن لا أثر لها أتجه ناحيه الحمام طرق بخفة يهتف :- هازان حبيبتي هل أنتي بالداخل... لا رد.. طرق مرة أخرى أيضاً لا رد.. في آخر مرة فتح الباب إلا أنه كان فارغا.. وضع يده على خصره يتمتم :- أين هي يا ترى.. إلى أين تكون قد ذهبت.. لم يستغرق وقتا بالتفكير حتى علم على الفور أين هي مكانها المفضل و المعتاد لها هذه الأيام وهو المطبخ... يقف آلان بالمطبخ عينيه تبحث عنها.. وجد النور مطفي أتجه ناحيه الكابس ليضئ المكان.. هز رأسه بيأس وهو يجد المطبخ مقلوب رأسا على عقب.. الشوكولاته و المعلبات الفواكه كلها خارج الثلاجة و بالطبع لا ننسى أنها تتركها مفتوحة كعادتها.. شمر ساعديه يلملم هذه الفوضى و يعيد كل شيء إلى مكانه الصحيح.. بعد ما انتهى اتجه ناحيه الطاولة التي تتوسط المطبخ أنحنى بجذعه للأسفل ليجدها كما توقعا تجلس تحتها و واضعه بحجرها أنيه مليئه بالشكولاه المذابه تأكل منها بنهم و تلذذ تمتم بهدوء وهو يبتسم :- لا أفهم مالذي يعجبك بالجلوس في هذا المكان و الأكل هنا بالذات...
جفلت من صوته قليلا ثم نظرت له تتكلم بتذمر :- أشعر بالراحة و أنا أكل هنا والآن عرفت أتركني بحالي دعني بكارثتي أشعر أنني سأنفجر من الطعام و بالرغم من ذلك أشعر بالجوع كل ذلك بسببهم.. ووضعت يديها على بطنها المنتفخ إلى حد كبير فقد أكملت شهرها الخامس بالحمل.. هم من يجعلوني أكل كل هذا الطعام حتى أصبحت مثل الدب القطبي ( حامل بتوأم )
ضحك بقوة على كلماتها الغاضبة تلك ثم جلس على الأرضية الباردة.. أشار لها بالمجئي.. وضعت الانية جانبا ثم زحفت على أطرافها الأربعة تتقدم منه ببطئ وهي تتنفس بتعب فهذا مجهود كبير بالنسبة لها.. أحاطها بذراعيه بحذر مجلسا إياها بحجره مد يده جالبا لها أنيه الشوكولاته ووضعها لها بحجره.. أزاح خصلات شعرها يقبل وجنتها بقوة يهمس :- لم كل هذا الغضب صغيرتي أنا أحبك كما أنتي...
التفتت إليه تلعب بأزرار قميصه تتكلم بتذمر :- كيف تحبني مثل ما أنا إلا يزعجك وزني الزائد هذا يعني أصبح شكلي بالتأكيد غير جيد...
تنهد بعمق مقبل عبوسها بلطف قائلا :- لا.. لا يزعجني بالعكس فقد زادك الحمل جمالا.. وأنا بالأصل كنت سأخبرك إن تزيدي من وزنك قليلا أنا أحب هذا...
همست بفرح :- حقاً..
هز رأسه وهو يدس رأسه بعنقها :- حقاً يا روحي..
صمتت قليلا ثم تكلمت فجأة :- أنا جائعه..
أبتعد عنها بهدوء عاقد حاجبيه بتفاجأء :- جائعه.. جديا هل أخبرك بعدد الوجبات التي أكلتيها اليوم أم أنك تعلمين.. نطقت بغضب لطيف :- ماذا هل تحسب لي عدد الوجبات التي أكلها باليوم اتريد يعني أن يجوع أطفالك بسببي حسنأ خذهم و أطعمهم بيديك...
حسناً لا شيء يمنعه الآن من الضحك لساعات متواصلة على سأذجتها تلك وبالفعل لم يستطيع أن يتماسك و أنفجر ضاحكا وهو يعود للوراء في نوبه هستيرية طويله متواصلة لعدة دقائق حتى أدمعت عيناه..
أبتسمت ببلاهة وهي تراه هكذا غير فاهمه لما يجري يبدو أن الحمل قد أتلف لها دماغها.. هدأ قليلا ً ثم نظر لها قائلا :- يااللهي ما أذكى طفلتي.. كيف ستخرجيهم الآن و أنتي لأزالتي بالشهر الخامس أخبريني هااا...
قلبت شفتيها تتكلم بعصبية وهي تزيحه من كتفيه وقد فهمت أن كل هذا الضحك و السخرية كان عليها :- أبتعد لا أريد أن أتكلم معك.. ولا أريد شيء منك
أمسكها جيدا يحاول تثبيتها وهي تتخبط بين يديه :- حسنأ أعتذر حقأ لا أقصد حبيبتي أعذريني لكنك تتكلمين بغير منطق.. وإلان دعك من كل هذا إلازالت جائعه ماذا تريدين أن اطهوا لكي...
هدأت قليلا على سيرت الطعام فهي حقاً جائعه الان و الغضب لن يفيدها ولن يملئ معدتها الفارغه فكرت بعمق ماذا ستأكل أممم وجدتها :- أريد بعض من شرائح اللحم و المعكرونة اللذيذة التي تطهوها أنت...
أممم هذا فقط دقائق و سيكون جاهزا أمرك موالتي...
نهض من على الأرضية حاملا إياها معه ثم تكلم مصطنع التعب:- أنتي حقاً أصبحتي مثل الدب ما هذا يا امرأة ماذا تأكلين..
لكزته بخفة من كتفه :- ياز كف عن هذا...
ضحك بخفوت قائلا :- أمزح أمزح لا تغضبي.. ووضعها على الطاولة ثم أبتعد عنها مشمرا ساعديه استعداد لهذه المهمه الكبيرة بالنسبة له لكنه مهلا تذكر شيء مهما عاد إليها ثم حاصرها بذراعيه قائلا بمكر :- حسناً قد وافقت على أن اطهوا لكي.. لكن ماذا سأخذ أنا بالمقابل..
عقدت حاجبيها قائله :- وماذا تريد أنت بالمقابل...
تصنع التفكير وهو يجيب عليها :- أممم حسناً سأفكر و انا أطهو وبعدها سأقول لكي ما رأيكي هااا...
أومئت له على مضض.. ليبتسم بأتساع بادئا عمله.. في ظرف دقائق كان الطبق جاهزا و موقعا بأسم الشيء الكبير.. ياغيز إيجمان.. وضعه أمامها قائلا بفخر :- أحلى لحمه بالمعكرونه للسيدة هازان بالهناء و الشفاء..
نظرت إليه بتقزز و معدتها بدأت بالتقلب ستتقيئ الآن لم يكن من الطبق العيب لكن هكذا الحامل دائماً مزاجها متقلب.. وضعت يدها على معدتها ثم جرت بسرعة إلى أقرب حمام تفرغ ما في جوفها.. لم يفهم ما جرى عدة ثواني هل أشمئزت من طبقه الآن أم أنه يتوهم رفع الطبق يقربه من أنفه لكن لا شيء رائحته شهية و مثيرة للجوع.. وضعه جانبا ثم أسرع خلفها ليعرف ما بها..
فتح باب غرفة ليجدها نائمة في الفراش و تغطي نفسها بالغطاء.. تقدم بخفة جالسا بجانبها همس بهدوء :- هل أنتي بخير.. ااجلب لكي شيء ساخنا..
فتحت عينيها بنعاس تتمتم :- لا لا أنا بخير أريد فقط أن أنام وبعدها سأتحسن..
هز رأسه بالموافقة ثم التفت للناحيه األخرى بعد أن أطفا الأنوار و اندس بجانبها وضع رأسها على ذراعه ثم أحاطها بيده مقبلا عنقها :- أرتاحي الآن..
همهمت له بخمول ثم سرعان ما غطت بنوم عميق..
تنهد بعمق وهو يهمس بدراميه :- ها قد ذهبت ليلتك يا خايب الرجاء... فقد كان ينوي تحويلها إلى ليلة حمراء بالكامل.. ولكن حملها هذا و وحمها دائماً ما يفسدان عليه كل مخططاته الهامة..

أنتي العشق ( مكتملة )   Where stories live. Discover now