14

613 54 48
                                    

مرت الأيام سريعاً حتى جأء هذا اليوم..
التجهيزات تمشي على قدم و ساق لانهاء التحضيرات للحفل سيقام الليلة بقصر منصور ايجمان أحتفلا بزواج حفيده ياغيز حازم ايجمان الإبن الأكبر لعائلة منصور...
القصر كأنه ساحة حرب الكل يعمل بجد حتى يظهر بأكمل صورة و أجملها فقد حرص سيد منصور على جعل هذه الليلة لا تنسى بدعوة كبار الشخصيات في مجال الأعمال و السياسية باإلضافة إلى بعض الشخصيات المشهورة المرموقة في المجتمع أيضاً..
تقف أمام المرأة بكامل حلتها كعروس كما يجب أن تكون جمالها يخطف الأنظار بزينتها الكاملة و الخفيفة لوجهها أبتداء من أحمر الشفاه أنتهاء بطلاء الأظافر...
فستانها الذي صممه ياغيز بنفسه على أن ينتقيه و يكون من أختياره رغم تذمرها أليس هذا زفافها من حقها هي أن تختار ماذا ستلبس.. لكنه تحجج بأنه ستلبسه له هو و ليس لغيره فيجب أن يعجبه ولا يعجب غيره ذوقه لذلك أختاره بنفسه مغلق تماماً لا يظهر أي جزء من جسدها حتى رقبتها يفصل جسدها المتناسق بشدة وهذا ما لم يلاحظه ياغيز... السعادة آلتي تشعر بها الان لا توصف منذ أن كانت صغيره كانت تحلم أن ترتدي فستان مثل الاميرات التي كانت جدتها تحكي عنهم لها و يأتي أميرها يخطفها على حصانه الأبيض و كان حظ الدنيا كلها جأء من نصيبها ليتحقق ما كانت تحلم به تنهدت بعمق و قلبها يطرق بعنف وهي تتخيل حبيبها أمامها ينظر لها بتلك النظرات التي تجعل منها أنثى في محط الهاوية تجعلها مميزة نظراته تجعلها رغم مكابرتها تشعر أنها شيء خاص و مميز في حياته وكم هذا يسعدها.. لكن هناك شعور غير جيد يكاد يغطي على فرحتها.. قلبها يخبرها أن هناك شيء سيء سيحدث.. شعور جعل روحها تشعر بالخواء و كأنها ستصبح وحيدة في هذا العالم الكبير.. تحس بأن روحها ستنزع منها.. أخذت نفساً عميقا مرتجفا وضعت يديها على قلبها وهي تهمس تهدء نفسها :- لن يحدث شيء كل شيء سيصبح على ما يرام...
سمعت صوت باب غرفتها يطرق ليزداد خفقان قلبها مزامنه مع ذلك الشعور ألذي بدأ يزداد شيء فشئ حتى يكاد يخنقها.. فتح الباب ليظهر من وراءه الجد منصور بكامل هيبته و أزهى حللة الوقار و الفخامة فقط من يرافقنه....
تطلع إليها بأنبهار مما يرآه جعلها تطرق رأسها أرضا بخجل شديد و يديها تحكانها معا بتوتر واضح تقدم إليها بهدوء قبل جبينها بحنان وهو يتمتم بكلمات تنم عن إعجابه الشديد بما يراه :- تبارك الله.. ماشاء ألله.. فليحفظك ألله من كل سوء..
شكرته بخجل وهي تحتضنه بدفء من أطراءه الشديد مد إليها ذراعه لتسدل طرحتها على وجهها و تتابط ذراعه و توترها قد بدأ يزداد لاستعداداً تزامناً مع أزدياد دقات قلبها الذي بدى كأنه سيخرج من بين أضلعها أخذت نفساً عميقا تمأل رئيتها بالهواء لتزفره مجددا لخروج..
شعر بها جدها ليربت على يدها الممسكة بذراعه :- لا تقلقي كل شيء سيكون بخير لا تتوتري...
أومات له بخفة ترافقها أبتسامة صغيرة ممتنه له أنه معها رغم أنها كانت تود لو كانت جدتها أيضاً معها لتتم فرحتها بالتأكيد كانت ستسعد من أجلها.. لكن لا بأس المهم هو صحتها....
تنزل من على الدرج بخفة وهي تتأبط ذراع جدها لتبدوا كأنها أميرة من أميرات ديزني لتبدأ الموسيقى الترحبيب بالانشغال التفت آلناس لناحية الدرج ليروا من هي الفتاة التي نجحت بخطف قلب أشهر رجل أعمال بالبلدة و جعلته يترك زوجته سيرين ايجمان أشهر مصممة أزياء و أرقى سيدة من سيدات المجتمع الراقي ليتزوجها.. التفت عدسات الكاميرات للأتقاط أحدث الصور ليكون سبق لا مثيل له..
هي لم تآبه لكل ما حولها عينيها تبحث عنه أين هو.. و بينما هي تبحث أصطدمت بعينيه التي تطالعها بأفتراس من أولها لأخرها أنقطعت أنفاسها من هيئته ياإللهي ما هذا الرجل.. تريد أن تعرف في أي وقت لا يكون وسيما لا تصدق أن هذا رجل سيكون زوجها متى كانت محظوظة لهذه الدرجة.. كان يرتدي بدلة سمراء قميصه الأبيض من تحتها مفتوح أزراره الأولى مبينه عضلات صدره إلتي تسلب الأنفاس صدره الدافئ الواسع الذي لطالما أحتواها و أشعرها بأمان.. كانت ترى نظرات النساء اآلتي يتطلعن إليه بلا خجل بأعجاب شديد من كتلة الرجولة التي أمامهن جعلنها تشعر بالغيرة لو لم يكن اليوم زفافها لنزلت إليهن و جلبتهن من شعرهن لترهين كيف ينظرن إلى زوجها مرة أخرى لكن و لحسن الحظ اليوم ليس مناسب.. هدأت نفسها قليلا لتحول عينيها مرة أخرى إلى محبوبها و مالك قلبها عينيه مشبعة بالدفء و الحنان و الفخر جعلت الدموع تتجمع بعينيها وهي تود لو أنها في هذه اللحظة تذهب لتحتضنه بكامل قوتها و تخبره كم أنها تحبه و تعشقه وهو رجلها اول و الأخير ولن ترضى أن تكون مع غيره أبدا خلقت من أجله لتكون له و معه بين أحضانه..
أما هو كان متجمد في مكانه التوتر أول مرة أخذ نصيبه اليوم منه كأنه لم يتزوج من قبل ( يا عزيزي أنت لم تعشق ) منظرها بذاك ثوب الزفاف أخذ ما تبقى من أنفاسه لينقطع عن العالم من حوله كأنه لم يصبح في المكان غيره هو و هي.. كم مرة تخيلها بثوب الزفاف منذ أن أختاره هو لها يعرف أنها ستصبح فاتنة أن ارتدته لكن ليس لهذه الدرجة فاقت كل تخيلاته و توقعاته.. فلترحمي قلبي الذي صار في هواكي متيم في هذه اللحظة كم أراد أن يختطفها من بين هذا العالم و يضعها في قلبه مكانها ألذي خلقت لتتواجد فيه لو أستطاع أخفائها عن العالم لكي لا يراها غيره لفعل هذا ولم يكن ليتردد ولو للحظة واحدة
أقترب منها ببطء ليزداد خفقان قلبيهما معا.. كأنه قلب واحد يخفق في جسدين.. وقف أمامها ليمد يده لها بهدوء و عينيه تخترق عينيها اللواتي تطلع إليه بخجل من أسفل الطرحة.. سحبت يدها ببطء من ذراع جدها الذي كان يشعر بسعادة لا مثيل لها من أجل حفيده الذي ولأول مرة راه بهذه السعادة منذ أن توفي والديه.. نعم هو لو يرضى عن تلك الطريقة التي تزوج بها هازان من غير أن يأخذ رأيهما.. لكنه وفي الأخير استطاع تفهمه فأن لم يحارب الرجل من أجل أنثاه ومن يحب فلا يكون رجلا... تمتم ببشاشة في وجهه حفيده :- فليراعاكما الله بعينه التي لا تنام.. هي أمانتك الآن فلتحفطها جيداً...
اومئ له ياغيز بأمتنان ليرجع نظره إلى تلك التي وضعت يدها الصغيرة بين راحت يده الكبيرة التي أحتوتها سريعا و كأنها كانت تنتظرها سرت قشعريره لذيذة في جسدهما ما أن تلامس كفيهما و كأنما تيار كهربائي سار بجسدها جعل جسديهما ينتفض بخفة.. أمسكها من يديها الاثنين يقربها إليه حتى وقفت أمامه ظل هكذا يتأملها لدقيقة حتى جأءه صوت جده الذي بدى يتكلم بتلاعب لا يليق بسنه :- ماذا الن ترفع عنها الطرحة إلا تريد أن ترآها هيا بني الناس متشوقين أيضاً لرؤيتها..
نظر إليه رافع حاجيبه بتحدي و كأنه سيجعل أحد من الأساس يراها إلا يكفي ذلك الفستان اللعين الذي ترتديه وهو يحارب نفسه كي لا يمزقه الآن و يفتعل المصائب.. فهم جده تماماً ما بعقله هز رأسه بملل من تصرفات حفيده وهو يتمتم :- ياإللهي ألهمني الصبر أين كان حفيدي عندما وزع ألله العقول على ألناس...
أما ياغيز جأءته فكرة عبقرية لتجعله يراها وحده دون الناس وفي ثواني كان قد دس رأسه داخل طرحتها دون أن ينزعه عنها.. لم تدري متى كان بهذا القرب الذي جعل أنوفهم و جبينهم يتلاصقان و أنفاس هم تخرج من رئيتها لتستقبلها رئيته برحابه الصدر.. توترت كثيراً من هذا القرب و وجهها يكاد أن ينفجر احمرارا من وقاحته وهي ترى عينيه تمر على سائر تفاصيل وجهها ببطئ جعلها تشعر بالدوار كأنها ستفقد الوعي...
تطلع إليها يسند جبينه على جبينها بشغف نظراته طافت بكل وجهها لتجعله يهيهم بها أكثر توقفت عينيه طويلا عند شفتيها المطلية بأحمر قاني زاد من شكل شفتيها إغراء أبتلع ريقه ولم يتحمل ذلك الوضع يريد أن يقبلها آلان و ليذهب العالم إلى الجحيم هي زوجته ومن حقه أن يفعل ما يريد...
لم تعلم كيف أصبح بثواني فمها حرفيا بداخل فمه يأخذه بجوع قطع أنفاسها جعلها تفتح عينيها بتوسع من جرأته إلا يخجل من الناس.. وما زاد الأمر سوء هو ذراعيه آلتي التفت حول جسدها بتملك لتلتصق بجسده أكثر.. تمسكت بقميصه بشدة وهي تغمض عينيها بأستسلام لتدعه يفعل ما يريد..
أما خارج عالمهم المسمى بداخل طرحه العرس.. كان الناس ينظرون إليهم كل على حسب.. منهم من ينظر بتفأجا و خجل.. ومنهم من يضحك على جنون ذاك الذي لطالما أعتبره العاقل الذي لا يفعل هذه الأشياء.. ومنهم من كان ينظر بغضب و غيرة وحقد وأيضاً توعد لم تكن غير سيرين ياإللهي لا تصدق أن هذا هو ياغيز البارد العصبي المغرور ألذي لم تهزه أنثى بحياته حتى هي لم تستطع التأثير عليه لتأتي فتاة من الشارع تجعله يفقد عقله كأنه مراهق صغير.. ما هذا الذي يحدث الهذه الدرجة وقع بحبها.. الهذه الدرجة أصبحت منسية ولا أحد يهتم بمشاعرها.. نظرت للنساء التي تطلع إليها بشماتة جعلت غضبها يتصاعد و غيرتها و حقدها يعميها لتقدم على فعل شيء ربما سيفسد كل شيء :- لن أدع هذه الحرباء الصغيرة تأخذ مني زوجي واقفة عاجزة سأوريكي من أنا سأوريكي كيف تتجرأي و تأخذي مني ما هو لي تمتمت في نفسها وهي تغادر للداخل لتجهز لها ما سيشفي القليل من غليلها الليلة..
أما عند العروسين لم يفيقا من عالمهما إلا حين سمعا صوت جديهما يتكلم بأحراج من هذه الفضيحة التي تحدث بنظره متى جن ياغيز لهذه الدرجة و هازان أيضاً :- آه.. ياغيز بني ياغيز المأذون قد أتى و يستعجلكما خير البر عاجله هيا لا تدع الناس ينتظرون أكثر تزوجوا أولا و بعدها أفعل ما تريد لن تهرب منك...
عند هذه النقطة أنتفضت من بين يديه تحرر فمها بصعوبة من بين أنيابه وهي تلهث :- هااا متى أصبح الجو حار فجأة هكذا....
نظر إليها بضيق لما قاطعته عن نعيمه كيف تتجرأ وتفعل ذلك و سرعان ما أدراك أنهم بحفل و الادهى أنه حفل زواجه بتلك التي تكاد تموت من خجلها لا بأس أعطاها العذر الان.. أقترب منها مرة أخرى يتكلم في أذنها بخبث :- هربتي الان مني لكن ليس دائما سأعطيكي الفرصة للهرب أعدك بهذا...
أبتسمت بخجل وهي تهمس :- وقح
أبتسم هو الآخر و أذنه قد التقطت ما قالته ليتمتم هو :- وهذا الوقح سيريكي الليلة الوقاحة على أصولها.. أمسك يدها يشبكها بذراعه ليتقدم وقبل أن يكمل سمع صوت نحنحت جده الغاضبة ليبتعد عنها على الفور وهو يدرك أنه قد تمادى كثيراً بها إلى الأمام نحو طاولة التي يجلس عليها المأذون كل هذا وسط عدسات الكاميرات التي لو تتوقف للحظة عن أخذ الصور لهم أبتداء الحفل.. تم كتب الكتاب و عقد قران لتصبح زوجته بالفعل أمام الله و أمام الناس... تقدم بها ليقف في وسط ساحة الرقص ليأخذها بين يديه لف يده حول خصرها و يديها حول عنقه أجسادهم متلصقه بشدة أبتداء الموسيقى الهادئة ليتمايل بها على أنغامها الحالمة دس رأسه تحت الطرحة التي لا ينوي أبدا نزعها لن يسمح أبدا لأحد برؤية ما هو له نظر إليها وهو يبتسم بجاذبية جعلت قلبها يخفق ألف مرة بالدقيقة ليتمتم بعد أن وزع قبالته على سائر وجهها الناعم :- مبارك زوجتي الصغيرة أتعلمين أنني محظوظ الليلة لا أدري أن كنتي ستصدقيني وأنا أعيدها لكي مرة بعد مره لكن الان أود أن أقولها لكي ولا أبالي أن كنتي ستصدقينني أم لا.. و وضع شفته على شفتيها يهمس بأنتشاء ليدخل الكلام بين شفتيها حرفيا :- أحبك ♡
توقف قلبها عن الخفقان ككل مرة تسمعها منه كأنه يقولها لها أول مرة.. من قال أنها لا تصدقه يهمس لها بهذا الشغف و العمق بكلمات الغرام ولا تصدقه أهي غبية لهذه الدرجة.. تصدقه نعم.. تصدقه بكل جوارحها التي أعلنت الحرب عليها الآن لتفعل ما لم تتوقع أن تفعله يوماً لترفع نفسها قليلا تهمس بأذنه بشيء جعل قلبه ليرقص فرحا غير مصدق ما يسمعه وهي تعيد نفس كلماته ذاتها التي قالها لها من قبل :- أحبك كما لم يحب أحد من قبل أفانت العشق
أبتعدت عنه بعدها وهي لا تسمع سوى صوت أنفاسه المتسارعة وقبل أن تبتعد كليا وجدت شفتيه أسرعت لتعانق شفتيها بحميمية أفقدتها صوابها لتلف يديها حول عنقه تحاول ولأول مرة مبادلته و تحريك شفتيها تقلده فيما يفعله جعلته يزيد من أفتراسه لها لا يصدق أنها و أخيرا أعترفت له تحبه مثلما يحبها السعادة التي يشعر بها الآن لا مثيل لها يشعر الان أنه في النعيم ولكن هذه السعادة لم تكتمل حين سمعا دوي صوت إطالق نار و رصاصة قد اخترقت جسد أحدهم..

أنتي العشق ( مكتملة )   Where stories live. Discover now