المقدمة

2.1K 96 115
                                    


♡♡♡

كان مستلقي على فراشه الواسع الوتير يضع أحدى يديه على وجهه والأخرى حول خصر تلك المتشبثة بعنقه كطفل صغير يخشى ابتعاد والده عنه ...ابتلع ريقه بجفاف و عيناه ترسم منحنيات وجهها و جسدها االخاذ جال ببصره على عيناها السوداء الواسعة المحاطة برموش كثيفة سوداء ومازالت الدموع عالقة بهما منذ ليلة البارحة ..نزل قليلا ليقابله أنفها الصغير المحمر من أثر البكاء ..وجنتيها الحمراء المنتفخة كالتفاح الطازج الجاهز للاتهام ..أبتلع ريقه مرة أخرى وهو يمد يده يستشعر طراوة و نعومة بشرتها المرمرية البيضاء نزلت أصابعه لتحط على شفتيها الحمراء الممتلئة بأغراء تسارعت أنفاسه و أفكاره السوداء تكاد تفقده صوابه تبا و كأن الشيطان ليس له عمل غيره ..كم أراد استبدال يده بشفتيه فهي أحق بها و ستعرف عملها جيدآ.. لا تعلم هي كما حارب بجهد كل خلية بجسده حتى لا ينقض عليها كأسد الجائع و يلتهمها ببطء و تمهل قطعة قطعه فهي شهية بحق وجميلة.. هل قلت جميلة.. لا بل رائعة آلجمال بريئة للغاية تغري الناس على الخطيئة تمتم في نفسه :- منذ متى وأنا منحرف هكذا لبى نداء قلبه الاقتراب أكثر و أستنشاق انفاسها و رائحتها.. يقولون أن لكل شخص رائحة مميزه ياتري ما هي رائحتها لا يعرف لما يريد أن يشم رائحتها الآن فمنذ أن داعبت أنفاسه رائحتها في ذلك اليوم وجد رئيته تتنفسها بالا هوادة وقد راقت لهما كثيرا وهذا ما أراد فعله في هذه اللحظة الشعور ببشرتها ضد بشرته اقترب منها ببطء وحذر وهو يدفن رأسه في عنقها يمرر أنفه صعودا و نزول ببطء عليه.. أبتسامة صغيرة جذابة نمت على شفتيه وهو يتمتم في نفسه :- فراولة.. رائحتها كالفراولة الطازجة الشهية.. لم يقاوم رغبته بتحسس جلدها بشفتيه طبع عدة قبل ناعمة سرعان ما تحولت ألى آخر عميقه وهو يستنشق رائحتها بجنون كالمخدرات ..لم يفق على نفسه إلا حين شعر بتململها وهي تأن بصوتها الرقيق الناعم كالموسيقي عذبة تنتشر في الأجواء وكأن هذا ما كان ينقصه وهو يحارب أفكاره التي ستلقي به في الجحيم السابع رفع رأسه ببطء وصدمه لم يصدق نفسه كيف فعل هذا كيف فقد أعصابه و بروده في غمرة رغبته ..نعم رغبته فهو لم يعرفها إلا منذ ساعات كيف يستنشقها بهذا الشغف..بهذا العنف ..كيف يرغب بها ..ليست شهوه ولكن لكونها هي.. هي بالذات عشق مستحيل أن يقع بحبها بهذه السرعة.. راقبها وهي تفتح عينيها بكسل و خمول حدقت فيه للحظة بعينها الواسعتين وهي تشهق شهقات ناعمة و خافته.. أقترب منها بسرعه و شدها بقوة إلى صدره همس في أذنها بخفوت كطفل صغير :- هششش ...حبيبتي أنتي تحلمين عودي إلى نومك..
نظرت إليه بنعاس ثم رسمت أبتسامه صغيرة على شفتيها الشهيتين وهي تعود لدفن رأسها بعنقه كأنه أمانها همست بلا وعي وهي تذهب في نوم عميق مرة أخرى :- لا تتركني..
ظل هكذا لفترة يقبل جبينها يمشط شعرها الطويل الأسود بأنامله بأفتنان تام ...حتى شعر بأسترخاء يديها حول عنقه و أنتظام أنفاسها لكنها مازالت تأن كمن يعاني من حمى تملص من بين يديها بصعوبة كي لا يفقد عقله و يفعل مالا يحمد عقباه ....وقف بعيد عنها يضع يديه في جيب بنطاله و عيناه تجول بوقاحة على منحيات جسدها الناعم أفاق على نفسه مرة أخرى شتم نفسه في سره وهو يتمتم :-مالذي يحصل لي أنظر إليها و كأنني لم أرى أو المس امرأة بحياتي.. استدار بخطوات سريعة أشبه بالركض إلى غرفته دخل إلى الحمام ألخذ حماما باردا عله يطفئ نيران قلبه و جسده ...خلع ملابسه بخفة وسرعة وقف تحت المياه باردة التي نزلت على عضلاته الصخريه بعنف هو الآن يحترق و أميرة النائمة لا تدري بشيء تمتم في نفسه :-من أين تعرف بجنوني أنا حتى لم أكن أعرف بأني سأنجذب إليها لهذه الدرجة.. غضب من نفسه وهو يفكر هكذا بها منذ أن رأها و جسده أشتعل بها يريدها بأي طريقة لكنه منع نفسه فهو ليس من يفرض نفسه على امرأة لا تريده كما أنها وثقت به كيف يخذلها ..تبا أنها تتحكم بمشاعره بطريقة مرعبه من دون بذل أي جهد منها ...وضع يديه على الحائط أحنى رأسه لاسفل وهو لا يصدق مالت إليه الأمور لا يصدق.. ياغيز.. ياغيز ايجمان ولأول مرة بحياته حائر بين أفكاره لا يعرف ماذا يفعل ياغيز البارد المتسلط الوقح حائر لم يعد يعرف نفسه منذ أن رأها كأنها القت عليه بسحر همس بأسمها مرة بعد مره كأنه يتذوقه :- هازان.. هازان.. مسح بكفه على لحيته الخفيفة الجذابة يمررها على شعره بعنف كأنه يود اقتلاعه ..مد يده لقفل المياه وخرج من الحمام ليرتدي ملابس مريحة ثم أخذ مفاتيح سيارته ..ذهب إلى حجرتها ألقى نظرة أخيرة على الراقدة على فراشه بأمان طبع قبلة ناعمة على عنقها ثم دثرها جيدآ وهو يستدير خارجا من المنزل صافقا الباب خلفه بعنف ..خرج من المنزل و شياطين العالم تحوم من حوله غاضب من نفسه.. ومن كل شيء.. خرج هربا من مشاعره التي تزاحمت كلها دفعة واحدة على قلبه البارد كأنها تراكمت و جهزت نفسها لمثل هذا اللقاء وضع كفه على قلبه وهو يضرب عليه بخفة وهو يهمس و يكلمه وكأنه شخص أمامه :- أهدء أهدء ماذا بك منذ أن رأيتها و كأنك في سباق للجري لم تهدأ لثانية منذ متى لم أسمعك بهذا الصخب لقد ظننتك غير موجود.. باالله عليك أرتح و أرحني.. ظل هكذا واقفا لعدة دقائق يستعيد أنتظام أنفاسه آلتي سلبتها تلك الصغيرة الفاتنة بعد أن هدأ قليلا سار ناحية سيارته السوداء الفاخرة احتل مقعده الأمامي بخفة صفق الباب خلفه ثم أدار سيارته للقيادة.. عذرا.. هل قلت قيادة..تهور ...جنون ...تستطيعان تلك الكلمات وصف قيادته يسابق من غير سباق بلا أي هدف يريد أن يبتعد فقط قليلا ليس عن الناس ولكن عن نفسه أولا هي خطر عليه الآن أكثر ممن هم من حوله ستوقعه في الهاوية.. ظل يقود سيارته بغضب وهو يتفادى عدة منحدرات بأعجوبة و مهارة في نفس الوقت.. توقف فجأة بسيارته عند الشاطئ اراح رأسه المجهد على مقعده للوراء ....يدلك بأصابعه جبينه فقد كانت ليلة البارحة مليئة بالمفاجات.. مفاجأت بل كوارث...

أنتي العشق ( مكتملة )   Where stories live. Discover now