بعد أن بعثرته تلك الكلمات التي قالها مساعده، وخروج أخته مسرعة، هو
لا زال متسمرًا بمكانه يحاول تكذيب ما سمعه الآن، جلس على الأريكة مهمومًا، ويده راحت تبعثر خصلات شعره الفحماء، ثم رفع رأسه ومشى ليتخطى مساعده بعد أنه فهم منه إن والده تعرض لتسمم دوائي كما قال الطبيب كتشخيص أولي، وأمره بأن يذهب ليحضر احد من الشرطة ليحقق بالأمر فهو لن يدع هذا الأخر يمر بسلام.وعند توجهه لجناح والده رأى طفله يجري نحوه وملامحه مرعوبة، نزل على ركبتيه ليحتضن صغيره ويربت على رأسه ليهدأ قليلاً.
توجه هو والصغير نحو جناح والده، وما أن دخلا حتى أفلت الصغير يدا والده وركض قاصدًا عمته التي أخذت بيده واحتضنته.
وجد محامي العائلة جالس بهدوء على الاريكة المقابلة للباب، ذهب ناحيته ورحب به.
جلسا حتى وقت خروج الطبيب من غرفة والده والذي اخبرهم بأنه بذل كل جهده ولكن قد تكون هذه هي ربنا اللحظات الاخيرة له معهم وقد اتصل بالاسعاف وهم بطريقهم اليهم، ويجب عليهم بعد ساعة أن يذهبوا به للمشفى ريثما يتجهز المشفى لأستقباله، ولا تزال فرصة موته كبيرة.
وعند أوليفي في غرفة والدها، كان الصمت هو الحاكم الطاغي في هذه المسحة ولكن حكمه لم يستمر،
فقد قُطع الصمت بدخول الصغير الداكن يهرول نحو جده وعيناه الزرقاوتان محمرتان، مليئتان بالسائل المالح؛ الذي جعل رؤيته غير واضحة تتخللها تلك الدموع التي تتساقط.وأكمل سيره إلى أن وصل لسرير جده، فوقف الصغير ذو الشعر الفاحم قرب جانب جده الايمن عند عمته وضع يديه الصغيرتين على حافية السرير
وسأل جده بنرة طغت الطفولية عليها: هل حقا ستذهب للسماء ولن تعود؟ كما حدث لجدتي!احتار الجالس أمامه بماذا سيخبره؟
وقد نشرت العلل أجنحتها وجعلته تحت حضنها نطق بصوت متعب لكن الجد طغى عليه : اقترب نوا.
اقترب الصغير بخطواتٍ متمهلة خائف من الجواب الذي ينتظره، وقف أمام جده الذي لأول مرة يراه هكذا، البارحة كان يستطيع حمله أما الآن بالكاد يرفع يده.تراجعت الفتاة خطوة الى الخلف؛ تاركةً مساحة لصغيرها ليكلم والدها، هي تنظر بترقب والدموع تترقرت بعينها لأنها تعرف بأن الكلمات التي ستقال الآن ستحطمه؛ فهو شديد التعلق بوالدها.
قال الجد الذي أزادت تجاعيد ووجهه
بصوت يريده أن يكون طبيعيًا لكن هيهات أن يحدث هذا، كان صوته متقطعًا فتورًا: يا صغيري، سأذهب لأتحول الى نجمة ساطعة في سماء الليل المظلم لارافق جدتك، لنضيء لك الطريق بالليل المعتم، وعندما نشتاق لك سنتحول لشهب لنحقق أمنيتك في كل مرة ترانا بها، سنرافقك بكل خطوة وننظر لك من الأعلى بأعين فخورة؛ ثق بنفسك ونحن سنفخر بك أمام بقية النجوم.أنهى حديثه مع الطفل أمامه بسعال حاد
رأى تلك المياه الصافية في عين الصغير تعكرها أمواج القلق النابعة من قلبه.
أنت تقرأ
صدمة استفاقة
Science Fictionأوليفيا مراهقةٌ عصفت بها مشقات الحياة فتتولى رعاية ابن أخيها نوا، بصوتها العذب تناديه صغيري وتوليه كل اهتمامها وحنانها وتلبي احتياجاته. كيف سيسر يهما مركب الحياة؟ فهما يواجهان جشع البشر وسوداوية قلوبهم، فتفرق دروبهما وينهتي بهما الأمر في أما...