وصل آش الى باب المطبخ الخارجي ومتوجهًا للصالة، فإذا برئيس الخدم سيرجو يقف أمامه بملامحه القاسية فعيناه السوداء تبعث شرارات بعدم الرحمة وشاربه الذي ملئ بالشيب، فقال بقسوة وهو يقوم بشد شعر الفتى بقوة: رتب مظهرك الآن، فأنت ستصبح المسؤول الأول عن جناح الآنسة والسيد الصغير، أياك بالتفكير بأصدار أي فعل مشين أو التحدث معهما ألا بخصوص عملك.
كان الفتى يتألم ويشعر بالغضب، بعدما رأى سيرجو ملامح الألم على وجه آش قام بترك شعره، وهو يشاهده يقوم بترتيب شعره وأرجاعه الى الخلف وأرتداء السترة بعدما كانت متروكة على كتفه.
وكان سيرجو يملي عليه بعض الأوامر لينفذها بعد قليل واخرى حول عمله بشكل شامل وبعد أن أنهى كلامه.
فقال آش بتهكم: أيمكنني الدخول الآن؟
دقق النظر الى زي الخدم باحثًا عن زلة ما لكنها لم توجد وأردف: نعم، يمكنك.دخل الفتى وتوجه نحو الصالة بخطوات متهالكة يود الآن أن يكون بسريره ويدخل بسبات عميق دون أزعاج أي أحد لكنها أمنية صعبة المنال، زفر بقوة ودخل لصالة الجلوس الضخمة وذات التصميم الحديث، فالصالة تحتوي على درجين ضخمان لولبيان كل واحد منهما يؤدي الى جناح فإما شرقي أو غربي.
تقدم نحو أوليفي التي كانت جالسة، ووقفت عندما وصل آش بقربها، فأنحنى لها ببساطة وقال مقدماً نفسه: أسمي آش وأنا سأكون الخادم المسؤول عن جناحك آنسة أوليفيا والسيد الصغير نوا.
استغربت اوليفي من قصر قامته وبنيته الهزيلة ولكنها أبتسمت له بأمتنان: شكراً لك سيد آش، هل يمكنك أن ترشدني الى الجناح لأنني وصغيري متعبان؟
أجابها بأدب كما سألته هي: بالطبع آنستي، تفضلي من هنا.
وأشار نحو الدرج الغربي، وتقدم أمامها وكان قد وصل هو والصغير لأعلى الدرج أما هي كانت بالمنتصف وتلهث، وعندما صعدت لأعلى الدرج اخبرته بأنها مصابة بفقر الدم الحاد عندما سألها تفهم السبب واثناء سيرهما في الطابق الثاني نحو الجناح.
سألته أوليفي: آش، كم عمرك؟
تريث بخطواته وأدار وجهه نحوها وأردف: عمري ثمانية عشر سنة، آنستي.توسعت حدقتا عينيها بصدمة فهو يبدو أصغر من هذا بكثير، كانت تنوي أن تتشاجر مع ألياس لأنه قام بجعل فتى قاصر يعمل!
لم يستغرب ردة فعلها وأكمل دون الاستماع لما ستقوله وأستمر بالمشي قليلاً حتى وصلا لباب الجناح الذي سيعيشان به.
فإسترسل آش بهدوء يخفي تعبه: هذا الجناح هو أحد اجنحة الجناح الغربي وهو لم يستخدم وقد بُني لأجل الضيوف الخاصيين، هذا الجناح به ثلاث غرف وغرفة للجلوس وحمام مرفق بكل غرفة، غرفتان لكما وغرفة للخادم وهو أنا لأكون قربكما عند الحاجة، ولا داعي لمنادتي بسيد فأنا هنا لخدمتكما، تصبحان على خير.
أنت تقرأ
صدمة استفاقة
Science Fictionأوليفيا مراهقةٌ عصفت بها مشقات الحياة فتتولى رعاية ابن أخيها نوا، بصوتها العذب تناديه صغيري وتوليه كل اهتمامها وحنانها وتلبي احتياجاته. كيف سيسر يهما مركب الحياة؟ فهما يواجهان جشع البشر وسوداوية قلوبهم، فتفرق دروبهما وينهتي بهما الأمر في أما...