الفصل التاسع عشر

46 5 1
                                    

الفصل التاسع عشر

مركز هولاند للصحة النفسية، عصرًا

توقفت سيارة الاسعاف عند بوابة المركز، كان بناية ذو ٦ طوابق يحيطه حديقة واسعة ذات اسوار مرتفعة.

أظهر السائق بطاقته ليتم فتح الباب الرئيسي لتدخل السيارة، وكان اللذين بداخلها يحاولون ايقاظ اوليفي، رمى الطبيب رشة ماء على وجهها لتستيقظ بفزع.

فُتحت الباب الخلفية للسيارة وامسك ممرضان بها من كلتا يديها ليجبروها على المشي معهم دون أن يمنحوها وقت لتستوعب أو لتقف باستقامة، مغمضة العينين بالكاد تفتحهما، كان يتم جرها حرفياً، ركبتها وقدمها كانتا تُخدشان بالارض الصلبة.

لتفتح عينيها بسبب الضوء الساطع لدخلوهم الى البناية، بدأت تقاومهم لتجلس على الارض،  ليصرخ بها احد الممرضين: تحركي وقفي بدلًا من هذا الدلال!

كانت لا تستطيع جسدها مستمر بخذلانها لن تخبرهم بهذا، ليجذب احدهم يدها بقوة آلمتها لتتاوه، لجعلها تقف وامسكها بقوة من ذراعيها وقاداها نحو المصعد.

كانت انفاسها تتواتر بسرعة، كانت ترى المصعد يشير الى الطابق وصلوا له كان الطابق الرابع، كانت كل تلك المدة هي ثلاث دقائق بالنسبة لها ساعات، اصبحت تستطيع المشي بعد ان تمالكت نفسها ليصلوا الى غرفة رقمها ثلاثة وتسعون.

ليفتحوا الباب ويدفعوها لتقع داخل الغرفة، اضاءوا الغرفة وقبل أن يخرجوا نطق احدهم: ستأتي الممرضة المسؤولة عليك لتشرح لك النظام الأفضل لك ان ترضخي لأنه لا أحد سيمكنه مساعدتك.

صوت اقفال الباب بعد خروجهم أخرجها من شرودها، كان شعور القهر ملء جوفها، غصة تملكت حنجرتها، نظر الى ثوبها الزيتوني لتراها بحال يرثى كله اتربة واوساخ وخدوش بالجزء السفلي منه،  مثل حالها، أهذه هي النهاية؟
رفعت بعينيها لترى الغرفة.

كانت غرفة كبيرة نوعا ما النافذة محاطة بقضبان حديدة، كان هناك سرير مفرد وبجانبه طاولة صغيرة عليها كأس وقنينة ماء توجهت نحوها.

وقفت بألم بسبب ساقيها وركبتيها، ومشيت ببطء وجلست على السرير تأخذ انفاسها، ولتشرب الماء لتبرد قلبها المشتعل غضبًا وقهرًا، تكتم دموعها سؤلان يتباذران الى ذهنا ماذا ستفعل الان؟ وكيف حال نوا؟ هاتفها قد تحطم ولا يوجد هنا اي وسيلة للتواصل.

صوت فتح قفل الباب، لتدلف ممرضة ذات عينان ناعستان ولون العينان البني والشعر متماثلان، بعض التجاعد ظاهرة لتعطيها من العمر بالاربعين، ومعها عربة تجرها بها طعام، لتردف: أهلا بك آنسة اوليفيا بمركزنا، اسمي ديلا بالدوين، هناك ملابس لك بالخزانة، وهذا طعام العشاء، سأبقى معك إلى أن تتناولي الطعام وتغيري ملابسك.

-----------------
قصر الياس بوفورت، عند الغسق

كانت عائلة الياس مجتمعين على مائدة الطعام كان يترأس الطاولة وايزابيلا وفرانس على يساره، نادى على سيرجو ليخبره: فليأتي نوا للعشاء الان وآش ليذهب الى جناح الخدم لاجل العشاء.

اجابه مع انحناء: حاضر سيدي

صدمة استفاقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن