السادس من آذار،
الساعة السابعة صباحًا،كان الفتى واقفًا رغم ألمه، عينان كالزمرد، متجمدتان، يلف رأسه ضماد أبيض، يعيق خصلاته القرمزية من التمرد، كانت سترة سوداء على كتفيه دون إدخال يديه، قميص أبيض، أخفى يديه بالضماد وارتدى قفازًا.
سار خارجًا بخطواتٍ فاترةٍ من غرفته ومتوجهًا نحو غرفة سيد القصر كما أَمره، لا يعرف ما الذي يريد منه الآن، لكنه يدرك أنه لن يتحمل المزيد من الألم؛ فظهره بالكاد يعينه على المشي.
فكر بجدية الخضوع، لكنه شتم نفسه على هذا التفكير وتنهد بقوةٍ ليجد نفسه على عتبة الباب، طرق الباب ليسمع إذن الدخول له.
دلف الى غرفة سيده بعد أن سمع أذن الدخول، شعاع الشمس الذي امتد النافذة الضخمة لينعكس على بشرته السمراء ورفع يده حمايةً لعينيه.
وتوجه صوب الياس الذي ما أن رآه حتى وقف أمامه وصفعه لينطق بغيض: كيف تجرؤ على الوقوف أمامي بهذا الشكل!
نطق بأعتذار بسيط فهو مرهق ولا طاقة لديه للاستماع لتذمرات سيده من أجل أنه لا يرتدي الزي الرسمي للخدم بشكل صحيح.
وكالعادة، مجرد طلبات اعتيادية، لا عجب من ذلك فهو مجرد خادم هنا بل أدنى من الخدم؛ فهو يعمل بالسخرة والآخرون لهم رواتب وحقوق.
بدأ يحدث نفسه نادبًا حظه لماذا اتوقع معاملة جيدة منه وهو زوج أمي، وأمي هي من اقترحت عليه أن أصبح خادمًا عنده ورمتني هنا وتنظر بأشمئزاز نحوي، لا أعرف حتى من هو ابي.
--------------------------------
التاسعة صباحًا،إذن لها جوهانس بالخروج من غرفة التمريض؛ بعدما استقرت حالتها، كانت تشتمه بسرها فقد ازعاجها كثيرا كانت تتوجهه الى غرفتها لترى أندري جالس بغرفة الجلوس واضعًا قدمًا على قدم، لم يذهب للعمل بعد نظرت بأستغراب فهو ليس من عادته ان يتأخر بل هو يرتدي ملابس البيت، تأكدت من الساعة لتجدها التاسعة والنصف، توجهت اليه لتسأله بتردد: أخذت اليوم اجازة صحيح ام انني اتوهم ذلك؟
رفع انظار لها ليردف: اهكذا تقولين لي صباح الخير؟ ونعم اخذت اجازة وجعلت الياس يقوم بالعمل اليوم.
رمت بنفسها على الاريكية بجانبه وقالت بحماس: مذهل! واخيرًا استمعت الى نصائحي بأخذ اجازة.
انتبهت لما بيدي أندري لتجده يصنع اوريغامي على شكل سفينة بها تفاصيل كثيرة وكبيرة وامامها على الطاولة عدة اوراق ملونة خاصة بالاوريغامي، وصورة تبين الخطوات التي عليه فعلها، هواية غريبة بالنسبة الى رجل اعمال لكن دوما ما كان يخبرها بأثرها على نفسه من راحة.
ليردف مجيبًا وهو مشغول بما يعمله: نعم فكرت بهذا واخذت لمدة اسبوع وايضا لاجل نوا والتواجد معه لوقت اكثر
-بذكر نوا اين هو؟
- بالمدرسة اين تتوقعين؟ هو ليس مثل احدهم يكثر الغياب بدون سبب
-أمازلت غاضب من هذا؟
-نعم ومن الان لا تتوقعي أن يفوتني شيء مثل احضار جوهانس بدلًا عني لأجل مشاجرة ما.
نظر لها ووجها يشحب بشدة ويجزم أنها شتمت صديقه في سرها
ليردف: لم يخبرني جوهانس وإنما المدير اليوم عندما ارسلت له اجازتك الطبية سأتغاضى عن ما حدث لاجل والدي ولكن اذا كررتها لن يمر الامر على خير.
أنت تقرأ
صدمة استفاقة
Science Fictionأوليفيا مراهقةٌ عصفت بها مشقات الحياة فتتولى رعاية ابن أخيها نوا، بصوتها العذب تناديه صغيري وتوليه كل اهتمامها وحنانها وتلبي احتياجاته. كيف سيسر يهما مركب الحياة؟ فهما يواجهان جشع البشر وسوداوية قلوبهم، فتفرق دروبهما وينهتي بهما الأمر في أما...