الفصل التاسع

78 12 50
                                    

الثاني عشر من آذار،

دخل اندرياس أحد الفروع ليباغته بأن زجاجة سيارته اخترق من قبل شيء ما اراد أن يحرك يده ليكتشف أنه أصيب بكتفه برصاصة عندما شعر بحرارتها بكتفه الايمن، طغت على وجهه ملامح الالم، ليوقف السيارة وينزل منها ليحصل على مساعدة، توجهه نحو الشارع الرئيسي.

كانت خطواته ثقيلة يحمل نفسه بالكاد عرف انه وصل الى الشارع الرئيسي من خلال شهقات متتالية، وكلامٌ يسمعه غير مفهوم، لم يكن يشعر سوى بيده الاخر التي تقبض على كتفه وهي تتساقط منها الدماء القرمزية تاركًا اثرًا على الرصيف، استمر بخطواته بدون شعور ليسمع صراخ الناس عليه.

لتتسع عيناه ويدرك انه بمنتصف الطريق وهو يرى سيارة قادمة اليه، نظرات السائق المفزوعة هو اخر ما رأه قبل ان ترتطم به السيارة التي كانت تحاول التوقف ليُرمى به امامًا، ويسقط على جانبه ليشعر بتكون بركة دماء حوله وتجمهر الناس ليهمس متذكرًا ابنه نوا
لتغلق عيناه ويغادر وعيه.

-------------------

في مدرسة ريددام هاوس بيركشاير

تحركت أقدام الطلاب متجهين نحو المعامل المصغرة والقوارير المملوءة بمختلف أنواع العناصر، المركبات على الطاولات المنتشرة بترتيب محدد بالقاعة.

توقفت أقدام إحداهن عن الحركة، تبحث عن معمل مفرد لكنها لا تجد، تطلَّع نحوها أغلب الطلاب رغبةً منهم في مشاركتها؛ نظرت لهم باشمئزازٍ واحتقار، تعالت أصواتهم لجعلها ضمن فريقهم للعمل.

دخل أستاذ بني الشعر فقاطعهم مخاطبًا: ما الذي يجري هنا؟

نقل نظره إلى الواقفة عند الباب ففهم الأمر وأردف: أوليفيا، اذهبي مع أي أحد، لا تؤخري درسي.

تأففت واتجهت نحو أبعد موقع عن السبورة الذكية، كانت خطواتها واثقة بملامحٍ غير متفاخرة، وقفت قرب فتى تصل لكتفيه، بني الشعر، عيناه فضيتان منهكتان لم تنظرا لها.

ألقت عليه التحية قائلة: مرحبًا ستيريوس.

أجابها بنبرة باردة وهامسة: مرحبًا أوليفي، لماذا تسببين المشاكل للأستاذ ثم تأتين قربي؟ اختصري الأمر.
أنهى كلامه وألقى نظرة عليها.

أردفت المعنية بهمس مماثل: لا تنقصك المشاكل، خصوصًا بسببي، وهذا لا يعجبني إطلاقًا.

تنهد؛ يشعر باليأس من افعالها وقال: فلنبدأ العمل ولتصمتي.

همهمت المعنية وهمست بعدة شتائم، ابتسم الواقف قربها؛ فهي لم تتغير من الداخل متجاهلًا أنه تم شتمه.

بدأت تحضِّر الإجراءات اللازمة للتجربة، لمحت زميلها فوجدته قد شرد عن التجربة لتضربه على ركبته بقدمها، قالت بهمس ووعيد: إياك أن تتسبب برسوبي؛ فأندري لن يرحمني.

صدمة استفاقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن