P-5

2K 92 3
                                    

نظرت له ولم تجد سوي علامات البرود تعتلي ملامح وجهه،لترجع للخلف قليلاً عندما وجدته يقترب منها؛تمتمت ببعض الخوف:
-م..ماذا ت...
قاطعها بوضع سبابته علي فمها مانع إياها من التحدث،ليردف بخفوت:
-التزمي الصمت.
ابتعد بينما هي فقط تتبعه بنظراتها،لتغمض عينيها عندما وجدته يمسك بسوط ويتقدم نحوها.
لكن مرت لحظات ولم تشعر بشئ،لتفتح عينيها ببطئ ووجدته فقط ينظر لها.
لتفزع عندما صرخ بغضب وهو يلقيه بقوة:
-واللعنة لا أستطيع.
هو لا يعلم حتي لما لا يستطيع،وقد سبق له وفعل أكثر من هذا،لكن...هل لأنهم كانوا أناس تستحق العقاب،لكن هي...ما ذنبها أنها من وقع الإختيار عليها لتكون ابنة مجرم!
ضرب يده بالحائط بقوة بينما هي تنظر له ودموعها تتساقط.
نظر لها بعد أن هدأ،ليردف بتهدج:
-لا أستطيع فعل شئ لك...سوي عدم أذيتك.
تمتم ثم خرج تاركاً إياها تعانق جسدها وتحتوي نفسها لتهدأتها من الخوف الذي ملأ قلبها.
.......
دلف جيمين إلي المنزل بعدما ذهب للانتهاء من بعض الأعمال،ليتفاجئ بجلوسه وهو يضع يده علي رأسه وهو شارد بالأرض.
تقدم نحوه ثم وضع يده علي كتفه قائلاً:
-ك...
قاطعه دفعه ليده بعيداً عنه.
-يا صاح اهدأ هذا أنا!
تمتم بهدوء:
-أعتذر جيمين فقط لقد أفزعتني.
-لا عليك....
أضاف عندما جلس أمامه:
-ماذا دهاك؟
تنهد ثم نظر له قائلاً:
-لم أستطع جيمين...لم أستطع إيذاءها.
ابتسم جيمين ثم أردف:
-كنت أعلم أن هذا سيحدث،فأنت لا تؤذي إلا من يستحق الأذية،ولا عليك،فبالتأكيد لن يعلم السيد مين مادام لم يخبره أحد.
اومأ مؤيداً كلامه،ثم أردف بعدما استقام:
-سوف أخلد إلي النوم،لا تنس التأكيد علي الحراس بأن يركزوا بعملهم،خاصةً سوهو.
-لا تقلق،لقد فعلت.
اومأ ثم ذهب إلي غرفته وفور أن دلف إلي داخلها ألقي بجسده المنهك علي السرير وهو يحملق بالسقف ويفكر بما يجب أن يفعل لعدم معرفة أمر عدم اصغاؤه لأوامر مين لعنة كما لقبه بتلك اللحظة،لكنه نفض تلك الأفكار بعيداً عن عقله المزدحم واختار النوم بسلام الآن.
. . .
-بمكان آخر-
كانت تحملق بالقمر بشرود ثم ابتسمت عندما تذكرت أنه لم يؤذيها كما تهيأ لها،ولكن كان ينتابها أيضاً بعض الخوف أن يفعل.
أطلقت تنهيدة عميقة ثم أغلقت مقلتيها وسافرت إلي عالم الأحلام الذي يعد ملجأها الوحيد بتلك الحالة.
.....
ها قد مر شهر علي وجودها بهذا المكان،مر علي ما يرام،فهي لم تتعرض للأذي من قبلهما،فقط حظيت بسلامهما،لا يفعلان شئ سوي اطعامها و جلب ما تحتاجه،وحرصا علي جعل أمر عدم إيذاءها سرا،فإن حدث وعلم السيد مين أنهما لا ينفذان التعليمات خاصةً وهو يثق بهما،فلا محال أنهما سيلقيان حتفهما،وبالجهة الأخرى لا تكف جيني وجاك والشرطة عن البحث عنها....إلي أن جاء هذا اليوم.
......
-9:00 AM-
كانت جالسة وهي تقرأ كتاب ما طلبت من جيمين جلبه لها،وتفاجأت عندما لبي طلبها بتلك اللحظة.
سكنت حركة يدها عن قلب الصفحة عندما دلف جيمين وكوك إلي الداخل،وتعجبت من دخولهما معا وكأنهما سيحدثاها بأمر هام.
نظرت له بنظرات تحتوي علي الكثير من التساؤلات عن سبب مجيئهم،ليتمتم ببرود:
-تحدث أنت.
تحمحم جيمين ثم أردف:
-سنعيدك لغرفتك.
ابتسمت بسرور:
-حقاً!!
اومأ جيمين،ثم تحدث:
-لقد قمنا بتجهيزها علي أية حال.
اردفت بابتسامة:
-لكن ما سبب هذا اللطف.
تحمحم كوك قائلاً:
-فكرت أنك..ربما تخافين من الظلام الدامس ليلا.
ابتسمت قائلة:
-لكنك بالفعل تعلم منذ البداية أنني كذلك.
استطرد قائلاً:
-فقط هيا.
قرب جيمين منها كرسيها المتحرك ثم حملها ووضعه عليها دون أن يلحظ نظرات الآخر التي تخترقه وكأنه يتوعد له بالكثير.
ابتسمت ثم أردفت بعدما جلست:
-إذاً هيا.
كان جيمين سيسير بها لكن تحمحم وابتعد عندما حدجه كوك بنظرة حادة،ثم اقترب واتجه بها إلي الخارج.
كان يسير بها وهي تجيل عينيها بالمكان مندهشة من ضخامة المنزل،ليلفت نظرها رؤيتها للحديقة الخلفية عبر زجاج نافذة مرت بجانبها،لتردف:
-لحظة...
توقف كوك بينما يعقد حاجبيه باستغراب،لتكمل:
-أيمكنني...رؤية تلك الحديقة.
نظرا إلي بعضهما البعض،ليردف جيمين:
-اممم،يمكننا ذلك لكن ليس الآن ،فهي تحتاج إلي بعض الرعاية وستصبح جاهزة لرؤيتها.
اومأت ثم أكمل طريقهما إلي غرفتها.
....
دلفت إلي غرفتها التي وجدت نفسها بها أول يوم دخلت إلي هذا المكان الملئ بالألغاز.
قرب كوك كرسيها إلي الفراش ثم اقترب منها وقام بحملها بينما هي شعرت وكأن قلبها سيخرج من قمعه عندما نظر مباشرةً صوب عينيها.
وضعها برفق علي فراشها ثم تمتم:
-سوف نجلب لك طعامك إلي هنا.
ابتسمت بخفة ثم أكمل:
-سنذهب الآن إن احتجت شئ سنكون بالقرب منك.
اومأت،ليذهب جيمين وهو كان سيفعل المثل لكنها أوقفته قائلة:
-انتظر....
استدار ثم أكملت هدوء:
-أيمكنني،إجراء مكالمة.
-كلا.
-أرجوك،سأتصل بصديقتي،إنها من تبقت لي واشتقت لها حقاً.
تنهد بينما يحاول السيطرة علي نفسه من الخضوع إلي أعين الجراء تلك.
-أعدك لن أفعل سوي هذا،سوف أطمئنها أنني بخير،ويمكنك مراقبتي.
تنهد ثم أردف بغضب بعدما تمكن من السيطرة علي نفسه:
-قلت لا.
أغلق الباب خلفه دون إنتظار سماع ردها حتي.
تنهدت بخيبة أمل ثم ألقت جسدها للخلف بينما تتذكر لحظاتها السعيدة مع جيني منذ طفولتهما إلي شبابهما،لتتنهد بحزن من شدة اشتياقها لها وكم تشتاق لعناقها وتربيتها عليها عندما تكون حزينة بمثل هذه الحالة.
دلف جيمين إلي الداخل بعد أن طرق الباب بهدوء،ليضع الطعام علي الطاولة التي بجانبها،ليردف:
-هل تحتاجين شئ آخر.
تمتمت بعبوس:
-أريد إجراء مكالمة.
ضحك بخفة،لتردف باستغراب:
-ما المضحك بالأمر!
-ألم تطلبي من كوك هذا ورفض.
-وكيف علمت؟
ضرب جبهته بقلة حيلة،ثم أردف:
-وكيف لا أعلم،والآن وداعاً.
تأفأفت بضجر عندما ذهب ثم التقطت كتاب وجدته بجانبها علي الطاولة،وأخذت تجيل عينيها بصفحاته وتمليها بما يمنعها من التفكير بما لا تريد وهي تتناول فطورها.
. . .
-2:05 AM-
كانت نائمة بعمق أثناء ذهابهما للانتهاء من بعض أعمالهما بعدما زود كوك الحراسة عليها وكلفا سوهو بالحراسة عليها.
كانا قد خرجا للتو وقاد كوك السيارة،ليتوقف فجأة مما أثار تعجب جيمين؛مرر يده علي وجهه وهو يتأفأف،ليردف:
-لقد نسيت جلب الأوراق.
-يااا كوك أتمزح معي!!!
-علينا العودة.
-حسناً لكن أسرع.
.......
كان سوهو يقف أمام غرفتها،لتنتابه أفكاره الخبيثة رغم وثوق كوك به.
نظر يمينا ويسارا قبل أن يدفع دفة الباب بهدوء،ثم دلف إلي غرفتها بخطي واثبة بعدما أغلق الباب خلفه،ليتقدم نحوها أثناء نومها وأخذ يقترب منها شيئاً فشيئاً إلي أن لامست أنفاسه وجهها مما أدي لظهور علامات الإنزعاج علي وجهها،لتفتح عينيها بانزعاج قبل أن تتسع حدقتا عينيها بصدمة وكادت ستصرخه لولا وضع يده علي فمها يمنع إياها من الصراخ،ليتمتم بخبث:
-لطالما انتظرت هذه اللحظة منذ أن رأيتك،وها هي الآن.
أبعد يده ثم قام بتثبيتها؛ليمنعها من دفعه بينما هي كل ما تستطيع فعله هو الصراخ ومحاولة ابعاده.
.....
دلف إلي المنزل ثم صعد علي الدرج متجهاً نحو مكتبه الذي علي بعد قليل من غرفتها،وكان سيدلف إليه لكن انتابته بعض الشكوك عندما لم يجد سوهو أمام غرفتها كما تركه يحرسها،ليتجه إلي غرفتها ويستمع من خلف الباب ليتأكد من نومها كما تمني أن يكون،لكنه صدم عندما سمع صوت صراخها وبكاءها وكأنها تحاول النجاة من يد شخص ما،ليدفع الباب بقوة وشرارة الغضب تطاير من عينيه.......
يتبع..........

《Did i love a hostage?!》Where stories live. Discover now