P-7

1.9K 82 3
                                    

سرعان ما ذهلت من ما رأت عينيها.
الأزهار تحيط بالحديقة من كل جانب،الأشجار خلابة وألوانها زاهية،أصبحت الحديقة خاطفة للأنفاس،لكن كان أجملهم في نظرها...ذلك الذي يتوسط الحديقة وينظر لها بابتسامة دافئة.
خطي جيمين إلي الحديقة وهو يسير بها؛تمتمت بابتسامة:
-كم هي خلابة!
أردف كوك بابتسامة:
-هل أعجبتك؟
-كثيراً،إنها تشبه حديقة منزلي،بل أجمل!
أردف جيمين بعد أن اتجه إلي الطاولة التي تحتوي علي فطور شهي:
-أنا جائع لذا هيا نأكل ثم أكملا كلامكما عن الحديقة لاحقاً.
قهقهت بخفة ثم سار بها كوك إلي أن أصبحت مقابلة لطاولة الطعام ثم جلس وقام بسكب الشاي الذي كان لونه كلون غروب الشمس،كان كل شئ له جمال خاص،وكان هو أجملهم.
ابتسمت عندما قدم لها كوب من الشاي،ثم تناولته منه وقشعر بدنها عندما لامست يده الباردة.
احتسته و كان هذا ألذ شاي احتسته.
تمتمت بابتسامة:
-لذيذ.
ابتسم بخفة ثم شرعا بتناول الطعام وفعلت المثل عندما قرب كوك إليها صحنها الذي يحتوي علي كل ما بالمائدة،كان مزين بشكل خلاب،تشبع العين لرؤيته قبل أن يتناوله الفم.
قاطعهم دخول حراس كوك وعلامات الخوف تمكنت من قراءتها علي وجوههم.
عقد كوك حاجبيه،ثم أردف:
-ماذا يحدث الآن!
أردف أحد الحراس ويده ترتعش خوفاً منه:
-س..سيدي،لقد...هرب سوهو.
استقام كوك وجيمين بصدمة،ليردف كوك وهو يجز علي أسنانه:
-ماذا قلت!؟
-ل..لقد هرب سيدي.
دوت صرخته بأنحاء المكان مما تسبب بفزعها:
-كيف تسمحون بهذا واللعنة!!!!!.....حراس مثلكم بهذا الحجم وتتركوه يهرب!!،اللعنة عليكم جميعاً!
كانت تلك أول مرة تراه بهذه الهالة المخيفة،عروقه بارزة وفكه الحاد وعينيه التي تنبعث منها شرارة الغضب كانت كفيلة بجعله بهذا الشكل المخيف.
شهقت عندما أخرج مسدسه وكان سيطلق علي أحد الحراس لكنها صرخت بصدمة:
-ماذا تفعل!!،هل جننت!
نظر لها ولانت ملامحه قليلاً عندما رأي بريق الدموع بعينيها.
أردف جيمين بينما يخفض سلاحه:
-هدئ من روعك يا صاح،لا يجب أن يكون هذا عقابهم.
عصر علي قبضة يده ثم اقترب و لكم أحد الحراس بقوة ليفرغ غضبه ثم ذهب.
تمتم جيمين لها:
-سأعود مجدداً.
تبعه سريعاً كي لا يتهور وعاد الحراس مجدداً ولم يبق سوي هي ومازالت علامات الصدمة تعتلي ملامح وجهها مما كان سيرتكبه.
دلفت إلي الداخل بعدما أفاقت من صدمتها،لكنها لم تجد أحد،كانت بمفردها بالمنزل ولا تعلم أين ذهبا؛كانت ستعود إلي غرفتها لكنها وجدت ذلك الدرج الذي يعد عائقا لها وابتسمت بخفة عندما تذكرت ما فعله جيمين منذ لحظات وكيف سبب لها الفزع عندما نزل بكرسيها علي الدرج ولكن من حسن حظها أن الدرج عريض.
.......
خرج بغضب متجهاً إلي حيث لا يعلم لكن أوقفه جيمين الذي كان يحاول إيقافه واوقفه بصعوبة بينما يلهث.
-ياااا لما أنت سريع هكذا..كما..إلي أين أنت ذاهب واللعنة!!
-يجب أن أجده،أنا لم أنتهي من هذا الحثالة بعد.
قهقه جيمين:
-ياا،أنا لم أعتد منك هذه التصرفات المتسرعة،لذا تمهل وسنجده،وأنت تعلم هذا،هيا نعود الآن إلي المنزل.
-كلا لن أفعل.
-هيا لا تكن طفولي.
......
سرت بكرسيها إلي أن ذهبت إلي غرفة المعيشة وظلت تسير وهي تتأمل الزخرفة علي الجدران وجذب انتباهها عدة صور لنفس الفتاة التي رأتها من قبل.
تمتمت بينما تحادث نفسها:
-تبدو مألوفة كثيراً ،أشعر أنها.....أنا.
كان من الصعب عليها التأكد أنها هي لأنها لا تتذكر أنها رأت صورها وهي صغيرة من قبل كل ما تتذكره صورها من المرحلة المتوسطة.
التقطت صورة وأخذت تتأملها،ولفت انتباهها أن الحديقة الخلفية بالصورة تشبه حديقة منزلها مع تغيرات بسيطة،لكن أكد شكها عندما رأت صورة أخري أمام منزلها.
وضعت يدها علي فمها بصدمة،وشعرت كما لو أن جزء مخفي داخل عقلها قد عاد للحياة مجدداً.
.....
-عودة للماضي-
-ياااا أعطني لعبتي.
أردفت الصغيرة وهي تكتف يديها بعبوس.
ليضحك الآخر ذو التسع سنوات علي مظهرها:
-كلا.
-أميي.
بكت وتوقف هو عن الضحك ثم اقترب منها وأعادها إليها قائلاً بنبرته الطفولية وهو يمسح دموعها:
-يااا،لا تبك،أعدك لن أفعل هذا مجدداً.
ابتسمت ثم عانقته وفعل هو المثل.
.....
كانت تنظر له بأعين باكية وهي تسير مع والدتها لركوب السيارة مستعدون للسفر إلي أمريكا.
-دانبي.
تمتم وبريق الدموع في عينيه.
لتترك يد والدتها ثم عانقته وهي تبكي لأنها بذلك ستبتعد عن صديقها الوحيد،الذي لطالما كان يحميها من كل من يحاول إيذاءها.
نظرت له ثم أردفت ببراءة:
-عدني أنك ستتزوجني عندما نكبر.
ابتسم ثم صافح اصبعه الخنصر باصبعها قائلاً:
-سأفعل.
. . . .
تساقطت دموعها وهي تنظر إلي الصورة بصدمة.
-ك..كيف...كيف لم أتذكر...كيف واللعنة.
ظلت تقلب بالصور إلي أن ألقتها بعيداً ووضعت يدها علي رأسها بصدمة،لتتمتم بغصة:
-كيف وصل به الحال إلي مجرم،وكيف أنا لم أعرفه وكيف لا أعرف نفسي!،ماذا فعلوا بي واللعنة لينسوني هذا!
أيقظها من شرودها سماعها لصوت ضجيج إغلاق باب المنزل،لتعلم أنهما عادا،لكنها ظلت ساكنة بمكانها وهي تشعر أنها عاجزة عن الحركة.
دلف كوك ومعه جيمين الذي نجح بتهدأته إلي غرفة المعيشة،ليعقد كوك حاجبيه باستغراب عندما وجدها تنظر إلي الأرض دون أن ترمش حتي.
اقترب منها لمعرفة ما بها لكنه توقف عندما نظرت له ودموعها عالقة بمقلتيها،وكانت ستبوح بما يثقل كاهلها لكنها لسبب مجهول فضلت التغاضي عن هذا.
تساءل:
-هل أنت بخير؟
أردفت بهدوء:
-أجل،فقط شردت....لبضع لحظات.
أردف جيمين بمرح عكس الذي ينظر لها وهو يشعر أن خطب ما أصابها:
-حسناً والآن هيا نعود إلي الحديقة.
-كلا،سوف أعود إلي الغرفة.
سرت بكرسيها،ليردف بهدوء:
-هل أساعدك؟
-كلا،أستطيع تدبر أمري بنفسي.
سرت إلي أن وصلت عند الدرج وتنهدت وهي تحاول إيجاد طريقة للصعود غير أن يساعدها،لكنها تفاجأت عندما قام بحملها والصعود إلي غرفتها دون أن ينبس ببنت شفة،واكتفت هي بالصمت.
.....
كان قد أوشك علي الذهاب بعد أن أجلسها علي فراشها،لكنه استدار وعلامات الامتعاض تعتلي وجهه،ليردف:
-ماذا يحدث واللعنة!
نظرت له،ثم تمتمت بهدوء:
-ماذا يحدث،أنا بخير!
عصر علي قبضة يده ثم خرج دون التفوه بشئ.
..
تنهدت ثم تناولت كتابها وشرعت بقراءته لمنع عقلها من التفكير بالأمر.
......
-إذاً لا أثر لها.
أردف جاكسون يحادث الشرطي الذي جاءهم بأنباء عدم عثورهم عليها.
-أعتذر سيدي،لقد فعلنا ما بوسعنا،ولكننا لن نتوقف عن البحث عنها إلي أن تعود إليكم سالمة.
-ماذا تقصد بلم تجدوها!!
تمتمت جيني في تهدج بينما جاك يربت عليها لتهدأتها.
-نحن نفعل ما بوسعنا،المعذرة.
استقام الشرطي ثم ذهب وجاكسون قام بمعانقتها عندما وجدها تبكي.
-ستعود..اهدأي...ستعود.
......
-علي الذهاب الآن كوك،لدي بعض الأعمال يجب أن انهيها.
-حسناً.
-وداعاً.
أردف جيمين بينما يرتدي معطفه.
-وداعاً.
....
صعد إلي غرفتها بعدما ذهب جيمين؛ لفضوله لمعرفة ما خطبها.
....
دفع دفة الباب بخفة،ليجدها تقرأ كتابها بهدوء عكس ما تكتمه بداخلها،ليتقدم ثم جلس أمامها.
أغلقت الكتاب ونظرت إليه بهدوء لمعرفة سبب قدومه،ليتمتم ببرود:
-أريد أن أعلم ما الذي يحدث معك!
تساءلت بسخرية:
-هل أتيت لتسألني ما الذي يحدث معي؟!
تمتم بحدة:
-لا تختبري صبري،اما أن تخبريني ماذا بك أو سأعلم بطريقتي.
-حقا!
-أجل.
-لا شئ.
تجاهلته وفتحت كتابها مجدداً وأكملت قراءته غير مبالية للبركان الذي أمامها.
لم تشعر سوي بألم قد اجتاح يدها عندما جذب من يدها الكتاب بقوة و ألقاه أرضاً وهو يتمتم بحدة وغضب عارم:
-عندما أتحدث إليك يجب أن تنصتي إلي هل تسمعينني!!!
نظرت إليه بصدمة من فعلته وسرعان ما تبدلت ملامحها لأخري غاضبة،لتردف بامتعاض:
-ومن أنت لتتحكم بي واللعنة!!
صرخ بغضب بعدما ضرب قبضة يده بقوة علي الحائط وهو ينظر إليها بحدة:
-أنا كل شئ هنا،وسبق وحذرتك...لا تختبري صبري...هل فهمت!
ازداد صراخه بأخر كلمة،وهي فقط تنظر له بأعين دامعة،مشاعر خوف من هيئته التي بدت لها مخيفة ومشاعر غضب من صراخه عليها وغيرها من المشاعر التي لم تستطع التعبير عنها سوي عن طريق دموعها.
ظلا يتبادلا النظرات إلي أن انفرجت شفتيها وتمتمت في تهدج:
-ابتعد..عني.
نظر لها بهدوء ثم ابتعد وخرج محدثا ضجيج عالي لإغلاق الباب.
أطلقت العنان لدموعها سامحة لشهقاتها بالحرية وهي لم تستوعب بعد ما اكتشفته وما سبب صراخه،لتكور جسدها ثم عانقت الوسادة وهي تبللها بقطراتها المالحة.
......
انطلق بسيارته وهو يشتاط من الغضب واتجه إلي المكان الذي يفرغ به غضبه دائماً.
دلف إلي هذا المكان المشبوه وفور دخوله هدأ الضجيج لبضع لحظات ثم استمر.
جلس ثم طلب مشروبه الخاص وهو يراقب الأجواء بملامح متبلدة المشاعر.
.....
صرخت السيدة كيم بصدمة:

-مختطفة!!!....كل هذه المدة وتكذب علي أنها منشغلة،كيف تسمح بهذا واللعنة!!!
أنهت كلامها وهي تضربه علي صدره بغضب.
-انت تعلمين جيداً أنها ليست ابنتنا بالفعل.
-تقول هذا الآن!،وما ذنبها أننا قمنا بتبنيها!،كيف تسمح لهم بأذيتها!!!!!
تنهد لتردف بصراخ:
-أجبني واللعنة!!،أي قلب تمتلك!!!
نظر لها دون التفوه بشئ،ليتمتم عندما وجدها تحزم حقائبها:
-ماذا تفعلين!
نظرت له ثم تمتمت:
-ان كان قلبك كالحجر فأنا ولدت بمشاعر أم،ولن أدع ابنتي تتأذي اكثر،وأتمني أن تقوم بطلاقي بأسرع ما يمكن.
-هل جننتي!!،نطلق لأجل فتاة ليست ابنتنا حتي!!
حملت حقيبتها ثم خرجت متجاهلة كلامه.
فتحت باب المنزل للخروج لكنها لم تجد سوي حراس يعيقون طريقها للخروج،لتنظر له وهو يردف بسخرية:
-لا تنس،عندما وقعتي بحبي لم أكن سوي زعيم مافيا،لذا احذري من العبث معي.
-ماذا تقصد!،أنا لن أترك ابنتي!!
-حراس.
لحظات ووجدت نفسها محاصرة من قبل الحراس الذين أخذوا يسحبوها إلي غرفتها وكانت محاولاتها في الصراخ تكلل بالفشل.
......
-1:01 AM-
شعرت بألم بقلبها ثم فتحت عينيها بعد أن غفت أثناء جلوسها.
جالت عيناها بالمكان لكنها اغمضت عينيها متظاهرة بالنوم عندما شعرت بوقع خطوات علي الأرض بالقرب من غرفتها.
....
كان قد دلف إلي المنزل وهو يترنح يمينا ويسارا،إلي أن أخذته قدماه إلي غرفتها.
فتح الباب ثم نظر لها،ليبتسم بسخرية ثم تمتم:
-تتظاهرين بالنوم هاا.
تسارعت نبضات قلبها خوفاً من أن يفعل لها شيئاً.
ليقترب ومع كل خطوة يخطوها يزداد تسارع نبضات قلبها........
يتبع.........

《Did i love a hostage?!》Where stories live. Discover now