بعد مرور يومين..
بملامح حزينة سد الباب ووقف كيلقي على المكان نظرة أخيرة، تنهد بقوة وحسرة وزاد فإتجاه السيارة ركب فبلاصته ومد يديه كيقاد المرايا بالصدفة جاو عينيه عليها..
متكية على كتف ايمان ، ملامح وجهها باهتين وذبلانين، بلع غصة مريرة ورجع بذاكرتو للحظة لي وصل ليها للمشفى بعد ماتصلو به تحت طلب شخص مجهول وعلموه انها كتتواجد عندهم ، زادت صدمتو أضعاف فاش عرف انها واخدة جرعة مخدر كبيرة سببات ليها ففقدان الوعي وبالرغم من تأكيد الطبيب ليه أنهم قامو معاها بالإجراءات اللازمة و ان وضعها مستقر الا انه ما رتاح حتى دخل شافها، كانت ناعسة على الفراش كأنها جثة هامدة، جر كرسي وجلس على مقربة منها خدا نفس عميق حاس براسه تالف وحيله مهدود أسئلة كثيرة كتتعاود فبالو..
علاش ؟
وكيفاش؟
وامتى وصلت بنته لهاد الحال !!
فين هو من هادشي كله ؟
فين كان غافل حتى فلت من يديه لجام الحكام وخرجت الأمور عن السيطرة؟
واش غلط نهار عطاها الثقة الكاملة ولا فالاصل الخطأ فانه فضل يجي يعيش فبلاد أوروبي على انه يبقى فبلاده وسط مجتمع من نفس دينه وعقيدته وثقافته !
واش المشكل فالمجتمع ولا فيه هو لي ماعرفش يربي !!؟الاسئلة كانت كتنزل على دماغو كالسيل طول مدة إنتظارو ليها تفيق ، وبين تأملوا لشحوب وجهها واستيعابو لكل ماجرى غرق فدوامة من الأفكار كيعاتب ويلوم فنفسه حاس برأسه هو المسئوول الاول على هاد الكارثة لي طاحت عليهم ولازم يلقى حل ينقد به إلى باقي مايتنقد..
فاق من سهوته على صوت سهيلة وهي كتنادي عليه شاف فيها شحال ورجع دار قدامه ديمارا السيارة وزاد فطريقه..
فضل يكون سفرهم بالسيارة رغم التعب لي غادي يلحق بهم، لكن كانت هادي فرصة ليه باش يجمع شتات نفسه ويرتب افكاره من اول وجديد..
طال الطريق وبان عليهم التعب وقفو فالمرافق العمومية عدة مرات، الساعة كتمر ببطئ قاتل والطريق غير ماكيزيد يطول ..
ومن سويسرا لفرنسا مرورا بإسبانيا ووصولا إلى المغرب، موطنه الام لي غادر ترابه لأزيد من عشرين سنة، استنشق هواء بلاده براحة وهو كيمرر عينيه على كل بلاصة باشتياق، وماهي الا بضع ساعات ووصل لمدينته ، المدينة فين تزاد وكبر لمدينة لي شهدت على أجمل ذكرياته، بلاصا طموبيل قدام دار واليديه لمح خوه واقف قدام الباب وعلى شفافه ابتسامة واسعة، بجمود نطق مخبرهم بوصولهم ، وترجل من السيارة وابتسامة متعبة كتشق طريقها لوجهه ، قرب من خوه لي قطع المسافة بسرعة فاتح ليه درعانو ومرحب به، تعانقو بقوة طافين شوق السنين والبعد لي مابدل فعلاقتهم والو ..
علي: (بفرحة) على سلامتك اخويا كيف دوزتو الطريق
عثمان: (تنهد) الله يسلمك، الحمد لله دازت بخير
علي: (فاتح ليه الطريق) زيد مرحبا (شاف جهة السيارة) علاش مانزلوش؟
عثمان: (زفر) راك عارف لي فيها
علي: (بابتسامة مد يديه ربت على ظهرو) كولشي غادي يتصلح بإذن الله ..
أنت تقرأ
في النفس متسع
Randomعلى صواب، على حق.. كلا !! أنا تائهة مرمية في دهاليز الضياع، غارقة انا لا مَحال.. وفي خِضم الخِصام والصِّراع و قاب قوسين أو أدنى من حافة الضياع.. إمتد طوق النجاة وهمس لي المنادي بتمتمات لا تتردد إبحث في داخلك.. إبدأ هنا، الآن، إبدأ من حيث انت... لاز...