الفصل الأول

777 18 2
                                    

في إحدى ليالي ديسمبر الممطرة، يراها البعض عاشقة ويمضيها في محادثة شخصه المفضل، ويراها البعض مليئة بالذكريات فيجلس وحيداً خلف باب غرفته يبكي على فقدان شخصه المفضل!، وعلى عكس المعتاد أمضت سماح تلك الليلة في قلق فَـ خِلال ستٌ وعشرون عاماً من الزواج لم يتأخر عادل في العودة قط، أخيراً فُتح باب المنزل معلناً عن عودته فتنفست الصعداء ونهضت على الفور ذاهبةً إليه قائلةً بقلق ملحوظ

-انت كنت فين يا عادل، قلبي كان هيقف من الخوف عليك يا راجل!
-متخافيش متخافيش انا كويس اهو.. امال البنات فين؟
-سلمي يا حبة عيني رجعت من شغلها مهدود حيلها فـ يدوبك اكلت لقمة ونامت وهمس كان عندها كورس ورجعت تعبانه برضو ونامت
-طب كويس عشان اعرف اتكلم معاكي براحتنا

ازداد شعور القلق بداخل قلبها فقالت

-هو في ايه يا عادل!
-هحكيلك كل حاجة.. اقعدي بس

جلست سماح فجلس هو بجانبها وبعدما تنهد قال

-كنت مخبي عليكي حاجة الفترة اللي فاتت.. انا تعبان يا سماح وتعب ملوش علاج ومحكوم عليه بالموت ولو مكانش النهاردة فـ بكرا ولو مكنش بكرا فـ بعده.. والأعمار بيد الله!

نزل الخبر عليها كالصاعقة فلم تصدق حالها وأخذت تبكي فتابع هو

-انا مش بقولك عشان تعيطي انا بقولك عشان بستقوي بيكى واللي قولته ده البنات مينفعش يعرفوا عنه حاجة.. ده سر
-لو جرالك حاجة هنعمل ايه من بعدك يا عادل ده احنا ملناش غيرك
-عشان كدا آن الآوان نرجع لأهلي
-اهلك!
-اه أهلي.. بناتك ليهم عيلة كبيرة وكبيرة اوي كمان ومينفعش نفضل طول العمر مخبيين عنهم
-انت ناوي على ايه
-ناوي نرجع كلنا لأهلي.. آن الآوان نعرف بناتنا هما من عيلة ايه.. احنا مش اي حد ده احنا عيلة جلال الدين عمران..
¬|¬|¬|¬|¬|¬|¬|¬|¬
في الصباح استيقظت همس على صوت ضوضاء خفيفة تحدث في الغرفة ففتحت عينيها بتكاسل لتجد والدتها تعد حقيبة السفر الخاصة بها وبشقيقتها فعقدت حاجبيها بتعجب وقالت مازحةً

-ايه يا ست الكل لقيتي ابن الحلال اللي هياخدنا بـ شنطة هدومنا بس ولا ايه

ضحكت كل من سماح وسلمي ثم قالت

-اصطبحي وقولي يا صُبح
-صَبح يا سلوم، بجد والله بتعملي ايه يا ماما
-مسافرين يابنتي ومسافرين ضروري

اعتدلت همس في جلستها على الفور ثم قالت

-مسافرين فين وليه وايه اللي جد يعني!
-ابوكم عايز يعرفكم على عيلته اللي في الصعيد، دي عيلة كبيرة ومش هنعيش طول عمرنا بعيد عنهم

تبادلت سلمي برفقة همس نظرات التعجب فقالت همس

-وده ايه لزمته دلوقتي يا ماما ايه اللي جد يعني؟
-اسألوا عادل بقى مليش دعوة انا.. متزعلوش بابا يا بنات واسمعوا الكلام
-طب وشغلي يا ماما
-معلش يا حبيبتي تعالي على نفسك شوية

ليالي العشق الأربعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن