هدوء يعم المكان بعد تلك المحادثة التي دارت بين جلال وابنه الأصغر، هو لا يستطيع الرفض ولم يفضل القبول أيضا، في بعض الأحيان لا تضع الحياة أمامك اللون الرمادي ولا يكون أمامك خيار سوي الأبيض او الأسود لا يوجد حل وسط ليرضي جميع الأطراف ولكن حتى مع اختيار الأبيض او الأسود تجبرك الحياة على أحدهم لتختاره.. لم تعد أمامك رفاهية الاختيار وتلك هي حقيقة الحياة!.. تنهد عادل عندما يجد مفر ما ثم قال
-خلاص يا بابا اللي حضرتك شايفه صح اعمله
-يبجي انت مش موافج.. سبب الرفض إيه؟
-مينفعش أرفض في وجود حضرتك بس كنت عايز أسألك هي همس تعرف بالموضوع ده؟
-إيوا
-وموافقة؟
-إيوا
-طيب طالما همس موافقة وحضرتك كمان موافق يبقى انا مليش حق اعترض اصلا
-ده چواز ياولدي لازم تبجي راضي عنه وبعدين ولد اخوك شاب زين وبيحبها وهيخاف عليها واللي نعرفه احسن مـ اللي منعرفوش
-معاك حق.. بس انا لسه عايز اتكلم مع همس شوية في الموضوع ده
-اللي تشوفه ياولدي
-بعد اذنك
حرك جلال رأسه بتفهم فنهض عادل ثم صعد إلى الطابق الثاني حيث منزلهم وطلب من همس الحضور والجلوس برفقته في الشرفة قليلاً فإمتثلت هي إلى رغبته على الفور ثم ذهبت وجلست برفقته في الشرفة وقالت ممازحةً إياه
-اه طبعا ما انت قاعدلي مع اخواتك ٢٣ ساعه وناسي بنتك.. قاسي اوي
-وانا اقدر انسى سُكر حياتي برضو
-والله انت اللي سكر.. المهم الدخلة اللي دخلتلي بيها مش عجباني ايه همس عايزك دي.. انا عملت ايه
ضحك عادل بخفة ثم امسك يديها وقال
-انتي بنتي يا همس يعني انا مهما حبيت في الدنيا مش هحب حد قدك انتي واختك واكيد عمري ما هتمني اني اشوفك أو اشوفها مش بخير ومش عايز حاجة في الدنيا قد مصلحتكم
عقدت همس حاجبيها بتعجب فقد اقلقها حديثه للغايه فقالت بقلق ملحوظ
-في ايه يا بابا؟
-انا بس عايز أسألك حاجة وجوابك هحترمه طبعا إياً كان
-اكيد طبعا اتفضل أسأل
-انتي فعلا عايزه تتجوزي ابن عمك؟ وليه؟
شعرت هي بالخجل قليلاً فوجهت نظرها ارضاً بخجل ثم قالت
-ايوا عايزه اتجوزه عشان بحبه وهو بيحبني
-بس الحب مش كفاية في اي علاقة انتي عارفه كدا صح؟
حركت همس رأسها إجابة بنعم فتابع هو
-يبقى تجاوبيني جواب منطقي.. ليه شهاب دوناً عن الباقية يعني.. ايه المميز فيه؟
-لأن شهاب بيفهمني دايماً وبيسمعني على طول، غير كدا هو شخص مسؤول ويصلح لأنه يكون زوج واب.. مش طايش يعني وتفكيره حلو وبيعجبني وكمان طموح وبيعرف يحلم برغم كل حاجة.. هي صفات عادية يعني بس هي مُبهرة بالنسبالي
-وانتي شايفه انه هيقدر يسعدك حتى من غير ما يكون شايفك؟
-هو اصلا بيسعدني يا بابا على طول.. يعني هو تقريباً الوحيد اللي بيعرف يخرجني من المود بيعرف يخليني مبسوطة دايماً.. وعلى فكرة قريب كدا إن شاء الله شهاب هيعمل عمليه واحتمال كبير جدا يرجع يشوف تاني يعني معتقدش إن الحوار ده عائق كبير بيني وبينه
