١

3.7K 81 3
                                    


تشير الساعة إلى الثانية ظهرًا ، إنتصفت الشمس في وسط السماء لا يحجب نورها حجاب و لا يقف في طريق حرارتها أحدث أنواع مكيفات الهواء ..

في المشفى العام ، تجمهر الناس أمام المصعد في موقف مهيب ، ينظر الجميع لبعضهم في صمت و خوف و رهبة .. و كأن ملك الموت يقف أمام رؤوسهم ، القوا على مسامع الأطباء الكثير من الشتائم و أنهال بعضهم بالنصح و الإرشاد .. منهم من يدعو الله بكل صدق ، و آخرون أتخذوا من الصمت خليلا .. و جميعهم آذان صاغية لذلك الصوت الذي يخرج مستغثيًا من داخل المصعد ، الذي وقف أمامه عددًا لا بأس به من أطباء المشفى و ممرضيه  .. يحاولون المساعدة بكل ما أوتوا من قوة في هذا الموقف العظيم ..

هدئت الأصوات فجأه ، بشعرٌ ناعم زادته الشيبة وقارًا ، و بثباتٍ كما الجبال ، و ثقة مفرطة .. تنحنح خلف الجمع .. ليفج له الجمع متسع طريق ، مشى كما الملك وسط حاشيته .. الجميع ينظر إليه ، أدخل يديه في جيبه ووقف ينظر لنخبة الاطباء التي سبقته للمصعد ..

و قال بصوت جهور : الحاله معاها منو ؟

نظر الأطباء لبعضهم تقدم أحدهم وهو يتمتم : معاها ..

نظر المستر إليه منتظرًا الإجابه ..

بتردد : معاها ..

المستر : انت حاتغنيها لي ؟ معاها منو ؟

إزدرد ريقه و أردف : ريما يا مستر

تحولت تعابير وجهه في الحال إلى الوان لا حصر لها ، وأردف بزعر : ريما ؟ ما لقيتو غير ريما تسلموها الحالة ؟ وين ويييين الناس ديل " صفق بيديه و أنزل رأسه لأسفل و كأنه يتستذكر شيئا ما ، قاطعه أحد الممرضين : الصيانة ، على وصول يا دكتور ..

أحمرت عينيه غضابًا : امشي ما تجيني راجع الا وهم معاك

= يا دكتور ما هم جاين انا أمش ليه ؟

بصوت غاضب : سمعتني ولا اعيد ؟

= ح ح حاضر يا دكتور حامشي انا اجيبهم بنفسي انت ارتاح ..

قاطعهم صوت من داخل المصعد : يا جماعة المرة حاتضيع من يدي افتحوا البتاع ده ياااخ .. حرام عليكم حا تولد ..

مستر حكيم : وانتِ دكتورة على شنو ؟ ولدي المرة ..
..

ريما : اولده بيدي ؟ ما عندي مُعدادات هنا !

مستر حكيم : اي ولديها بيدك ، حاتولد طبيعي شوفي شنو جنبك ممكن تسخدمي

ريما : اولده انا ؟

مستر : ريما ما تخليني اخش ليك جوه اكسر راسك ده ياخ

ريما : النبي خشي لي انا ما عارفة اعمل شنو .!

بنبرة حادة : ريما ...

ريما : ما تكورك فيني انا ما ناقصة توتر و خوف ..

زوجتك نفسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن