تشير الساعة إلى الثانية ظهرًا ، إنتصفت الشمس في وسط السماء لا يحجب نورها حجاب و لا يقف في طريق حرارتها أحدث أنواع مكيفات الهواء ..في المشفى العام ، تجمهر الناس أمام المصعد في موقف مهيب ، ينظر الجميع لبعضهم في صمت و خوف و رهبة .. و كأن ملك الموت يقف أمام رؤوسهم ، القوا على مسامع الأطباء الكثير من الشتائم و أنهال بعضهم بالنصح و الإرشاد .. منهم من يدعو الله بكل صدق ، و آخرون أتخذوا من الصمت خليلا .. و جميعهم آذان صاغية لذلك الصوت الذي يخرج مستغثيًا من داخل المصعد ، الذي وقف أمامه عددًا لا بأس به من أطباء المشفى و ممرضيه .. يحاولون المساعدة بكل ما أوتوا من قوة في هذا الموقف العظيم ..
هدئت الأصوات فجأه ، بشعرٌ ناعم زادته الشيبة وقارًا ، و بثباتٍ كما الجبال ، و ثقة مفرطة .. تنحنح خلف الجمع .. ليفج له الجمع متسع طريق ، مشى كما الملك وسط حاشيته .. الجميع ينظر إليه ، أدخل يديه في جيبه ووقف ينظر لنخبة الاطباء التي سبقته للمصعد ..
و قال بصوت جهور : الحاله معاها منو ؟
نظر الأطباء لبعضهم تقدم أحدهم وهو يتمتم : معاها ..
نظر المستر إليه منتظرًا الإجابه ..
بتردد : معاها ..
المستر : انت حاتغنيها لي ؟ معاها منو ؟
إزدرد ريقه و أردف : ريما يا مستر
تحولت تعابير وجهه في الحال إلى الوان لا حصر لها ، وأردف بزعر : ريما ؟ ما لقيتو غير ريما تسلموها الحالة ؟ وين ويييين الناس ديل " صفق بيديه و أنزل رأسه لأسفل و كأنه يتستذكر شيئا ما ، قاطعه أحد الممرضين : الصيانة ، على وصول يا دكتور ..
أحمرت عينيه غضابًا : امشي ما تجيني راجع الا وهم معاك
= يا دكتور ما هم جاين انا أمش ليه ؟
بصوت غاضب : سمعتني ولا اعيد ؟
= ح ح حاضر يا دكتور حامشي انا اجيبهم بنفسي انت ارتاح ..
قاطعهم صوت من داخل المصعد : يا جماعة المرة حاتضيع من يدي افتحوا البتاع ده ياااخ .. حرام عليكم حا تولد ..
مستر حكيم : وانتِ دكتورة على شنو ؟ ولدي المرة ..
..ريما : اولده بيدي ؟ ما عندي مُعدادات هنا !
مستر حكيم : اي ولديها بيدك ، حاتولد طبيعي شوفي شنو جنبك ممكن تسخدمي
ريما : اولده انا ؟
مستر : ريما ما تخليني اخش ليك جوه اكسر راسك ده ياخ
ريما : النبي خشي لي انا ما عارفة اعمل شنو .!
بنبرة حادة : ريما ...
ريما : ما تكورك فيني انا ما ناقصة توتر و خوف ..