١٠

840 41 2
                                    

بمرر المشط على شعري بلا وعي ، حسيت بيد ساحبا مني عاينتا في مراية التسريحة وإذا بها أمي واقفة و بتسرح لي في شعري ..

سندس : تذكري لمن كنت صغيرة كنتي بتبكي بهستريا لمن تشوفيني شايلة المشط

إبتسمتا ليها إبتسامة صفراء

كملت :كبرتي و بقيتي بتسرحي براك ، عارفة خالاتك كانوا عاملين عليكي رهان انك لمن تكبري حاتفضلي مبشتنة ! بس انا قولت ليهم لا بتي حاتكبر و حا تبقى نضيفة و مجيهه .. عارفة الرهان كان شنو ؟

تبادلنا النظرات في المراية ، غطت مناخيرها بيدها الشايله بيها فرشة التسريح : تلاته اكياس شبس و ١٠ شكولاتات من كل واحدة

إبتسمتا : وادوكي ليهم ؟

= آاااه كبرنا ، الدنيا اخدتنا و نسينا الرهان

_ رهان زي ده بتنسى لكن !

بتنهيدة : الدنيا مشاغل يا بتي بتنسي حاجات عمرك ما اتخيلتي نفسك تنسيها

= زي ابوي !

عاينت لي بنظرة صامتة و ملامحها اتلونت بمية لون ، ختت الفرشة براحة في طرف التسريحة و بنبرة ملاها الخوف و التردد : إنتِ فكرتي في كلام أعمامك الأمس ؟

= إني أمشي معاهم !

ضغطت على يدينها بتوتر : ريما ؛ انا عمري ما فرضته عليكي شي ولا جبرتك تعملي حاجة انتي ما عايزاها و اديتك كامل الحرية في إتخاذ قرارتك " إتجهت الناحية التانية وادتني ظهرها " لكن .. لكن الراجل ده ما بستحق منك كلمة " ابوي " ده رماك و إنتِ طفلة و ما اشتغل بيك و لا جيتي في بالو يوم .. انا ياريما شوفتا ما شوفتا وانا بربيك ..إهانات و الفاظ قبيحة و تعامل كعب و كنتي مهونة علي كل صعب لاقيتو في طريقي .." اتلفتت علي " حتى البيوتي سنتر كتبتو بإسمك عشان اضمن مستقبلك لو لا قدر الله يعني و الموت ..

قاطعتها ومسكت يدها:  بعد الشر بعد عمر طويل ان شاءالله"

كملت : الموت حقيقة المهم انا مستعدة اعمل ليك الانتِ عايزه يا ريما اي شي انتِ عايزه انا مستعدة اعملو ليك فورا بس ما تسيبني و تمشي ليه .. هو ما مهتم بيك ولا انتِ فارقة معاها بدليل ما فكر مرة يسأل عنك ! انا عارفة انو مهما حصل حايفضل ابوك واسمو حايلازمك للابد بس انا العشتا دور الاب انا الكنت ليكي أب وقت هو ما كان بسرح و بمرح معاها  .. ريما انتِ حا تسيبني و تمشي ليهم ؟ حا حاتمشي لابوك ؟ لو مشيتي ليه و سبتيني انا حاموت والله الع..

قاطعتها : امشي وين ؟ انا ما لي مكان غير المكان الانتِ فيه .. في سندس في ريما مافي سندس مافي ريما .. بعدين انتِ كيف خطر ليكي إني ممكن أسيبك ! بس اذا حاتجيبي سيرة الموت تاني حامشي ..

= لا خلاص سكتا ..

عاينتا ليدينا الكانت بترجف و جمسها البتنفض خوف ، إبتسمتا ليها وانا فاهمه إحساسها ده كويس ضميتا علي ..من ما وعيت على الدنيا امي هي الام و الاب ما شوفتا مرة اقوى من امي .. ما شوفتا مرة أعظم من أمي .. كانت ولا زالت بنسبة لي السوبر ومن اللي بحلم ابقى زيها يوم .. اللي أنجبت و ربت و كبرت و ضحت بحياتها عشان عيوني غير السعادة مش سوبرومن لا دي أعظم من كده بكتييير .. لاول مرة اشوف المرة القوية الفي حياتي خايفة عمرها ما حستتني إنها خايفة من شيء غير اليوم و مستعدة أعمل أي شي عشان أمحي أثر الخوف ده من عيونها حتى لو كان أدفن لهفتي لشوفت أبوي اللي نفسي أحس بوجودو في حياتي .. بقدر ما أمي حاولت جهدها تسد الفرقة دي بس عمرو فراغ الأب ما بيتملي أبدًا وبيفضل فاضي زي ماهو 💔

زوجتك نفسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن