بخطوات سريعة صعدت السلالم قلبها كان يدق حماساً خاصة أنها تعرف أن أيمن لا يعود إلا في وقت متأخر اكثر ..ابتسامتها اتسعت و هي تقف أمام باب غرفته بالحقيقة أنها ليست غرفة فقط بل تقريباً جناح واسع لكنه عبارة عن غرفة واسعة بحمام ملحق ومكتب فقط .. ..نظرت يميناً ويساراً بحذر حذرة من أن يرآها أحد و هي متسللة لبيت الأسد..الوقت متأخر الآن و أنور منغمس في العمل هذا اهم شيء.. وجدت نفسها تفتح باب الغرفة المفتوح لتدخل إليها غير مهتمة بديكورها الفخم..بل عينيها نظرت نحو باب المكتب لتسرع إليه ضاغطة على معصم بابه لتجده مغلقاً كما توقعت.. لم تنطفئ ابداً شعلة الحماس بعينيها و بسرعة خطيرة كانت تبحث عن المفتاح بين اغراضه داخل الادراج بين ملابسه ثم وأخيراً وجدته اسفل فراش نومه لم تفرح كثيراً و هي تشعر أن الوقت ضيق و بأقل من دقيقة كانت تفتح باب المكتب لتدخل فوراً تاركة المفتاح في قفله دافعة الباب خلفها..اطلقت تنهيدة عميقة مبتسمة بنصر لتفتح النور متجهة بسرعة باحثة بين الادراج عينيها كانتا متشنجتان حتى أنها شعرت بالتعب لكنها لم تيأس ..لم تعرف كم مر من الوقت و هي مشغولة في مكتبه لتسحب اخيراً الدولاب الخشبي بحذر ..اللون الاخضر للملف كان مميزاً جداً خلف الدولاب ..كم هو شعور رائع و كأنها عثرت على منزل من الذهب.. فقط تتخيل شكل انور و ابتسامته الفرحة ..سحبت الملف لتقفز بانتصار عدلت من ياقة بلوزتها الناعمة لتتجه نحو الباب بثقة و بخفة داست على معصم الباب ارتفعت حاجبيها بحيرة لتعاود الضغط مجدداً لكن ابداً لم تكن مخطئة فهو لا ينفتح بقوة اعادتها ..ثم بقوة اكثر..لتشعر فجأة بالعرق يغزو جسدها فتبرد يدها عاجزة عن فتح الباب..مغلق..اعادت حركات يدها بيأس قبل أن تـنفلت يدها عاجزة عن الضغط اكثر برودة اصابت اطراف جسدها و هي لازلت تمسك بالملف بصعوبة حتى أن وشاحها سقط تحت قدميها دون أن تشعر به..ركبتيها بالكاد استطاعتا أن تحملا جسدها على صوت خطر تخلخل لمسامعها ليهز قوتها بالفور " فخ ..!..لم انصب لك فخاً..لكنك دخلتي عرين الأسد بقدميك.."وضعت كفها على فمها تكتم شهقتها على صوته الذي وصل إليها من خلف الباب احست بحركة خفيفة للباب حين اتكأ بكل وزنه عليه مكملاً " اممم..مع الاسف لا اتناول لحوم البشر.."اجفلت لتستوعب كلامه المستهزئ و من بين ارتجافها نطقت " افتح الباب أيمن..ازداد صوتها ارتفاعاً و هي تكمل..إن لم تفتح الباب أنا..." قطعها بهدوء بغيظ " أن لم افتح الآن الباب ستشكيني عند والدي صحيح..؟..!.." لم يسمح لها بالرد حين اطلق ضحكة رنانة ساخرة مكملاً " ليس كل مرة ياسمينة ابي .قد تكونين ماكرة إلا أن حلمي ناصر لن ينخدع بك..أنهُ فقط يُدللك على حسابي .." احست أن أعصابها تالفة تماماً حتى أن عينيها بدأتا تحرقانها رغبة بنزول بعض الدموع ليس خوفاً بل قهر وعجز..تمسكت بالملف بإحدى يديها بقوة لتفرك عينيها بعنف مستنشقة الهواء " افتح الباب.." رددتها بخفة قبل أن يرتفع صوتها صارخة لتقول مندفعة " يا حقير افتح الباب ..افتح وإلا اقسم بأنني سأحوم حولك كالنحلة و كما طردت من الشركة ستطرد من القصر .. وأيضاً لن اكتفي بهذا سأفعل المستحيل أيمن ..افتح الباب.." ضحكته المتكررة اثارت جنونها خاصة و هو يقول "حتى بين مخالبي و تمتلكين اطول لسان.. اخبريني فقط ما افعله معك ..هل ادخل إليك الآن و اعلمك معنى التطفل..!.. أم احتجزك لأيام في مكتبي من دون هدف..اممم.. ما رأيك أن اكون لطيفا و .."ابتسم بخبث و كأنها تراه ليكمل بتهديد " اكون لطيفا و أنادي والدي فقط ليرى ياسمينته التي يثق بها" ..." افعلها .." اعتدل من وضعيته على الباب الذي يفصل بينهما ينظر لخشبه الثقيل متخيلاً منظر ساحرته و هي تقول له بثقة " افعلها.." انحسرت ابتسامته على صوتها الماكر من خلف الباب و هي تكمل " افعلها أيمن ..و أنا سأخبر عمي باللص الذي سرق الملف ليخبئه بطريقة فاشلة.." عضلات جسده تشنجت لتتوسع عينيه السوداء على صوتها و هي تكمل بخبث " افتح الباب أيمن..بكل هدوء.." كز على أسنانه ليصدر صوت احتكاكهما فينطق بخطورة " لقد نسيت من أي كومة مخلفات انتزعك والدي..لقد طال لسانك حقاً يا ابنة السجين.." كفها اتكأت على خشب الباب دون تأثر ..فتلك الكلمات لطالما سمعتها و لم تعد تتأثر بها لكنها لم تمنع لسانها من القول " و أنا اتوق لأنادي طفلتك..بابنة الفاسق الشيطان.." تراجع جسدها إلى الوراء على ضربة كفه القوية على الباب ليهتز بقوة..الدماء كانت تفور بعروقه و هو يدير مفتاح الباب ليندفع مهرولاً نحوها لم يسمح لها بأن تصرخ حيث امتدت ذراعه بقوة لتحيط بوسطها بعنف فتمتد كفه نحو مفتاح النور يدوس عليه فينطفئ ..
أنت تقرأ
الشيطان حولك لكاتبة سمايل رانيا
Romanceنصبت لك فى قلبى اشواكا قلبا يدعوك للحب يمزقك بحثت عن حلاوة عينك فلم اجد سوى رمادا يحكى قصتك والمثير ان عيناك رات عيناى بحرا يضيئه البرق فيلحقه الرعد يرعبك تنتفضين من الرعد خائفة ونسيت ان الرعد يلازمك اخيرك بين الحياة والعشق ثم افرض عليك العذاب وان ا...