الفصل الثالث والعشرون
...............................تمسح بقطعة من القماش التلفاز المسطح المعلق على الجدار ..وقد غطته طبقة من الأتربة بعد أن اهملت تنظيف البيت كل ذاك الوقت..وبما أنها استيقظت اليوم مبكراً قررت أن تنظف الصالة الذي بدا الغبار يتسرب إليها..ابتسمت كعادتها كما تبتسم صباحاً عندما تسمع صوت انفتاح باب غرفته معلناً استيقاظه فتتأمل اللون الأزرق بعينيه على استحياء وهو يهمس لها بصباح الخير بحيويته المعتادة..رغم أنها قبلت الزواج منه لكنه يعطيها راحة كبيرة حيث لا يقترب منها ابداً مكتفياً بالتغزل بها كل صباح وهي تحاول جاهدة الاعتزال بنفسها وقد مرت اربع أيام منذُ ذاك الصباح.." صباح الخير.." اخيراً نطقها فاستدارت إليه وهي تمسك بقطعة القماش بين يديها ترد بطبيعتها الناعمة " صباح النور.."..تبسم وهو يرى ملك الذي يعرفها سابقاً هالة الخجل والبراءة تلك فيتأسف بسره انه كان يحولها احياناً إلى امرأة غاضبة تصرخ وتبكي وكل هذا لا يليق بها اقترب منها خطوة قائلاً..
- " تنظفين البيت.!.."
تأملها من الأعلى إلى الأسفل بثوب واسع ازرق وشعرها مرفوع بمشبك شعر إلى الأعلى لكن خصلات منه كانت متحررة فتعطيها منظر اجمل..اجابته محاولة عدم النظر لعينيه
- " الأتربة اخشى أن تغزو المنزل بكثافة دون أن نعلم.."
ضحك من أعماقه وهو يقترب نحوها لينزع من يدها قطعة القماش يرميها ارضاً يشعر بارتباكها وهو يهتف
- " لا تلمسي شيء..سأحضر خادمة لو اردت.."
نظر لذاك الوميض الباهت بعينيها كأنها تذكره أنها كانت خادمته فلامس بأطرافه ذقنها برقة يقول وهو يتأمل جمال عينيها
- " لم تكوني يوماً بنظري خادمتي..بل ذاك العمل كان عذراً لي لأبقيك هنا حولي ..بالضبط حول هذا.."
رمشت بصعوبة ويده تلامس كفها ليضعها عند قلبه وهو يكمل ببحة..
- " هذا القلب لا ينبض إلا باسمك.."
ليست معتادة ابداً على رعد الطاهر حتى أنها كلما اوشكت على الخوف منه حتى تهدأ وهي تتأمل ملامحه فتقول محاولة تغيير مجرى الحوار
- " لا بأس لو نظفت البيت..كأي فتاة تقوم بمهمة تنظيف في بيتهـ.."
قطعت آخر كلمة وقد كادت أن تنطق بيتها بسخافة احست بالخجل وهي تشيح عينيها منه فيقول يغمرها بالثقة
- " نعم لانه بيتك سأسمح لك بالتنظيف..."
لا يعلم كيف يهيج مشاعرها الثائرة فتبتعد خطوات عنه وهي تقول هذه المرة
- " رعد اتصلت البارحة بالسيدة أم سعيد..اخبرتني أنني عندما غادرت الحي كانت غير موجودة في بيتها ..وقد صدمت بخبر زواجي منك.."
انحسرت ملامحه الرومانسية منه وهو يركز بكلامها قائلاً
- " وهل اخبرتها بالحقيقة..؟.."
هزت رأسها بالإيجاب قبل أن تعاود الاكمال
- " تطلب مني أن اعود.."
" ابداً.."..
اجفلت من صوته وهو يقترب إليها يقف مقابلاً لها ليقول برفض مصمم
- " لن اسمح لك ملك بالتعرض لألسنة الناس مجدداً هذا لن يحدث.."
رفعت عينيها إليه ليشعر بالغصة من ارتباكها وهي تردد بضياع
- " لكن لا يجوز أن ابقى معك في نفس المكان بمفردنا.."
فرد بسرعة
- " وهل يفرق..؟..مضينا وقت طويل معاً ولم تقولي مثل هذا الكلام.."
تشتت أفكارها وهي تحرك يديها بيأس لتقول
- " الأمر اختلف كنت مضطرة وكنت ايضاً خادمة عندك اما الآن.."
قاطعها يقول بثقة
- " اخبرتك أنني لم اعتبرك خادمة ابداً.."
لا يمكن أن تبقى رغم سعادتها معه لكنها تشعر بالذنب يقتلها
- " لكن.."
توقفت عاجزة عن الكلام فلمح التردد يطل منها ليجد نفسه يقول برقة
- " ملك ارجوك لا تخافي مني.."
عندما نطق تلك الجملة احست ببعض الرغبة بالنظر إليه فلم تعد تشعر بتلك الرهبة والرعب فكل ما تشعر به بعض القلق والذنب همست بصراحة
- " لستُ خائفة.."
يا الله يكاد قلبه يقفز من محله فرحاً وهو يسمع هذه الكلمتين منها وكم عنت له الكثير..استطاع أن يقول اخيرا براحة
- " إذن لا تذهبي لمكان آخر..لم اقترب منك يا ملك عندما كنت شيطاناً ولن افعلها الآن وقد اقترب موعد زواجنا.."
قالت برفض ضعيف
- " وماذا عن السيدة ام سعيد أنها تعرف.."
ببساطة رد
- " تعتقد أم سعيد انك معي وبرفقة أختي ام نسيت.؟."
تبسمت من كلماته المشاغبة بالنهاية وكأنه يذكرها بكذبتها تلك وقبل أن تقول شيء كان يهتف
- " لدي مفاجأة لك.."
لم تسأله لأنه سارع بإخراج شيء من معطفه فتصدم بجواز سفر امامها..شهقت حين قال لها
- " انظري ها هو جواز سفرك جاهز.."
نعم لقد اخذها معه مرة لتلتقط صورة هناك وكم كانت خائفة مترددة لكنها ذهبت معه ولم تتوقع أن ترى جواز السفر امامها بينما هو يكمل بسعادة
- " لم يتبقى فقط غير حجز التذاكر لسويد ..ثم بهمس رومنسي اكمل..هناك سنعقد قرآننا ونتفق بعدها على حفل الزفاف سنقيمه في الوطن مؤكد.."
كلامه الاخير احرجها وافرحها بعمق طوال تلك الأيام الاربع وفكرها كله معلق حول رعد..كيف ستهتم به وتعيش معه وكيف سيغمرها برومانسيته التي ليس لها حدود..وخيال جدتها دوماً كان يرافقها وهي واثقة أن جدتها كانت لتكون سعيدة من اجلها..جدتها التي احبت رعد ووثقت به مما جعلها تفرح وتعد نفسها بأنها ستحمي رعد من كل شر أنها ستزرع في قلبه نوراً اكثر واكثر وستعطيه قلبها الذي لم يعرف رجل سواه..
- " بماذا شردت..؟.."
افاقت على لمسة من انامله على يدها وهو يضع جواز السفر في جيب بنطاله فابتسمت لتقول له باستحياء..
- " أنا خائفة..."
رفع حاجبيه فيقول بمشاكسة
- " من ماذا...؟.."
لم تعرف كيف نطقت على الفور
- " من الزواج بك .."
ارتد رأسه بضحكة عميقة فيعاود النظر إليها لتكشر قائلة بغيظ ناعم يثيره
- " رعد سنعقد قرآننا هناك لكن ابداً لن اتزوج بك بسرعة.."
قال مدعياً البراءة
- " لماذا هذا العذاب...؟.."
لم يتوقع أن تبرق عينيها وهي ترد بحالمية
- " لطالما حلمت بفترة خطوبة طويلة.."
رق قلبه لتلك الجميلة وهو يستشعر حبها لعيش التجربة ورغم ذاك نطق موضحاً
- " تقصدين بالخطوبة تلك "بعقد القرآن" مؤكد.."
اندهش حين ردت بإصرار لم يعده وقد عزمت على قرارها
- " نعم..ولن اتراجع عن هذا القرار .."
لم تكن تدري متى اقترب منها هكذا..متى لف وسطها بذراعه يقربها إليه وهو يدنو نحوها يهمس بجانب اذنها باستسلام
- " كما تشائين.."
ومع كل تلك المشاعر التي كانت تشعر بها إلا أنها قالت
- " ايضاً لن ابقى معك بمنزل واحد ..ربما أنت مجبور على تدبير لي منزل آخر.."
رفع حاجبيه ووجهه يتراجع لينظر الآن لعينيها متلذذاً بالمشاعر التي تعصف بهما وهو يقول
- " وحدك.؟.."
تخبطت وهي تزيح عينيها عنه وتتحرك بضعف لتقول
- " مع أي احد سواك.."
أنت تقرأ
الشيطان حولك لكاتبة سمايل رانيا
Romanceنصبت لك فى قلبى اشواكا قلبا يدعوك للحب يمزقك بحثت عن حلاوة عينك فلم اجد سوى رمادا يحكى قصتك والمثير ان عيناك رات عيناى بحرا يضيئه البرق فيلحقه الرعد يرعبك تنتفضين من الرعد خائفة ونسيت ان الرعد يلازمك اخيرك بين الحياة والعشق ثم افرض عليك العذاب وان ا...