الخاتمة
............" تريد الذهاب للافتتاح ؟..حاول إن استطعت.."
شعر انه قادر على كسر هذا الباب بسبب الغضب الذي يضخ به " افتحي ياسمين.." صوته خرج خشناً من شفتيه فتتشنج عضلات جسده من صوتها الماكر وكأن ياسمين بأول لقاء عادت إليه الآن
" طلقني بالأول.." مجنونة..هذه ياسمين السابقة عادت وهو قد تناساها بياسمين حبيبته الجديدة..الغضب يزداد به وهو يتقدم بجسده إلى الباب يقول من بين شفتيه
" سأتصل لرعد إن لم تفتحي الآن .."
اغمض عينيه وهي ترد بثقتها السابقة
- " اه رعد..يحتاج اقل شيء نصف ساعة ليأتي إليك ثم نصف ساعة أخرى لتصلا معاً إلى المحل.."
ال... لم يستطع حتى ان ينطق لفظ بذيء بسره ..ياسمين تريد الطلاق مقابل مستقبله الذي يبنيه بيديه وسبق أنها عرقلت امامه الطريق من قبل..حاول أن يتنفس وهو يسند كفيه على الباب الخشبي..لسانه لا تقدر على نطقها لا يمكن" ...لا.." لم يكن يدري أن لسانه نطقت بلا فوصلت لمسامعها ارتد جسده إلى الوراء على صوت دوران المفتاح في القفل ..حدقتي عينيه اهتزتا وهو يتراجع خطوة أخرى..وكأن الوقت يمشي بالبطيء والباب ينفتح على اقل من مهلة ليصدر صوت انفتاحه رمش بعينيه و رأسها يطل من على الباب فيكاد يجن وهو يرى رأسها فقط تقول بصوت عادي وبعينين لامعة " حمدلله على سلامتك مؤخراا.." ..شك انه لن يستطيع أن يقف اكثر وهي تطل له بجسدها كاملاً ..لا لم يرى يااسمين بحياته بهذه العينين الشغوفة الابتسامة المتراقصة على شفتيها المصبوغتين باللون الوردي كما اعتاد أن يراهما دائما تفضل هذا اللون لشفتيها..عينيها بدت اكثر زرقة تحت الكحل الكثيف اما شعرها فكان مموجاً بطريقة اذهلته..شقرائه تقف امامه بثوب من المخمل اسود يظهر صفاء بشرتها والتي تذكره بدمية الباربي الخاصة بشهد ..تقترب نحوه ببطء فيكاد يذوب شوقاً لملامسة بشرتها بين يديه ..المذهل أنها وقفت امامه ترفع رأسها إليه تبتسم بإغواء وتقول وكأنها تلقي تعويذة سحرية
- " اشعل لهيب العشق بعينيك.."
اتسعت عينيه وهي تلف كفيها حول خديه فيحدق بعينيها وهي تكمل
- " استجيب لي أيمن..انظر لي بعشق واحرق كبريائي..افعلها..!.."
كانت تطلب الطلاق قبل قليل..وقد تخيل أن ياسمين الأولى هي من تقف خلف الباب بثيابها العادية وشعرها المنسدل من دون اهتمام وعينيها الماكرة الخبيثة لكنه الآن يرى شيء مختلف ..
" كنتي تطلبين الطلاق.!."
قالها بخشونة خرجت منه بتلقائية دون تفكير فتتسع عينيه وشفتيها تتحرك بثقة
- " ولكنك لم تفعل..وأنا لا اريدك أن تفعل.."
يديه ارتفعت تحط على يديها ينزلها من وجهه وهو يخفض بنظراته للأرض يقول بهدوء مخالف للأعاصير بداخله..
- " أنا وأنت لا يمكن أن نحيى سوياً.."
- " ولا نستطيع أن نعيش إلا معاً.."
قالتها على الفور فاندهش وهو تكمل
- " اخبرتني أنك عندما تعود ستتفاهم معي ..لكنك لم تفعل..انتظرت الكثير أسبوع وأسبوعين ثم ثلاث والرابع لم اقدر.."
لأول مرة كان هو الذي يتراجع للخلف لا يريد سماع شيء وهي كانت تقترب إليه بإصرار فيقول
- " مشغول جدااا أنا.."
- " احظرت طباخاً ولم تخبرني.."
هل تتدعي الغباء..؟..كيف يخبرها و قد طعنته بظهره من قبل..؟..كيف يفعل ذلك استمع لها تكمل وكأنها بريئة من فعل أي شيء...
- " وايضاً لم اكن لأعرف بموعد الافتتاح إلا من عمي..والغريب أنك لم تتصل بي لتدعوني.."
توقفت بمكانها عندما صرخ وقد طفح الكيل
- " هذا يكفي توقفي عن ادعاء البراءة يا ياسمين أنت تعرفين جيداً لما لم اخبرك بشيء..ولماذا حتى الآن أنا لم ازورك أو اتصل لك.."
رأى جسدها يتصلب وهي تخفض عينيها إلى الأرض لكنها لم تتوقف عن الكلام وهي ترد له
- " لماذا لم تطلقني أذن..؟.."
قلبه انقبض لكن بكبرياء رجل قال
- " سأفعلها.."
رفعت عينيها بقوة تحذر
- " أتجرؤ..؟.."
"ياااسمين.." اسمها خرج من بين شفتيه منهكاً فلم يشعر بها إلا وهي ترمي جسدها إليه تحوط بذراعيها صدره تستمع لتنهيدته العميقة فتقول بصدق حزين
- " أنا آسفة حبيبي..اعلم أنني اذقتك ما لم تذقه بحياتك من قبل.."
تطلع لسقف الممر وهو يكبت آهات ليقول بهدوء
- " ماذا اذقتني ياسمينتي..؟."
ابتسمت وهي تحرك رأسها فوق صدره فيشعر بمحبوبته بين يديه وهي تكمل بتلذذ ناعم
- " اذقتك عسلاً .."
"ياااسمين..!.."
ضحكت بخفة وهي تمرر اصابعها اسفل ذقته رافعة رأسها إليه دون أن يبتعد جسدها عن صدره
" قليلاً من المر فقط.."
عقد حاجبيه ليكشر هاتفاً.." تضحكين ..؟.ها.."
رغماً عنها افلتت ضحكة اكبر فيقول لها
- " هل يمكن أن تحرريني قليلا...؟.."
بدل أن تبتعد عنه كانت تتشبث به اكثر وهذه المرة اخذت تشبك يديها خلف عنقه بإصرار لتقول له
- " حاول تحرير نفسك.."
اراد أن يتحدث لكنه صمت وهو مستمتع بعينيها التي تحدق به بنظرات غريبة قبل أن تبتسم بتفكير فتنطق بخفوت
- " متى تمسكت بي أيمن...؟..متى احببتني بصدق.؟.."
- " ليلة اختفاء الطفلة ...سارة..عرفت ميقناً أنك مهمة بحياتي.."
يعرف الجواب فنطقه على الفور ..انذهلت قليلاً وهي ترى الكثير من الكلام يريد قوله قالت بحيرة
- " ثاني يوم لعقد القرآن..!.."
لانت ملامحه قليلاً وهو يحدق بها متذكراً تلك الليلة نفس اليوم الذي شك انه مصاب بالايدز ..وانه جرف ياسمين معه بنفس المصير وقد امتزجت دمائهما معاً بالجرح الذي سببه لها..ابتلع ريقه فيقول لها
- " يومها اخبرني احدهم أنني مصاب بالايدز.."
شهقت فامسك بكفه شفتيها يمنعها من الصراخ وهو يكمل
- " لم يكن غير يوماً تقريباً..به فكرت كما لم افكر بحياتي من قبل..أولهم كان أنت.."
صامتة تحدق به والخوف عليه يكاد يقتلها وهو يكمل
- " خشيت على حياتك و ادركت أنني لا اريد فراقك ياسمينتي ولا اقدر عليه..ثم فكرت بأنني كنت سخيفاً جداً وأنا اعبث من امرأة إلى أخرى.."
تريد سماعه فلم تقل شيء وهو واصل
- " لكن الخوف لم يتلاشى ابداً حتى بعد أن اخبرني الرفيق بسلامتي وسلامته..."
لم تفهم هذا الجزء من كلامه لكنها اعطت له مجال ليكمل وهو مستغرب انه صرح بهذا السر لياسمين وهو يريدها أن تعلم بهذا الجزء من حياته
- " اسرعت مهرولاً لأقرب مشفى واجريت فحصاً لأتأكد من سلامتي وكانت النتيجة جيدة وبعدها اقسمت على الابتعاد عن أي علاقة غير شرعية.."
- " وماذا عن شيماء..؟.."
قالتها من دون تفكير فاسرع يقول بصدق
- " هي صحيح ساعدتني ذاك اليوم في الفندق ضدك لكنني لم اعدها بأي علاقة كان رعد الذي ورطني معها وأنا لم ابالي..ولم تكن غير ليلة واحدة لا اكثر كنت قد اسرفت بالشرب وأنا غير معتاد على الخمر وهي كانت موجودة في ذاك الوقت.."
نظر لها يريدها أن تصدق ..لكن قلبها كان يخفق بجنون وهي تفكر بأن أيمن عانى كثيراً وهي كانت جاهلة عنه استمعت له يكمل
- " لا تسأليني كيف شربت ليلتها.....لأني خضت مع أصدقاء بتحدي سخيف وخسرت وكان العقاب هو أن اشرب كاسات من الخمر فقد كانوا يعلموا أنني ممتنعاً عنه وأنا كنت سخيفاً ولم ارفض خشية على كرامتي بينهم.."
أصدقاء السوء وتحدي سخيف ..ما هذا الكلام ..؟...حركت رأسها بالنفي وهي تقول له
- " لا يهم حبيبي..لا يهم لننسى كل شيء.."
- " حبيبك ؟..أنها ثاني مرة تقولينها.."
رقت عينيها دون أن تبكي وقد عاهدت نفسها أن لا تسيل دموعها فقالت
- " نعم أنت حبيبي..أنا يا أيمن لا استطيع أن اعيش من دونك.."
يديه تحيط بخصرها وهي تكمل له بحب
- " أنا لا يمكنني أن اكذب عليك واخبرك أنني سأكون زوجة رائعة لك..لأنني اعرف نفسي..ماكرة ولا احد يقدر علي..لكنني..."
احست بصعوبة وهي تكمل له بعشق تلامس بيديها عنقه
- "اعدك بأنني سأحبك من قلبي اكثر مما احبك الآن..واعدك ايضاً أن كبريائي قد يؤذيك إنما بحب صادق ..فقط لا تدعنا ننفصل .."
" ششش"..تمتم ويديه تجذبها إليه يقبل عينيها المغمضتين يقول لها
- " لا تذكري أمر الانفصال ..أنا احبك ياسمين أتفهمي معنى أن يحبك أيمن....؟.."
اقتربت منه اكثر وهي تتأمل ملامحه الوسيمة تكمل بهمس
- " أنت رااائع..وقوي ..فالرجل الذي يعترف بالذنب ويصححه هو وحده الذي يستحق الاحترام والعشق.."
تأوه متلذذاً وهو يقاطع كلماتها يقبلها بعشق يديه تتلمس خصلاتها الشقراء فتذوب وهي تستقبل حبه بتلهف يهمس لها " يا شقرائي الجميلة ..آه منك ومن حبك ومن عذابك .."
انفاسه تلهب وجهها وهو يتأمل الجميلة بين يديه ..عينيها تتحمس وهي تسأله برفق
- " أنا اتوق لحياتنا معاً .."
- " أشك بأننا سنتفوق على توم وجيري.."
- " أيمن..!.."
ضحك وهو يشعر بالراحة ليقول لها
- " أنا على ما اعتقد أنني كنت غاضب منك قبل دقائق..فكيف سامحتك..؟.."
- " سحرر.."
قالتها بابتسامة لعوب فغمرها بقبلات حارة وهو ينطق لها
- " اخبريني يا ساحرتي الشقراء..كيف وصلت إلى هنا..؟.."
- " أنه رعد .."
هتفت مستمتعة بالصدمة التي اطلت عليه قبل أن تلين ملامحه فيقول
" محتاااالان.."
رمشت ببراءة متصنعة تنطق
- " الافتتاح.."
كبتت ضحكتها وهي تراه يرتبك ويتوتر مجدداً فتراجعت قليلاً عنه تمد يدها إليه لتحتويها كفه وهي تقول
- " سنذهب معاً..أنا زوجتك.."
لامس يدها بين يده برقة يرد عليها بثقة
- " وسنحدد موعد الزفاف هناك ايضاً.."
عينيها اصبحت اكثر جمالاً وهي تعطيه اجابة واضحة قبل أن تقول
- " وايضاً لن امهلك غير يومان لتعود لمحلك في الشركة ولا اريد اعتراااض..."
انزعجت وقد لاحظت انطفاء الوميض بعينيه وهو يجيبها بفتور
- " المنصب لك ياسمين و أنا لا اريده.."
- " لكنني لم اعد اريده..صدقني ايمن أنا مشغولة بامتحاناتي وهذا عامي الأخير..كما أنا والدك بحاجتك .."
هذا المنصب لطالما حلم بأن يعود له لكن بعد ما رآه من ياسمين لم يعد يهتم به قال لها بصدق
- " ياسمين أنا لا اريد.. لدي عملي الخاص ولا اريد سواه.."
قالت تحاول تشجيعه
" لكن والدك وأنا وأنور نريد ذلك..لن يضر إن عملت مع والدك ومحل الحلوى معاً..لن تخسر شيء.."
لا يشعر بالغضب وهي تنطق اسم أنور من بين شفتيها ..اقترب نحوها وعينيه شاردتين يحيط وسطها بذراعه يقربها إليه فتستجيب له تقول بدلال
- " أرجوك حبيبي..ثم أنني سأعمل موظفة عندك بعد تخرجي.."
صمت قليلاً يفكر قبل أن يحرك رأسه موافقاً فقفزت فرحة لكنه كان يعتقد أنه هو ايضاً بحاجة للعودة إلى الشركة ..بحاجة أن يعوض والده عن اهماله وتقصيره أن يقف بجوار أنور ويخفف عنه اعبائه أن يكون له أهمية بين أسرته ويجعل حبيبته تفتخر به..تبسم قبل أن تتلاشى ابتسامته عندما صرخت قائلة
- " هيا لنرحل بسررعة..أنا بحاجة لأرى المحل قبل أن يأتي الضيوف.."
اسرعت تجره إلى الخارج مغلقة الباب خلفها لتسحب المفتاح تضعه بجيب أيمن بما أنها لم تحضر حقيبتها فيسألها كيف جاءت إلى هنا محاولاً أن يخفف من عجلتها التي لا تناسبها ابداً وهي بهذه الأناقة..لتخبره على عجل أن السائق من احظرها وطلبت منه الرحيل بعد أن اتفقت مع رعد وملك قبل يومين..- " اسرع أيمن.."
نطقتها بعجلة فامسكها في وسط الحديقة ليتمكن من القول اخيراً
- " تمهلي حبيبتي..تمهلي فقط ثوان ..اسمحي لي.."
تململت قليلاً لكنها صمتت وهي تراه يبحث عن شيء في سترته واخيراً اخرجه..هكذا من دون علبة مخملية احست أن العالم كله لها وله فقط والهدوء ينتشر فجأة بالمكان وهو يقترب إليها يقول برومانسية
- " خاتم أمي يا ياسمين.."
ذاك الخاتم البّراق الذي سقط منه في الفندق بلندن وقد اعتقدت انه هدية لإحدى نسائه..لا ..لن تذكر امر نسائه ثانياً أيمن لها..ومن ارادت أن تسرقه منها فلتحاول قتلها بالأول..انبهرت عينيها وهو يتقرب منها يتناول يدها حتى مستواها يلبسها الخاتم بيدها الأخرى الخالية من خاتم الخطوبة..احست بحرارة قبلته على أصابعها ينطق بنفس الحرارة
- " كنت متأكد من حضورك الافتتاح ..وكنت اعلم أنني سأضمك إلى صدري متناسياً كل شيء..لهذا لم ازورك منذُ أن عدت لأني خفت من مسامحتك وقد جرحتني بشدة.."
كم احست أنها غبية ولا تستحق هذا الرجل لكنها تعاهدت أنها ستعوضه عن كل شيء وهو يكمل لها
- " لا تنزعيه كما لم تنزعه والدتي بحياتها قط..أمي كانت حبيبتي الأولى و أنت .."
الحب فاض من ملامحها وهو يكمل لها بهمس
- " وأنت حبيبتي الأخيرة ياسمينتي ..وردتي التي لا تذبل.."
......................
بعد مرور عدة أشهر
......................
سار أنور بثبات داخل قاعة الاحتفال الضخمة عينيه مثبتتين كانت حول صديقه زيد وزوجته التي احظرها زيد معه للحفل..اقترب يرحب بهما قبل أن يعرفهما على والده الذي كان متأنقاً كرجل اعمال ناجح..لم يتخيل أن يكون عرس أيمن وياسمين هكذا..تخيله مليء بالضيوف وهم الطبقات العالية لا غير ..لكن الحفل كان صاخب مع كثير من الشباب والفتيات من مستويات مادية مختلفة ..الذي يضحك والذي يمزح من أعماقه والآخر متأنق في سكوت تام و تصرفات حذرة بالطبع فالغالبية هم رجال الأعمال الذي لبوا هذه الدعوة برحابة صدر..حدق بأيمن وياسمين على المسرح والمصورة تلتقط لهم صور فبدوا له رائعين .. تبسم وهو يلحظ الفرحة التي تلف كل واحد منهم
واضحة جداً ..ازاح عينيه وهو مقتنع جداً كما كان مقتنع من البداية أن ياسمين ليست له واليوم هو لم يكن ذاك المكتئب بزواج المرأة التي احب بالعكس كان راضاً وقلبه هادئ كما لم يهدئ من قبل وكأن الفرحة بعينين أخيه كانت كافيه لتزيح عنه هذا الحب فيتساءل بأي طريقة احب ياسمين وهو الذي يسمع عن الحب عذاباً..استفاق على صوت أنثوي فرفع عينيه ليجد ابنه احدى رجل الأعمال امامه..لا ينكر انها تفوق الوصف بجمالها المدهش وقد ظهر واضحاً خاصة بثوبها الفاخر و زينتها لكن بحياته قط لم يكن يفضل هذه النوعية وإلا كان وقع صريعاً منذُ زمن تبسم للمدعوة " دينا.." يجاريها بالحديث وعينيه تنظر للمدعوين فيجد هناك والدة ياسمين جاءت بمفردها على ما يبدو وهي برفقة ندى على إحدى المقاعد تلك المرأة لم تتغير ابداً ..فكر أن ياسمين نسخة مصغرة عن أمها شكلاً وربما بالطباع والمكر ثم عاد بصبر يحاكي دينا باحثاً عن حوار قصير..
........
تمسكت ملك بذراع رعد جيداً وهي تبتسم طوال الحفل خاصة من انظار الناس لها وهي تقف امام والدة رعد..تشعر ببعض الارتجاف وهي لأول مرة ترى أمه فبعد أن عادوا من السويد كانت هي مسافرة وقد دعاها رعد لزفاف صديقه وهو لم يتوقع أنها ستلبي دعوته لترى الفتاة التي قريباً ستزف له..الغريب انه لا يشعر بأي حنين اتجاه هذه الأم التي تقف بجواره الآن فقط ذراعه تحيط بكتفي ملك التي رجته طوال الحفل أن يحسن معاملة أمه والآن هو لا يشعر إلا بالواجب نحوها الأمر ليس بيده هذه المرأة لم تربيه قط " زوجتك جميلة يا رعد.."..كانت تنطقها وهي تتساءل حقاً كيف عثر رعد على فتاة البراءة تقطر من عينيها ..جمال ناعم وهادئ و حشمة واضحة بهذا الثوب الذي ترتديه ملك يغطي جسدها كاملاً..شعرها الناعم كان محرراً براحة مع زينة بسيطة عليها و رغم ذلك كانت جميلة وهي تبتسم لها تقول
- " مرحبا بك سيدة ميادة.."
لم تتعذر وتقل لها ناديني عمتي حتى..بل نظرت لرعد تبتسم له ابتسامة لم تصل لعينيها فينظر لها بهدوء مما جعل ملك تتوتر وأمه تقول له
- " بحياتي لم اتوقع أن اراك بعد مدة طويلة بهذا الموقف كما اليوم.."
لم ينطق بكلمة بل اخذ يحدق بوالدته التي تبدو اصغر سناً من عمرها وهي تكمل له
- " ابني الذي انجبته بطني يعيش كرجل ناجح مفتتحاً اول محل في عالم الحلوى.. "
" أمي..."
ارتبكت ملك وكأن كلمة امي غريبة عليه ..كم احست بالألم اتجاه حبيبها وتلك الأم القاسية لم تلن ابداً وهي تنظر له برأس شامخ تكمل
- " هذه كانت أمنية والدك.."
- " لا تذكري والدي على لسانك .."
لأول مرة كان يدافع عن والده ..نعم هذه المرأة لا تستحق أن تذكر سيرة والده وقد خانته سابقاً..صحيح انه لم يكن الأب المثالي لكن على الأقل لم يكن خائن هدأ قليلاً وهو يستشعر لمسة ملك له التي تدعوه بالهدوء فاستمع لها تكمل له ساخرة
- " يا لك من ولد وفي لوالدك..و كأنك لست الرجل الذي باع املاكه كلها بعد موته بكل سهولة..اخبرني فقط هل لازالت ثروته بحسابك في البنك ام أنها انتهت على الحفلات والخمور والنساء فقررت التغير بعد أن نفذ المال..."
اتسعت عينين ملك وهي تشد من قبضتها على رعد ..تكاد تبكي على رعد وهي لا تستغرب الآن على حاله السابق..عندما ارادت أن تجمع لقاء بينه وبين أمه لم تتخيل أن اللقاء سيكون حاد ومؤلم لطرفين صحيح أنها تزوجت رعد وهو اخبرها الكثير عن حياته السابقة بذكر أمه ونوران لكنها تقبلت ماضيه بصبر والآن تجده غاضباً وهو يرد عليها
- " اموااال أبي موجودة يا أمي..صحيح أنني بعت سلسلة المطاعم لكن الفيلا الخاصة بأبي لازالت كما هي ..واملاكه من بيوت ايضاً لازالت موجودة..بالإضافة أن ثروته لم تنتهي فهي بالبنك ولم تنفذ ابداً كما تعتقدين ..سأسعى أنا لافتتح مشاريعي ولن اتوقف..."
احست ملك انه اراد أن يشعرها بالثورة التي يمتلكها يغيظها فلأنها تطلقت من والده لم ترث شيء كما ورث هو ..تبسمت له ساخرة ترد
- " لا اعرف ما الذي غيرك بهذه الطريقة..و خطبت ايضاً فتاة جميلة لكنها لا تقارن بسابقيها.."
احمر وجهه غضباً وهي تكمل بتقصد
- " نوراان تبلغك سلامها..عن اذنك.."
لم يرد اثارة أي فضيحة بعرس صديقه ابداً ..حدق بملك يريدها أن تهدئه كما تفعل فيستغرب من أنها تحترق بنار الغيرة وهي تنظر له تهتف
- " نوراان كيف تجرؤ الغبية.."
نطقتها والغيرة تحرقها فتبسم رغم ما يشعر به من قهر وهو يقربها منه يقول بحب
- " وهل تجرؤ امرأة على منافستك يا ملاكي..فالقلب لك لا لاحد سواك.."
تصدقه وهي ترى زرقة عينيه تتأملانها بنقاء وحب واضح فتنظر له ببدلته الرسمية السوداء فتتذكر يوم عقد قرآنها فتقول بدلال ترد على كلماته
- " لا احد يجرؤ .."
ضاقت عينيه وهو يقترب من أذنها يقول
- " احب هذه الثقة .."
اصبح يستمتع جداً وهو يرى ملك تبتعد قليلاً عن هشاشتها وهو يزرع بقلبها ثقة جديدة ..يجعلها تشعر كم مكانتها عالية وهي غالية عليه وكأنه يريد أن ينسيها الماضي..عاد ينظر لها فيقول ليستعطفها
- " ملاكي ألن تحني علي ونقيم الزفاف.."
استطاع أن يستعطفها قليلاً وهي تراه يبتسم لها وكأنه لم يخض مع أمه حوار قاسي يؤذي أي بشر..يده تلامس وجنتها وهو يقول لها
- " دعينا نقدم حفل العرس قليلاً.."
تنهدت وهي تعيد له للمرة العاشرة
- " رعد لقد حجزنا القاعة بعد اقل من شهر..لماذا تتعجل الآن..؟.."
وضع يده على قلبه مدعياً الألم فرفعت حاجبيها وهو يتأوه ليقول لها برجاء
- " شهررر..!..انتظر شهر آخر.."
ما هذه المسرحية التي يمثلها لها الآن..احست انه لن يتوقف إلا عندما قالت بإصرار
- " لقد حجزنا صآلة الأفراح وانتهى الأمر..كنت موافقاً عندما حجزناها و لم تعترض .."
كما تبدو عينيها جميلتين وهي تتحدث معه هكذا تصر على رأيها فيقول لها
- " وافقت مجبراً.."
شهقت فاكمل مندفعاً..
- " نعم استطعت إقناعي قليلاً ذاك اليوم لكن الآن غيرت رأيي..ثم اكمل متسائلاً..اخبريني من هذا الذي يرضي أن يتزوج و لا يتزوج بنفس الوقت.."
- " لا تدعي يا رعد جهلك بالأمور..أنا بالأول كنت اريد خطوبة طويلة لكنني وافقت على عقد القرآن لأني اعرف أنك ستكون بالقرب مني دوماً وأنا لن اقدر على منعك.."
ادرك انه لن يستطيع تغيير رأيها وما عليه إلا الصبر شهراً آخر سيقضيه من بيته إلى بيت زوجة عمها..ضحك على تلك الفكرة وعينيه تلمع بخبث ليقول لها
- " تقصدين أنك ما كنت لتقاومي قبلاتي الحارة.."
احمرت خديها إحراجاً وهي تتذكر لقاءاتهما وقبلاته الحارة وهو يأتي لزيارتها في اغلب الأيام و تعتقد أن لولا خجله من عمتها كان سيزورها يومياً قالت من بين أسنانها
- " اصمت رعد.."
مال اكثر نحوها وهو يردد بابتسامة لعوب
- " ماذا قلت..؟..لم اسمعك مع الموسيقى.."
الموسيقى كانت هادئة وهي تعلم انه سمعها لكنه يستغل الفرصة ليقترب منها اكثر فتلاحظ الآن اقتراب ريان وفرح إلى الطاولة التي بجانبهما ..وتستشعر بعيني فرح المركزة عليهما وهي مستمتعة ..نظرت لرعد و لا تستغرب بداخلها غيرته من ريان فهي تعرف انه يريد قتله بين يديه خاصة أنها تعيش مع ريان وفرح وزوجة عمها في نفس المنزل لهذا حقد على ابن عمها الذي لا يفكر بها ابداً كما يخاف رعد..اخيراً قال لها كالمعتاد
- " لا تعودي اليوم مع هذا الاشقر إلى البيت..أنا سأوصلك.."
اقل شيء ستقدمه له اليوم هو أن تقبل فهزت رأسها بنعم وهي تحرك رأسها نحو المسرح تنظر لأيمن يراقص ياسمين فتعاود التحديق برعد لتجده كالحارس حولها يقول بحب
- " نرقص..؟.."
مرة رقصت معه وكانت في يوم عقد القرآن لكن رغم ذلك لم تستطع أن توافق بل قالت بنبرة تحاول التخفيف عنه
- " هل أنت بخير حقاً..؟..اقصد والدتك أنا آسفة لأني ألحت عليك دعوتها.."
يجب أن تفهم ملك أنه توقع هذا الشيء..وأمه دائما كانت هكذا إنما عقل ملك لا يصور لها وجود ناس بهذه الطبائع..قال لها يزيح كل قلقها
- " أنا بخير ولا اريد من هذا العالم سوآك.."
يعشق الرقة و العفوية الممتزجة بحبه وهي تضخ بكل جزء من جسدها امسك بكفها بين يده قائلاً لها بمداعبة
- " تعالي نرقص..اخاف أن احسد أيمن من شوقي لزفافنا.."
ضحكت وهي تتأبط ذراعه فيقودها إلى مكان الرقص حيث اخذ يراقصها ببطء لا يريد أن يرى احد تمايل جسدها ممتن أنها لا تجيد الرقص وتعتمد عليه وهو كل ما اراده أن يحتويها بين يديه يستنشق رائحتها ولا يمل..
..............
لا يصدق اخيراً انه تحرر من " دينا.." فكلامها التافهة يمقته ومع ذلك هو لا يملك قدرة على الاعتراض الصبر حتى مع النساء..بحث بعينيه حتى وجد طاولة فارغة فأسرع إليها ليأخذ كأساً من العصير ويسير نحوها يتكأ عليها لعله يختفي من انظار النساء...هو الرجل الأعزب وذو المكانة العالية ويعرف كم هو صيد نادر بالنسبة لهم..حاول أن يسترخي مع الموسيقى الهادئة وهو يرتشف من العصير " هذا مكاني.."
انتبه لصوت الأنثوي سريعاً فشعر بالضيق وهو يوجه عينيه نحو المرأة الجديدة لم يستطع أن ينكر الحيرة التي اصابته وهو يحدق بالفتاة امامه..كومة من الشعر المموج هل هو خشن ام ناعم لا يعرف ..كان فقط يحدق بلونه البني و هذا الشعر هو من سمح له بعد ذلك بالنظر لصاحبته ..فتاة بملامح غريبة كالأطفال..هل هي ابتسامتها تلك الواسعة ام العينين العسلية وذاك الأنف الشامخ ..جسدها ملتف داخل ثوباً وردياً هفهاف يظهر بياض بشرتها الناعمة..تنحنح قليلاً ليعتدل بوقفته وهي تقترب منه بكل بساطة تمد يدها فيلامس جسدها جسده تسحب حقيبتها التي كانت على الكرسي بجواره وتبدأ بتفقد نفسها عبر مرآة صغيرة..عقد حاجبيه وهو يرآها بكل ثقة تعدل من أناقتها امامه وعندما استرق النظر اكثر كانت تسرع لتوقعه متلبساً وهي تلف رأسها إليه تشعره بتفاهة الموقف وهو يحدق بها متعجباً لسانه الذي انعقد وهي تقول
- "هل مكياجي جيد..؟.."
لم يرد بل اخذ يشرب من كأس العصير وهي تقترب نحوه وابتسامتها تزداد اتساعاً ..ما هذه المصيبة الآن..؟..شهقت وهي تقول له
- " أنت أنور ناصر..شقيق العريس أليس كذلك..؟.."
حرك رأسه بالإيجاب فسارعت تقول باندفاع
- " رأيتك سابقاً على صفحات الانترنت عندما كنتُ في السويد.."
اه..قالها وهو لا يعرف ما يرد بالأساس خاصة وهو يرى هذه الطفلة التي امامه فرحة به كأنه نجم سينمائي شعر بالجو يشتد اختناقاً وهي تقترب منه فلا تفصل بينهما خطوة تضع يدها على كتفه وكأن الأمر عادياً تقول له معاتبة
- " لماذا تجلس وحيداً...؟..أنهُ زفاف أخاك.."
لا شأن لك..كاد أن ينطقها لكنه تراجع ليرد لها
- " اشعر ببعض الضيق.."
لم تكن تشعر بالتوتر ابداً فهي معتادة أن تقترب من أي رجل كما تفعل بالسويد هي بالعادة تراقص زملائها ولا احد يقول لها شيء..اما هو كان يتمنى أن يدفعها عنه وهو يخشى أن تلتقط لهما صورة معاً ولا تنساها الصحافة طوال العام لكنه يشعر بالخدر من رائحة عطرها فلم يكن له خيار غير أن يقول بحدة
- " تراجعي عني قليلاً.."
اندفعت إلى الوراء متراجعة فتكشر وهي تقول له بطريقة حانقة مضحكة
- " من تعتقد نفسك ..؟..هااا ..أنت بالأساس لا تعرف من أنا اكون..؟..."
لم يعد بمزاج رائق فرد عليها ساخراً كما لم يفعل من قبل
- " ومن تكونين ابنة الإمبراطور..؟.."
احست بسخريته فرفعت رأسها بشموخ تمرر يديها بين شعرها المموج ثم بحركات اعتقدت أنها مدروسة كانت تشير له نحو إحدى الرجال بعينيها وقد كان رجل أعمال معروف جداً تنطق له بثقة
- " انا ابنة رجل الأعمال ناظم فاروق ..رفعت أصبعها نحوه تكمل ..كن اكثر لباقة بالحديث معي.."
ما هذا الجنون ..؟..تعرفه وتعرف سيد الاعمال ناظم فاروق ..أي معلومات تمتلك ايضاً احس بالنفور وهو يرآها تستغفله هكذا فيقول لها بقوة
- " اولاً السيد ناظم فاروق لا يملك فتيات..ثم من قليل كنت فتاة سويدية على ما يبدو.."
يا الله..الكذب حبله قصير ..دائما اخبرها ريان بهذه الحكمة على ما تعتقد لكنها لم تفكر..ذابت ملامحها وهي تشعر بالإحراج فتحرك رأسها يميناً وشمالاً تقول له
- " امازحك فقط.."
كم الأمر سهلاً بالنسبة لها تداري على كذبة بكذبة اخرى..لكنه احس انه قسا عليها قليلاً ومن دون شعور وجد نفسه يبتسم وهي تمد يدها نحوه تقول بمرح
" فرح..تشرفت بمعرفتك.."
فرح..!..كم هو اسماً مفرح وجميل..كانت تلاعب خصلات شعرها بيدها دون أن تستسلم وتبعد يدها الاخرى المعلقة بالهواء بل اخذت تردد مبتسمة
" أنا اردت فقط إخراجك من الجو الكئيب ..لذلك كذبت أولا.."
يشعر أن هذه الكاذبة الفاشلة بالكذب ستكون في حياته فهو قدره أن يقع بين يدين المحتالات..لكن هذه المرة محتالة فاشلة مضحكة عينيه مرت عليها كلياً قبل أن يقول ..
" لا تكذبي من اجل تصحيح كذبتك الأولى.."
من دون شعور قهقه ضاحكاً وهي تضم شفتيها بحنق فتناول كفها اخيراً ليصافحها .." أنور..أنور ناصر.."...
...................................
" يبدو التفاهم على ملك ورعد واضحاً..لم اتخيل أن هذا الشاب من الممكن أن يتزوج يوماً."
قالتها ياسمين وهي الأخرى بين يدي أيمن تراقصه بثوب زفافها الأبيض بقماشه الضخم كانت تشعر أنها داخل كتلة من الحرير و كانت سعيدة جداً بهذا الثوب الذي يذكرها "بسندريلا " وقد كانت تحسدها على ثوبها ذاك وكأنها شخصية حقيقية لتجد نفسها تصمم هذا الثوب الملتصق من الصدر لينتفخ بعدها دون الثوب الذي يلاصق جسدها كله ..ورغم أنه اعاقها قليلاً في الرقص لكنها كانت سعيدة وهي تتمايل مع أيمن على انغام الموسيقى الهادئة..تراقب فقط زوجها ينظر نحو جهة واحدة غافلاً عن كلامها فانزعجت عندما شرد قليلاً برقصته معها وقد كان يتغزل بها قبل ثوان..لكن بفضول اخذت تنظر لجهته فتبتسم تلقائياً وهي ترى أنور بين يدي فتاة عجيبة الابتسامة تشق وجهها وهي تحاكيه ..لم يكن الثراء واضح عليها و ايضاً وقفتها تلك وثوبها الأنيق بعيداً عن الفخامة يدل على أنها فتاة عادية ليست من الطبقات العالية..فزفافها هذا مليء بشخصيات كبيرة..ابتسمت بخبث تنطق بمكر
- " يبدو أن أنور قرر التخلي عن العزوبية ايضاً.."
نظر لها على الفور بتلاعب فقالت تعض على شفتيها..
- " أم أنا مخطئة..؟..."
عاد يركز معها يقول
- " لندع الأيام تحدد.."
تنظر له دون ملل وهي تحاول اقناع نفسها للمرة المليون أن اليوم هي زوجة أيمن امام الناس جميعاً وستنتقل اليوم إلى الفيلا الجديدة والتي اهداها لهما عمها وغداً سترحل معه إلى شهر عسل..لا تصدق أن الأشهر كلها مرت بسلام و فور أن تخرجت من الجامعة حتى اقاموا الزفاف فخلال تلك الأشهر استطاعت أن تحب أيمن اكثر و اعطته الثقة مرة أخرى وهي متأكدة أنهُ بحاجة إليها.." تعبت من الرقص.." قالتها بخفوت فقال لها
- " وأنا تعبت ايضاً لكنها افضل وسيلة لتبقي حولي هكذا..."
وقبل أن تقول شيء كان يقترح فكرة مذهلة بالنسبة له وهو يقول لها
- " ما رأيك أن نترك الحفل للمدعوين ونرحل أنا وأنت للفيلا.."
احس بإحراجها الواضح فيعشق الخجل الذي يرتسم عليها نادراً وقد عرفها قوية ثابتة فاكمل بخبث
- " الليلة سأعلمك معنى التلاعب الحقيقي.."
- " أيمن اصمت.."
نطقتها بحزم فقال بخفة
- " شششش..لا تكشري .الصحافة هنا في كل مكان.."
- " لا تكن سخيفاً.."
نهرته وهي تراقصه فضحك من أعماقه وهو يقترب نحوها اكثر يشتم ذاك الثوب الذي يجبره على إبقاء مسافة بينهما فيقول
- " لم اسمع بحياتي قط عن عروس تصرخ على عريسها وهي تراقصه..قمة في الرومانسية صراحة.."
كتم ضحكاته وهي ترسل له نظرات زرقاء قاتلة فيعاود نبرته الخبيثة ليقول
- " دعيني احملك ونهرب من هنا..اشعر بالملل.."
- " في احلاااااامك.."
تنتقم إذن..لم يتوقف عن تأملها وهي تحاول إظهار بعض الحزم قليلاً بفشل فيشرد بوجهها وهو يتذكر أول يوم لهم..ثاني يوم وحتى آخر يوم..كانت قنبلة نووية ياسمين.." أخي.."
استفاق على صوت شهد فتبتعد ياسمين عنه قليلاً ليرى أخته الصغيرة تقف بجوارهما بينما تحرك رأسها نحو الخلف لتشير لندى ملوحة بيدها قبل أن ينحني هو نحو شقيقته يقول
- " ما هذا الجماااال....؟.."
اخذ يتلمس ثوبها الابيض دون أن يعي أن ياسمين تنظر له ببدلته السوداء اللامعة وربطة العنق الحمراء التي جعلته وسيم للغاية فتحسدها جميع الفتيات عليه ..رأته يحاكي شهد التي رفعت رأسها بشموخ وشعرها البني بتسريحته المرفوعة يجعلها طفلة جميلة لكن كالعادة فمها كبير ويثرثر بكلمات لم تستوعب منها ياسمين سوى بالأخير عندما قالت بغيظ
- " ألن ترقص معي..؟..ستبقى هكذا حول ياسمين حتى نهاية العرس.."
انطلقت ضحكة عالية منه وهو يقف ليقترب نحو ياسمين ينظر لها بعشق وهي تتأمله بإحراج فقد لاحظت الطفلة نفسها أنه لم يتركها لحظة لكن مع ذلك احبت هذا القرب الذي بينهما خاصة وهو يميل لها يقول بهمس مسموع.." سأبقى هكذا حولك.."
حركت رأسها بخفة وقلبها يعتصر تغمض عينيها وهي تنطق " وأنا لن اتخلى عنك.." فتحت عينيها تسمح لها بتأمل بحره الخاص وهو لا يصدق ما يحصل معه الآن..اخذت لسانه تترجم ما يدور بقلبه فيسمح لنفسه باحتضانها امام المدعوين تحت صفير وتصفيق عال لكن ابداً لم يسمع احد ما همس به بعشق." مهلاً بحبك مهلا.."تمت بحمد لله
أنت تقرأ
الشيطان حولك لكاتبة سمايل رانيا
Storie d'amoreنصبت لك فى قلبى اشواكا قلبا يدعوك للحب يمزقك بحثت عن حلاوة عينك فلم اجد سوى رمادا يحكى قصتك والمثير ان عيناك رات عيناى بحرا يضيئه البرق فيلحقه الرعد يرعبك تنتفضين من الرعد خائفة ونسيت ان الرعد يلازمك اخيرك بين الحياة والعشق ثم افرض عليك العذاب وان ا...